Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 20 فبراير 2025 12:47 مساءً - بتوقيت القدس

أمريكا وإسرائيل عدوانية غير مسبوقة

واضح أن هناك تماهياً كاملاً بين قوى اليمين التلمودي التوراتي الصهيوني، وبين قوى اليمين الأنجليكاني المتطرف في أمريكا، وأن أمريكا تفكر بعقل إسرائيلي، وترى الأمور فقط بعيون إسرائيلية، وهذا ما تكشفه تصريحات وخطط ترامب وتهديداته ووعيده، وفق ما يعرف بخطته لطرد وتهجير سكان غزة، والسيطرة على أرضها وإقامة ما يعرف  بـ" ريفيرا الشرق"، وكذلك السعي إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ضمن مشروع "الهندستين الجغرافية والديمغرافية"  للضفة الغربية، ولتعزيز هذه المشاريع والمخططات، تمارس ضغوط أمريكية كبيرة على حلفائها من عرب ما يعرف بمعسكر "الاعتدال"، مصر والسعودية والأردن، من أجل إجبارهم على تحمل تبعيات الاحتلال، وتحمل أعباء إعادة إعمار قطاع غزة.

  الدعم الأمريكي لإسرائيل، يتجاوز كل الأبعاد العسكرية والسياسية، إلى تزويد إسرائيل، بأحدث الأسلحة المتطورة، بما في ذلك القنابل الموجهة من زنة ألفي رطل، وصواريخ هليفاير الاستراتيجية، وحتى قنبلة "أم القنابل"، والتي تزن 11 طناً.

 هذا التماهي بين هذه القوى المتطرفة، يهدف إلى ترميم الهيمنة الإسرائيلية التي تعرضت إلى هزات كبرى بعد السابع من اكتوبر/2023، ودعم مطلق لكل سياسات اليمين المتطرف، واليمين الديني التلمودي التوراتي، بما في ذلك دعم وتأييد ضم الضفة الغربية، وتحويل اسمها إلى دولة "يهودا والسامرة"، وتشريع ذلك عبر قانون في "الكنيست"، حيث أقرت اللجنة الوزارية للشؤون الخارجية والأمنية، هذا القرار بالقراءة التمهيدية، وكذلك هناك مشروع قرار يعرض على الكونغرس الأمريكي، لتحويل اسم الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة"، تماهياً مع القرار الإسرائيلي. 

 هذا التغول والتوحش الأمريكي - الإسرائيلي، والذي نشهده على أرض الواقع، عبر التحلل من الاتفاقيات التي كانت أمريكا فيها ضامناً على جبهة لبنان، وضامناً ووسيطاً على جبهة قطاع غزة، كل المؤشرات تقول إنها في طريقها للسقوط. فعلى جبهة لبنان، جرى توافق أمريكي- إسرائيلي، على استمرار احتلال إسرائيل، لخمس تلال استراتيجية لبنانية، تل اللبونة وتل العويضة وتل الحماميص وتل العزية وتل جبل بلاطة، وفي قطاع غزة الاتفاق يترنح، العدوان مستمر ومتواصل، ولا التزام بشروط الاتفاق، لا برتوكول إنسانياً نفذ، ولا معدات ثقيلة دخلت، ولا منازل متنقلة ولا خيام، ولا انتظام في خروج الجرحى والمرضى، ولا شاحنات مساعدات إنسانية تدخل بالعدد المطلوب، ناهيك عن الخروقات غير المتوقفة في التدمير والقصف وتحليق الطيران والاعتداءات المتعددة.

قلنا أن أمريكا في عهد ترامب، متماهية تماماً مع إسرائيل، فأمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، وترامب كما وصفه شريكه وحليفه نتنياهو، أفضل صديق لأمريكا في البيت الأبيض على مر كل الحكومات الأمريكية، وليس كما قال الرئيس الأمريكي السابق بايدن عن نفسه، ليس شرطاً أن تكون يهودياً حتى تكون صهيونياً، فهذا الترامب يقول إنني أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم، وأكثر إخلاصاً لجيل المؤسسين الصهاينة، جابتونسكي وبن غوريون. 

الضغوط الأمريكية ستستمر وتتواصل لإضعاف محور المقاومة، وإفشال أية جهود للتوصل إلى حل سياسي عادل، ما يجعل المنطقة أمام مشهد متفجر تهيمن عليه حسابات القوة، ومصالح التحالفات الدولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

نتنياهو بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قال إن إسرائيل مقبلة على انتصارات لم نحلم بها من قبل بدعم من ترامب، وأضاف: إننا سنغير وجه الشرق الأوسط بأكمله بالتنسيق مع إدارة ترامب و"نحن على أعتاب تغيير تاريخي لضمان مستقبل دولة إسرائيل".

 إسرائيل تزداد توحشاً وتغولاً، في ظل تغطية أمريكية كاملة، لكل ما تقوم به، فهي تعربد في سوريا، تحتل أراضي سورية جديدة، وتقيم أكثر من عشرين نقطة مراقبة داخل أراضيها، تشق طرقا وتنسف وتدمر، وتستمر في القصف والتدمير، دون حسيب أو رقيب، وهي تفعل نفس الشيء في جنوب لبنان، رغم الهدنة التي تمنعها من أي اعتداءات وعمليات تدمير، ولكنها لم تلتفت للهدنة، ولا للقرار 1701 وآلياته التنفيذية. أمريكا مددت لها مدة بقائها حتى الثامن عشر من هذا الشهر، واستمرت في عدوانها وأعمالها العسكرية وخروقاتها التي تجاوزت الـ1500 خرق، والتي سقط فيها أكثر من 60 شهيداً، وعشرات الجرحى، ولتعلن بأنها لن تنسحب من خمس تلال استراتيجية لبنانية، وبتنسيق مشترك مع أمريكا. 

ما ينسحب على جبهة لبنان، ينسحب على جبهة قطاع غزة، فمن الواضح أن هناك اتفاقاً أمريكياً- إسرائيلياً، على استعادة أكبر عدد من الأسرى، وتحويل المرحلة الأولى إلى مرحلة انتقالية طويلة، لاستعادة أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين، ومن أجل إطالة أمد حكومة نتنياهو ومنعها من الانهيار من داخلها، ونتنياهو بات يعطي تصريحات متناقضة، فهو تارة يرى في خطة ترامب لطرد وترحيل سكان قطاع غزة الحل الأمثل، ويكلف وزير حربه، بتشكيل لجنة من أجل تهجير سكان قطاع غزة "طواعية"، على أن تشارك في تلك الخطة وزارات متعددة، وأن تتم براً وجواً وبحراً، وفي المقابل، يعلن أنه ينوي الذهاب لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، تلك المرحلة التي يلف الغموض مصيرها وإمكانية تنفيذها، حيث نتنياهو يكبلها بشروط تعجيزية، نزع سلاح حماس والمقاومة، وعدم بقاء حماس عسكرياً وسياسياً في اليوم التالي لوقف العدوان، وترحيل قادتها العسكريين والأسرى الكبار الذين يجري وجرى الإفراج عنهم، وجرى ترحيلهم للقطاع إلى دول متعددة، تلك الشروط التعجيزية، هي وصفة للعودة إلى القتال، ولعل أمريكا وإسرائيل متفقتان في هذه الاتجاه، ولكن العودة إلى القتال ليس بالخيار السهل، ولا يمكن أن يحقق أهدافاً عجزت إسرائيل عن تحقيقها في 471 يوماً، استخدمت فيها كل فائض قوتها، وجربت كل أنواع السلاح الأمريكي المتطور، وكذلك هذا الخيار من شأنه تهديد حياة بقية الأسرى الإسرائيليين، ولعل تغيير نتنياهو لطاقم التفاوض في المرحلة الثانية، باستبعاد رئيسي "الموساد" ديفيد برنياع و"الشاباك" غونين بار، وجعل هذا الطاقم بقيادة صديقه المقرب، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعكس رغبة نتنياهو في السيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية، بما يخدم مصالحه السياسية والشخصية، بعد أن عمل على إقالة وزير حربه السابق يؤاف غالانت، ومن بعده رئيس الأركان هيرتسي هليفي.  

يبدو أن المنطقة ستكون حبلى بالتطورات، وخاصة أن خيارات نتنياهو محدودة في هذا الاتجاه، وهو يسير في حقل ألغام، ويواجه ضغوطاً كبيرة ومتناقضة. ترامب يضغط عليه للسير في خطة طرد وتهجير سكان قطاع غزة، وهو يقول إنه سيغير بالشراكة معه وجه الشرق الأوسط، وستكون المنطقة أمام تغيير تاريخي يضمن مستقبل ووجود إسرائيل، وضغوط من داخل الحكومة، تمارس عليه من قبل سموتريتش بالعودة للقتال مجدداً، بعد استعادة أكبر عدد من الأسرى، وكذلك ضغوط من خارج الحكومة، بن غفير الذي استقال من الحكومة والائتلاف، وضغوط من المعارضة السياسية وأهالي الأسرى، من أجل أن يستمر في صفقة تبادل الأسرى بمراحلها الثلاث. ويبدو أن قرار نتنياهو لم يعد بيده، وربما بات القرار بيد شريكه ترامب، والأيام القادمة ستجيب عن كل تلك التطورات وماهية الخيارات

دلالات

شارك برأيك

أمريكا وإسرائيل عدوانية غير مسبوقة

المزيد في أقلام وأراء

العودة بالتوابيت.. قرار إسرائيلي

حديث القدس

النطاسي في زنزانة

بهاء رحال

في إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية

جهاد حرب

واشنطن والخطة العربية لغزة.. بين إعادة الإعمار وإعادة الترتيب السياسي

مروان اميل طوباسي

"غزة وجنين جميلتان بأهلهما فقط"

حديث القدس

بعد 500 يوم .. تفجعونـ(نا) بقتل رهائنـ(كم)

حمدي فراج

أولوية إعمار غزة: إزالة الركام والعمل على البنية التحتية وإعادة تأهيل المجتمع نفسياً واقتصادياً

المهندس محمد الحلبي المدير الأسبق لمؤسسة االرؤيا العالمية

"سيكولوجية الجماهير": قوة الحشود وتأثيرها على الأفراد

سهى زيدان

إسرائيل وتهديد القمة العربية

أنطوان شلحت

مأزق الانقسام الفلسطيني

حمادة فراعنة

عـمـلـيـة "الـجـدار الـحـديـدي": إنـهـم يـفـعـلـون هـنـا مـا فـعـلوه فـي غـزة

ماهر الشريف

الطريق إلى الازدهار

رادوسواف شيكورسكي، وزير خارجية بولندا

أول الغيث قَطْرُ!

حديث القدس

الانقسام الإسرائيلي

حمادة فراعنة

دوام ترديد التهديد بالتهجير وانعكاساته النفسيّة المتوقعة!

غسان عبد الله

الرسوم الجمركية الأمريكية "من أجل الفنتانيل" تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية

جي وينهوا

الوعد المشؤوم

حديث القدس

بين ابتزاز غزة بالتهجير واجتثاث مخيمات الضفة.. ما العمل؟!

جمال زقوت

الرقص على حافة الجنون

رمزي الغزوي

العناد الفلسطيني ورفض التوطين والتهجير

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.54

شراء 3.53

دينار / شيكل

بيع 5.0

شراء 4.99

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 677)