فلسطين
الأربعاء 14 سبتمبر 2022 5:26 مساءً - بتوقيت القدس
بعد أربعين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا .. ناجون يتذكرون "رائحة الجثث" وفظائع القتل
بيروت - (أ ف ب) -بعد أربعين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا التي قتل فيها مئات الفلسطينيين وكذلك لبنانيون وسوريون على أيدي ميليشيات مسيحية متحالفة حينها مع إسرائيل، لا تفارق صورة الجثث المكدسة والروائح المنبعثة منها نجيب الخطيب الذي فقد يومها والده وعشرة من أفراد عائلته.
ويقول الخطيب (52 عاماً)، وهو لبناني الجنسية، لوكالة فرانس برس، "بقيت رائحة الجثث أكثر من خمسة أو ستة أشهر. رائحة كريهة. كانوا يرشون الأدوية كل يوم، لكن الرائحة بقيت تعبق في رؤوس الناس".
ويضيف بينما يستعد سكان المخيمين الواقعين على أطراف بيروت لإحياء ذكرى المجزرة الجمعة "حتى الآن، لا تزال رائحة القتلى في رؤوسنا".
كان لبنان في تلك الفترة غارقاً في الحرب الأهلية. وبين 16 و18 أيلول/سبتمبر 1982، أقدم عناصر ميليشيات مسيحية متحالفة مع اسرائيل على قتل ما بين 800 وألفي فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا، ولم تعرف الحصيلة الحقيقية النهائية. وراح ضحية المجزرة كذلك مئة لبناني على الأقل وعدد من السوريين.
وفرض الجيش الإسرائيلي الذي كان اجتاح لبنان في حزيران/يونيو من العام نفسه، طوقاً حول المخيمين طوال المدة التي ارتكب فيها المسلحون مجزرتهم بحق مدنيين، وفق ما كشفت تقارير إعلامية وإسرائيلية قي وقت لاحق.
يسير الخطيب في أزقة المخيم، مستعيداً صفحة سوداء لم يقو الزمن على إزالتها من ذاكرته لا سيما في غياب تحقيق العدالة.
يشير الى جدار متداع، ويروي "كانوا يأتون بهم من هنا وهناك إلى هذا الحائط ويعدمونهم هنا".
ثم يتوقف عند زقاق مجاور لمنزل جدته. ويضيف "خلال المجزرة كان الشارع يغصّ بالقتلى.. تكدست جثث القتلى.... فوق بعضها البعض".
لكن المشهد الأقسى كان رؤيته لوالده. يستعيد تلك اللحظات الثقيلة "عندما وصلت الى المنزل، وجدت والدي عند الباب وقد أطلقوا الرصاص على رجليه وضربوه بفأس على رأسه".
رغم الإدانة العالمية للمجزرة، لم يتم توقيف أي من المسؤولين عنها أو محاكمته أو إدانته.
ووقعت المجزرة بعد أيام من اغتيال رئيس الجمهورية المنتخب حينها حديثاً بشير الجميل الذي كان بالنسبة الى اللبنانيين المسيحيين حينها "بطلاً" قادماً لإنقاذهم من الحرب والتدخلات الفلسطينية والسورية العسكرية في بلادهم، بينما كان مكروهاً من لبنانيين آخرين كانوا مع الطرف الآخر في الحرب الأهلية وأخذوا على الجميل تعاونه مع اسرائيل.
وحمّلت لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية بعد سنوات من وقوع المجزرة، المسؤولية غير المباشرة عنها، الى عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزير الدفاع في حينه أرييل شارون. كما ألقت بالمسؤولية الأساسية على إيلي حبيقة الذي كان آنذاك مسؤول الأمن في "القوات اللبنانية".
وعُرف حبيقة بعلاقاته مع المسؤولين الإسرائيليين، قبل أن يتقرّب من السوريين في المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية (1975-1990). وأصبح عام 1992 وزيراً في الحكومة ونائباً. واغتيل في 24 كانون الثاني/يناير 2002 بتفجير سيارة مفخخة في الحازمية (شرق بيروت).
ولم ترد القوات التي كانت في حينه ميليشيا متحالفة مع اسرائيل، على هذه الاتهامات مطلقاً. والتزمت الصمت حول الموضوع.
ورفعت مجموعة من الناجين دعوى قضائية على شارون في بلجيكا، لكن المحكمة رفضت النظر في القضية في أيلول/سبتمبر 2003.
وتتذكر أم عباس (75 عاماً)، وهي لبنانية من سكان صبرا شهدت المجزرة، مشاهد "لا يمكن تخيّلها".
وتقول "ماذا رأيت؟ إمرأة حامل أخرجوا الطفل من بطنها، بعدما شقوه الى جزءين... من نُحر عنقه ومن قطعت أطرافه".
وتضيف أن إمراة أخرى كانت حامل أيضاً، انتزعوا الطفل من أحشائها.
وتتذكر بينما تجلس على عتبة في زقاق ضيق كيف "عملت جرافة على جرف الجثث ووضعها فوق بعضها البعض في حفرة عميقة".
ويحيي الناجون من المجزرة ومنظمات حقوقية سنوياً ذكرى المأساة. ويزور كثيرون منهم مقبرة صبرا حيث دفن العديد من القتلى.
أمام نصب تذكاري عليه إكليل من الزهر، يتلو الفلسطيني عامر عقر (59 عاماً) الصلاة.
ويقول لفرانس برس "بعدما انتهت المجزرة، دخلنا ووجدنا كل الناس على الأرض مذبوحين".
ويضيف "وجدنا حبوباً وسيوفاً وحشيشا ومخدرات على الأرض، لا أحد يقوم بمثل هذا القتل ما لم يكن رأسه مخدراً".
دلالات
الأكثر تعليقاً
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
أي شرق نريد؟
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة
القنصل الدبلوماسي في المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية كاريسا غونزالز لـ"القدس": الطلاب الفلسطينيون الذين يدرسون في أمريكا يصبحون سفراء لثقافتهم ويبنون جسوراً بين الشعبين
نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل تحقيق النصر
الأكثر قراءة
مهّدت له الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.."بسط السيادة" على الضفة.. أوهام التوسع والسيطرة
شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
الشاباك ومصلحة السجون: هناك خطورة من زيارة الطيبي للأسير مروان برغوثي ونعارضها بشدة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 128)
شارك برأيك
بعد أربعين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا .. ناجون يتذكرون "رائحة الجثث" وفظائع القتل