Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 09 ديسمبر 2022 8:23 مساءً - بتوقيت القدس

والدة الأسير مراد فضل .. 19 عامًا من المعاناة التي لا تنتهي

جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي - تفاقمت معاناة الأسير مراد موسى محمد فضل ( 37 عامًا)، خلف قضبان سجون الاحتلال، بسبب ما تعرض له من أساليب تعذيب خلال فترة التحقيق التي أعقبت اعتقاله واستمرت لفترة طويلة، وما زال حتى اليوم، يتألم ويتوجع في ظل الإهمال الطبي ورفض إدارة السجون علاجه.


وتقول والدة فضل: "قبل اعتقاله، كان يتلقى العلاج بسبب وجود نقطة على الدماغ، ولم يراعي الاحتلال حالته الصحية، ومارس بحقه أساليب تعذيب رهيبة مما انعكس على صحته، وطوال سنوات اعتقاله، ورغم تقديمه عشرات الشكاوي، لم يتلقى العلاج المطلوب".


 في مخيم عسكر بمحافظة نابلس، ولد الأسير مراد، الثالث في عائلته المكونة من 9 أفراد، وتقول والدته الستينية آمنة: "نشأ وعاش في المخيم وسط أسرتنا التي أحبته وتحترمه كثيرًا، لما جمعه من خصال المحبة وبر الوالدين والعطاء والطيبة .. تعلم في مدارس الوكالة ولم يكمل دراسته، فقد قطع الاحتلال عليه الطريق وسرق أحلامه بإنهاء الثانوية والالتحاق بالجامعة".


وتضيف: رغم أوجاع السجن والجسد، والحكم القاسي، استثمر فترة اعتقاله، وعاد لتحقيق أحلامه، وحقق النجاح في الثانوية العامة، والتحق بجامعة القدس المفتوحة".


رغم مرور السنوات، ما زالت ذاكرة الوالدة الصابرة، تحتفظ بتفاصيل أصعب وأقسى لحظة في حياتها، عندما اعتقلت قوات الاحتلال ابنها مراد بعد اقتحام منزلها في الساعة الثانية فجرًا من تاريخ 13/5/2004، وتقول: "لم يكن ابني مطلوباً، لكنه كان كجيل الشباب من أقرانه، يحب وطنه ويعشق فلسطين والقدس، يكره الظلم والاحتلال، فشارك في الفعاليات الوطنية من مسيرات ومواجهات بشكل سري، ولم نعلم بنشاطه ودوره وانخراطه في حركة فتح حتى اعتقاله".


وعن ذاك اليوم تقول: "استيقظنا بعدما اقتحم عشرات الجنود منزلنا وانتشروا في كل ركن وزاوية، وعزلوا أفراد أسرتي لكن زوجي اقتادوه لخارج المنزل حتى انتهت عملية التفتيش والتخريب التي استمرت عدة ساعات .. قيدوا يدي مراد وعصبوا عينيه، ومنعوني من وداعه واقتادوه لأقبية التحقيق الذي استمر أكثر من 3 شهور في زنازين سجن بيتح تكفا وسط تحقيق عسكري، ولم تصلنا أي أخبار عنه، لكن شعرنا بخوف وقلق على حياته كونه  يعاني من نقص في الدم على الدماغ بسبب وجود نقطة دم على الدماغ".


 انعكست آثار التحقيق على صحة الأسير مراد، وتقول والدته "عانى الكثير بسبب ما تعرض له من تحقيق، أثر على أعصابه وصحته، وبعد نقله للسجون، أصيب بتمزق في الكلى من أثار الضرب، وبعد مماطلة واهمال، وعندما انهارت حالته الصحية، خضع لعملية في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، وفي وقت لاحق، أصبح يعاني من وجود حصوة على الكلى ولم تهتم ادارة السجون بعلاجه".


 في بداية اعتقاله، عاقب الاحتلال الأسير مراد بمنعه من الزيارات، وأصبحت والدته تنتظر موعد محاكمته لتتمكن من رؤيته، وتقول: "الأصعب من اعتقاله، منعنا من زيارته على مدار 4 سنوات، عشنا خلالها كوابيس رعب وقلق على حياته، وكنت انتظر موعد محاكمته على أحر من الجمر ، وبعد عامين من التوقيف والتمديد، حوكم بالسجن مدى الحياة، لكن المحامي قدم استئناف وجرى تخفيض الحكم ل26 عاماً، لقد اعتقلوه بسن 19 عاماً، وسرقت سجون الاحتلال زهرة شبابه، وعانينا الكثير في غيابه .. لا يوجد فرحة أو معنى للحياة في غيابه، حتى عندما تزوج اخوانه وشقيقاته، بكيت ولم أشعر بطعم السعادة ككل والدة، وحتى بعدما رزقت بـ 9 أحفاد ، دموعي لا تجف ولا يمكن لأحد أن يسد مكانه أو يعوضني عن ابني الحنون والطيب والمخلص والوفي".


تقاوم الوالدة آمنة، أوجاعها وأمراض الجسد، وتصر على شق الرحال لسجن "النقب " الذي يقبع فيه حالياً مراد، وتقول: "مهما كانت الظروف والصعاب، لا يمكنني التخلي والتأخر عن زيارته التي تمدني بالعزيمة والقوة والأمل .. 19 عاماً مرت وما زلت أقف على بوابات السجون رغم معاناة المعابر والتفتيشات والاجراءات النعسفية بحقنا .. مراد تحدى الاحتلال وسجونه بالتعليم والصمود والصبر، أشعر بفخر واعتزاز كلما زرته وسمعت قصصا من رفاقه الأسرى عن بطولاته ومواقفه الشجاعة في خدمتهم".


وتضيف: "المؤلم لنا أن والده أبو مراد، نالت منه الأمراض، وأصبح منذ عامين عاجزاً عن زيارته بسبب وضعه الصحي، وجميعًا، نصلي وندعوا لرب العالمين ليمد بعمرنا حتى نعيش أجمل لحظة في العمر، عودته لاحضاننا حراً والفرح بزفافه قبل رحيلنا".

دلالات

شارك برأيك

والدة الأسير مراد فضل .. 19 عامًا من المعاناة التي لا تنتهي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 141)