فلسطين
السّبت 03 ديسمبر 2022 7:40 مساءً - بتوقيت القدس
استشهد في طريقه لمدرسته وحاملاً حقيبته.. الاحتلال قتل حلم محمود السعدي وعائلته
جنين- "القدس" دوت كوم-علي سمودي- وسط المسافة والطريق بين منزله في مخيم جنين ومدرسته "فرحات حشاد" على أطراف المخيم، وعلى بعد مسافة قصيرة من موقع اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، اغتال الاحتلال حلماً جديداً لعائلة وطالب علم دون ذنب وبشكل متعمد، حكم الاحتلال بالاعدام على الطالب محمود عبد الجليل السعدي (17 عاماً)، فأصابه رصاصه القاتل وهو يحمل حقيبته متوجهاً لمدرسته لإكمال عامه الدراسي الأخير.
رغم التحاقه بالفنون المسرحية في مخيم جنين منذ سنوات، واتقانه للتمثيل بشكل مميز، قرر محمود التوقف عن التدريب و تقديم المسرحيات، ليتسنى له إكمال دراسة الثانوية العامة، فقد كان كما يروي رفاقه في مسرح الحرية شغوفاً في العلم ويطمح في الحصول معدل مرتفع في الثانوية العامة وتحقيق حلمه للالتحاق بالجامعة، لذلك كرّس وقته وحياته للدراسة والاستعداد للمرحلة الأهم في حياته والتي تنتظرها عائلته على أحر من الجمر .
محمود هو وحيد بين أربع شقيقات بعد وفاة شقيقه الطفل بسبب المرض، ويوضح عمه إياد السعدي لمراسلنا، تميز بكل الصفات الجميلة وأحبه وقدره الجميع؛ كان الروح والحياة والنبض لوالديه وشقيقاته، فمنذ بداية العام الدراسي، والجميع يشجعه حتى يحقق حلمه وحلم والديه بالنجاح والتفوق في الثانوية العامة، لكن رصاص الاحتلال كان أسرع من تلك اللحظة، وسرق فرحة العائلة وأحلامها.
تاريخ ٢١-١١-٢٠٢٢، سيبقى محفوراً في ذاكرة عائلة السعدي وطلاب مدرسة محمود ورفاقه، ففيه غادرهم للأبد، عندما كان متوجهاً لمدرسته ولم يعلم أن الاحتلال ينتشر في كل أركان المخيم، وصولاً لمدرسته حشاد القريبة، ووفق الشهود، فإن محمود لم يكن مسلحاً أو مطلوباً أو مقاوماً، ولم يشارك حتى في مواجهات رشق الحجارة، وأصيب برصاص الاحتلال بشكل مباغت.
يقول زميله في المدرسة: "التقينا قرب مسرح الحرية القريب من منزل محمود ، تابعنا السير معاً في الشارع الرئيسي ، و لم نكن نعلم بوجود الجيش، في تلك اللحظات، كانت وحدات خاصة تسللت بواسطة مركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية لحي الهدف القريب من مدرسة حشاد، وبعدما حاصرت منزل المطارد راتب البالي، اقتحمت المنطقة عشرات الدوريات لمساندة قوة المستعربين، وبدأت عملية اطلاق النار، في وقت كان فيه الطلبة غادروا منازلهم ، كما حدث مع محمود السعدي .
ويروي الشهود، أن دوريات الاحتلال و فرق القناصة، أطلقت النار بشكل غزير و جنوني، نحو المنازل كما حدث مع عائلة البالي، و نحو الشوارع و الأزقة، ما أدى لوقوع عدة إصابات.
أمام رصاص الاحتلال ، عمت أجواء الذعر و الرعب خاصة لدى الطلبة، ففي المنطقة المستهدفة يوجد مدرستين الوكالة إضافة لحشاد، و بحسب الشهود، لم يكن في المنطقة التي كان يعبرها الطالب السعدي مواجهات ، و فجأة أصيب و وقع على الأرض مضرجاً بالدماء، بعدما أطلق جنود الاحتلال زخات من الرصاص من موقع قريب جداً.
خضع محمود للعلاج في مشفى ابن سينا، فقد أصيب كما أفاد الاطباء في غرفة الطوارىء بمستشفى ابن سينا التخصصي ، بجروح حرجة بعدما اخترق عيار ناري من نوع دمدم متفجر بطنه، وكافح الأطباء لإنقاذ حياته لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، لينضم إلى كوكبة شهداء مخيم جنين وعائلة السعدي التي عبرت عن غضبها وسخطها إثر هذه الجريمة.
وطالب عامر السعدي القيادي في حركة فتح، بمحاكمة سلطات الاحتلال لتتوقف عن إعدام و قتل الأطفال والنساء والشيوخ و كل فلسطيني وفق خطة ممنهجة ومبرمجة للقتل لتمرير سياساتها ومخططاتها الاستيطانية و العنصرية.
بالدموع و الحزن ، ودعت عائلة الشهيد و أهالي المخيم محمود في مشهد مؤثر خاصة لزملائه في مدرسة حشاد والذين بكوه بحسرة ألم ، فلم يغادروا المشفى حيث التفوا حول جثمانه ، وبعد التشييع، لازموا ضريحه وسط مشاعر مؤلمة وقاسية، وبينهم ابن عمه و زميله على مقاعد الدراسة في نفس الصف الذي يقول " منذ سنوات و نحن شركاء في طاولة ومقعد الدراسة، كما أنه ابن عمي وجاري، كان خلوقاً ومعطاءً و محباً للمخيم وأهله.
في تقريرها بعد استشهاد محمود ، أكدت وزارة التربية و التعليم، أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في جرائم قتل طلبة المدارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، و أن ذلك يستوجب تدخلاً من المؤسسات الأممية المختصة" ، بينما يشكل غياب التحرك الدولي بالنسبة لأهالي المخيم ضوءاً أحمر للاحتلال ليواصل جرائمه.
دلالات
ناصر ابوكاشف قبل ما يقرب من 2 سنة
ان.العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقولوالا ما يرضي الله.عز وجل وانها لثورة التحرير وطرد اخر جندي ومستوطن من الضفة وانشاء الله باقي الوطن
الأكثر تعليقاً
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أردوغان: مبادرة بايدن الجديدة لوقف النار في غزة متأخرة لكنها مهمة
نازحون يروون لـ"القدس" معاناتهم مع تلك الليلة التي غرقت فيها فُرشهم وطارت خيامهم
سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة
بلينكن: نريد أن يعيش سكان غزة من دون حماس
الاحتلال يصيب شابين ويعتقل 4 آخرين ويدمر البنية التحتية في مخيم الفارعة و طوباس
نتنياهو يُهدئ في الشمال ليواصل التصعيد في الجنوب
الأكثر قراءة
وهم ترامب لدى إسرائيل: لماذا من غير المرجح أن تنجح طموحات نتنياهو لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
نتنياهو يُهدئ في الشمال ليواصل التصعيد في الجنوب
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. بأيّ حالٍ يعود؟
سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة
أسقط الأقنعة عن الدول المتواطئة.. قرار "الجنائية" فضح السردية الـمُلفّقة
مهّدت له الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.."بسط السيادة" على الضفة.. أوهام التوسع والسيطرة
الرئيس يصدر إعلانا دستوريا بتولي رئيس المجلس الوطني مهام رئيس السلطة الفلسطينية حال شغور المركز
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 141)
شارك برأيك
استشهد في طريقه لمدرسته وحاملاً حقيبته.. الاحتلال قتل حلم محمود السعدي وعائلته