جنين - "القدس" دوت كوم - علي ﺳﻤﻮﺩﻱ-  هدمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، منزل عائلة الشهيد ضياء حمارشة منفذ عملية "بني براك" في الداخل المحتل والتي قتل فيها 4 إسرائيليين نهاية شهر مارس/ آذار الماضي.

وجرت عملية الهدم في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بعد عملية استمرت 9 ساعات، استشهد خلالها الناشط في كتائب شهداء الأقصى بلال عوض قبها، وأصيب 6 آخرين وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت استئنافًا تقدمت به العائلة لمنع هدم المنزل، الذي بدأت قوات الاحتلال في ساعات الليل بتدمير الجدران الداخلية فيه، قبل أن تقوم بتفجيره الساعة الخامسة والنصف فجرًا.

واعتقلت قوات الاحتلال قبيل انسحابها من البلدة المواطن أحمد حمارشة (60 عامًا)، والد الشهيد ضياء بعد تدمير المنزل.

وبالرغم من إعدام الشهيد بلال قبها وسقوط عدد من الجرحى، استمرت المواجهات فجر البوم في البلدة، فيما أطلق مقاومون النار عدة مرات تجاه قوات الاحتلال التي كانت ترد من جهتها بإطلاق النار في كل اتجاه.

وألقى الشبان عدة عبوات ناسفة وزجاجات حارقة تجاه دوريات الاحتلال التي حاصرت البلدة وأغلقت مداخلها وأعلنت منطقة عسكرية مغلقة، واعتلت أسطح عدة عمارات ومنازل وتحويلها لنقاط مراقبة وثكنات عسكرية، فيما منع العشرات من الأهالي من العودة لمنازلهم أو البلدة، وسط إطلاق نار على كل جسم يتحرك في شوارع البلدة.

كتائب الأقصى

ونعت كتائب شهداء الأقصى الشهيد بلال قبها، مؤكدةً أنه من "أبطالها الذين لم ينال منهم الاحتلال وسجونه، ورغم تعرضه للاعتقال مرات عديدة، انخرط في صفوفها وشارك دومًا في مقاومة الاحتلال والتصدي له في كل اقتحام وعملية ومناسبة وطنية".

وفي بيان صدر عنها، عاهدت الكتائب قبها وكل الشهداء على "مواصلة مسيرة المقاومة والنضال والكفاح ضد الاحتلال ومستوطنيه في كافة أرجاء الوطن ومع كافة القوى المقاومة والحرة حتى تحقيق الأهداف التي ارتقى في سبيلها الشهداء وقدم من أجلها شعبنا كل التضحيات التي لن تتوقف حتى دحره وكنس المستوطنين"، مؤكدةً أن عملياتها لن تتوقف مهما مارس الاحتلال من جرائم وعدوان.

مسيرات

وشهدت مدينة ومخيم جنين فجر البوم، مسيرات جماهيرية حاشدة تنديدًا بجريمة إعدام الشهيد قبها الذي لف جثمانه بعلم قلسطين وراية كتائب شهداء الأقصى، وجاب المئات الشوارع مرددين الهتافات الوطنية، ومنددين بالاحتلال، وداعين للوحدة ورص الصفوف وتصعيد المقاومة والثار للشهداء.

سخط وغضب

وعمت أجواء السخط والغضب في محافظة جنين في ظل العدوان الاسرائيلي على بلدة يعبد، وشهدت عدة مواقع وتجمعات مسيرات ومواجهات، بينما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية، كما صرح عطا ابو ارميلة أمين سر إقليم فتح، لمراسلنا، عن الحداد الوطني في المحافظة اليوم الخميس، والإضراب التجاري أيضًا في يعبد وبرطعة الشرقية مع استثناء المدارس.

ونعت حركة فتح في يعبد، شهيدها قبها، ودعت كافة جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في تشييع جثمانه، معاهدةً دم الشهداء على الاستمرار في المقاومة حتى دحر الاحتلال .  

الشهيد في سطور

ويعتبر  الشهيد قبها الثاني في ـسرته المكونة من ٥ أفراد، وهو المعيل لها حيث يعمل في البناء منذ وفاة والده قبل سنوات، وينتمي لحركة فتح ويعتبر ناشط في مقاومة الاحتلال، وذاق تجربة الأسر عدة مرات كان آخرها قبل عام، وعرف عنه الشجاعة والبطولة والرجولة، ولم يتأخر يومًا عن المشاركة في الفعاليات الوطنية والتصدي للاحتلال، وخلال الفترة الأخيرة، صرح مرات عديدة لرفاقه أنه يتمنى الشهادة.