عربي ودولي

الأربعاء 09 نوفمبر 2022 6:40 مساءً - بتوقيت القدس

فورين بوليسي: ائتلاف نتنياهو الكابوسي لن يهز بايدن

واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - نشرت مجلة "فورين بوليسي" الشهرية المختصة في الشؤون الخارجية الأميركية ، مقالا للكاتب أرون ديفيد ميلر، وهو باحث أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وعضوا سابقا في الوفد الأميركي  لمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في عهدي الرئيس السابق جورج بوش (الأب) والرئيس السابق، بيل كلينتون، تحت عنوان "ائتلاف نتنياهو الكابوسي لن يهز بايدن"، استهله قائلاً إن الانتخابات الإسرائيلية انتهت ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو سيبدأ عملية تشكيل ائتلاف حاكم.

ويقول الكاتب : "وسيكون خياره الأول هو التخلص من الأحزاب اليمينية المتطرفة الثلاثة المؤلفة من تحالف الصهيونية الدينية، والذي يعرف أنه سيسبب له صداعاً دائماً منذ اليوم الأول، لصالح اتفاقية وحدة وطنية أوسع مع حزب الوحدة الوطنية بقيادة بيني غانتس أو حتى حزب يش عتيد بقيادة يائير لابيد. ولكن لتأمين هذه النتيجة ومنع هؤلاء المتطرفين من المشاركة في الحكومة، يتعين عليهم الموافقة على منح نتانياهو بطريقة أو بأخرى حصانة من الملاحقة القضائية، ويبدو هذا غير مستساغ في الوقت الحالي".

 وإذا فشل ذلك، يقول الكاتب "فلن يكون أمامه خيار سوى تشكيل ائتلاف كابوسي؛ وهذا يطرح سؤالاً حرجاً: هل سيدمر ائتلاف بقيادة نتنياهو –يشمل أحزاباً معادية للديمقراطية والعرب والمثليين ومؤيدة علناً وبفخر لتفوق اليهود- العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ ولا شك أن الإجابة ستكون "نعم"، فلا يمكن أن تكون هناك حكومة إسرائيلية بهذا التطرف ولا تحدث أزمة دائمة مع أقرب حليف لها، حتى ولو كان يبدو موالياً لإسرائيل ومتسامحاً مثل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".

ويرجع ذلك بحسب قول ميلر ، إلى "أن الأمر لا يتطلب سوى بعض الوقت قبل أن يشعل هذا الائتلاف اليميني المتطرف النيران في قضية قابلة للاشتعال بالفعل مثل وضع القدس أو التحركات المناهضة لعرب إسرائيل أو الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسيعتمد الكثير، بالطبع، على كيفية تصرف الحكومة الجديدة، ومدى سيطرة نتانياهو على شركائه المشاغبين في الائتلاف، وما هي الحقائب الوزارية الممنوحة لهم، وما هي أولوياتهم. ومع ذلك، لا يبحث نتنياهو ولا بايدن في الوقت الراهن عن مواجهة مع بعضهما البعض. وبدلاً من إراقة دماء عفوية أو كبرى، من المرجح أن تعاني العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من بعض الجراح التي ستقوض بمرور الوقت -وبالتزامن مع صورة إسرائيل المتدهورة- التقاء القيم والمصالح والدعم المحلي الذي جعل العلاقة قوية ودائمة".

ويعتقد الكاتب أن "بايدن يختلف عن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي تناول كلاً من القضية الفلسطينية وإيران في نفس الوقت –ما أثار حفيظة رئيس وزراء إسرائيلي متشكك بشكل غير طبيعي في دوافع الولايات المتحدة. وقد تعلم بايدن شيئاً أو شيئين من رئيسه السابق ولم يتبع نفس النهج".

وبحسب الكاتب "تعود رؤية بايدن لإسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية محاصرة وقلقه بشأن أمن إسرائيل إلى زيارته الأولى لإسرائيل في عام 1973، ويشعر بايدن إلى حد كبير بأنه جزء من قصة إسرائيل ونضالاتها. وقد ولّد هذا الالتزام الطويل الأمد نوعاً معيناً من الألفة بل وحتى المودة لنتانياهو التي تأتي من تواصل دام لعقود من الزمن. وبالفعل، تحدث بايدن يوم الاثنين مع نتانياهو لتهنئته على فوز حزبه في الانتخابات، وأخبره "نحن إخوة، وسنصنع التاريخ معاً".

كما يعتقد الكاتب أن "الكثير سيتوقف على سلوك نتنياهو، ولكن غريزة بايدن الأولى في مواجهة أي خلاف معه لن تكون دائماً مواجهته، وبالتأكيد ليس علناً. وعندما يتعلق الأمر بانتقاد تحرك إسرائيل المتسارع نحو اليمين، فقد يكبح التراجع الديمقراطي الأميركي بايدن البراغماتي عن الرد، حيث يعلم انياهو أن مقاتلة رئيس أميركي، ولا سيما رئيس يُنظر إليه على أنه مؤيد لإسرائيل، لا معنى له -إلا إذا كان الأمر يتعلق بقضية تهدد خطوط نتنياهو الحمراء، مثل الضغط من أجل حل الدولتين أو اتفاق نووي مع إيران".

ويقول "سيعتمد الكثير، بالطبع، على قدرة نتنياهو على السيطرة على شركائه في الائتلاف وعلى أولويات بايدن؛ ولا ينبغي أن يفاجأ أحد إذا وجد نتنياهو في وقت ما في عام 2023 أو 2024 أن محاولة توسيع حكومته أو حتى الدعوة إلى انتخابات جديدة تصب في صالحه".

ويختتم ميلر مقاله في المجلة المرموقة بالإشارة إلى أنه "بالنسبة للبعض، لم تعد إسرائيل دولة تشارك الولايات المتحدة قيما منذ زمن بعيد، ولا شك أن انتخابات الثلاثاء الماضي هزت إيمان الأغلبية التي تعتقد أنها لا تزال كذلك. وعندما تتغير صورة إسرائيل كدولة تسعى إلى السلام وملتزمة بقيم ديمقراطية تعددية بشكل أساسي في أذهان الأميركيين، كذلك ستتغير الطبيعة الخاصة للعلاقة الأميركية-الإسرائيلية. وللأسف، يبدو أن هذا التغيير جار على قدم وساق".

دلالات

شارك برأيك

فورين بوليسي: ائتلاف نتنياهو الكابوسي لن يهز بايدن

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%50

%50

(مجموع المصوتين 4)