Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 26 أبريل 2022 8:05 مساءً - بتوقيت القدس

أثال العزة.. مثال صارخ لقبضة الاحتلال الحديدية ضد الأطفال

بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – كان الطفل أثال أحمد العزة 14 سنة متوجهًا إلى منزل جدته لوالده الكائن في مخيم العزة للاجئين إلى الشمال من مدينة بيت لحم، مساء الخامس عشر من نيسان/ أبريل الجاري، من أجل أن يصطحبها إلى منزل والده في بلدة الدوحة لتناول طعام الإفطار بمعيتها، وقبل أن يصل كانت قوة عسكرية إسرائيلية تتمركز عند أحد مداخل المخيم، وما أن شاهده الجنود إلا وانقضوا عليه ضربًا ومن ثم نقلوه عبر دورية عسكرية إلى مركز غوش عصيون الاستيطاني للتحقيق معه.


ويقول محمد العزة خال الطفل أثال في حديث لمراسل"القدس" دوت كوم، أنه وخلال فترة التحقيق تنقل إلى أكثر من موقع وآخره مركز للتحقيق في عطروت، ولم يسمح لمحاميه أن يشاهده وعرضوه أمام قاضي عسكري في محكمة عوفر أربع مرات لتمديد توقيفه كان آخرها اليوم، حيث وافق القاضي العسكري بالإفراج عنه بكفالة مالية، إلا أن النيابة العسكرية قدمت استئنافًا ضد الطلب الذي سينظر فيه لاحقًا.


ونظمت عائلة وأصدقاء الطفل وقفة إسناد له أمام سجن عوفر غرب رام الله بالتزامن مع عقد محاكمته ظهر اليوم، ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عنه، فيما عزفت مجموعة فنية من الأطفال، الموسيقى التي كان يعشقها أثال.


وخلال جلسة الأحد الماضي في المحكمة، شاهده والده عن بعد، حيث ظهرت آثار كدمات على وجهه والأكثر وضوحًا كان مرهقًا للغاية، ومن الواضح أنه لم يذق طعم النوم بشكل كاف، ولكن كل هذا الإرهاق لم يمنعه من أن يبتسم لوالده عن بعد دون أن يسمح له بالتكلم مع فلذة كبده والإطمئنان عليه، فوقف ثلاثة جنود ما بينهما لمنع "جريمة التحدث" حتى منع الوالد من الإشارة لولده، وقال "إنهم يمارسون الضغط عليه ويضعونه في ظروف نفسية سيئة".


وكان ضابط المخابرات المسؤول عن المخيمات في بيت لحم قد استدعى والدته عبر الهاتف قبل عدة أيام، وقد مارس الضغوط المعهودة على الأهل، بالإدعاء أن ابنها شارك في تظاهرة واستخدام المقلاع بشكل متقن، فيما رفضت الوالدة تلك التهم واعتبرتها ملفقة، مشيرةً في حديثها مع ضابط الاحتلال أن طفلها أثال الطالب في الصف التاسع من المجتهدين، وله اهتمامات علمية وثقافية ونشاطات أخرى مثل الدبكة الشعبية والعزف على الموسيقى، وأنه عضو في مركز الشباب الاجتماعي بمخيم عايدة، ويتقن هذه الموهبة وأنه عضو أساسي في الفرقة، مطالبةً إياه الإفراج عنه كي يعود إلى حياته الطبيعية.


وقال محمد: إن "اعتقال أثال هو دليل آخر على مدى استهداف الأطفال من قبل هذا الاحتلال الغاشم، فهم يلاحقون الطفولة ويمنعون أن يمارس الأطفال حقهم في التعليم، وحقهم في الحركة وممارسة هوياتهم المختلفة"، مطالبًا المؤسسات الحقوقية التدخل من أجل الإفراج عنه وبقية الأسرى ووقف التعذيب بحقه، حيث يتعرض إلى ظروف قاسية للغاية.


ويعتبر أثال عضوًا مهمًا في فرقة الدبكة الشعبية والفرقة الموسيقية التابعة لمركز شباب عايدة وهو عضو في مشروع المواطن الصغير الذي ينفذه المركز ولديه موهبة كبيرة بهذا الاتجاه، إضافة إلى أنه يتقن الغناء وله أشرطة فيديو وهو يتحدث عن الموسيقى ويصفها بأنها أقوى من أزيز رصاص الاحتلال الذي يلاحق أطفال فلسطين ونسائهم.


وقال أثال في مقطع فيديو سابق له: إن اتقان الدبكة الشعبية المستوحاة من التراث الفلسطيني شكل من أشكال مقاومة الاحتلال الذي يحاول سرقة تراثنا أيضًا، بعد أن سرق أرضنا، مشيرًا إلى أنه لاجئ صغير ولكنه متمسك بحق العودة إلى مسقط آبائه وأجداده قرية بيت جبرين المهجرة الواقعة ما بين القدس والخليل.


وظهرت صور له يقف وراء ملصق كبير كتب على صورة لقريته "لنا هنا بيت ومقبرة وأرض وتراث وتاريخنا الذي لا ينتهي".


وتعتبر العديد من المؤسسات من بينها مؤسسة مركز الشباب الاجتماعي في عايدة أن استهداف أثال بهذه الطريقة هو استهداف للأطفال في فلسطين حيث يبلغ عددهم داخل السجون نحو 160 طفلاً يتعرضون لشتى أنواع التعذيب، إلى جانب ما يواجهه الأطفال في الميدان من ضرب وتنكيل وسحل في الشوارع على يد جنود الاحتلال، إضافة إلى الرصاص الموجه ضدهم والذي أودى بحياة العديد منهم شهداء وجرحى، منهم من فقد أطرافه في اعتداءات صارخة للقانون الدولي الذي يبقى حبرًا على ورق أمام هذه الدولة بحسب العديد من النشطاء.


وكتب الدكتور شبلي العزة يقول: "عند اعتقال الطفولة آثال العزة، فهم لن يقتلوا الموسيقي يا أثال، صوتك أعلى من أصوات بنادقهم وطبول حربهم، لا تخف، اعزف لهم لحن المجد والخلود .. اعزف لهم موسيقى الحب والأمل .. اعزف لهم ترانيم الحكاية الفلسطينية .. آذانهم صماء .. لك الحرية، ولهم الخزي والعار".

شارك برأيك

أثال العزة.. مثال صارخ لقبضة الاحتلال الحديدية ضد الأطفال

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 99)