واشنطن - "القدس" دوت كوم– سعيد عريقات – تشر موقع "المونيتور " الأميركي تقريرا بعنوان "لا راحة في غزة، حتى للأموات"، أشار في مستهله إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة خلال السنوات الماضية أدت إلى تدمير آلاف الوحدات السكنية وقتل الآلاف من سكان غزة.

وفي ضوء ذلك، يقول الموقع: " بات قطاع غزة المكتظ بالسكان في حاجة ماسة إلى مناطق جديدة لإعادة بناء المنازل والمقابر، لكن السلطات تكافح لاستيعاب الأحياء والأموات على حد سواء. 

وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة  البالغ مساحته 365 كيلومترا مربعا (227 ميلا مربعا) ، موطن لأكثر من مليوني شخص، يعانون في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة والبنية التحتية السيئة والازدحام، مع عدم وجود أمل في تحسن الوضع السياسي".

وفي مقابلة مع المواطن أحمد اليازجي، الذي يعيش في وسط قطاع غزة  ": "توفي والدي في الحرب على غزة في مايو 2021، وقد دفن جميع أفراد عائلتنا في مقبرة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، ولكن في 2021 باتت تلك المقبرة ممتلئة، لذا لم نتمكن من دفن والدي هناك. طُلب منا العثور على مكان آخر لدفنه بالقرب من الحدود، بعيدا جدا عن المكان الذي نعيش فيه. فكيف يفترض بنا أن نزور قبر أبينا؟ وفي النهاية أجبرنا على دفنه في مقبرة الفالوجة شمال قطاع غزة".

وأضاف اليازجي: "هناك الكثير من الأراضي الحكومية الخالية في قطاع غزة، والتي يجب على الحكومة تحويلها إلى مقابر. إن دفن موتانا أمر مقدس بالنسبة لنا كمسلمين، لذلك تحتاج الحكومة إلى توفير مقابر مناسبة لموتاهم، ويجب أن تكون قريبة حتى تتمكن العائلات من زيارة موتاهم بسهولة. ولكن بدلا من ذلك، تمنح الحكومة الأرض في وسط غزة لموظفيها".

نشرت قناة الجزيرة في السابق، تقريرا حول الضغوطات التي تواجهها المقابر في قطاع غزة المحاصر، حيث أصبح لا يمكن حتى للموتي أن يرقدوا بسلام. ويلفت التقرير إلى أنه في فبراير الماضي، أغلقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة 24 مقبرة بلغت طاقتها الاستيعابية، مشيرة إلى أنها تواجه معضلة في العثور على أراض للقبور بسبب الزيادة السكانية.

بدوره، قال مواطن يدعى مازن النجار في حديث للموقع : "إننا نواجه مشكلة كبيرة في توفير الأراضي لمقابر جديدة داخل قطاع غزة وسط الحروب المتكررة والنمو السكاني والزحف العمراني". وأضاف قائلا: "لدينا 64 مقبرة في غزة تشمل مقابر عائلية وعامة، وقد أغلقنا 24 منها بعد أن بلغت طاقتها الاستيعابية. لدينا خطط لبناء مقابر جديدة للتعويض عن تلك التي تم إغلاقها، ولكن لإيجاد الأرض وإكمال المشروع نحتاج إلى حوالي أربع سنوات وميزانية ضخمة. ولا تستطيع وزارة الأوقاف القيام بذلك بمفردها. إن الهيئات الأخرى بما في ذلك وزارة الحكم المحلي والبلديات وسلطة الأراضي الفلسطينية كلها مسئولة عن إيجاد الأراضي وتوفير الميزانيات".

وقال النجار : “أدت الحروب المتكررة إلى زيادة الطلب على مساكن جديدة وإعادة إسكان المشردين، ولم يعد بناء المقابر أولوية. ومع ذلك، يتعين على الحكومة توفير سكن للموتى وكذلك الأحياء. يجب وضع خطة تطوير لتخصيص الأراضي للمقابر وتوفير طاقم الأمن. اليوم، هناك 30 حارسا فقط يحرسون 64 مقبرة، مما أدى إلى العديد من الانتهاكات والتجاوزات من قبل لصوص القبور".