واشنطن – "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات - صرح نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، أن الولايات المتحدة لن تنقل سفارتها من القدس، ولكن قضية القدس تبقى ضمن قضايا الحل النهائي. 

وقال باتيل ردا على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمره الصحفي حول موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من قرار حكومة حزب العمال الأسترالية الجديدة، إنها لن تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل : " سنترك التعليق للحكومة الأسترالية بشأن سياستها الخاصة، لكن الموقف الأميركي هو أن سفارتنا ستبقى في القدس ، التي نعترف بها كعاصمة لإسرائيل، أما الوضع النهائي للقدس هو قضية من قضايا الوضع النهائي التي يجب حلها من قبل الطرفين في سياق المفاوضات المباشرة".

وعما إذا كانت إدارة بايدن تشجع الدول الأخرى بأن تحذو حذو واشنطن في الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل ، قال باتيل أن ليس لديه أي ارتباطات محددة لتقديمها  في هذا الشأن.

وفي رده على سؤال يخص ارتباك الموقف الأميركي الذي يؤكد على بقاء اعتراف الإدارة الحالية بقرار الإدارة السابقة التي نقلت السفارة إلى القدس واعترفت بها عاصمة لإسرائيل من ناحية، والإصرار على أن قضية القدس هي أحد قضايا الحل النهائي الذي يجب التفاوض عليه بين الفلسطينيين وإسرائيل،  قال باتيل أن هذا هو تقييم إدارة بايدن التي تتمسك بمسألة القدس كمسالة من قضايا الحل النهائي الذي يجب أن يتم التوصل إليه على طاولة المفاوضات، مؤكدا أن إدارة بايدن لن تلغي قرار الإدارة السابقة بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، وإبقاء السفارة فيها.

وكانت أستراليا قد أعلنت أمس الثلاثاء، إلغاء اعترافها بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، متراجعة بذلك عن القرار الذي اتخذته الحكومة السابقة.

وبعد ساعات من هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة العمالية بقيادة أنتوني ألبانيز، استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير الأسترالي، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، كما انتقد رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد الخطوة الأسترالية، ووصفها بـ"الرد المتسرّع"، مضيفا "لا يمكننا إلا أن نأمل بأن تتعامل الحكومة الأسترالية مع قضايا أخرى بشكل أكثر جدية ومهنية".

وأضاف لابيد في بيان صدر عن مكتبه أن "القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل، ولا شيء سيغيّر ذلك"، على حد قوله.

وأفادت أجهزة إعلامية إسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية تخشى من أن أستراليا تسعى للاعتراف بدولة فلسطين في الخطوة التالية، وأن الرد الإسرائيلي الاحتجاجي الصارخ هو عمل استباقي لثني أستراليا عن القيام بذلك.  

بدورها، رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، وقال وزير الشؤون المدنية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ -في تغريدة على تويتر- "نثمن قرار أستراليا حول القدس، ودعوتها لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية، وتأكيدها أن مستقبل السيادة على القدس مرهون بالحل الدائم القائم على الشرعية الدولية، وهو حل الدولتين" فيما نسبت وكالة الأنباء الفرنسية ، AFP   إلى عمار حجازي ، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للعلاقات متعددة الأطراف، قوله للوكالة  إن "الموقف الأسترالي هو تصويب خطأ ارتكبته الحكومة السابقة، ونحن نشجع على ذلك، وكذلك باقي الدول التي لا يتوقف اتصالنا معها بهذا الشأن".

وكانت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ قد أعلنت التراجع عن قرار الحكومة المحافظة السابقة، الذي اعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. وقالت إن بلادها تعد القدس من مسائل الحل النهائي ضمن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضافت الوزيرة أن بلادها لا تزال ملتزمة بحل الدولتين، مؤكدة أنها لن تدعم أي مقاربة تبدد هذا الأفق السياسي، مؤكدة أن سفارة بلادها كانت دائما في تل أبيب وستظل هناك.

وفاز حزب العمال في انتخابات شهر أيار الماضي ، منهيا تسع سنوات من حكم المحافظين في أستراليا، حيث تسلم آنتوني ألبانيز رئاسة الحكومة الأسترالية يوم 23 أيار 2022.

وكانت الحكومة المحافظة السابقة بقيادة سكوت موريسون قد اعترفت رسميا عام 2018 بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في خروج عن الأعراف الأسترالية المتبعة تجاه الشرق الأوسط على مدى عقود.

وجاء قرار حكومة موريسون عقب اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب.