Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 10 ديسمبر 2022 3:31 مساءً - بتوقيت القدس

الهجوم الإسرائيلي الإثنين الماضي على مخيم جنين.. بروفة وتهديد أم تدريب واختبار ؟!

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي - بعد خمسة أيام على عملية الاحتلال الأخيرة في مخيم جنين، والتي استشهد خلالها القياديان في سرايا القدس، نعيم الزبيدي ومحمد السعدي، خلال اشتباكهما مع الوحدات الخاصة، وبعد ساعات من تراجع الاحتلال عن قرار العقاب الجماعي لمحافظة جنين بإغلاق حاجز الجلمة الممر والمعبر الوحيد للداخل وشريانها الاقتصادي بعد عدة تدخلات وضغوط، استيقظ أهالي جنين والمخيم في الساعة الرابعة من فجر الإثنين، على الصافرات التي أطلقتها المقاومة لتحذير المقاومين ودعوتهم للاستنفار والتصدي للعملية التي استمرت ساعتين.


 وانتهت العملية بتساؤلات عديدة: هل كانت بروفة احتلالية للمجهول الذي تجهزه أجهزة الأمن الإسرائيلية التي لم تتوقف عن التهديد طوال الفترة الماضية لعملية سور واقي رقم 2 لــــ"عش الدبابير"، كما يسمى الاحتلال المخيم منذ عهد شارون الذي قاد الحملة الأولى والتي انتهت بمجزرة نيسان الشهيرة وفشل إسرائيلي في كبح جماح المقاومة وتصفيتها رغم اغتيال واستشهاد واعتقال من قادتها خلال المعارك التي استمرت أسبوعين؟، أم أن العملية تدريب وبعث معنويات في صفوف جنود الاحتلال الذين عبروا طوال الفترة الماضية عن مخاوف من اقتحام المخيم، بسبب ما يتعرضون له من مقاومة عنيفة وصفها قادة الوحدات التي قادت العمليات بأنها خطيرة ورهيبة وشبيهه بما واجهه الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان؟ 

منذ أكثر من عام، لم تتمكن قوات الاحتلال من الولوج لقلب المخيم وتنفيذ عمليات داخله، وجميع الأنشطة العسكرية تجري على أطراف لمخيم والمناطق والاحياء المحاذية، فقد اتخذت المقاومة تدابير عدة كما يوضح المتحدث باسمها لــــــ"القدس" دوت كوم، منها تشكيل مجموعات رقابة وحراسة على مدار الساعة، إضافة لمجموعات الارباك الليلي، وأخرى سرية، مهمتها رصد ومتابعة جميع تحركات ونشاطات دوريات الاحتلال فور خروجها من المعابر والحواجز كسالم والجلمة ودوثان، وقد أفشل ذلك.


 كما يضيف الكثير من نشاطات وعمليات الوحدات الخاصة التي لا تكاد تغادر لمنطقة بدعم وغطاء من طائرات الرصد والاستطلاع "الزنانة" التي لا تكاد تغادر سماء المخيم والمدينة، بينما يشتكي الأهالي من نشاط هذه الطائرات التي تقض مضاجعهم وتثير الخوف والقلق عليها.


 وقال المواطن هلال حسين: "نشعر أن طائرات الزنانة داخل منازلنا، صوتها مؤذي ومزعج ولا نعرف طعم النوم، حتى الأطفال لا ينامون منها، إنها لا ترصد وتصور فقط، بل اقتحمت حياتنا وأصبحنا مراقبين على مدار الوقت".

وأوضح المتحدث باسم المقاومة، أن من التدابير الوقائية نصب حواجز حديدية ثابته على كافة أبواب المخيم، وتغلق بشكل كامل كل ليلة، ومع كل إنذار ساخن لتحركات الوحدات الخاصة والجيش، فهي تعيق حركتهم وتمنعهم من الدخول لمناطق التماس في المخيم الذي يعيش حالة استنفار على مدار الساعة.


 ويضيف: "المقاومة نصبت شوادر فوق عدة أحياء، لحجب الرؤيا عن طائرات الرصد والاستطلاع والتشويش عليها، ومنعها من رصد تحركات المقاومين خاصة خلال العمليات، إضافة لنصب صفارات إنذار، تنطلق مع أي تقدم إسرائيلي لتوزع فرق المقاومة في مواقعها لصد أي هجوم".

أمام هذه الاحتياطات، ركز الاحتلال في عملياته على استخدام وحددت المستعربين التي تستخدم مركبات فلسطينية للتغطية على نشاطاتها، وفجر يوم الإثنين، حاول الاحتلال خداع المقاومة وإيقاعها برصاص المستعربين، الذين تسللوا تحت جنح الظلام لعدة عمارات وأبنية على أطراف المخيم ونصبوا كمائن، لكن المقاومة كما يوضح المتحدث باسمها كشفت الكمين وأحبطت مخطط الاحتلال.

بدأت العملية، كما تحدث شهود عيان لمراسل "القدس" دوت كوم، باقتحام دوريات عسكرية للمدينة من حاجز الجلمة، وتوجهت فورًا إلى المخيم وانتشرت في منطقة الكمين الذي كان حتى تلك الساعة غير مكشوف، لكن اكتشافه كما يروي المتحدث باسم المقاومة، بدأ عندما زج الاحتلال بالمزيد من التعزيزات من حواجز سالم غرب جنين وحاجز دوثان جنوب غرب جنين.


 ويضيف: "تحرك الدوريات وانتشارها في كل زقاق وطرق تؤدي المخيم، ترك شكوكاً و انطباعاً لدينا أن هناك عملية تستهدف حصار المخيم من كافة مداخله وعزله عن جنين والأحياء المجاورة".


 ويكمل: "انفضح أمر الكمين عندما رصدنا، توقف الدوريات في مواقع استراتيجية دون اقتحامات ومداهمات، وإطلاق قنابل دخانية للتغطية على الجنود للدخول للمباني العالية ونشر القناصة عليها، لاصطياد المقاومين".

خلال ذلك، كانت المقاومة رصدت تحركات الاحتلال ومواقع الكمائن، فالتزمت بتعليمات غرفة العمليات المشتركة، بعدم الخروج من المخيم، وعدم ترك ثغرات للتسلل أو اصطياد المقاومين، الذين خاضوا اشتباكات عنيفة من مواقعهم داخل المخيم.

في غصون ذلك، وحسب روايات الشهود، لم تبقى نقاط تماس قريبة من حدود المخيم، إلا ونشر الاحتلال دوريات عليها، بينما كانت دوريات تحرك تتحرك في عدة مواقع، لدفع المقاومين للخروج من ثغورهم، فاستمرت الاشتباكات العنيفة، وتعرض الجنود لإطلاق وابل كثيف من النار والعبوات الناسفة، دون أن يسجل أي تقدم نحو قلب المخيم الذي أطلقت مكبرات الصوت في مساجده، نداءات تحث المقاومين على اليقظة والحذر والاشتباك من مواقعهم.

وسط ذلك، تقدمت جرافة عسكرية بحراسة كبيرة من دوريات الاحتلال وتحت تغطية من رصاص الجيش لمداخل المخيم، وقامت بإزالة الحواجز والمتاريس، لكنها لم تتقدم متر واحد نحو داخل المخيم، بينما لم تتوقف المقاومة عن الاشتباك مع الجيش الذي لم يعلن الناطق باسمه عن أهداف العملية بعكس مواقفه السابقة، وهو السؤال الذي تردد على السن الجميع، في ظل الحشودات الهائلة التي ذكرت الأهالي باجتياح نيسان 2002.

النشاط الوحيد الذي نفذه الاحتلال خلال لعملية، اقتحام منزل الأسير المحرر يحيى السعدي الناشط في حركة "الجهاد الاسلامي"، ونجل القيادي فيها الشيخ الأسير بسام السعدي الذي أثارت عملية اعتقاله والتنكيل به، ردود فعل غاضبة وكانت من أسباب المعركة التي شهدتها غزة في شهر أب من العام الجاري، والتي انتهت بوساطة مصرية بوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عنه وعن الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة، لكن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق حتى اليوم، وما زال الشيخ بسام السعدي خلف القضبان التي قضى فيها أكثر من (15 عاماً) في اعتقالات عديدة.

بعد ساعتين، انسحبت قوات الاحتلال من المخيم، وبقيت الأسئلة تتردد في غياب أي تفسير إسرائيلي،
ومن وجهة نظر -أمين سر حركة "فتح" إقليم جنين- عطا أبو ارميلة، حول ما جرى فجر الإثنين، هو أن إسرائيل لديها أهداف للتصفية والاغتيال، لكن العملية كما يقول: "تمرين ومناورة وجس نبض من قبل قوات الاحتلال، وبروفة لعملية اقتحام لداخل المخيم".


 وأضاف: "نتوقع أن يكرر الاحتلال هذه العمليات مرتين وثلاثة، ثم يشن عملية واسعة لاغتيال قادة المقاومة، مؤكداً أن هناك جاهزية كبيرة لدى المقاومة لمواجهة كل الخيارات".


 وتابع: "إذا هاجم الاحتلال المخيم، سيكون معارك قاسية يسقط فيها شهداء والاحتلال يدفع فيها الثمن بشكل كبير".


أما الأسير المحرر جبريل الزبيدي والذي شارك بمعركة نيسان التي استشهد فيه والدته وشقيقه القائد في سرايا القدس طه الزبيدي، كما اعتقل فيها وقضى 17 عاماً خلف القضبان، فيقول: "ما حدث تدريب إسرائيلي، لدراسة الوضع الميداني على الأرض في المخيم خاصة إمكانيات المقاومة، هناك تخبط وخوف لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لذلك أرادت جس النبض قبل الإقدام على أي هجوم وحتى تنفيذ عملية في المخيم".


 يحيى شقيق الأسير زكريا الزبيدي أحد أبطال نفق الحرية، والذي استشهاد شقيقه داوود الزبيدي مؤسس وقائد لواء الشهداء في كتائب شهداء الأقصى، أضاف: "المقاومة استفادت من التجارب السابقة خاصة معركة مخيم جنين ومواجهتها السابقة مع الاحتلال، وقادرة على التعامل معه والتصدي له رغم اختلال موازين القوى، وأثبت ذلك بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية".

أما المتحدث باسم كتيبة جنين فقال لـ"القدس": "مهما كان الهدف الإسرائيلي، فلدينا جاهزية واستعداد كامل لخوض معركة كبيرة ستكون فيها مفاجآت كبيرة وكثيرة للاحتلال، إمكانياتنا كبيرة وقدراتنا لا يتوقعها، وجمعينا مشاريع شهادة، لكن في المقابل سيدفعون الثمن".


 وهو ما أكده المتحدث باسم لواء الشهداء في كتائب شهداء الأقصى ، وقال لمراسل "القدس": "أهم سلاح لدينا وحدة المقاومة وإرادتها وقرارها، لن تسمح لهم بدخول المخيم، وجميع المقاتلين على قلب رجل واحد، سيقاتلون الاحتلال بإرادة فولاذية ومعنويات عالية وإيمان كبير بالله والنصر أو الشهادة، ولن نرفع الراية البيضاء أبداً".

وكانت اسرائيل، هاجمت مخيم جنين في مطلع نيسان 2002، في عملية واسعة أطلق عليها أرئيل شارون آنذاك حملة "السور الواقي"، لإجهاض الانتفاضة الثانية وكبح جماح المقاومة التي نفذت عمليات فدائية وضربات متتالية في العمق الإسرائيلي انطلقت من مخيم جنين، الذي سماه شارون "عش الدبابير"، ورغم استخدام إسرائيل لأفضل وحداتها المختارة في العملية، خاضت المقاومة تحت راية غرفة العمليات المشتركة التي ضمت الأجنحة العسكرية كتائب شهداء الأقصى، وسرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب الشهيد ابو علي مصطفى، معارك ومواجهات عنيفة على مدار أسبوعين، دمر الاحتلال خلالها البنية التحتية وعزل المخيم، وهدم مئات المنازل بشكل كامل وجزئي، وانتهت بمجزرة مخيم جنين الشهيرة، التي استشهد خلالها 63 فلسطينياً، بينهم 23 مقاوماً، بينما اعترف الاحتلال بمقتل 23 جنديًا وإصابات كبيرة في صفوف قواته التي أخفقت في تحديد أهدافها، فبعد فترة قليلة، عادت الأجنحة العسكرية للعمل والمقاومة وتنفيذ العمليات ضد إسرائيل، وقد شهد المخيم، انطلاقة كبيرة وجديدة للمقاومة بعد معركة سيف القدس، وما زالت مجموعاتها تقاوم حتى اليوم.

دلالات

شارك برأيك

الهجوم الإسرائيلي الإثنين الماضي على مخيم جنين.. بروفة وتهديد أم تدريب واختبار ؟!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 104)