عربي ودولي
الثّلاثاء 26 نوفمبر 2024 3:41 مساءً - بتوقيت القدس
كيف شنت الجامعات الأميركية حملة صارمة على النشاط المؤيد للفلسطينيين
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق لها كيف شددت الكليات والجامعات الأميركية القواعد المتعلقة بالاحتجاجات، وأغلقت بوابات الحرم الجامعي، وفرضت عقوبات أكثر صرامة بعد الاضطرابات التي شهدتها المظاهرات والمخيمات المؤيدة للفلسطينيين في الربيع الماضي.
"ويبدو أن الجهود باتت تؤتي ثمارها" بحسب الصحيفة.
ويشير التحقيق إلى أن الجامعات شهدت ما يقرب من 950 حدث احتجاجي هذا الفصل الدراسي حتى الآن، مقارنة بثلاثة آلاف في الفصل الدراسي الماضي، وفقًا لسجل في مختبر العمل اللاعنفي في مركز آش بجامعة هارفارد. وقد تم اعتقال حوالي 50 شخصًا حتى الآن هذا العام الدراسي في الاحتجاجات في حرم الجامعات، وفقًا للأرقام التي جمعتها صحيفة نيويورك تايمز، مقارنة بأكثر من ثلاثة آلاف في الفصل الدراسي الماضي.
وعندما احتج الطلاب هذا الخريف، فرض المسؤولون الأكاديميون (غالبًا حرفيًا) قواعد جديدة تم إنشاؤها استجابة للاحتجاجات ضد حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة التي حدثت في الربيع الماضي. وقد خلقت هذه التحركات مشاهد كان من الصعب تخيلها في السابق، وخاصة في الجامعات التي كانت تعتز، وتحتفل ذات يوم بتاريخها في النشاط الطلابي.
وفي كانون الأول 2023، حظرت جامعة هارفارد مؤقتًا عشرات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من دخول المكتبات بعد مشاركتهم في "جلسات دراسية" صامتة - حيث يجلس المحتجون على طاولات المكتبة حاملين لافتات تعارض الحرب في غزة - على الرغم من أن احتجاجًا مماثلًا على قضية أخرى في الشهر ذاته لم يؤد إلى عقاب مماثل. وفي جامعة "إنديانا" في مدينة بلومنجتون، تمت إحالة بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين حضروا وقفات احتجاجية بالشموع إلى الانضباط بموجب حظر جديد على النشاط التعبيري بعد الساعة 11 مساءً. وطلب مسؤولو جامعة بنسلفانيا وضباط شرطة الحرم الجامعي الذين يحملون أربطة بلاستيكية (لكلبشة الطلاب والمحتجين) من المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التحرك لأنهم لم يحجزوا المساحة امتثالاً للقواعد الجديدة التي ابتكرت للتو.
وفي جامعة مونتكلير ستيت في ولاية نيوجيرسي، غالبًا ما يفوق عدد ضباط الشرطة المشاركين في مظاهرة أسبوعية حيث يحمل المحتجون لافتات عليها صور أطفال قتلوا في غزة وكلمات "نحن نحزن".
وتنسب الصحيفة إلى تسنيم عبد العزيز، وهي طالبة في برنامج التدريس في الجامعة قولها: "يقولون إن هذا للحفاظ على سلامتنا، لكنني أعتقد أنه لإبقائنا تحت السيطرة".
وتأتي هذه التغييرات في أعقاب شكاوى حقوق مدنية فيدرالية، ودعاوى قضائية، وتدقيق شديد من جانب الكونغرس الأميركي الذي "يتهم الجامعات بالتسامح مع معاداة السامية"، بعد أن أشاد بعض المتظاهرين بحماس ونددوا بالعنف الإسرائيلي.
وتقول الصحيفة "لقد رحب بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالحرم الجامعي الأكثر هدوءا، فيما يرى آخرون أن الهدوء النسبي هو الثمرة المريرة لقمع الخطاب المؤيد للفلسطينيين. وهم قلقون من أن الرئيس المنتخب دونالد جيه ترامب، الذي دعا الجامعات كمرشح إلى "هزيمة المتطرفين"، قد يزيد من الضغوط".
وفي الوقت الذي تتباين فيه التفاصيل، إلا أنه بشكل تفرض قيودا وإجراءات مماثلة على مكان وزمان حدوث الاحتجاجات وفي كثير من الحالات، تطبق الجامعات القواعد التي تبنتها قبل بدء العام الدراسي. وفي والشكل الذي يمكن أن تتخذه.
وقال تود وولفسون، رئيس الجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات وأستاذ مشارك في دراسات الإعلام في جامعة روتجرز (ولاية نيوجيرزي)، للصحيفة إن القيود جعلت الناس خائفين.
وقال: "إنهم يشعرون وكأنهم تحت المراقبة والتدقيق ؛ أعتقد أن هناك درجة قوية من الرقابة الذاتية التي تجري".
وتقول الصحيفة : " لكن الطلاب اليهود الذين شعروا بأنهم مستهدفون من قبل المحتجين أشادوا بالقواعد - والسرعة التي تطبق بها الجامعات هذه القواعد - للمساعدة في استعادة النظام والسلامة. قالت نعومي لامب، مديرة هيليل في جامعة ولاية أوهايو، إن سياسات الاحتجاج الجديدة التي تنتهجها المدرسة تبدو فعالة"
كما قوبلت بعض التكتيكات التي استخدمها المحتجون في الفصل الدراسي الماضي باستجابات صارمة هذا العام الدراسي. في جامعة مينيسوتا، تم القبض على 11 شخصًا بعد احتلالهم مبنى الحرم الجامعي. في العام الدراسي الماضي، سمحت بعض الجامعات للمحتجين باحتلال المباني طوال الليل وحتى لبضعة أيام .
في كلية بومونا (ولاية كاليفورنيا)، استغل الرئيس "سلطة استثنائية" لتجاوز عملية التأديب القياسية وتعليق أو حظر بعض المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين استولوا على مبنى في السابع من تشرين الأول من هذا العام (بعد مرور عام على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة). وقالت المتحدثة باسم الكلية إن هذه الخطوة غير العادية مبررة لأن سيطرة الطلاب دمرت الممتلكات وهددت السلامة وعطلت الفصول الدراسية، وأشارت إلى أنه تم منح الطلاب فرصًا للرد على الاتهامات الموجهة إليهم.
وفي بعض الجامعات ، تبنى المحتجون تكتيكات جديدة لتحدي القيود الجديدة.
كما أقيمت دورات دراسية مثل تلك التي أقيمت في هارفارد في جامعة ولاية أوهايو وجامعة تولين وجامعة تكساس في أوستن للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية. وعادة ما يرتدي الطلاب الكوفية الفلسطينية ويلصقون لافتات على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم برسائل مثل "أموال الرسوم الدراسية التي ندفعها تمول ألإبادة الجماعية".
وقال جاي أولفيلدر، مدير مشروع البحث في مختبر العمل اللاعنفي في هارفارد للصحيفة: "لقد تم تصميم هذا الأمر لوضع الإدارة في هذا المأزق الذي إما أن تتجاهله، أو تفرض قواعد تجلها تبدو حمقاء".
وقال متحدث باسم جامعة هارفارد إن بيانًا صادرًا عن قيادة الجامعة في كانون الثاني 2024 أوضح أن المظاهرات غير مسموح بها في المكتبات أو غيرها من مناطق الحرم الجامعي المستخدمة للأنشطة الأكاديمية.
يشار إلى أنه خلال عيد العرش، العيد اليهودي الذي يحتفل بالحصاد لهذا العام، أقام أعضاء منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" المناهضة للصهيونية "سُكَّات تضامن" في حوالي 20 جامعة بما في ذلك جامعة نورث وسترن (شيكاغو) وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. تحيي السُكَّات ذكرى الهياكل التي عاش فيها الإسرائيليون أثناء تجوالهم في الصحراء لمدة 40 عامًا وغالبًا ما تكون مزينة بالقرع والفواكه والأضواء. أضاف أعضاء صوت اليهود من أجل السلام لافتات تقول "توقف عن تسليح إسرائيل".
ووفقًا لصوت اليهود من أجل السلام، تمت إزالة السُكَّات في تسع جامعات، حيث استشهد الإداريون بقواعد جديدة تحظر الهياكل غير المصرح بها.
وقالت إحدى الطالبات اليهوديات المؤيدات لحقوق الفلسطينيين وتدعى باز بوم "إنهم لا يهتمون بقدرتنا أو حقنا في ممارسة ديننا؛ إنهم فقط يهتمون فقط بتقييد حرية التعبير الفلسطينية".
دلالات
الأكثر تعليقاً
أي شرق نريد؟
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
أي شرق نريد؟
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 111)
شارك برأيك
كيف شنت الجامعات الأميركية حملة صارمة على النشاط المؤيد للفلسطينيين