Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 08 أكتوبر 2022 11:43 صباحًا - بتوقيت القدس

يوم التراث الفلسطيني: الذاكرة التي لا تموت

رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم - من مدينة القمر أريحا أقدم مدينة في التاريخ، تطلق وزارة الثقافة فعاليات يوم التراث الفلسطيني هذا العام، لأهمية المدينة والمعنى الذي تمثله في العمق التاريخي والتراث الفلسطيني.


فعاليات 


ونبع تل السلطان في أريحا، التي تؤرخ للبشرية في حضارتها كأول تجمع مدني حضاري سكاني في التاريخ، والذي يحمل ذكريات الأجداد الفلسطيين الأوائل، تنطلق فعاليات يوم التراث يوم الأربعاء المقبل، وتعكس هذه الفعاليات رؤية وزارة الثقافة في تكريس حرصها وحرص كافة المؤسسات الوطنية على جعل الثقافة عاملًا أساسيًّا من عوامل التحرر من الاستعمار، تؤكد وزارة الثاقافة في بيان لها.


ووفق الوزارة، فإن هذا ما يمثله دور المبدعات والمبدعين الفلسطينيين، والمتمثل بكفاحهم البطولي في الحفاظ على الرواية الفلسطينية وتمكينها وتمتينها وصقلها من أجل مواجهة حرب الإلغاء والمحو والسلب والنهب، التي يمارسها الاحتلال من خلال سطوه على الأرض والتاريخ والشواهد والأسماء التي ورثناها تمامًا كما ترث الأرضُ ترابَها، هذه المواجهة التي تخوضها أجيالنا  فـ"أجيالنا حرّاس التراث".


وتشدد وزارة الثقافة أن التراث هو النص الأساس لخطاب الثقافة الوطنية، الذي يبرهن على حق الفلسطيني، وحقيقته الدامغة، في المكان والزمان، ويؤكد فاعلية وقدرة الثقافة الفلسطينية في تكريس وتمتين الوعي الوطني، وبناء الجسر المتين الذي يحمل الماضي بعراقته وأصالته إلى الحاضر بجسارته في ديمومة المسير إلى المستقبل المشتهى، كما يؤصل هذا اليوم منهجية لاستدامة الوعي والمعرفة، كروافع قيمية ذات مضمون وطني يتماهى بشكل طبيعي مع نضال الشعب العربي الفلسطيني.


الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة محمد عياد يؤكد لـ"القدس" دوت كوم، أن الوزارة تحيي فعاليات يوم التراث الفلسطيني في السابع من أكتوبر\ تشرين الأول، والذي تم اعتماده من خلال مجلس الوزراء بعد تنسيب من وزارة الثقافة، وهذا العام أطلقت فعاليات بالمدارس أمس الخميس، تلي فيها بيان هذا اليوم للتعريف به، ضمن الشراكة مع وزارة التربية والتعليم.


ويوضح عياد أن الانطلاق الرسمي لفعاليات يوم التراث الفلسطيني ستنطق الأربعاء المقبل (12 من الشهر الجاري)، باحتفال رسمي في (تل السلطان بأريحا)، للتأكيد أن هذه البلاد لنا في وجه محاولات الاحتلال سرقة تراثنا الفلسطيني.


اهتمام بالدبكة.. وتسجيلها بـ"اليونسكو"..


ووفق عياد، فإن الانطلاقة الرسمية من تل السلطان سييتبعها فعاليات أخرى في كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، وستشمل تلك الفعاليات مشاركات بكافة عناصر التراث الفلسطيني، بما فيها من لباس ومأكولات ودبكة شعبية، وتطريز وزجل وندوات، حيث ستشمل الفعاليات عناصر تراثية، وتوعوية.


ويؤكد عياد أن وزارة الثقافة ستركز هذا العام، على الدبكة الفلسطينية كعنصر تسعى الوزارة لتسجيله في القائمة التمثيلية لعناصر التراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو، كما فعلت بالسابق بشأن "التطريز" الذي سجل بذات المضمون في اليونسكو.


أبو سيف: تأكيد على حق شعبنا..


يشدد وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف في تصريحات له، "إن إحياء يوم التراث الفلسطيني يأتي للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بأرضه وتمسكه بها، واحتفاله باستمرارية وجوده الأزلي في هذه البلاد التي هي خالصة له".


ويضيف أبو سيف، "أن تراثنا هو هويتنا وسرديتنا الوطنية وحكاية وجودنا في هذه البلاد، الوجود الذي سبق كل الغزاة وظل حاضراً رغم مجازرهم ومذابحهم، إن هذه البلاد لا تعرف إلا تراثاً واحداً هو تراثنا ولا تعرف إلا سردية واحدة هي سرديتنا، ولم تكن إلا مسرحاً لوجودنا المستمر فيها".


ويؤكد أبو سيف، "في كل يوم نستذكر جداتنا وأجدادنا الذين حافظوا على هذه الحكاية ونقلوا لنا تراثنا بأمانة وظل حياً بفضل مجهوداتهم في حمايته، إننا مدينون لكل امرأة ورجل من أسلافنا الذين جعلوا هويتنا حاضرة في كل مناحي حياتنا وممارستنا اليومية".


ويشدد أبو سيف أن التراث الفلسطيني هو المخزون الحي لذاكرة الشعب الفلسطيني على هذه الأرض، وأن الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية لتراثنا أمرٌ لا بدّ منه لضرورة مواجهة احتلال يسخرُ كل إمكاناته لمحوه وسرقته.


ويؤكد أبو سيف على "ضرورة وجود جهد مضاعف من أجل حماية هذه الأمانة في وجه السرقة والتزوير الذي يمارسه الاحتلال في حربه المسعورة على كل أشكال وجودنا، حرب مفتوحة على كل الجوانب سيكون تمسكنا بتراثنا عنصر انتصار أساس فيها".


حكاية يوم التراث..


حكاية يوم التراث الفلسطيني ترجع للمؤرخ نمر سرحان (مؤلف موسوعة الفلكلور الفلسطيني)، الذي فكر في صيف عام 1966 أن يعد لإذاعة "صوت فلسطين" من القدس برنامجًا عن القرية الفلسطينية بعنوان "قريتي هناك"، يتحدث فيها عن الأغاني الشعبية والموسيقى في القرى الفلسطينية، وبدأ رحلته في البحث والدراسة وجمع الفلكلور الفلسطيني من أغانٍ شعبية، وأهازيج، وتهاليل، وعادات وتقاليد، وألعاب، ومأكولات شعبية، بشكل أكاديمي.


بدأ المؤرخ سرحان إصدار موسوعة الفلكلور الفلسطيني عام 1977، ومع صدور الجزء الخامس يوم 1 يوليو\ تموز 1981، بمشاركة من لجنة إعداد الموسوعة؛ ودعم من "الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين"- تقرر اعتماد هذا اليوم من كل سنة يومًا للاحتفال بيوم التراث الفلسطيني؛ بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي من التهويد والسرقة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.


وفي وقت لاحق وبناء على توصية وزارة الثقافة، قرر مجلس الوزراء في 14 مايو\ أيار 1999 بأن يكون يوم السابع من أكتوبر\ تشرين الأول من كل عام "يوم التراث الفلسطيني"، بدلاً من يوم 1 يوليو\ تموز؛ لأن الطلاب يكونوا قد انتظموا في مدارسهم، فيسهل إحياء هذا اليوم بشكل أكثر فعالية؛ إضافة إلى أن شهر أكتوبر\ تشرين الأول، هو موسم قطاف الزيتون؛ فلشجرة الزيتون رمزية واضحة على العطاء والصمود والتشبث بالأرض والتجذر بها.


ويمثل التراث الشعبي الفلسطيني ثروة ضخمة من الأدب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافية والفنون التشكيلية والطقوس الدينية، والحكايات، والأمثال، والأحاجي والألغاز، والألعاب الشعبية، والأكلات، والملابس، والدبكة، والأغاني، والموسيقى الشعبية؛ إضافة إلى الفن المعماري الفلسطيني؛ لذلك علينا بذل الجهود الجبارة للمحافظة على التراث من الضياع من خلال حمايته على الصعيد الوطني والعالمي، حيث يعدّ التراث الفلسطيني من المرتكزات الأساسية للهوية الفلسطينية.

دلالات

شارك برأيك

يوم التراث الفلسطيني: الذاكرة التي لا تموت

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)