Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 20 أغسطس 2022 5:57 مساءً - بتوقيت القدس

المحرر محمود خالد يتحدث عن واقع الحركة الأسيرة بين المعاناة والصمود والتحدي

جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – "12 عامًا خلف القضبان، كان لها تأثير على حياتي، لكن إيماننا بعدالة قضيتنا وحبنا لشعبنا وإيماننا بمبادئنا، قلب المحنة لمنحة وتحدي، وحولنا السجون لمدارس وجامعات تعلمنا فيها عن قضيتنا وتاريخنا وجغرافيتنا ودرسنا عدوناً جيداً وحددنا أحلامنا ومعالم مستقبلنا"، قال الأسير المحرر محمود خالد عبد الله من جنين، بعد تنسمه الحرية من سجون الاحتلال الإسرائيلي.


 يتحدث المحرر عن تلك اللحظات التي عاشها بين جدران الزنازين، فيقول :"السجن مقبرة للأحياء وظلم من الأعداء، وأصعب ما فيه الفراق القسري والحرمان من الأهل والأحبة، ولكن الحركة الأسيرة، أضافت تعريف آخر للسجن، إنه ساحة من ساحات الصراع مع الاحتلال وإثبات الوجود وأحقية الوجود لنا كشعب فوق هذه الأرض".


في مدينة جنين ولد محمود، تربى ونشأ وتعلم بمدارسها حتى أنهى الثانوية العامة، لكنه اختار طريق الكفاح والنضال، فحمل راية المقاومة خلال انتفاضة الأقصى، تعرض للاستهداف والمطاردة حتى اعتقل في كمين للوحدات الخاصة، ويقول:"نقلوني لزنازين التحقيق في الجلمة وقضيت رهن التحقيق 3 شهور، عانيت خلالها من الضغوط النفسية والعزل وطبيعة الزنازين، وفترة التحقيق لها أثار نفسية على الأسير الفلسطيني في ظل ما يمارس بحقه من انتهاكات وخاصة ما يمس القيم العليا له ".


 ويضيف: "يتجاوز الأسير أثار المرحلة من خلال احتضان الحركة الأسيرة له، وتقديم كل أساليب الدعم والتوعية والتثقيف وبناء العلاقات الوطيدة والصداقات الجديدة التي تنشأ بين الأسرى، هذه العوامل تشكل رافداً جديداً لنفسية الأسير تجعله أصلب وأقوى حتى يستطيع محو جميعه الآثار السلبية النفسية في السجن أو فترة الاعتقال، ويُضاف لذلك عدالة القضية التي من أجلها يؤسر ويناضل".


 ويُكمل "العامل الأهم، احتضان المجتمع للأسير، ممثلة بعائلته وأهله والمؤسسات الوطنية بالثقافة الاجتماعية التي تبجل الأسير وتقدر وتعتز بنضالاته وتضحياته، وقضيته تجعل الأسير الفلسطيني ينسى ويتناسى كل الاثار السلبية لمراحل الاعتقال المختلفة من تحقيق وحكم إلى توقيف إلى إنهاء المحكومية".


رغم الحكم ومعاناة الأسر، تحدى محمود الاحتلال بالتعليم، ويقول: "بصمودهم وبطولاتهم، حول الأسرى السجن لجامعات ومعاهد تعليمية أفشلت سياسات الاحتلال في تدمير نفسياتهم ومعنوياتهم وتفريغهم من محتواهم الوطني، وبالنسبة لتجربتي، شكل السجن نبع ثقافي وتربوي، ازدادنا منه وعيًا".


ويُضيف: "تمكنت من الانتساب لجامعة الأقصى وجامعة القدس المفتوحة تخصص تاريخ وحصلت على شهادة البكالوريوس، كما وتعلمت العديد من اللغات الأخرى".


يؤكد المحرر محمود، أن الإدارة وبتوجيهات من المخابرات، تستخدم كل الأساليب لتدمير صحة وحياة كل أسير، ويقول: "القاعدة الأساسية، أن الإدارة تتعمد معاقبة الأسير وهو سليم الجسد من خلال الضغوط والعزل وظروف السجن ونوعيته، حيث الرطوبة والبرد وانتشار البق والصراصير والحشرات ليتعرض للمشاكل الصحية".


 ويضيف: "تتضاعف العقوبات عندما يمرض الأسير، فتتعمد الإدارة منعه من العلاج خارج عيادات السجن إلا بعد أن يتفشى المرض بجسده، حيث أن عيادات السجون مؤهلة بغرفها وأدواتها الطبية ولكنها تفتقد عن قصد وبطريقة متعمدة للكوادر الطبية التي تكمل حقيقية كونها عيادة طبية".


 ويُكمل "غالبية العاملين في العيادات الطبية في السجون ممن أنهوا دورات اسعاف أولي فقط وليس لهم أي علاقة بالطب، وعندما ينهار الأسير تضطر الإدارة لنقله لعيادة الرملة، وفي هذه الحالة يكون المرض قد تفشى في جسده ويصبح العلاج متأخر وغير مجدي".


بعد التحقيق ومعاناة المحاكم، حوكم محمود بالسجن 12 عاماً، عانى خلالها الكثير في رحلة تنقله بين السجون بصمود وتحدي حتى تنسم الحرية بعدما أنهى كامل محكوميته، لكنه لم ينسى الكثير من الصور والمحطات التي مر بها، فقد قضى 12 رمضان بعيداً عن أسرته، كما عانى خلال رحلة اعتقاله، من حرمانه من زيارة أسرته لفترة طويلة، ويقول: "تشكل الزيارة بالنسبة للأسير، نافذة أمل يستطيع عبرها التواصل مع أهله ومجتمعه، وقد استغلت الإدارة هذه القضية لمعاقبتنا كثيراً لأية أسباب واهية".


 ويُضيف: "كانت تتعمد حرماننا من الزيارات لأتفه الأسباب، لذلك خضنا معارك قانونية وإضرابات واحتجاجات لتثبيت هذا الحق والمكتسب الوطني للأسير والعائلة على حد سواء".


 ويُكمل "الزيارات للأهل للسجون القريبة والبعيدة على حد سواء، تمثل مصدر تعب كبير لعوائلنا لما تواجهه من إجراءات تفتيش كثيرة وكبيرة ومبالغ فيها، يضاف لذلك تكاليف مادية عالية جدًا لأن الصليب الأحمر لا يتحمل نفقات زياراتهم".


ويتابع "لسنوات طويلة، حرموني من زيارة والدي بسبب المنع الأمني ، وإخواني عوقبوا بالرفض كونهم أسرى سابقين".


في خضم هذه المعركة، يقول المحرر محمود "حتى طبيعة الزيارات، أصبحت صعبة لما فرضه الاحتلال من أساليب تعتبر عقوبات قاسية، ففي البداية كان يفصل بين الأسير وأهله جدارين من الشبك ورغم ذلك، يستطيع أن يقبل يد والديه، وهذا بالنسبة له يعادل الإفراج ويمنحه مشاعر فرح وسعادة".


 ويكمل "الإدارة عاقبتنا ببناء جدار زجاجي مقوى وعازل يمنع التواصل والتصافح مع الأهل والحديث معهم إلا من خلال الهاتف المراقب والمشوش بشكل دائم ومتعمد".


حياة الأسرى صعبة وقاسية حتى في أبسط أمور حياتهم، مما يضطرهم للمواجهة، ويقول المحرر محمود "معركة الطعام مستمرة بين الأسرى وإدارة السجون بشكل مستمر، فهي تتعمد تقليل كميات الطعام وتقديم الأسوأ منها، مما دفع الأسرى لخوض الإضرابات لتحسين ظروف الحياة، ويقول: "بين فترة وأخرى تمارس الإدارة أسلوبها ليبقى الطعام سيء كماً ونوعاً، لتتكرر معارك الإضرابات لانتزاع حقوقهم، رغم أن القانون الدولي والإسرائيلي، يكفل توفير طعام بكميات جيدة ونوعيات مناسبة مع أدوات التنظيف".


ويضيف: "يعيش الأسرى على حسابهم بشراء احتياجاتهم من طعام ومواد تنظيف وغيرها من الكانتين بأسعار غالية، ورغم ذلك تتحكم الإدارة بالكميات والأصناف لحرماننا من حقوقنا الأساسية".


بعد حريته، ما زال محمود يحرص على إثارة ودعم قضية رفاقه الأسرى الذين لم ينساهم، وما زال ينقل رسالتهم الوحيدة كما يقول "الحرية، فهم بذلوا أرواحهم و قدموا زهرات شبابهم لتحقيق هذه الغاية، ويجب عدم نسيانهم وتعزيز النضال لكسر القيد وحريتهم، كونهم يمثلون آمال وطموحات شعبنا بأكمله و مطلبه الوحيد الحرية والتحرر والعيش بكرامة واستقلال". 

دلالات

شارك برأيك

المحرر محمود خالد يتحدث عن واقع الحركة الأسيرة بين المعاناة والصمود والتحدي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 125)