القاهرة  -  (شينخوا) - تشهد الأسواق المصرية ازدحاما شديدا، في ظل إقبال المواطنين على شراء المواد الغذائية قبيل عيد الفطر المبارك، على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار.

وبدت المحلات التجارية، التي تبث عبر ميكروفوناتها الداخلية أغاني مرتبطة بعيد الفطر، مليئة بالزبائن الذين يشترون احتياجاتهم الغذائية استعدادا للعيد، وسط فرحة الأطفال.

وأرجع محللون، هذا النشاط في حركة البيع والشراء إلى أن التضخم لم يؤثر على قطاع المواد الغذائية خاصة أن شهر رمضان وعيد الفطر يعتبران موسما تجاريا بامتياز، يقبل فيه المصريون على الاستهلاك.

وقال محمد المصري نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية إن استهلاك المواد الغذائية ازداد في شهر رمضان ومع قرب حلول عيد الفطر، حيث ترتفع القوة الشرائية إلى حد ما خلال هذه الفترة.

وأضاف المصري لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المصريين يقبلون بشكل أكبر في رمضان على شراء السلع الغذائية مثل اللحوم والدواجن وياميش رمضان وغيرها.

وتابع أن حركة بيع وشراء المواد الغذائية ازدادت أكثر من أي سلع أو منتجات أخرى، على الرغم من ارتفاع الأسعار، الذي دفع المواطنين إلى التوفير في بعض الاحتياجات من أجل توجيه الفلوس لشراء المواد الغذائية.

وأوضح أن التضخم في مصر له تأثير سلبي على السلع الكمالية فقط، وأرجع هذا التضخم إلى استمرار تداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) ومن بينها ارتفاع أسعار الشحن ومشاكل الإمداد، وارتفاع أسعار النفط والطاقة.

وأكد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أنه "لا يوجد أي نقص في السلع أو المنتجات في مصر لكن هناك ارتفاع في الأسعار، والدولة حاولت من خلال المؤسسات وبالتعاون مع الغرف التجارية أن توفر السلع في المعارض والمجمعات الاستهلاكية بأسعار مناسبة".
وشاطره الرأي محمد رزق مدير سلسلة متاجر لبيع المنتجات الغذائية، بقوله إن المصريين يشترون كثيرا خلال رمضان وقبيل عيد الفطر مقارنة بأي شهر آخر في السنة.

وقال رزق، الذي يعمل في مجال السلع الغذائية منذ 15 عاما، لـ((شينخوا)) إن "هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على الشراء.. وبالطبع تم تجهيز المحلات بشكل جيد مع تقديم عروض من أجل جذب المستهلكين".
وأضاف رزق، الذي يعمل في متاجره حوالي 100 موظف، أن "هناك ارتفاعا في أسعار السلع والمنتجات، ومع ذلك هناك حركة ونشاط في سوق المواد الغذائية حيث يرتفع الاستهلاك بشكل ملحوظ في هذه الفترة من العام".

وأشار إلى أن متاجره تقدم عروضا جيدة على جميع المنتجات، في ظل ارتفاع الأسعار.
أما محمود خيري (39 عاما) صاحب سوبر ماركت بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، فقال إن شهر رمضان أنقذ أسواق المواد الغذائية بسبب زيادة الاستهلاك في هذا الشهر الكريم.

وأوضح خيري أن "ارتفاع الأسعار له تأثير سلبي بكل تأكيد لكن الاستهلاك عادة ما يكون في شهر رمضان كبير جدا".
ومع ذلك، تمنى أن تنخفض الأسعار خلال الفترة المقبلة لأن هذا في مصلحة الجميع.

وجاء هذا الإقبال على الشراء في الأسواق بالتزامن مواصلة حصيلة بيع بنكي الأهلي ومصر الحكوميين للشهادات ذات العائد المرتفع الصعود إلى 581 مليار جنيه (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 18.5 جنيه) خلال شهر من تاريخ طرحها في السوق المصرية.

وأصدر البنكان في 21 مارس الماضي شهادات استثمار بعائد 18 %، عقب قرار البنك المركزي المصري رفع سعر الفائدة 1 %، في محاولة للسيطرة على معدل التضخم الكبير في مصر.

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ارتفع التضخم خلال مارس 2022 إلى 12.1 % على أساس سنوي، مقارنة بـ4.8 % لنفس الشهر من العام 2021.
وأرجع الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة إقبال المصريين على شراء شهادات استثمار إلى الرغبة في "الحفاظ على قيمة أموالهم من التآكل في ظل ارتفاع التضخم وسعر الدولار".

ووصف العمدة لـ ((شينخوا)) هذا الأمر بأنه إيجابي لأن من شأنه زيادة مدخرات المصريين.

وأضاف أن "أدوات الاستثمار لدي المصريين قليلة جدا ومحدودة، وشراء شهادات استثمار من البنوك يحقق لهم أفضل عائد ممكن".

وأشار إلى أن الهدف من طرح هذه الشهادات الحد من ارتفاع التضخم، لأنها تقلل الفلوس المتواجدة في الأسواق.
وختم أن شراء المصريين هذا الكم الكبير من شهادات الاستثمار يعكس "تفضيلهم للاستثمار الآمن".