Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 26 مايو 2022 2:06 مساءً - بتوقيت القدس

مراسل "القدس" الزميل علي سمودي يروي القصة الكاملة لإصابته واستشهاد زميلته شيرين في يوم الأربعاء الأسود

جنين – خاص بـ"ے"- أكثر من 5 ساعات، جلست انتظر للحديث مع مراسل صحيفة "ے" الصحفي علي سمودي، الذي كان يتلقى العلاج في مشفى ابن سينا في مدينة جنين، بعد إصابته بعيار ناري في الظهر خلال تغطيته للعدوان الاسرائيلي على مخيم جنين برفقة زميلته مراسلة قناة الجزيرة شيرين ابو عاقلة ومجموعة من الصحفيين. فكلما اقتربت منه لتوثيق روايته حول إصابته الثامنة برصاص الاحتلال منذ ارتياده عالم الصحافة قبل 32 عاماً، كانت تكتظ الغرفة بالوفود الزائرة ليس فقط من جنين، بل من القدس ورام الله وكل محافظات الوطن، رسميون وممثلو فعاليات ولجان واعلاميون وجماهير غفيرة، غمرته بمشاعر محبة وتقدير أثارت انتباهنا وتساؤلنا عن أسباب هذا التكريم والمحبة للسمودي الذي نجا مجدداً من الموت بأعجوبة. 


في غرفة العلاج بمستشفى ابن سينا، تزينت جدران الغرفة بصور لشيرين الشهيدة والسمودي الشهيد الشاهد الحي– كما لقبوه هنا في جنين التي ولد فيها قبل 54 عاماً. تعرض للمطاردة خلال انتفاضة الحجر، كما وأصيب واعتقل مرات عديدة. 


بدأ مشواره الصحفي في ظلال صاحبة الجلالة منذ عام 1990، فعمل مراسلاً في جريدة "ے" ثم مصوراً لوكالة رويترز ثم مراسلاً لقناة الجزيرة، إضافة لعمله وتطوعه مع الكثير من وسائل الاعلام المحلية والدولية. وعبر مسيرته الحافلة في التضحية والعطاء، حظي بالكثير من الأوسمة وشهادات التقدير وكان أبرزها وسام من الرئيس الشهيد صدام حسين، كما تعرض للإصابة 8 مرات، 4 منها كانت خطيرة ونجا من الموت بأعجوبة.
تاريخ 11\5\2022 ، يضاف لرزنامة الأيام والذكريات الصعبة والقىاسية في حياة الصحفي سمودي، والذي استيقظ في منزله القريب من مخيم جنين على صوت إطلاق نار، و يقول "عندما اقتحم الاحتلال مخيم جنين بدأت تردني الاخبار والصور حول الدوريات التي تشارك في العملية، وبعدما تأكدت أن هنالك قوات كبيرة وحصار وإطلاق نار، سارعت للاتصال مع زميلتي شيرين، لكوني منتجا في مكتب قناة الجزيرة. أبلغتها بما يحدث في جنين، وتوجهت للمخيم بغية استطلاع الأوضاع والمواقع الساخنة عسكرياً والأماكن التي يتحصن فيها جيش الاحتلال، والأخرى الأكثر أماناً والتي يمكننا كصحفيين الوقوف فيها من أجل التغطية".


يروي الزميل السمودي، أنه عنما وصلت شيرين وطاقم الجزيرة وكان برفقته صحفيون آخرون، تم ايقاف سيارة البث المباشر لقناة الجزيرة قرب دوار العودة على مدخل المخيم الغربي. ويضيف "جهزنا أنفسنا وارتدينا الستر الواقية المكتوب عليها بالإنجليزية صحافة، كذلك وضعنا الخوذ فوق رؤوسنا وقررنا التوجه عبر طريق فرعي آمن. اخترنا هذا الموقع كونه شارعا رئيسيا مفتوحا يؤدي إلى أحد أزقة المخيم المبنية حديثاً، حيث شاهدنا مركبات عسكرية إسرائيلية، ولم يكن هناك أي حركة للفلسطينيين". مؤكداً أن الوضع في المنطقة كان هادئاً جداً، ولم يشهد اشتباكات حتى بالحجارة.


يقول الزميل السمودي "لضمان الأمان لحياتنا، وقفت أنا واثنان من زملائي الصحفيين في مدخل الطريق، وقبالة دوريات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 5 دقائق، حتى يشاهدوننا بشكل واضح وليعملوا أننا صحفيون، وما يدلل على ذلك أننا نرتدي الزي الذي يحدد مهنتنا. الفترة كانت كافية ليعرف الجيش أننا صحفيون، فتوجهنا نحو الطريق، ومشينا على الأقدام ووجوهنا نحو الدوريات التي تمتلك أدوات وأجهزة حديثة قادرة على رؤيتنا عراة، وبعدما قطعنا أكثر من 20 مترا، فوجئنا بإطلاق أول رصاصة علينا".


يتذكر السمودي تلك اللحظات التي رأى فيها الموت، و يقول" فوجئنا بالرصاصة الأولى التي انفجرت في الهواء، وبسرعة وإلهام رب العالمين، استدرت نحو شيرين التي كانت الأقرب لي، وصرخت يجب أن نرجع فوراً، إنهم يطلقون النار علينا. قبل أن أنهي عبارتي، شعرت بانفجار كبير في ظهري، شعرت أنني أصبت، وصرخت: شيرين أنا أصبت، في تلك اللحظة بدأت بالركض نحو الشارع لإنقاذ نفسي في ظل استمرار إطلاق النار، ولم أتوقع أنها آخر مرة سأرى فيها شيرين التي صرخت مرتين "علي أصيب ... علي أصيب"، حيث كانت تركض نحو الشجرة، وخرجت بسيارة مدنية نقلتني إلى مستشفى ابن سينا".


اعتبر الأطباء علي محظوظاً، فقد استدار في الوقت الذي أطلق به القناص الرصاصة الثانية مستهدفاً صدره وقلبه، واخترقت الجزء السفلي من كتفه كما أفاد الدكتور توفيق الشوبكي مدير الجراحة في مشفى ابن سينا، وخرجت من الجزء العلوي من الكتف، فانفجرت لدى خروجها، وتركت بعض الشظايا، وعندما كان علي يتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا، عاش الصدمة الثانية لإصابة زميلته شيرين والتي أدخلت إلى السرير المجاور، فعاش لحظات وصفها بالمروعة والقاسية، ويقول " قتلوها بدمٍ بارد.


فالاحتلال كان يطلق النار على رؤوسنا وصدورنا، وأتحداه أن ينشر صور الفيديو التي يمتلكها. فالمعروف أن الاحتلال يصور ويوثق الأحداث خلال تنفيذها من خلال كاميرات خاصة موجودة على خوذ الجنود وداخل دورياتهم، وإذا كان يزعم وجودنا بالقرب من مسلحين فلسطينيين فلينشرها لأنها ستفضح حقيقة الجريمة التي ارتكبها. صحيح أننا نحب السبق الصحفي والتغطية الميدانية، لكن ليس على حساب أرواحنا. عندما دخلنا المنطقة قمنا بكل الاحتياطات المهنية والصحفية، ولو كان لدينا أدنى شعور بوجود خطر لما دخلنا المنطقة. الاحتلال يتحمل المسؤولية، فهو أراد توجيه رسالة ترهيب وتخويف للصحفيين لاخفاء الحقيقة وحجب الصوت الفلسطيني ومنع الصحفيين من التغطية وتوثيق جرائمه، إذا نفذ عملية جديدة في مخيم جنين". 


الصحفي السمودي الذي غطى الاخبار حول الاقتحامات الاسرائيلية وهو يتلقى العلاج داخل المشفى، يؤكد إصراره على مواصلة دوره ورسالته المهنية والإعلامية دون تردد أو خوف، مؤكدا حرصه على تأدية مهمته وواجبه في التغطية، مطالباً السلطة الوطنية وشبكة الجزيرة وكافة مؤسسات حقوق الانسان ووزارة الخارجية، بمواصلة العمل لمحاكمة إسرائيل وتقديم مرتكبي جريمة قتل زميلته شيرين وإصابته للعدالة ومحاكمتهم، حماية للصحفيين ومنع تكرار الجريمة. 

شارك برأيك

مراسل "القدس" الزميل علي سمودي يروي القصة الكاملة لإصابته واستشهاد زميلته شيرين في يوم الأربعاء الأسود

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 107)