واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تدرس منع دخول فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وتتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ألبانيز التي تخطط لزيارة فلسطين في الأيام المقبلة، بأنها شاركت في مؤتمر عبر الإنترنت في غزة الأسبوع الماضي، وأن المؤتمر ضم أعضاء في الحركتين السياسيتين الفلسطينيتين حماس والجهاد الإسلامي بحسب زعم سلطات الاحتلال.

وقد ذكرت الصحيفة الإسرائيلية "ناشونال نيوز إسرائيل" أن ألبانيز "مذنبة بالإدلاء بعدة ملاحظات معادية لإسرائيل، بما في ذلك بعض الملاحظات الجديدة الإرشادية التي وجهت إلى مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي الذين شاركوا في مؤتمر في غزة الأسبوع الماضي" بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

ويهدف المؤتمر الذي حمل عنوان "16 عاما من الحصار على غزة: الآثار والآفاق" إلى "تسليط الضوء على تداعيات الحصار على غزة" ، ونظمه مجلس العلاقات الدولية - فلسطين.

وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات ألبانيز حول الفصل العنصري الإسرائيلي واحتلال فلسطين بأنها "معادية لإسرائيل".

يذكر أنه في لقاء خاص مع "القدس" دوت كوم، يوم 31 تشرين الأول 2022 في واشنطن، للحديث عن تقريرها الذي صدر يوم 25 تشرين الأول 2022 ، أكدت ألبانيز أن "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي قد تشجّع في السنوات الخمس والخمسين الماضية بسبب إذعان المجتمع الدولي والفشل في محاسبة إسرائيل" على أفعالها.

وتشدد ألبانيز على أن "تفكيك الاحتلال الاستيطاني الاستعماري  الإسرائيلي وممارسات الفصل العنصري" بات أمرا ملحا وضروريا من أجل تحقيق الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير للشعب الفلسطيني، خاصة وأن الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ترقى إلى مستوى "الاضطهاد" و "العقاب الجماعي" مع محاولة واضحة لمحو الهوية الفلسطينية.

وقالت ألبانيز في لقائها الخاص مع "القدس" دوت كوم، "أن أكبر معاناة من حقوق الإنسان هي معاناة ما يقرب من 40% من الفلسطينيين من اللاجئين أو أولادهم وأحفادهم ، الذين أجبروا على الفرار من ديارهم أثناء قيام دولة إسرائيل عام 1948، و لعشرات السنين بعد عام 1967 ، ما زالوا مجبرين على معاناة احتلال استعماري استيطاني بشكل يومي دون أي احتمالات بالعودة إلى ديار أجدادهم" رغم القرارات الدولية التي أكدت على تلك الحقوق.

وقالت ألبانيز أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت السماح لها بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما رفضت المندوبة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة مقابلتها أثناء إعداد التقرير وشددت على أن عدم تعاون إسرائيل مع الأمم المتحدة في مسائل حقوق الإنسان هو "مصدر قلق خطير".

وفي تقريرها الأخير الذي قدمته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول الماضي  ، خلصت ألبانيز إلى أن إعمال حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير يتطلب تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، داعية إلى نقلة نوعية  "للتغلب على هذا الوضع".

"لا يمكن حل هذا إلا من خلال احترام القاعدة الأساسية لحق الشعوب في تقرير المصير والاعتراف بعدم الشرعية المطلقة للاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي المطول على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة" بحسب التقرير.

يذكر أن فانشسكا ألبانيز ليست أول ممثل للأمم المتحدة تحرمه السلطات الإسرائيلية من دخول فلسطين. وقد مُنع أسلافها مايكل لينك وريتشارد فالك ، من بين آخرين ، مرارًا وتكرارًا من زيارة الأراضي المحتلة.