جنين – "القدس" دوت كوم- علي سمودي – تعرضت الزوجة منال "أم نور" للإجهاض وفقدت جنينها حيث كانت حاملاً في الشهر الثاني، بسبب الصدمة والحزن والقلق بعد تلقيها نبأ اعتقال زوجها فادي موسى أثناء عمله في الداخل المحتل، وتتفاقم معاناتها وأطفالها الثلاثة يومياً بعد قرار الاحتلال تحويل ملف زوجها من الاعتقال بتهمة عدم حيازة تصريح لملف أمني.

في قرية كفردان تعيش أم النور حالياً، لكن زوجها ينحدر من بلدة يطا بمحافظة الخليل، وبحسب إفادتها نشأ وتربى وتعلم في مدارس بلدته حتى أنهى الثانوية العامة، وبعدها التحق بالعمل في مجال البناء، وقضى حياته يعمل ويشقى من أجل أسرته.

وتقول زوجته: "استهدفه الاحتلال وتعرض للاعتقال خلال انتفاضة الأقصى عدة مرات، ويبلغ مجموع ما قضاه خلف قضبان سجون الاحتلال 5 سنوات وبعدها تزوجنا، وكرس حياته للعمل لنعيش حياة مستقرة وأمنة".

واظب فادي على العمل بشكل منتظم في الداخل رغم عدم حصوله على تصريح، وتضيف: "الاحتلال عاقبه كونه أسير سابق ورفض منحه تصريح عمل، وفي ظل ظروف الحياة الصعبة خاطر بحياته، واضطر للتسلل للعمل في الداخل".

 وتكمل: "حاصرت قوات الاحتلال الورشة التي كان يعمل فيها بالداخل بتاريخ 5/1/ 2021، اعتقلوه واقتادوه للتحقيق رغم أن تهمته عدم حيازة تصريح ورفضوا اطلاق سراحه".

 وتضيف: "شعرت بقلق عندما تأخر زوجي عن موعد عودته لمنزلنا، وكانت صدمتي الكبيرة عندما سمحت المخابرات له بالاتصال بنا وأبلغني أنه محتجز في مركز تحقيق الجلمة لعدم حيازته تصريح".

 وتتابع: "تأملت خيراً وانتظرت حريته، ففي العادة يحتجز لأيام ويحاكم بغرامة مالية، لكن مرت أيام وأخباره مقطوعة، ومما زاد قلقي كونه مريض ويعاني من الكلى والسكري والضغط".

تعرضت الزوجة "أم نور" لانتكاسة صحية، ولشدة تأثرها وحسرتها حتى لم تجف دموعها أجهضت، وتقول: "اتصل بي زوجي وأبلغني أنه محتجز في مركز التحقيق، فرغم عدم وجود أي قضايا بحقه، وعدم تدخله بالسياسة حولوا ملفه لقضية أمنية، عزلوا وعذبوه ومنعوا زيارته".

 وتكمل: "لم يتوفر له العلاج والأدوية التي يتناولها بشكل منتظم، وبسبب التحقيق والظروف الاعتقالية تدهور وضعه الصحي، ونقل لعيادة سجن الرملة".

فشلت كافة جهود المحامي لإنقاذ فادي من الأسر، وواصلت محاكم الاحتلال تمديد توقيفه بناء على طلب المخابرات حتى حوكم في تاريخ 20/7/2021 بالسجن الفعلي 4 سنوات وشهرين، وغرامة مالية 37 ألف شيكل.

 وتقول زوجته: "أصعب يوم في حياتي عندما صدر قرار الحكم، فهو ظالم وعقاب تعسفي وجريمة بحق أسرتنا أطفالنا، ولم يكتفي الاحتلال بفترة الاعتقال الطويلة، فأضاف له الغرامة الباهظة التي لن أتمكن من دفعها، ليتحرر ويعود لأطفاله الثلاثة نور الدين 9 سنوات، وساندرا 6 سنوات، وسيدرا 3 سنوات ونصف".

وأضافت: "على مدار السنوات الماضية تكررت مشاهد وصور المعاناة في حياتنا، فعندما كنت حاملاً ببكرنا نور اعتقلوه، وولد ووالده أسير ولم يسمح له بزيارته إلا بعد فترة، لكنه لم يتقبل والده حتى تحرر وتعلق به كثيراً".

 وتكمل: "من المواقف الصعبة في حياتي بكاء ابني عندما استلم شهادته المدرسية للصف الثاني، وكان الأول على صفه، عندما حضر آباء زملاءه معهم ليتسلموا شهاداتهم، فعاداً حزيناً وكل يوم يسألني متى سيعود أبي ليفرح بتفوقي ونجاحي".

 وتتابع: "منذ اعتقاله لم أتمكن من زيارته بسبب المنع الأمني، وبعد معاناة حصلت على تصريح للزيارة في 9/9/2021، لكن الاحتلال ألغى الزيارات بسبب حادثة نفق الحرية وعمليات القمع والتنكيل بأسرانا الذين نتمنى حريتهم".