غزة- "القدس" دوت كوم - أحمد المشهراويّ - عمّت الاحتفالات الجماهيريّة الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة وطالت معظم المدن والمخيمات احتفاءً بصعود المنتخب المغربيّ الشقيق إلى ثمن نهائي مونديال كأس العالم الـ21 في قطر، وخرجت جموع المشجعين من صالات العرض والمقاهي والشاليهات الممتدة على شاطئ البحر بمسيرات عفوية راجلة وعلى ظهور السيارات، وجاءت أقوى هذه الاحتفالات التي انبثقت جذوتها من صالة سعد صايل، حيث استضافت اللجنة القطرية لإعمار غزة الجماهير لمتابعة مباراة أخر منتخب عربيّ أفريقيّ في التصفيات المؤهلة لدور الـ16 لمونديال الدوحة في مشهد أشبه بالطوفان والمسيرات الشعبية.

لهيب الجماهير بالهتاف والتصفيق

وفور إطلاق الحكم صافرة النهائية وإعلان الفوز على المنتخب الكنديّ بنتيجة 2-1، والتأهل عن المجموعة السادسة في المركز الأول، انطلقت مسيرات التأييد والتعبير عن فرحة الانتصار، وما زاد لهيب الجماهير هتافاً وإطلاق لحناجرهم بعبارات النصر ولأكفهم بالتصفيق، رفع لاعب المنتخب المغربيّ جواد الياميق علم فلسطين فوق عنقه، وهتاف الجماهير المغربية والعربيّة فوق مدرجات العاصمة الدوحة لفلسطين.

وكانت الجماهير احتشدت بالآلاف أمام بوابات الصالة الثلاثة في انتظار السماح لهم بالدخول لمتابعة اللقاء الأخير في تاريخ المنتخبات العربية في هذا المونديال، قبل أن ينتشروا فوق مقاعد الصالة التي ازدحمت بمن فيها، وبقيت الجماهير الوفية طوال اللقاء تلوح بالعلم الأحمر المغربي إلى جانب العلمين الفلسطينيّ والقطريّ وصور لاعبي الأطلسي، ومع بدء اللقاء وتقدم المغرب بالهدف الأوّل تعالت الهتافات والصياحات والصفير والتلويح بالإعلام المغربية وشعارات المونديال التي وفرتها لهم اللجنة القطرية داخل الصالة المحتشدة.

انتصار لفلسطين وعدالة قضيتنا

وقال نهاد كردش رئيس تجمع لاعبي فلسطين القدامى، إنّ الجماهير تشجع بكل حرارة وقوة وكأن منتخب فلسطين طرف في هذه المباراة، وحقاً فلسطين هي التي تخوض المباراة، كون لاعبي المغرب وجماهيرهم لا ينقطعون عن الهتاف لفلسطين وحمل علمنا المجبول بالدم العربيّ فوق ثرى الوطن، فضلاً عن تعطشها لرؤية الانتصارات العربية التي غابت طويلاً، فقد كان أخر تأهل للمغرب لدور الـ16 عام 1986.

موقف عربيّ أصيل

بدوره، بعث المشجع خالد العيلة الذي شارك بالمسيرات بالتحية للاعب القطري الياميق، وقال: نحي هنا من فلسطين هذه الوقفات العربية الكريمة، فاللاعبون والجماهير العربية يؤكدون أنهم لم ينسوا قضية العرب الأوّلى، وأنّ فلسطين باقية في قلوبهم ويعربون دوماً على تضامنهم معنا وبعدالة قضيتنا وقضايا أمتهم.

احتفالات جنوبي القطاع وشماله

وتزينت سماء مدن رفح وخانيونس جنوبي القطاع بالألعاب النارية في أمسية تاريخية للمشجعين الذين توافدوا بكثافة عقب المباراة لمشاطرة فرحة الفوز وتقاسم فرحة التأهل مع بعضهم البعض، وسط آمال عريضة بالتأهل إلى دور ربع النهائي، ووصلت الجماهير إلى مواصي خانيونس عل شاطئ البحر منطلقين من المقاهي، فيما احتشدت فئات كبيرة من أهالي شمالي القطاع في بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا وتمركزوا وسط المدن فرحاً وابتهاجاً بهذا الإنجاز التاريخي في كأس العالم.

وبكلمات قليلة، قالت المواطنة سحر دياب التي خرجت مع أسرتها للمشاركة في الاحتفالات، نحن نرد الواجب، فالجماهير العربية لم تقصر بالمونديال بالتضامن مع فلسطين، ونحن نقول لهم: شكراً وسعدنا بانتصاركم.