غزة - تقرير "القدس" دوت كوم - تعيش عوائل 14 شابًا فلسطينيًا من سكان جنوب قطاع غزة، ساعات عصيبة، بعد انقطاع الاتصال بأبنائها المغتربين، بداية الشهر الجاري، لدى محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر بحر المتوسط.

وتضاربت المعلومات حول عدد الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين كانوا على متن القارب، الذي كان يحمل العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ومن جنسيات أخرى، حتى تعرض للغرق بعد أن أبحر بهم لعدة أميال.

وبحسب السفارة الفلسطينية في تونس، فإنه تم التعرف حتى اللحظة على 4 جثث لفلسطينيين من قطاع غزة، ولا زال هناك العديد من المفقودين، مشيرةً إلى أنها تتابع مع الجهات المختصة إمكانية نقل الجثامين المنتشلة إلى القطاع، إلى جانب ملف المفقودين.

والجثث الأربعة التي لفظها البحر المتوسط، تعود للشبان: آدم محمد شعث، مقبل مجدي عتيم، يونس حيدر الشاعر، محمد محجوب عبدالله.

ومن بين المفقودين اثنين من الأشقاء من عائلة الشاعر، كما أفادت مصادر عائلية لـ "القدس" دوت كوم.

وقال أهالي الغرقى في أحاديث منفصلة لـ "القدس" دوت كوم، إن آخر اتصال جرى مع أبنائهم المهاجرين، كان في الرابع من الشهر الجاري، وكانوا جميعًا يتجهزون للهجرة إلى إيطاليا، ومنذ ذلك الحين انقطع الاتصال معهم.

وقال أمير قشطة شقيق أحد الشبان المفقودين، إن شقيقه إلى جانب مجموعة من الشبان وجميعهم تتراوح أعمارهم ما بين (19 إلى 22 عامًا)، قرروا الهجرة من غزة للبحث عن مستقبل أفضل لهم في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع وانعدام فرص العمل والمستقبل المجهول الذي يحيط بحياتهم.

وبين قشطة في حديث لمراسلنا: إن الشبان غادروا قطاع غزة في شهر مارس/ آذار الماضي، متوجهين إلى مصر والتي استمروا بالتواجد فيها لمدة شهر، ومنها انتقلوا إلى ليبيا التي استمروا الانتظار فيها حتى بداية الشهر الجاري حتى توفرت لهم فرصة الحصول على قارب يمكنهم من الهجرة إلى إيطاليا، خاصة وأن هناك أعداد مأهولة من المهاجرين تنتظر دورها للهجرة عبر البحر.

وبين أن الشبان أبحروا من سواحل المتوسط قبالة "صبراتة" الليبية، قبل أن يتعرض القارب للغرق قبالة السواحل التونسية في الطريق إلى إيطاليا.

وأشار إلى أن مصير شقيقه ومجموعة من الشبان لا زال مجهولًا، وينتظرون معرفة مصير أبنائهم.

وقبل أيام تعرض قارب غادر تركيا باتجاه اليونان، للغرق، ما أدى لوفاة شابين آخرين في مقتبل العمر من سكان قطاع غزة، وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا بحثُا عن مستقبل آمن، إلا أن القدر المحتوم بالموت غرقًا في بحر المتوسط كان أسرع إليهم، من حياة كانوا يأملون أن تبتسم لهم.

وعاش قطاع غزة خلال السنوات الكثير من المآسي التي دفعت الكثير من المواطنين وخاصة الشبان للبحث عن الهجرة، فابتلع بحر المتوسط قبالة سواحل مصر وليبيا وغيرها العشرات من جثث الغزيين ومن بينها عوائل بأكملها من رجال ونساء وأطفال.