Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 09 أكتوبر 2022 8:39 مساءً - بتوقيت القدس

الأسير إياد حربيات.. مثال حي على معاناة الأسرى

جنين –"القدس" دوت كوم- علي سمودي – يجسد الأسير إياد أحمد حربيات (41 عامًا)، نموذجاً لما يتعرض له مناضلي الحرية، من إعدام مبرمج من إدارة السجون الإسرائيلية، فقد عانى من مضاعفات خطيرة وصلت حد الموت الحقيقي بعدما تعرض لفقدان الذاكرة وللغيبوبة، بسبب حقنة بإبرة مجهولة والعلاج الخاطئ، وبعد رحلة معاناة مريرة وصبر على مدار 21 عاماً، ومؤازرة وانتفاضة الأسرى تجاوز المآسي والويلات، وعاد لممارسة حياته ككل الأسرى، لكنه ما زال بحاجة لرعاية وعلاج ومتابعة ترفض إدارة السجون توفيرها، ليبقى عرضة للمضاعفات بشكل دائم.


يعتبر إياد باكورة أبناء أسرته المكونة من 11فردًا، ولد ونشأ وعاش في مدينة دورا بمحافظة الخليل، تعلم بمدارسها ثم أنهى الثانوية العامة بمدرسة العروب الزراعية، التحق بجامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة زراعية، ولكن الاحتلال قطع عليه الطريق وحرمه من إكمال مشواره الجامعي والتخرج.


يقول شقيقه يوسف لـ"القدس" دوت كوم، "لنشاطه ودوره الفاعل في مقاومة الاحتلال أُدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين، ورغم استهدافه أكمل جامعته وحرص على التخفي، وتعرض لمحاولة اغتيال من طائرات الاحتلال في مخيم طولكرم ونجا من الموت بأعجوبة".


ويضيف: "بعد مطاردة استمرت عام، اختطفته وحدات المستعربين الخاصة بتاريخ 21/9/2002، من داخل حرم جامعة النجاح الوطنية، دون أن يتنبه أحد لما حصل معه، وانقطعت أخباره ولم تتمكن العائلة من معرفة مصيره".


ويكمل: "عشنا كوابيس ودوامة رعب رهيبة، ونحن لا نعلم إذا كان حي أو ميت، وبعد عامين وصلتنا أخبار من الصليب الأحمر بأنه معتقل في أقبية التحقيق".


يروي يوسف: "إن الاحتلال حرم العائلة من رؤية إياد حتى في جلسات المحاكم ، وخضع لمحكمة عسكرية مغلقة وحكم عليه وقتها بالسجن المؤبد مدى الحياة إضافة لـ 20 عاماً".


ويضيف: "عبر محطات أسره تنقل شقيقي بين كافة السجون الاسرائيلية، وعوقب بالعزل في الزنازين الانفرادية أكثر من العيش في السجون مع زملاءه الأسرى وكان عزله عن العالم الخارجي أصعب شيء بالنسبة له، كمل تعرض لعقوبات الحرمان من الزيارات والملابس والكنتين".


يكمل يوسف: "رغم ذلك، وقبل تعرضه للمرض، استطاع أن يكمل دراسته الجامعية تخصص علوم سياسية في الجامعة العبرية المفتوحة وحصل على شهادته البكالوريوس، وهو يطمح لإكمال دراسة الماجستير في نفس التخصص، ولكن الاحتلال يعاقبه ويحرمه من متابعة دراسته".


قبل وفي بداية اعتقاله، لم يعاني إياد من أي مشاكل صحية أو أمراض، ولكن حلت الكارثة الكبرى بحياته عام 2013، ويفيد يوسف: "أن طبيب عيادة السجون حقنة بإبرة مجهولة دمرت صحته وبنيته وحياته، وأدت إلى فقدان ذاكرته حتى لم يتعرف على والدته أثناء الزيارة".


ويقول: "تلك المرحلة كانت مؤلمة وصعبة جدًا على والدتي التي تنتظر تلك زيارة ابنها على أحر من الجمر، وتكتشفه فاقد الذاكرة ولم يتعرف عليها، ورغم ذلك لم تهتم الإدارة بحالته وأهملت علاجه، بل واستهدفته مجدداً".


وأوضح يوسف أن قوات القمع وخلالها اقتحامها للقسم الذي يحتجز فيه إياد بسجن "ريمون" عام 2017 تعمدت رش شقيقه بمادة سامة أدت إلى حروق في كامل جسده، وشلل كامل في الأطراف، ولا زالت آثار الحروق على جسده.


ويقول: "بعد هذه الجريمة لم يتلقى أي علاج وتم عزله عن الأسرى، وفور وصول الخبر إليهم انتفض رفاقه ونفذوا فعاليات احتجاجية مطالبين بعلاجه، لكن الإدارة خدعتهم، وبدل نقله للمشفى، نقلوه إلى مقبرة الرملة للأحياء".


ويضيف: "تبرع الأسرى له بالعلاج، ولكن في المقابل كان العلاج الوحيد من الإدارة هو زيت الزيتون كمساج لإياد، لكن الأسرى قاموا برعايته وعلاجه ومساندته لحمايته من تصلب الجسد والشلل، وبالصبر والمثابرة تمكن من تحريك يده اليمنى واليسرى وقدمه اليمنى، ولكن يحتاج إلى علاجات ومساجات مكثفة ومستمرة".


ويكمل: "بفضل وقوف الأسرى معه خضع إياد للعلاج، وأصبح يتناول 14 حبة دواء يوميًا، لكنها سببت له ترسبات، وأصبح يعاني في عام 2021 من حصر بول".


يستذكر يوسف: "إن إدارة السجون حاولت قتل شقيقي مرة أخرى بالإهمال المتعمد، فبعد أوجاع رهيبة فقد خلالها القدرة على النوم، وبعد معاناته على 10أيام متواصلة من الألم، نقل إلى عيادة سجن ريمون، وتم وضع "|بربيج" للبول بشكل خاطئ، و بدل أن يكون تصريف البول خارجيًا أصبح داخل الجسم".


 ويضيف: "بعد 4 أيام من وضع البربيج، انفجر الأنبوب مما سبب نزيفاً استمر لساعات طويلة، وأصبح الأسرى يطالبون الإدارة من أجل وضع إياد من الساعة 3 فجرًا لغاية 8 صباحًا في العيادة، لكن دون جدوى".


 ويكمل: "في ذلك الوقت فقد إياد الوعي، والأسرى قاموا بحرق سجن ريمون، للضغط على الإدارة لنقله إلى المشفى وعلاجه، وبعد الاحتجاج نقلوه لمشفى سيروكا في البوسطة".


ويتابع: "عندما وصل شقيقي إلى المشفى، كان قد نزف كثيراً، وفقد كافة السوائل من جسده، وقلبه قد توقف وتم انعاشه، وبعدها خضع لأكثر من 20 عملية، منها : استئصال كل الأغشية المحيطة بالأمعاء والأعضاء، وتوقف الرئة عن العمل بنسة 80%، نتيجة وجود تعفن وبكتيريا، سببه الخطأ الطبي".


بعد 75 يوماً من الغيبوبة، تغير المشهد وعاد للحياة، ويقول شقيقه: "بمعجزة من الله سبحانه وتعالى استيقظ إياد، وتم استدعاء والدتي من أجل اكتشاف أنه يعرفها أم لا، وكانت المفاجئة الكبيرة أنه تعرف على والدته وقال لها أهلا بأغلى الناس على قلبي".


يقبع الأسير إياد حاليًا في عيادة الرملة، ويقول شقيقه: "أوجاعه مستمرة والإهمال الطبي لم ينتهي، لكن الحمد الله بعد كل تلك المعاناة والأمراض، فقد تحدى كل الصعوبات والاحتلال والسجان وظلمه وعقوباته بإيمانه الكبير برب العالمين".


 ويقول يوسف: "جميعنا ننتظر موعد زيارته ورؤيته، لكن الاحتلال ينغص علينا دوماً، فقد أصبحت ممنوع من زيارته سوى مرة واحد كل 3 شهور، أما والدي المريض والمسن فقد أصبح مرفوض أمنيًا".


 ويضيف: "كل يوم تجلس والدتي أمام منزلنا تنتظر رؤيته حراً وعائداً لأحضانها، لتمسح أحزان العمر ووجع الغياب وتستبدل دموع الفراق بأهزوجة الفرح وبدل العرس وأغاني الحرية والانتصار على الاحتلال وسجونه".

دلالات

شارك برأيك

الأسير إياد حربيات.. مثال حي على معاناة الأسرى

-

جمال عميره قبل حوالي 2 سنة

اللهم يا الله يا واحد يا احد نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تفرج عن اخواننا الأسرى وعن كل الاحرار في سجون الظالمين في كل مكان اللهم ان استودعناك أولادنا احفظهم بحفظك

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 92)