فلسطين

الثّلاثاء 13 ديسمبر 2022 1:30 مساءً - بتوقيت القدس

والدة الأسير سمير صبري: 18 عامًا على بوابات السجون وما زلت أنتظر يوم العيد الكبير

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي - قائمة طويلة من الأمراض، غزت جسد وحياة الوالدة الستينية فاطمة "أم حاتم"، لصدمتها وتأثرها الكبير، بعد الحكم القاسي الذي أصدرته محاكم الاحتلال، بحق ابنها الثالث في عائلتها المكونة من 6 أفراد، الأسير سمير صبري حاتم (44 عاماً)، ولكنها بعزيمة وأمل، وبعدما قضت 18 عاماً على بوابات سجون الاحتلال، ما زالت تتحدى وتنتظر يوم "العيد الكبير".


وتقول والدة الأسير سمير لـ"القدس"دوت كوم: "أسميه بيوم حرية سمير وعودته لأحضاني، رغماً عنهم، فقد حاولوا تصفيته بالإهمال الطبي وحرمانه من العلاج، لكن رب العالمين حماه لي، ونصلي له كل يوم ليكرمني ويمد بعمري، حتى أراه أمامي بلا قضبان وقيود وأزفه عريساً ".


 فمنذ اعتقاله، ورغم زواج كل الأبناء وما لديها من أحفاد، تؤكد "أن فرحة كل المناسبات التي سرقها الاحتلال بتحويله حتى أفراح وزفاف أبنائي لحزن ودموع، ستحقق عندما أعانقه وأشم رائحته ونبدأ مواسم الفرح التي ستكون طويلة وجميلة رغماً عن الاحتلال".


بصوره تتزين جدران، منزل أم حاتم، في مخيم عسكر، فهناك ولد ونشأ وتربى، وتعلم في مدارسة وكالة الغوث الدولية حتى أنهى المرحلة الإعدادية، وبعدها انتسب لمعهد قلنديا، وتخرج بشهادة الدبلوم في تخصص خراطة والمنيوم، وبعد عمل بها لعدة سنوات، انتسب لجهاز الشرطة الخاصة حتى اعتقله الاحتلال.


تاريخ 19/1/ 2004، يوم محفور في ذاكرة الوالدة أم حاتم، لم ولن تنسى تفاصيله لحظة، وتقول: "اقتحم الاحتلال المخيم وحاصر منزلنا، لكن لم نتنبه لوجودهم حتى اقتحموه حوالي الساعة الواحدة فجراً، هاجمونا وعزلونا في غرفة واحدة حتى انتهت عملية تفتيش وتخريب كل شيء في المنزل، كما أخضعوا جميع أبنائي للتحقيق الميداني".


 وتضيف: "قيدوه واعتقلوا حبيب قلبي وروحي ومنعونا من وداعه، وعشت أيام عصيبة وكوابيس رهيبة خلال فترة انقطاع أخباره، أثناء خضوعه للتعذيب والتحقيق الذي استمر شهرين ونصف في زنازين سجن بيتح تكفا، وهناك تدهورت حالته الصحية ورفضوا علاجه".


تروي الوالدة أم حاتم، أن سمير قبل اعتقاله، أجرى عملية لإزالة كيس شعر كان يسبب له أوجاع رهيبة ومشاكل صحية في الظهر وجسده، وخلال عزله والتحقيق معهم في مسلخ "بيتح تكفا"، كما تصفه، حيث تعرض لتعذيب قاسي، تعرض لانتكاسة صحية، فقد فتح مكان العملية وعانى من ارتفاع درجة الحرارة.


 وتضيف: "رفضوا علاجه، ونقلوه إلى سجن شطة، لكن حالته تدهورت أكثر، مما اضطر إدارة السجن لنقله لعيادة الرملة بعد فوات الآوان، فقد هاجمت الجراثيم مكان العملية، مما أدى لإصابته بالتهابات حادة".


 وتكمل: "بعد احتجاج الأسرة، خضع لعملية جراحية، لكن قبل تماثله للشفاء أعادوه للسجن، وبسبب ظروفه السيئة وانعدام الرعاية الصحية، أصبح يعاني مرة أخرى في مكان العملية، وتبين أن الأطباء لم يجرونها بالشكل الصحيح وتخلصيه من الالتهابات، وبعدما ساءت حالته الصحية، نقلوه للمشفى مرة أخرى".


 وتتابع: "في هذه المرحلة، فقد 17 كيلو من وزنه، وأصبح يعاني من مشاكل صحية جديدة، لكن لم يسمحوا له بإكمال علاجه، وبعد العملية بخمسة أيام، أعادوه للسجن، ليبقى الألم والوجع يرافقه، في ظل الإهمال المتعمد، فالاحتلال يمارس سياسة تعسفية بحق أسرانا، ويحرمهم من حقهم الطبيعي والمشروع بالعلاج، بهدف قتلهم بشكل بطيء".


بعد معاناة بين المحاكم، حوكم سمير بالسجن الفعلي 33 عاماً، لكن المحامي اعترض وقدم استئناف ضد قرار الردع التعسفي والظالم، ونجح في كسب القضية وتخفيض الفترة لــ20 عاماً، مما شكل صدمة كبيرة لعائلته وخاصة والدته، وتقول: "لم اصدق قرار المحكمة الظالم، شعرت بصدمة ولم تجف دموعي بعدما قرروا سرقة حياة وزهرة شباب ابني، فبدأت أتوجع وأتألم حتى أصبت بالضغط والجلطة والسكري والمفاصل واضطرت لتركيب مفصل، وكل ذلك بعد حكمه، كما أصبحت أعاني من مرض السرطان وما زلت أتابع علاجي".


 وتضيف: "لم أسمح حتى للمرض، بحرماني من زيارته، وتنقلت طوال السنوات الماضية على بوابات كافة السجون، أنتظر زيارته على أحر من الجمر، لا أنام ليلة الموعد المحدد واستعد كان يوم رؤيته هو العيد".


وتكمل: "دوماً يتمتع بمعنويات عالية، لم يقهره السجن والسجان، ولكن ما يؤلمني عندما أزوره أفرح كثيرًا برؤيته، اشراقته الجميلة وابتسامته التي تعطيني القوة والأمل بحريته القريبة، ولكن المحزن والوجع والألم الكبير أنني أعود وحيدة لمنزلنا ومسقط رأسنا، فطوال رحلة عودتي أتذكر صوره وكلماته ومواقفه و لا أفكر سوى بحريته".


من الصور المؤلمة في حياة أم حاتم، زواج الأبناء، خاصةً البكر حاتم في غياب شقيقه، وتقول: "لازمني الحزن والدموع، كانت فرحتي وما زالت منقوصة، فقد أصبح لدي 11 حفيداً لا يعرفون سمير إلا عن طريق الصور، وسيكون خلاصه من الاحتلال وسجونه يوم عرس فلسطيني كبير".


 وتضيف: "حرص ابني على إكمال حياته بشكل طبيعي خلف القضبان، حصل على الثانوية العامة بنجاح، وانتسب للجامعة، لكن الاحتلال حرمه من إكمال دراسته العليا، كما حصل شهادات في دروات تجويد القرآن الكريم واللغة العبرية وغيرها".

دلالات

شارك برأيك

والدة الأسير سمير صبري: 18 عامًا على بوابات السجون وما زلت أنتظر يوم العيد الكبير

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 202)

القدس حالة الطقس