Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 08 مايو 2022 9:28 صباحًا - بتوقيت القدس

لماذا ترغب اسرائيل في الدفع نحو تأطير الصراع دينيا؟ ‏

بقلم : د. أماني القرم
إنّ حالة تضخم القوة التي تعيشها اسرائيل وتنفثها سمًّا وعدواناً على الفلسطينيين من خلال جرأة غير ‏مسبوقة في ارتفاع منسوب عنف الاعتداءات على المسجد الاقصى والمقدسات الدينية والمصلّين، الغرض ‏منها توصيل رسالة استخفاف واستفزاز لمشاعر وكرامة الطرف الفلسطيني من ناحية ، واشارة الى إدراك ‏اسرائيلي وقناعة تامة بغياب رد فعل عربي واسلامي. لاشك أن اسرائيل اجتازت مرحلة خرق القوانين الدولية ‏والنقاشات المسدودة حول مسار سلام غائب ووصلت الى مرحلة ارساء واقع جديد لن يتم ترسيخه من وجهة ‏النظر الصهيونية الدينية التي تحكم اسرائيل إلا بتأطير الصراع دينيًّا. ولم يكن رفع العلم الاسرائيلي فوق ‏الحرم الابراهيمي في الخليل من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال اعتباطيا ، كذلك دعوة عضو الكنيست ‏المتطرف ايتمار بن غفير بأن الوقت مناسب لبناء كنيس داخل الاقصى ضرب من خيال عقل مريض . أو ‏النفي المسبق والمتكرر من رئيس حكومة الكيان نفتالي بينيت نية الشروع في مفاوضات لاقامة دولة ‏‏"ارهاب" ــــــــــ حسب قوله ــــ هي مسألة تتعلق بالحسابات السياسية والمحافظة على الائتلاف الحاكم داخل ‏اسرائيل. ‏
في الماضي وخلال تاريخ الصراع، حظي المتطرفون اليهود برعاية سياسية حكومية لاقتحاماتهم ودعم ‏نشاطهم لباحات الأقصى في ظل انتقادات متصاعدة من الجانب العلماني الاسرائيلي، وكان ينظر اليهم ‏على انهم عقبة في مسار السلام. في السنوات الأخيرة وتحديدا منذ العام 2003 منحت اسرائيل المتطرفين ‏المستوطنين حق الدخول الى الاقصى عبر باب المغاربة ، وفي كل عام كانت تزداد الاعداد والاستفزازات . ‏ولقد صاحبت هذه الرعاية الحكومية الرسمية للتطرف اليهودي دعماً مؤسساتيًّا لا محدود من قبل النخبة ‏الاسرائيلية حتى تصاعدت قوتهم التنظيمية والسياسية، وزاد تأثيرها في هياكل الحكومة ليصبحوا أكبر قوة ‏سياسية تسيطر على المشهد لا يمكن تجاوزها بتاتا، فهي اليوم تشكل مسار السياسة الاسرائيلية الحالية ‏والمستقبلية عبر حكومة منتخبة. وبعد أن كانوا أحد اسباب الصراع على الأرض باتوا اليوم في مكان ‏لتشكيل مستقبله الديني. ‏
القدس هي لب الصراع والهدف، والمشروع الصهيوني للسيطرة على المدينة المقدسة عبر إجراءات ‏وسياسات تمييزية وتطهير عرقي لسكانها الفلسطينيين، يبدو أنه وصل الى جزئه الحاسم، فالدين الذي لم ‏يكن أبداً سبباً ولا عائقاً للحل، تريد اسرائيل اليهودية الآن تقديمه كسبب وكعائق.‏
‏ تأطير الصراع دينيا مصلحة اسرائيلية ، لأنه يجعل الصراع القائم حول الأرض القابلة للقسمة والحقوق ‏العادلة غير قابل للحل والاحتلال مفيد لضمان الأمن، فالقيم المقدسة لا تخضع للتفاوض ولا للقوانين الدولية ‏ولا للضغوطات ولا للتقسيم بل سيكون هناك ضحية للتباكي عليها والتعاطف معها. وباستفزاز الفلسطينيين ‏ومشاعرهم في ظل حالة القهر التي يعيشون بها، فإن نار العنف ستشتعل وسيجد العالم نفسه مجروراً الى ‏جدليات محرقة جديدة على ايدي المسلمين بناء على ادعاءات اسرائيل، ومعظم الأصوات العالمية التي ‏تنادي بحل سياسي عادل ستصمت خوفا من نيران الحرب المقدسة التي ستدور حول سؤال دون إجابة: من ‏له الحق الالهي على هذه الأرض؟


[email protected]

شارك برأيك

لماذا ترغب اسرائيل في الدفع نحو تأطير الصراع دينيا؟ ‏

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)