غزة - خــــــاص "القدس" دوت كوم - انطلقت صباح اليوم السبت، الانتخابات الداخلية لحركة الجهاد الإسلامي، في مختلف أقاليم قطاع غزة، على أن تستكمل سرًا في الضفة الغربية، ولاحقًا في الدول التي تنشط بها الحركة في الخارج مثل سوريا ولبنان.

وبحسب مصادر تحدثت لـ "القدس" دوت كوم، فإن الانتخابات التي بدأت هذا الصباح وستستمر حتى ساعات المساء، هدفها انتخاب مسؤولين جدد وأعضاء للأقاليم في مختلف محافظات القطاع، على أن تكون المرحلة الثانية انتخاب أعضاء المجالس والمؤسسات الأعلى سياسيًا من الأقاليم، وصولًا لأعضاء المكتب السياسي الجديد.

ووفقًا للمصادر، فإن قيادة الحركة غيرت من نظام العملية الانتخابية برمتها، وحددت شروطًا جديدة لمن يًسمح لهم بالانتخاب وكذلك المرشحين، من خلا زيادة عدد السنوات التي قضاها في التنظيم وتحصيله العلمي ونشاطاته وغيرها.

وأشارت المصادر إلى أن هناك اهتمام كبير على مستوى القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي بهذه الانتخابات، مشيرةً إلى أن الانتخابات بنتائجها النهائية خاصة فيما يتعلق بهوية أعضاء المكتب السياسي ستنتهي في غضون أشهر.

وتعتبر هذه الانتخابات الثانية التي تجريها حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها، حيث كانت أجرت أول انتخابات قبل 4 سنوات (عام 2018)، واختارت أعضاء مكتب سياسي جديد لها في ذاك الوقت، مجددةً في سبتمبر/ أيلول من ذاك العام، الثقة بأمينها العام زياد النخالة خلفًا للأمين السابق رمضان شلح الذي توفي إثر مرض ألم به، وكان النخالة حينها نائبًا له.

ولم تعلن حركة الجهاد الإسلامي بعد تلك الانتخابات عن شخصية نائب الأمين العام الجديد للحركة، لكن مصادر رجحت حينها أن يكون هو محمد الهندي الذي يعد الرجل الثاني في التنظيم ويقود الدائرة السياسية في الحركة.

واعتادت حركة الجهاد الإسلامي قبيل هذه الانتخابات أن تختار قياداتها ضمن تكليفات من أعلى مستوى ممثلًا بالأمانة العامة.

وباتت الانتخابات الداخلية للفصائل ذات اهتمام سياسي على مستوى الفصائل الأخرى، وكذلك شعبيًا خاصة فيما يتعلق بالمستوى الرفيع من الصف الأول من قادة تلك التنظيمات.

وباتت هذه الانتخابات سمة بارزة لدى الفصائل التي فيما يبدو استلهمت بالأساس التجربة من تجارب حركة حماس التي هي الأخرى بدأت تأخذ انتخاباتها السياسية الداخلية اهتمامًا إعلاميًا منذ انتخابات عام 2013 التي جرت حينها في مختلف المناطق قبل الاجتماع الأخير في مصر وتم حينها التجديد لخالد مشعل رئيسًا للمكتب السياسي، وانتخاب إسماعيل هنية نائبًا له، حيث أجرت بعدها الحركة انتخابات في عام 2017 أفرزت هنية رئيسًا للمكتب السياسي، وصالح العاروري نائبًا له، وجرت آخر مراحلها بعد أشهر من مراحلها المختلفة، عبر الفيديو كونفرانس ما بين غزة والدوحة، قبل أن يتم تجديد الثقة بهنية والعاروري في الانتخابات الأخيرة عام 2021، والتي شهدت هذه المرة اهتمامًا بشخصية قائد الحركة في قطاع غزة بعد منافسة وصفت بـ "المحمودة والأخوية" بين يحيى السنوار الذي يقود الحركة لجولة ثانية من الانتخابات في القطاع، بعد ما حققه أمام نزار عوض الله أحد القادة البارزين في حماس.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خاضت تجربة مماثلة ربما تكون الأولى في إطار مختلف مؤسساتها أو على الأقل الأولى علانيةً مقارنةً مع سنوات سابقة، وأعلنت ع تجديد ثقتها بأمينها العام الأسير أحمد سعدات، وانتخاب جميل مزهر نائبًا له، حيث لوحظ أن هذه الانتخابات أفرزت دماء شبابية جديدة في قيادة الجبهة مع تنحي وتراجع قيادات تاريخية طواعية عن مناصبهم في فارقة لم تحصل سابقًا بالفصائل الأخرى بما فيها حماس.