Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 10 ديسمبر 2022 8:32 صباحًا - بتوقيت القدس

صور|| جنين.. إعدام بدم بارد تحت جنح الظلام

جنين – "القدس" دوت كوم - تقرير: علي سمودي – دحضت روايات شهود العيان وطواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، رواية قوات الاحتلال الإسرائيلي حول جريمة إعدام ثلاثة شهداء فجر يوم الخميس في مدينة جنين، والتي زعم فيها، أن قوات مشتركة من وحدات الجيش واليمام والمستعربين، قتلت ثلاثة مطلوبين خلال اشتباكات مسلحة، كما اعتقلت ثلاثة مطلوبين آخرين.


ووثق مراسل "القدس" دوت كوم، العديد من الشهادات التي تؤكد أن الشهداء الثلاثة: الشاب صدقي صديق زكارنة (27 عامًا) من الحي الشرقي، وطارق فوزي الدمج (26 عامًا) من المخيم، وعطا ياسين محمود الشلبي زكارنة (45 عامًا) من بلدة قباطية، لم يكونوا مطلوبين أو مسلحين، كما لم يشكلوا خطرًا على أمن وحدات القناصة الاسرائيلية، التي أطلقت النار عليهم بشكل مباشر، واصابتهم بعدة أعيرة نارية أدت لاستشهادهم، كما استهدف مركبات الهلال الأحمر، وأطلق النار نحوها خلال محاولة المسعفين الوصول إليها.



ووفق روايات الشهود لـ "القدس" دوت كوم، فإن وحدات المستعربين الخاصة وفرق القناصة، تسللت تحت جنح الظلام، حوالي الساعة الثالثة فجر الخميس، لوسط مدينة جنين وأطراف المخيم، واقتحمت عدة مباني وعمارات مرتفعة مطلة على المنطقة، ونصبت القناصة داخلها، لرصد واصطياد المقاومين، الذين اكتشفوا تحركاتها، ولم يغادروا موقعهم كما أفاد متحدث باسم المقاومة لـ "القدس" دوت كوم، وأضاف "في ظل الفشل المستمر للاحتلال في اغتيال وتصفية المقاومين والمطلوبين الذين تطاردهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي ظل المواجهات المسلحة العنيفة، وتصدي المقاومة للاحتلال، ركز على استخدام الوحدات الخاصة لقيادته عملياته التي لم تتوقف طوال الفترة الماضية، ورغم محاولات المستعربين التخفي وتضليل المقاومة، تمكنا من رصد تحركاتها، مما أفشل عمليتها والكمين الذي نصب فجر الخميس".


في غضون ذلك، زج الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة لأطراف المخيم ومدينة جنين، وشاركت جرافة مع أكثر من 50 دورية في الاقتحام، فكانت المقاومة لهم بالمرصاد، وتمترست في مواقعها وخاضت اشتباكات عنيفة، دون أن تنجر لكمائن الاحتلال.


الفشل الكبير، واخفاق الوحدات الخاصة والقناصة في اصطياد وتصفية المقاتلين، أثار غضب الاحتلال، فبدأ القناصة بإطلاق النار على كل جسم ومركبة تتحرك في شارع الدوار الرئيسي وسط مدينة جنين، والذي يعتبر ممر رئيسي للمواطنين والعمال وغيرهم ممن يتحركون في وقت مبكر لقضاء حوائجهم والتحرك لمراكز عملهم، كما حدث مع العامل عطا الشلبي زكارنة، والذي غادر مع شقيقه وأبناء عمومته بلدتهم قباطية، متوجهين من جنين لحاجز الجلمة ثم إلى مدينة الناصرة في الداخل، حيث يعملون بشكل منتظم وبحوزتهم تصاريح إسرائيلية.



من ضمن المواقع التي احتلها المستعربين عمارة وسط شارع الملك فيصل المؤدي للدوار الرئيسي، فقد اقتحموا مقهى "المدينة"، المطل على الشارع والبلدة القديمة، ومن داخله، قام القناصة بتنفيذ عمليات الإعدام، ويقول صاحب المقهى: "أنهيت عملي حوالي الساعة الثانية فجرًا، وغادرت المقهى وأغلقته كالعادة، وفي الصباح اكتشفت أنهم اقتحموه واحتلوه وحولوه لنقطة مراقبة، وقبل مغادرتهم صادروا الهارد ديسك للحاسوب".


لم يتمكن أحد من اكتشاف كمين القناصة داخل مقهى المدينة حتى انتهت العملية، فقد تخفوا واعتمدوا على النوافذ لإطلاق النار وارتكاب الجريمة التي كان ضحيتها الأولى الشاب صدقي زكارنة، ويقول المواطن لميع جابر لـ "القدس" دوت كوم: "كنت أجلس في مقهي قريب من المنطقة، وفجأة سمعت صوت اطلاق نار كثيف، وعندما خرجت للشارع شاهدت مركبة متوقفة وسطه، وشاب نصفه خارج المركبة وكأنه مصاب وينزف دمًا، ولدى محاولتي التقدم نحو المنطقة، سمعت صوت اطلاق كثيف، وشاهدت مركبة أخرى تعرضت لإطلاق النار، وعجزت عن الوصول إليها، وشعرت بخوف، لأن الرصاص كان قريبًا، لكن لم أشاهد الجنود، لأنهم كانوا متخفين داخل العمارة القريبة".



وحول إصابة زكارنة، روى الشهود لمراسلنا، أن الشاب صدقي، كان يقود مركبته بشكل طبيعي في الشارع الرئيسي الذي لم يكن فيه دوريات إسرائيلية، وفجأة انهمر الرصاص، فتوقف مع آخرين كانوا يمرون في المنطقة التي لم يكن فيها تواجد لدوريات الاحتلال، وبشكل سريع أطلق القناصة الرصاص، مما أدى لإصابة زكارنة بينما لم تكن هويته معروفة في بداية العملية.


ووثق مقطع من كاميرا لحظة وقوع زكارنة على الأرض فور إصابته، وعندما بدأ يزحف على الأرض محاولاً الوصول لمركبته، حيث أظهر المقطع تعرضه لإطلاق نار مرة أخرى، فاستشهد على الفور وتوقف عن الحركة.


فور إطلاق النار نحو زكارنة، تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني، اشعارًا حول وجود اصابات في شارع الملك فيصل، فتحركت سيارات الإسعاف نحو الموقع، لكن استهدفت بالرصاص من موقع مجهول بالنسبة للطواقم التي لم تتمكن من تحديد موقع إطلاق النار، مما اضطرها للتراجع، في نفس الوقت، كما يفيد الشاهد غسان السعدي، مرت مركبة ثانية، وعندما شاهد سائقها الشاب المصاب "زكارنة " ملقى على الأرض، توقف وخرج بسرعة لمساعدته، لكن سرعان، ما استهدفته الوحدات الخاصة برشقات كثيفة من الرصاص، فوقع على الأرض مضرجًا بالدماء، ومرة أخرى، حاولت طواقم الإسعاف والسعدي الوصول للمركبتين والشابين اللذين استشهدا في نفس الموقع، لكن الاحتلال أعاق حركتهما بإطلاق النار.



بعد استشهاد زكارنة والدمج، ووقوعهما أرضًا، وصلت المركبة التي تقل العامل عطا الشلبي زكارنة ورفاقه للموقع، ويقول شقيقه محمد زكارنة: "لحظة وصول مركبتنا للمنطقة، لاحظنا وجود شابين على الأرض مضرجان بالدماء، اعتقدنا أنهما مصابين، وسارعنا للتحرك نحوهما، لكن فوجئنا بإطلاق رصاص كثيف، وتراجعنا لكن كان شقيقي يحاول الوصول إليهما، وفجأة انهمر الرصاص نحوه وأصابه ووقع أرضًا دون معرفة مصدر إطلاق النار، وحاولنا سحبه بعدما غمر الدماء جسده، لكن لم نتمكن من الحركة بسبب الرصاص الذي أكد لنا وجود قناصة للاحتلال حولنا، ولفظ شقيقي أنفاسه الأخيرة فورًا، لأنه أصيب بعدة رصاصات إحداها بالرأس مباشرة، وبعد قليل، تمكنت سيارات الإسعاف من انتشال الشهداء الذين كان الرصاص الإسرائيلي مزق رؤوسهم ووجوهم، ونقل شقيقي لمشفى الرازي حيث أكد الأطباء استشهاده".


رغم المخاطر، خاطرت طواقم اسعاف الهلال الأحمر، وانتشلت الشهيدين الدمج وزكارنة، ونقلتهما لمشفى ابن سينا التخصصي، وأكد الأـطباء، استشهادهما قبل وصولهما لغرفة الطواريء بسبب اصابتهما بعدة أعيرة نارية توزعت في أنحاء جسدهما.



بعد الجريمة، وثقت مقاطع فيديو سجلتها كاميرات محلية، لحظة خروج القناصة ووحدات المستعربين التي أعدمت الشهداء الثلاثة من العمارة التي يقع فيها مقهي المدينة، ونقلتهم دوريات عسكرية من الموقع، وعندما انسحبت قوات الاحتلال، أعلنت عن تصفية ثلاثة مطلوبين واعتقال 3 آخرين، لكن الوالد صديق زكارنة، قال لـ "القدس" دوت كوم: "ابني لم يكن مسلحًا أو مطلوبًا، لقد أعدموه بشكل مباشر وبدم بارد، والرصاص أصاب كل أنحاء جسده، ولم يكن هناك أي إمكانية لإسعافه، فبأي ذنب يقتل ابني البار والطيب والحنون".


وأضاف زكارنة وهو يبكي بحسرة ولوعة: "لم يكن هناك مبرر لإعدام صدقي السند والمعيل لأسرتنا التي تعيش صدمة ونكسة كبيرة، فأين مؤسسات حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية .. كل الشهود أكدوا أن الاحتلال أطلق النار بهدف القتل حتى بعد اصابته لم يتركوه، فإلى متى سيبقى الاحتلال يقتل أبنائنا ويدمر حياتنا".


أما عائلة الشهيد عطا الشلبي، فعبرت عن حزنها وفاجعتها الكبرى، وقال شقيقه محمد الذي كان برفقته: "لم يكن يهتم سوى بأسرته وأطفاله الخمسة، يتعب ويشقى لرعايتهم وتربيتهم وتوفير حياة كريمة، فأي شريعة وقانون يجبز للاحتلال قتله وتيتيم أطفاله .. في غياب العدالة والضمير وصمت العالم عن جرائم الاحتلال، يتفنن الاحتلال في قتلنا .. أخي غادر منزله بأمل توفير حياة كريمة لأسرته، وأطلقوا النار عليه لأنه حاول اسعاف مصابين كانوا في الشارع، فأي ظلم أكبر من هذا؟".



وانهمرت دموع والدة وشقيقات وزوجة الشهيد الدمج، بعدما وصل جثمانه لمنزلهم في مخيم جنين لإلقاء نظرة الوداع الأخير، وقال والده لمراسلنا: "لا يوجد كلمات تصف حزننا، إنه متزوج ولديه طفل، وزوجته حامل ويتنظر مولوده الجديد بعد أيام، فقتلوه وأعدموه دون سبب .. طارق كان يعيش حياة سعيدة وهانئة، ويخطط لمستقبل أسرته، لم يكن مسلحًا أو مطلوبًا، ولم يحتمل رؤية جريح في الشارع، حاول اسعافه، فلماذا قتلوه وحرمونا منه للأبد؟!".


وبالنسبة للمعتقلين، قالت والدة الضابط في جهاز الاستخبارات العسكرية باجس كايد: "ابني ملتزم بدوامه ومهنته، كان يعيش حياة طبيعية مع زوجته ومعنا، ولم يكن مطلوبًا، وفوجئنا بالعشرات من الجنود يتسللون لمنزلنا بعدما كسروا البوابة الرئيسية ونحن نيام .. هاجموا باجس وهو نائم في غرفة النوم، وانتزعوه من فراشه، وكسروا الأثاث، واستولوا على مصاغ ذهبي لزوجته، وخلال اعتقاله كسروا ودمروا مركبته المتوقفة أمام المنزل، وما زلنا نجهل أسباب اعتقاله".


ونفت عائلة الأسير خالد مصباح أبو الهيجاء في مخيم جنين، مزاعم الاحتلال حول كونه مطلوبًا، وذكرت ، أن ابنها الأسير السابق، كان في منزله ويمارس حياته بشكل طبيعي حتى اقتحم العشرات من الجنود منزله، واعتقلوه ونقلوه لجهة مجهولة، مؤكدةً أن "كل مزاعم الاحتلال كاذبة، ونشعر بخوف وقلق على حياته، ونطالب الصليب الأحمر بمتابعة أوضاعه، لأنه لم يكن مطلوبًا، واعتقل بشكل تعسفي".

دلالات

شارك برأيك

صور|| جنين.. إعدام بدم بارد تحت جنح الظلام

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 138)