فلسطين
السّبت 10 ديسمبر 2022 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس
دنيا زُهد .. حين تتحول المهارة لمشروع ريادي
سلفيت - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - استطاعت أن تصل إلى النجاح والإبداع بممارسة عمل يعتبر من هواياتها، ومن إيمانها بأن الشغف وحب العمل هما أساس الإبداع والنجاح، استمرت دنيا زهد في مشروعها الذي تحلم أن يكون يوما ما أكبر من مجرد مشروع صغير يأتي إليها بدخل متوسط ربما أو أقل من المتوسط.
تقول دنيا، 28 عاما، عن بداياتها: أحب الحلويات وكنت أعمل دوما لأهلي وصديقاتي وأقاربي حلويات من عمل يدي، فكانوا دوماً يقولون إن حلوياتي رائعة، لماذا لا تقومين بعمل مشروع لصناعة الحلويات المنزلية؟ ومن هنا جاءتني الفكرة، فقمت بشراء الأدوات وبدأت من الصفر سنة 2014 وحتى الآن، رغم أنني درست تخصص المحاسبة إلا أن فرص العمل شحيحة جدا، وبعد أن أنجبت طفلتيّ كان لا بد من رعايتهما وخلق فرصة عمل وفكرة إبداعية مميزة فيما أحب وأستطيع القيام بها من المنزل فانطلقت بمشروعي.
بداية الحكاية ،،
حكايتها ببساطة كانت هي شغف وحب قديم لصناعة الحلويات والإبداع بها لتخرج بنكهة جميلة تتذوقها العين قبل الفم، وشاءت الأقدار أن تتبع شغفها وتنطلق لتعمل بهذا المجال وتطلق صفحتها الخاصة بالمشروع لتسوق له عبر السوشيال ميديا منذ 8 سنوات، وبالفعل مع وجود الأقارب والمعارف والأصدقاء تمكنت دنيا من التوسع وبات الكل يعرفها وبدأ يكبر المشروع وكانت بدايتها جميلة رغم التعب.
تتحدث دنيا بحماسة: لطالما كنت أهوى المجال الإبداعي في أي عمل نحب، وبرأيي أن الموهبة وحدها غير كافية، حيث أنه من الضروري الاستمرار بالتطوير والدراسة والاطلاع لنصل دائما للنجاح غير المسبوق والمقرون بالتميز عن الجميع، خاصة وأن مشاريع الأطعمة والحلويات المنزلية باتت منتشرة بشكل كبير في المجتمع، لذا يجب السعي باستمرار وبجد لنتمكن من شق طريقنا وبناء اسم في هذا المجال مع المحافظة على النجاح، ودائما ما يكون الإبداع والشغف مفتاحا للنجاح مقرونة بالعمل والسعي المتواصل دون كلل.
مزيد من الإبداع ،،
وأضافت: لذلك كان لا بد من التطوير في عملي، فبعد أن كانت بداياتي بسيطة بإعداد كاسات الحلويات على اختلاف مذاقاتها وأنواعها من الخشخاش الى التيراميسيون والتشيز كيك بكل أنواعه، قررت أن أنتقل للخطوة الثانية بعد عامين وهي توسيع مجال عملي من خلال الالتحاق بدورة متخصصة في صناعة الكيك والحلويات لأتسلح بها وأكتسب مزيدا من الخبرة والمهارات ويكون عملي بحرفية أكبر، وأستغل وقتي ومهارتي لأفتتح مشروعي الخاص بي على أرض الواقع ويكون لي محل أصنع وأبيع فيه ما لذّ وطاب من الحلويات وتمكنت من افتتاحه عام 2016 وأطلقت عليه اسم "حلويات تاليا" على اسم ابنتي.
أسرار التميز والنجاح ،،
حين يجتمع الشغف مع المهارة والتعلم تكون النتيجة أكثر من رائعة، فحين التحقت دنيا بدورات لصناعة الكيك بطرق احترافيه والتحقت بورشات عمل متنوعه كانت تضيف لها شيئا جديدا ومختلفا استطاعت أن تنتقل من بيتها الدافىء وأدواتها المتواضعة لتعمل بمحلها في تحضير أشهى أصناف الحلويات بنكهة لذيذه وشهية وترتيب وأناقة لتزداد الواجبات والطلبات عليها.
حيث قالت: مـن أهـم أسـرار النجاح هو حب العمل وبعدها تأتي المقومات الأخرى من اختيار المواد الجيدة ذات الجودة العالية والطازجة، النظافة الفائقة والنكهة الطيبة، إضافة للشكل الجميل والمتقن الذي يعكس الفن لنأكله بالعين قبل تذوق طعمه، هذه اهم مفاتيح النجاح التي تجعل الزبائن يقبلون على الطلب فمن يجرب الطعم مرة يعود ومعه زبائن آخرون بالإضافة للسعر المناسب كذلك.
المعيقات ،،
لا تكون البدايه دائما معبدة بالورود، هي فكرة تولد من طموح لا حدود له لنصل للنجاح، وأي مشروع منزلي هو خطوة للانطلاق وهدف لمشروع أكبر وهذا ما سعت له دنيا منذ البداية حيث قالت: دائما تكون البدايات بسيطة لكن الطموح كبير والهدف أكبر، فمشوار الميل يبدأ بخطوة وكانت الخطوة الاولى العمل من منزلي رغم المعيقات التي كانت بداية مع أطفالي، فأنا أم ولديّ ابنتان أكبرهما تاليا تبلغ حاليا من العمر ثلاث سنوات ولارين سنتان، لذلك فالمسؤوليات والواجبات المنزلية كبيرة اضافة للاجتماعية، فكان لا بد من التوفيق بينهم والانتظار حتى ينام أطفالي لأباشر العمل بالطلبيات، خاصة أنهما كانتا أصغر مع بداية المشروع.
وأضافت: ومن الصعوبات أيضا التسويق على صفحات التواصل الإجتماعي، فقد بذلت مجهودا كبيرا جدا حتى استطعت أن أؤسس اسما لي، إضافة لأن السعر يختلف عن السوق خاصة وأنني كنت بالبداية لا أقوم بالشراء بسعر الجملة، كما وأن المواد التي أستخدمها سعرها مرتفع لأنني أختار ذات الجودة العالية ومع ذلك لا زال البعض يعتبر أن أسعاري مرتفعة نوعا ما رغم أن أسعار المواد ارتفعت كثيرا عن السابق ومع ذلك استطعت تجاوز كل العقبات والنجاح.
التطور والدعم ،،
لأن الإبداع لا حدود له، كثير من المشاريع بدأت من المنزل ثم تطورت وأصبحت مشاريع على أرض الواقع، استطاعت دنيا من خلال دعم والدها أن تحول مشروعها من البيع أونلاين الى محل قائم تعمل فيه، وهذا ما أخبرتنا به من خلال قولها: بعد العمل بالمنزل كان لوالدي رحمه الله وقدوتي في الحياة فضل كبير، سواء من خلال الدعم المادي أو المعنوي، فقد ساعدني للالتحاق بالدورات التي أفادتني من الناحية العملية كثيرا، ودعم مشروعي ليفتتح لي المحل الخاص بي، وكان الدعم ايجابيا جدا من أمي وأخواتي ومعارفي ولم أتعرض أبدا لأي انتقادات سلبية، وهذا ما شكل قوة دافعة لي لبذل المزيد والتطور أكثر، لكن مع زيادة ضغط العمل وكثرة العمل والوقت الطويل الذي أقضيه فيه، قمت بإغلاقه بعد ستة أشهر، خاصة مع وجود طفلتين لدي، وكان خيار العمل من المنزل الأنسب، خاصة وأنني أعد كل أنواع الكعكات الباردة والساخنة إضافة للكنافة والبسبوسة، كما أقوم بعمل كعكات المناسبات على اختلاف أنواعها العادية منها والمصنوعة بعجينة السكر، وحاليا التحقت بدورة متخصصة لصناعة المعجنات.
الطموح ،،
عندما يمتلك الشخص العزم على تحقيق النجاح، فقد امتلك الحافز لبلوغ القوة التي تدفعه ليكتسب القدرة على بذل مجهود أكبر وتحقيق ما يريد، وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو تعزيز أحلامه، وهذا حال دنيا التي لم تكتفِ بما تعلمه وما تلتحق به من دورات بل تسعى أيضا للالتحاق بالمزيد منها خاصة وأنها تطمح لافتتاح محلها من جديد بحلة جديدة وإضافات منوعة لم تكن من قبل، كما تسعى لتتميز أكثر من خلال الدورات التخصصية لتتمكن في المستقبل من إعطاء دورات مختلفة في صناعة ما تحب، وأن يكون لها فروع متعددة ليستمتع الجميع بتذوق ما تنتجه.
رسالة ونصيحة ،،
واختتمت دنيا حديثها بالقول: ان البطالة الحقيقية هي بالتفكير المحدود وعدم الانطلاق والسعي للعطاء والعمل وخلق فرصتنا الخاصة للنجاح دون أن نستسلم حتى نحقق ما نريد، وأنصح الاناث على وجه الخصوص بالتوجه نحو ما تحب القيام به دون تردد وأن تكون جريئة وحرّة وقوية وواثقة بنفسها لتصير ما تريد، وبالتأكيد فان عائلتها ستدعمها وهذا ما يعطيها حافزا ويدفعها للاستمرار.
وعلينا دائما المضي قدما حتى لو كانت البدايات بسيطة ومتواضعة، فهي بداية تحقيق الهدف الكبير الذي نطمح له، وعلى المرأة أن تكون ريادية وتخلق فرصة لها لتمكين نفسها وتحقيق كيانها وذاتها لما له من أثر إيجابي ينعكس في نفسها ونفس عائلتها ومحيطها لتكون قدوة يحتذى بها، مؤكدة أن طموحها في مواصلتها لعملها بمشروعها الخاص لن يتوقف عند حد وستسعى جاهدة لجعل منتجاتها معروفة في كل مكان، يطلبها الناس من كل حدب وصوب.
دلالات
الأكثر تعليقاً
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
مجلس الوزراء يصادق على التعاقد مع منظمة الصحة العالمية لإدخال مستلزمات طبية طارئة إلى مستشفيات غزة
القنصل الدبلوماسي في المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية كاريسا غونزالز لـ"القدس": الطلاب الفلسطينيون الذين يدرسون في أمريكا يصبحون سفراء لثقافتهم ويبنون جسوراً بين الشعبين
نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل تحقيق النصر
الأكثر قراءة
الرئيس يصدر إعلانا دستوريا بتولي رئيس المجلس الوطني مهام رئيس السلطة الفلسطينية حال شغور المركز
مهّدت له الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.."بسط السيادة" على الضفة.. أوهام التوسع والسيطرة
شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد
الشاباك ومصلحة السجون: هناك خطورة من زيارة الطيبي للأسير مروان برغوثي ونعارضها بشدة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 128)
شارك برأيك
دنيا زُهد .. حين تتحول المهارة لمشروع ريادي