حديث القدس
يكثر الحديث في هذه الايام من قبل الكتاب والمحللين الاسرائيليين حول انتفاضة فلسطينية جديدة في الاراضي الفلسطينية، بسبب الممارسات والانتهاكات والجرائم التي يقوم بها الاحتلال وقطعان المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين واراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.
وهذه الانتفاضة وفقاً للكتاب والمحللين الاسرائيليين، ورغم انهم، بل في غالبيتهم العظمى مع سلطات الاحتلال ويدافعون عنها، إلا انهم في أحيان ربما كثيرة، في الاونة الاخيرة، يشيرون الى ان هذه الانتفاضة التي نعيشها حالياً تتسم بالاستمرارية، وقادتها من الشباب ومعظمهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي، وان انتمى بعضهم الى فصيل ما، فإنهم لا يلتزمون بقرارات هذه الفصائل، بل يتمردون على ذلك، ليس لسبب بل لأنهم يرون بعد انغلاق الافق السياسي، بأنه لا مجال أمامهم سوى انتفاضة جديدة من نوع جديد.
وهذا النوع الجديد يعني الدمج بين العمليات العسكرية ضد الاحتلال والمقاومة الشعبية التي تتصاعد يوماً بعد آخر، وهذا واضح من خلال المقاومة الشعبية الاسبوعية التي نشهدها في عدة بلدات وقرى ومدن ضد قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ودفاعاً عن الارض ومواجهة الاستيطان، الى جانب ما يقوم به المواطنون لدى قيام قوات الاحتلال باقتحام المناطق الفلسطينية من اجل قتل الشباب واعتقالهم، وكذلك لدى قيام قطعان المستوطنين بالاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، حيث يهب الجميع للدفاع عن المستهدفين من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
فعدم وجود أفق سياسي، بل انعدام هذا الافق، ومحاولات دولة الاحتلال طمس الصراع السياسي واستبداله بتحسين وسائل المعيشة، وغيرها من محاولات الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية، هي جميعها وراء ما تشهده الارض الفلسطينية من بداية انتفاضة جديدة من نوع جديد بقيادة الشباب الذي مل الاحتلال وتوصل الى نتيجة بأن طريق الحلول السياسية لا يمكنها ان توصل شعبنا لتحقيق اهدافه في الحرية والاستقلال.
وعلى دولة الاحتلال ان تعي انه لا مفر أمامها سوى الاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف، وان محاولات تقليص الصراع واستبداله بسلام اقتصادي مصيره الفشل المحتوم، وانه لا بديل عن الحرية والاستقلال لشعبنا. فهذا الجيل الفلسطيني الجديد لا يهاب الاحتلال ولا يخشاه بل انه يواجهه بكل قوة وعنفوان رغم انه يعرف قدرات وامكانيات هذا الجيش الاحتلالي المدعوم من قبل الولايات المتحدة والدول الاوروبية ذات الماضي الاستعماري.
فانتفاضة هذا الجيل غير الانتفاضات السابقة رغم انه استفاد من الانتفاضات السابقة.