نابلس – "القدس" دوت كوم - عماد سعادة – قال رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية والأمين العام للمبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، إن الحصار الذي تتعرض له نابلس هو شكل من أشكال العقوبات الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن هذا الاحتلال مخطئ إذا ظن أن هذا العقاب سيفكك حالة التضامن وحالة الحاضنة الشعبية لمقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله.

جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم السبت، في احتفال مركز تدريب الشباب المجتمعي التابع للإغاثة الطبية في نابلس باختتام فعاليات حملة "أكتوبر الوردي" للتوعية بسرطان الثدي، التي نفذها متطوعو ومتطوعات المركز في عموم المحافظة وشملت سلسلة من الأنشطة التوعوية.

وأضاف البرغوثي بأن نابلس أصبحت اليوم نموذجًا وقدوة لشعبنا كما اعتادت أن تكون في الانتفاضتين الأولى والثانية، وأن جيل اليوم الذي راهن الاحتلال على استسلامه وخنوعه وعدم التزامه بالنضال الوطني، هو اليوم أقوى الأجيال وأكثرها صلابة، إنه جيل "إبراهيم النابلسي" و"عدي التميمي" وغيرهم من الشهداء الذي تحولوا إلى أيقونات في ذاكرة ووجدان كل فلسطيني.

وأشار إلى أن هذا الجيل قد انتصر على ما هو أكبر من الاحتلال، لقد انتصر على اليأس الذي حاول الاحتلال زرعه في نفوسنا. كما قال.

وأضاف: إن الاحتلال فشل فشلاً ذريعًا في فهم الشعب الفلسطيني، وهذه سمة الاستعمار في كل مكان.

وذكر البرغوثي أنه كان قبل أسبوع في الجزائر، وأنه رأى هناك شعبًا كافح الاستعمار الفرنسي 130 عامًا، وتمكن في النهاية من كنس الاستعمار وأكثر من مليون مستعمر تم زرعهم في الجزائر، مؤكدًا أن هذا يشكل إلهاما لنا ويعطينا الثقة بأنفسنا وبأننا سننتصر في نهاية المطاف. كما قال.

وفيما يتعلق بسرطان الثدي، أشار البرغوثي إلى أن هذه الفعالية التي تظمها مركز تدريب الشباب المجتمعي تأتي في سياق حملة شاملة تنظمها الإغاثة الطبية على امتداد الوطني لمكافحة سرطان الثدي، وهي حملة ضرورية ومهمة، موضحًا أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين النساء، ومن أكثرها سببًا للوفاة في فلسطين.

وجرى الحفل الذي أقيم في قاعة مركز "حمدي منكو" الثقافي التابع لبلدية نابلس بحضور مدير الإغاثة في المحافظة غسان حمدان، ومدير مركز تدريب الشباب ومشرف الحملة في نابلس سامي دغلس، ومديرة الصحة النفسية في الإغاثة هالة حمدان، وممثلي العديد من المؤسسات والفعاليات المختلفة، إلى جانب عدد كبير من النسوة والامهات والفتيات، حيث تم تكريم عدد منهن لمشاركتهن في الحملة.

وحيا، دغلس في كلمته الترحيبية شهداء نابلس وعموم الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى الصعوبات التي يعيشها أبناء شعبنا بفعل الحصار الغاشم، كما قدم لمحة عن الاغاثة الطبية التي تأسست منذ أربعين عامًا، وشدد على أهمية التوعية بسرطان الثدي.

وفي كلمته، قال حمدان، إن الاحتلال يفرض علينا حصارًا مجرمًا، محاولاً كسر ارادتنا وعزل الحالة الوطنية عن قاعدتها الشعبية، وهي سياسة وممارسات مصيرها الفشل.

كما أكد حمدان قدرة شعبنا على مواصلة الحياة، وعدم السماح لليأس والإحباط بالتغلغل إلى عقولنا ونفوسنا، وعدم السماح للاحتلال بالنيل من إرادتنا وعزيمتنا.

وشدد على أن نابلس تشهد سلسلة فعاليات لكسر الحصار، وكل مواطن يمكنه أن يلعب دورًا في هذا الحصار الغاشم، مؤكدًا أن النصر حليف شعبنا وأن الاحتلال إلى زوال.

وقدمت مديرة برنامج صحة المرأة في الإغاثة الطبية هالة حمدان، محاضرة للنسوة المشاركات في الحفل، أشارت فيها إلى أن "أكتوبر الوردي" قد اتخذ اللون الزهري مع الشعار المعروف والذي يعني خنق السرطان وأزهار حياة المرأة.

وقالت: تركيزنا على سرطان الثدي وليس السرطانات الأخرى ينبع من كون هذا النوع قابلاً للشفاء بصورة تامة في حال تم اكتشافه ومعالجته مبكرًا.

وأشارت حمدان إلى أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا في العالم، ويشكل ما بين 17 – 25% من أنواع السرطانات الأخرى، ويشكل 33% من السرطانات التي تصيب النساء، وهذا النوع من السرطان يصيب النساء بنسبة 99%، والرجال بنسبة 1%.
وتطرقت حمدان إلى مسببات المرض وكيفية اجراء الفحص المبكر واليات العلاج.

وفي نهاية الحفل الذي شهد فقرات فنية أدتها فرقة المركز تم تكريم النساء المشاركات في الحفل وفي الأعمال التطوعية.