Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 28 أكتوبر 2022 5:06 مساءً - بتوقيت القدس

والدة الشهيد عبدالرحمن عابد: ليهدموا المنزل .. تهديداتهم لا ترهبنا

جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – "بعدما فقدنا الغالي على قلوبنا، وارتقي شهيدًا، لن ترهبنا تهديداتهم، وليهدموا المنزل، لكن ستبقى معنوياتنا عالية، ونفخر دومًا بتضحيات ابني الذي قدمه روحه فداء فلسطين والأقصى"، قالت المواطنة الخمسينية هالة عابد، والدة الشهيد المزارع عبد الرحمن هاني عابد (24 عامًا)، من بلدة كفردان غرب جنين، تعقيبًا على قرار الاحتلال بهدم منزلها ومنزل قريبها الشهيد أحمد، منفذا عملية ما عرفت بـ "كمين الجلمة" في مساء الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، ما أدى لمقتل ضابط.


وتقول الوالدة: "عبد الرحمن، اختار طريق النضال والمقاومة، واستشهد مشتبكًا مع قوات الاحتلال .. قد نحزن على فراقه، لكن نتضرع لرب العالمين، أن يتقبله وأحمد مع الشهداء والنبيين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا".


في منزلها تجلس الوالدة هالة، وتتابع الأخبار، وما زالت تستقبل المهنئين باستشهاد نجلها الرابع في أسرتها المكونة من 5 أفراد، ولكنها كانت ترفض التعازي، وتقول: "الشهداء أبطال، ورفعوا رأسنا عاليًا .. كنت أتمنى أن أراه عريسًا وأفرح بزواجه، لكن اليوم أتمنى استعادة جثمانه الذي ما زال يحتجزه الاحتلال، لنزفه في عرس وطني يليق بالأبطال أمثاله، عريسًا لفلسطين".


عمل عبدالرحمن مع ولده في زراعة أرضهم، وكان يقضي أوقاته طوال النهار بالعمل فيها، حتى قرر أن يروي ثراها بدمائه، وتشير والدته إلى أنه كان يتميز بالعديد من الصفات النبيلة وارتبط بعلاقة مميزة مع جدته التي كان يرعاها دومًا.


تعانق الوالدة هالة، صورة حبيب قلبها، تقبلها وتضمها لصدرها وتقول: "تمتع بروح الدعابة، وكان صاحب شخصية مرحة، يحرص على اسعاد كل من حوله، كما عشق الرياضة وخاصة كرة القدم، وعندما يعود من عمله الشاق في الأرض، يشارك أقرانه الأنشطة الرياضية  .. شاهدته دومً أنيقًا، يحرص على ارتداء أجمل الملابس، ويحب التصوير، ودومًا يقف أمامنا ويسألنا من أجمل شخص في العائلة، وأعانقه وأقول له أنت الأجمل يا عمري".


تشير الوالدة هالة، أن ابنها عبدالرحمن، تأثر كثيرًا باستشهاد صديقه شوكت كمال عابد بتاريخ 15-4-2022، وأصبحت علاقته ابن عمومته أحمد الذي استشهد معه قوية بشكل أكبر وأصبحت أكثر قوة بعد استشهاد رفيقهما شوكت، وأصبحا يشاركان في المواجهات مع الاحتلال، مبينةً أن آخر مرة شاهدت فيها عبد الرحمن كانت مساء يوم استشهاده، بعد عودته من عمله في الأرض، واستحم وارتدى ملابسه الأنيقة متوجهًا لعرس أحد الأقارب، وكان طبيعيًا ولم نلاحظ عليه أي شيء غريب، وأدى صلاة المغرب وغادر المنزل.


لم يتوجه عبدالرحمن لحفل الزفاف، فقد اختار طريقًا آخر وفق خطة أعدها مسبقًا بشكل سري، وتسلل تحت جنح الظلام مع رفيقه أحمد عابد، نحو حاجز الجلمة، ووصلا إلى قرب الحاجز، وخاضا اشتباكُا مع قوة اسرائيلية من نقطة صفر وقتلا ضابطً.


وبينما كان الجميع يتنظر ويترقب تفاصيل ما يجري في ظل حركة سيارات الإسعاف الاسرائيلية والطائرات وتحرك القوات العسكرية، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي في منزل عائلة عبد الرحمن التي استيقظت على رنين الهاتف وسط مشاعر الخوف والقلق في حوالي الساعة الخامسة من فجر 14-9-2022، وتقول الوالدة: "اكتشفنا أن المتصل ضابط مخابرات اسرائيلي، سارع للتحقيق مع زوجي عبر الهاتف، وسأله عن المتواجدين في المنزل، وكرر سؤاله عن ابننا عبدالرحمن، فأبلغه أنه خرج إلى فرح أحد الأقارب والسهر مع أصدقائه ولم يعود للمنزل، إلا أن الضابط طلب منه الحضور الفوري إلى حاجز الجلمة، وسأله زوجي، ماذا تريدون؟، وماذا حدث مع ابني، فطلب منه الحضور دون الإفصاح عن أي معلومات".


وسط مشاعر الذهول والرعب، سارع والدي عبدالرحمن وأحمد عابد، للتوجه للحاجز، وتقول الوالدة: "شعرت بانهيار كبير لخوفي وقلقي على مصير ابني، وأصبحت تتكرر أمامي الكثير من الصور والتخيلات حول مصيره، ومما زاد توترنا تضارب الأخبار حول وقوع هجوم على الحاجز واستشهاد شابين، وكنت أتضرع لرب العالمين أن يحميهما، حتى وصلنا بعد ساعة عصيبة خبر استشهادهما".


ما زالت أم عبدالرحمن، تعيش مشاعر السخط والغضب، مما ارتكبه جنود الاحتلال في منزل أسرتها والتهجم على شهيديها، مشيرةً إلى أنها كانت مستعدة وجاهزة للمداهمة، وعندما اقتحموا البيت بتفجير بوابة المنزل، كان الجميع بانتظارهم وتم عزلهم واحتجازهم وأخضعوهم للتحقيق، وأخذوا قياسات المنزل.


وتقول: "حقق ضابط المخابرات معنا، حول غرفة عبدالرحمن والمكان الذي ينام فيه، وحطموا كل محتوياته، وطلبوا ملابسه التي فتشوها أيضًا، ثم سألونا عنه ووصيته، وصادروا العلم الذي كان موجودًا بغرفته .. وخلال المداهمة قال ضابط المخابرات، شو رأيك بابنك وعمليته، فقلت له إنه شهيد، فغضب وثار، وشتمه، فرديت عليه بتحدي وشموخ: حسبي الله، ابني أسد وبطل، فخرج مستفزًا وغاضبًا، وأثناء أخد القياسات ضحك الضابط، فجاء ابني مستنفرًا، فقلت له فداه .. ما تزعل، إنهم مقهورين ولن ندعهم يقهروننا".

دلالات

شارك برأيك

والدة الشهيد عبدالرحمن عابد: ليهدموا المنزل .. تهديداتهم لا ترهبنا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 138)