Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 03 فبراير 2025 8:16 صباحًا - بتوقيت القدس

لقاء الثلاثاء بين ترمب ونتنياهو.. هل تذهب المنطقة للتبريد أم للتأجيج؟

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. بلال الشوبكي: العنوان العريض للقاء ترمب نتنياهو هو تخفيض وتيرة التصعيد العسكري وزيادة التصعيد في حالة الاشتباك السياسي

أكرم عطا الله: لقاء نتنياهو وترمب خطير نظراً لتأثيره المحتمل على مستقبل القضية الفلسطينية وإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية

محمد ابو علان دراغمة: غموض يكتنف مصير المنطقة بين التصعيد والتهدئة بعد اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو نظراً لتعقيدات المشهد الإقليمي

د. قصي حامد: نتنياهو سيحمل معه إلى البيت الأبيض ضغوطاً داخلية وخارجية ولقاؤه مع ترمب يهدف إلى رسم الشكل الجديد للمنطقة

عوني المشني: ترمب سيحاول بطريقة أو بأُخرى فرض موقفه على نتنياهو في ظل الرغبة الأمريكية القوية بإنهاء الحروب بالشرق الأوسط

ياسر مناع: نتنياهو قد يسعى لانتزاع موقف أمريكي أكثر مرونة يسمح لإسرائيل بـ"حرية العمل العسكري" داخل غزة حتى بعد وقف الحرب

 

تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غداً الثلاثاء كلقاء محوري في تحديد مسار الأحداث الإقليمية، خاصة التخوفات من عودة نتنياهو إلى إشعال الحرب في قطاع غزة وإفشال وقف إطلاق النار.


ويتوقع كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذا اللقاء، بكل تعقيداته، يُعد خطوة حاسمة في إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية وتحديد مستقبل القضية الفلسطينية.


ويرون أن اللقاء سيركز على تخفيض وتيرة التصعيد العسكري المباشر، مع زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، حيث ستتركز الجهود على استخدام أدوات الضغط غير العسكرية، مثل إدارة تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، كوسيلة للتأثير على إدارة القطاع، لكنهم يحذرون من أن يقنع نتنياهو ترمب بإشعال الحرب على غزة مجدداً.


ويشيرون إلى أنه في الضفة الغربية، فيبدو أن هناك "ضوءاً أخضر" أمريكياً للاستمرار في العمليات الإسرائيلية، التي تتخذ طابعاً استيطانياً وسياسياً أكثر من كونها عسكرية بحتة، بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز السيطرة على المنطقة.


على الصعيد الإقليمي، يوضح الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات أن اللقاء سيطرح ملفات حساسة، مثل: التهديدات الإيرانية ومسألة التطبيع مع بعض الدول العربية، خاصة السعودية، إضافة إلى قضية تهجير سكان غزة. 

 

الضغط على الفلسطينيين سيأخذ أشكالاً متعددة

 

يتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل د. بلال الشوبكي، ان اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سيكون العنوان العريض له هو "تخفيض وتيرة التصعيد العسكري مع زيادة التصعيد في حالة الاشتباك السياسي". 


ويشير الشوبكي إلى أن الضغط على الفلسطينيين سيأخذ أشكالاً متعددة، ليست بالضرورة عسكرية، خاصة في قطاع غزة، حيث ستتركز الجهود على الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية.


ويوضح الشوبكي أن طبيعة التصعيد ستختلف حسب المنطقة الجغرافية، فبينما سيتم العمل على تخفيف حدة التوتر في جبهات مثل غزة ولبنان، سيتم التركيز على الضفة الغربية، حيث يبدو أن هناك "ضوءاً أخضر" أمريكياً للاستمرار في العمليات الإسرائيلية هناك. 


هذه العمليات، وفقاً للشوبكي، ليست ذات طابع عسكري بحت، بل هي محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال عمليات ذات طابع استيطاني وسياسي.


وفي قطاع غزة، يتوقع الشوبكي أن يأخذ التصعيد شكلاً مختلفاً، حيث ستستخدم الإدارة الأمريكية أدوات الضغط السياسي والاقتصادي بدلاً من العسكري. 


ومن بين هذه الأدوات وفق الشوبكي، إدارة تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، وهي نقاط ضغط رئيسية يمكن من خلالها التأثير على القائمين على إدارة القطاع، بغض النظر عن هويتهم السياسية. 


ويشير إلى أن الدعم الأمريكي اللامتناهي لإسرائيل قد يقوي موقفها التفاوضي ويجبرها على تبني نهج أكثر سياسية واستثمارية في التعامل مع القضية الفلسطينية، بدلاً من الاعتماد على الحلول العسكرية.


ويرى الشوبكي أن تغيير رئاسة الوفد الإسرائيلي المفاوض في المرحلة الثانية من الصفقة، من الموساد إلى جهات أخرى، يشير إلى أن إسرائيل بدأت تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق الاستثمار السياسي أكثر من السعي لتحقيق أهداف عسكرية وأمنية، ومع ذلك، فإن الأصوات داخل إسرائيل ما زالت تتعالى من أجل استئناف الحرب على قطاع غزة، ما يجعل المشهد معقداً وغير واضح المعالم.

 

أجندة اللقاء المرتقب

 

أما بالنسبة لأجندة اللقاء بين ترمب ونتنياهو، فيرى الشوبكي أنها ستتضمن عدة نقاط رئيسية، وهي: تعزيز الموقف التفاوضي الإسرائيلي في المراحل الثانية والثالثة من الصفقة الحالية، ومناقشة التهديدات الإقليمية، خاصة من إيران، والاتفاق على طريقة للتعامل مع النظام الإيراني، ومنح الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة التوسع والضم في مناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس، وتثبيت الوقائع الجديدة في سوريا ولبنان، وطرح ملف التطبيع في المنطقة بشكل واضح.


ويشير الشوبكي إلى أن هناك ملفاً مستجداً سيتم طرحه خلال اللقاء، وهو مسألة التهجير من قطاع غزة، وهي الفكرة التي يروج لها ترمب، فهذه المسألة تتداخل مع مواقف دول مثل مصر والأردن، اللتين ترفضان حتى الآن هذه الفكرة. 


ويشير الشوبكي إلى أن هذه الخطوة قد تثير حراكاً شعبياً في تلك الدول، خاصة في مصر، حيث بدأت تظهر بوادر حراك شعبي ضد هذه الطروحات.


ويرى الشوبكي أن اللقاء بين ترمب ونتنياهو سيكون محورياً في تحديد مسار الأحداث في المنطقة، حيث سيحاول ترمب تحقيق التوازن بين دعمه لإسرائيل ورغبته في تخفيف التوترات، بينما سيسعى نتنياهو لتعزيز موقفه التفاوضي وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية. ومع ذلك، فإن المشهد يبقى معقداً وغير واضح المعالم، خاصة في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.

 

دلالات سياسية عميقة تعكس متانة العلاقة بين الطرفين

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب يحمل دلالات سياسية عميقة تعكس متانة العلاقة بين الطرفين. 


ويشير عطا الله إلى أن طبيعة الدعوة التي وجهها ترمب لنتنياهو، بقوله إنه "يتشرف باستقبال أول زعيم أجنبي"، وهي تحمل مدلولات بروتوكولية مهمة في السياسة الأمريكية، ما يعكس خصوصية العلاقة بين الزعيمين.


ويعتبر عطا الله أن خطورة هذا اللقاء تكمن في توقيته الحساس، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة. 


ويعرب عن خشيته من أن يتمكن نتنياهو من إقناع ترمب برؤيته النهائية لمستقبل غزة، التي تتلخص في مشروع التهجير القسري لسكان القطاع. 


هذا المشروع، بحسب عطا الله، يحظى بدعم قوى يمينية متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية تتفق مع نتنياهو على هذا الخيار، كونه أحد أبرز المروجين له.


ويعتقد عطا الله أن أجندة اللقاء بين نتنياهو وترمب ستتضمن مناقشة ملف حركة حماس، مع التركيز على سبل إبعادها عن قطاع غزة سواء عبر الوسائل السلمية أو من خلال التصعيد العسكري، وهذا السيناريو يثير احتمال تجدد الحرب على القطاع، لا سيما إذا تمكن نتنياهو من إقناع ترمب بضرورة المضي في هذا النهج.


على الصعيد الإقليمي، يؤكد عطا الله وجود توافق أمريكي-إسرائيلي حول إعادة هندسة المنطقة بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية. 


ويشير عطا الله إلى أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، نجحت في خلق بيئة إقليمية مواتية تسعى الآن لاستثمارها لتعزيز وجودها الإقليمي، وهو ما قد يشمل دفع دول عربية جديدة نحو التطبيع مع إسرائيل.


ويصف عطا الله اللقاء بين نتنياهو وترمب بأنه ربما يكون من أخطر اللقاءات التي ستجمع بين زعيمين أمريكي وإسرائيلي، نظراً لتأثيره المحتمل على مستقبل القضية الفلسطينية وإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية.

 

التصعيد بالضفة قد يكون مقدمة لإعادة احتلالها 

 

يعتقد الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة أن الاتجاه الذي تسير إليه الأحداث في المنطقة إن كان نحو التهدئة أو التصعيد بعد لقاء ترمب ونتنياهو غير معروف، نظراً لتعقيدات المشهد الإقليمي الذي يتضمن عدة ساحات، منها غزة والضفة الغربية ولبنان والأراضي السورية المحتلة حديثاً، حيث إن كل ساحة تحمل معطياتها الخاصة، ما يجعل المشهد العام متشابكاً وغير واضح المعالم.


في الضفة الغربية، يرى دراغمة أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد الإسرائيلي، حيث تشهد مناطق مثل طوباس وجنين وطولكرم ونابلس عمليات عسكرية واقتحامات متكررة من قبل قوات الاحتلال. 


هذه العمليات، وفقاً لدراغمة، قد تكون مقدمة لإعادة احتلال كامل للضفة الغربية بشكل أو بآخر، خاصة في ظل الصمت الدولي وعدم وجود ضغوط كافية لوقف هذه التصرفات.


أما في قطاع غزة، فيوضح دراغمة أن الأمور مرتبطة بمدى جدية ترمب في سعيه لوقف الحرب، حيث أن ترمب قد يسعى لوقف الحرب لسببين رئيسيين: الأول هو إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والثاني هو تطبيق رؤيته الجديدة التي تدعو إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مثل الأردن ومصر وإندونيسيا وألبانيا، بحجة إعادة إعمار القطاع.


ويوضح أن ترمب يريد مساعدة نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب المعلنة بالقضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية وإعادة الأسرى الإسرائيليين.


 وبحسب دراغمة، فإن وقف الحرب بشكل كامل، إذا تمت، ستكون لها تداعيات كبيرة على الشأن الداخلي الإسرائيلي، حيث قد تؤدي إلى سقوط حكومة نتنياهو إذا قرر الأخير الموافقة على وقف الحرب.


ويوضح دراغمة أن حكومة نتنياهو ستكون أمام خيارين في حال وقف الحرب: إما الذهاب إلى انتخابات مبكرة، أو تغيير تشكيل الحكومة الحالية لتمرير صفقة تبادل الأسرى ومن ثم الذهاب إلى انتخابات. 


ومع ذلك، يوضح دراغمة أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، إلا إذا وافقت المعارضة الإسرائيلية على الانضمام إلى الحكومة حتى موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026.

 

الأمور في لبنان تتجه نحو الحلحلة

 

في لبنان، يرى دراغمة أن الأمور تتجه نحو الحلحلة، حيث لا توجد مؤشرات على تصعيد كبير في الوقت الحالي، أما في سوريا، فإن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية لا يبدو أنه يثير اعتراضات كبيرة من النظام السوري الحالي أو الإدارة الأمريكية أو الدول العربية، ما يعني أن الوضع سيظل قائماً كما هو.


أما بالنسبة لأجندة لقاء ترمب ونتنياهو، فيشير دراغمة إلى أنها ستكون طويلة ومعقدة، حيث سيحاول الطرفان رسم معالم الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة، ومن بين المواضيع الرئيسية التي ستتم مناقشتها: صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والملف الإيراني وما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق مع إيران أو اللجوء إلى ضربة عسكرية مشتركة، وموضوع التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وتوسيع اتفاقيات إبراهيم، وشحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، ووموضوع الضم الإسرائيلي للضفة الغربية.


ويعتقد دراغمة أن موضوع تهجير سكان قطاع غزة سيكون أيضاً على جدول الأعمال، خاصة في ظل الترويج الأمريكي لهذه الفكرة.


ويشير إلى أن السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك العمليات العسكرية والاقتحامات والقتل والاعتقالات، لن تكون على أجندة ترمب، ما يعني أن هذه القضية ستظل خارج النقاشات الرئيسية.


ويلفت دراغمة إلى أن هذا اللقاء يعد واحداً من أهم اللقاءات في الفترة الحالية، حيث سيكون نتنياهو أول زعيم أجنبي يستقبله ترمب في البيت الأبيض. 


ويعتبر دراغمة أن دعوة ترمب لزعيم آخر بعد نتنياهو، سواء كان الملك السعودي أو الملك الأردني أو الرئيس المصري أو أمير قطر، ستكون مؤشراً على الأولويات الأمريكية في السياسة الإقليمية خلال الفترة المقبلة.

 

٤ ملفات رئيسية للاتفاق على شكل التغيير الإقليمي

 

يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، د.قصي حامد، أن اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو، المقرر غداً الثلاثاء، سيركز على أربعة ملفات رئيسية ستكون محور النقاش بين الطرفين تهدف إلى الاتفاق على شكل التغيير الإقليمي.


ويشير حامد إلى أن نتنياهو سيحمل معه إلى واشنطن ضغوطاً داخلية وخارجية، ما يجعل هذا اللقاء محورياً في تحديد مسار الأحداث الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بقطاع غزة والتطبيع مع السعودية.  


وبحسب حامد، فإن ملف الحرب على قطاع غزة، يعد الملف الأهم الذي سوف يتناوله النقاش ولاسيما أن هناك اختلاف في وجهات النظر بين الرئيسين، حيث إن ترمب يريد إنهاء الحرب في غزة، ليس لأسباب إنسانية، ولكن لتحقيق مشروعه الإقليمي الأوسع، الذي يبدأ بالتطبيع مع السعودية، فيما يحاول نتنياهو إقناعه بضرورة مواصلة الحرب على القطاع، وإن لم تكن بالضرورة بنفس الشكل الذي كانت عليه في السابق. 


ويشير حامد إلى أن نتنياهو يريد حسم "اليوم التالي" في غزة، بما يضمن عدم عودة حركة حماس إلى الحكم، وتحديد آلية إدارة القطاع بعد الحرب، وأن لا يكون للسلطة الفلسطينية في "شكلها الحالي" دور في إدارة غزة.  

أما الملف الثاني، وفقاً لحامد، فهو توجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث إن نتنياهو سيحاول إقناع ترمب بضرورة اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة. 


ويرى أن هذا الملف سيكون محورياً في تعزيز التحالف الإسرائيلي الأمريكي، خاصة في مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي.  


ويلفت حامد إلى أن الملف الثالث الذي سيطرحه نتنياهو هو ملف التطبيع مع السعودية، إذ إن نتنياهو يدرك أن التركيز الرئيسي لإدارة ترمب هو التقدم بسرعة نحو تطبيع العلاقات مع السعودية، التي يعتبرها الأمريكيون مفتاحًا للتغيير الإقليمي وإضعاف حركة حماس، والقضاء على المشروع النووي الإيراني.


وفي ما يتعلق بالملف الرابع، يشير حامد إلى أن نتنياهو سيحمل معه إلى واشنطن ضغوطاً داخلية كبيرة، خاصة في ظل تهديدات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلائيل سموتريش، بإسقاط الحكومة في حال وافق نتنياهو على الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق مع حماس وإنها الحرب على قطاع غزة، وليس من المستبعد أن يسعى نتنياهو إلى الحصول على ضمانات بتدخل شخصي من ترمب لمنع إسقاط حكومته في ظل التهديدات بإنهاء مستقبله السياسي.


ويتوقع حامد أن يقدم ترمب لنتنياهو عدة وعود، منها تسهيل عمليات الضم في الضفة الغربية، وتقويض حكم حماس، وضمان عدم عودتها إلى الحكم في غزة، كما قد يقدم ترمب وعوداً بالتدخل شخصياً للحفاظ على ائتلاف نتنياهو الحكومي، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي يتعرض لها.  


ويؤكد أن أهمية هذا اللقاء تكمن في توقيته، حيث يأتي قبل زيارة ترمب المرتقبة إلى السعودية، والتي يسبقها لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله.


 ويرى حامد أن هذه اللقاءات ستحدد مسار الأحداث في الإقليم وغزة والتطبيع مع إسرائيل، مع تأكيده أن نتنياهو سيحاول المناورة بين الضغوط الداخلية والخارجية لتحقيق أهدافه.

 

 أهمية استثنائية للزيارة في توقيت بالغ الحساسية

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي عوني المشني أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء ترمب غداً الثلاثاء تكتسب أهمية استثنائية، حيث تأتي الزيارة في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة لكل من واشنطن وتل أبيب، حيث تحاول الولايات المتحدة إعادة صياغة المشهد السياسي في المنطقة، فيما تواجه إسرائيل مفترق طرق حاسم في سياساتها الداخلية والخارجية.


وبحسب المشني، فانه من وجهة النظر الأمريكية، تُعد الزيارة جزءاً من الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترمب لإعادة تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط، بما يتماشى مع وعود ترمب بإنهاء الحروب في المنطقة. ووفقاً للمشني، فإن ترمب يسعى إلى ترسيخ وقف إطلاق النار في كل من الجبهة اللبنانية وفي قطاع غزة، وتحويل الهدنة الحالية إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهذه الخطوة تأتي في إطار سياسة ترمب الواضحة الرامية إلى الحد من النزاعات في المنطقة، وهو ما يتناقض مع رغبات نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة.


ويؤكد المشني أن الزيارة تعد ذات أهمية قصوى لإسرائيل، التي تواجه وضعاً معقداً على أكثر من صعيد، فمن الناحية الداخلية، يواجه نتنياهو أزمة سياسية حادة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبيته وتراجع حزبه "الليكود" في المشهد السياسي الإسرائيلي، كما أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام عن الحرب في قطاع غزة، والتي تصور حركة حماس كطرف منتصر والجيش الإسرائيلي كطرف مهزوم، تزيد من الضغوط على نتنياهو، الذي يسعى إلى تغيير هذه الصورة بأي طريقة ممكنة.


ويرى المشني أن زيارة نتنياهو لواشنطن تحمل أهدافاً متناقضة إلى حد ما، فبينما تبدو العلاقة بين ترمب ونتنياهو علاقة تحالف قوية، فإن كلاً منهما يأتي من موقف مختلف، إذ إن ترمب يسعى إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتحويله إلى هدنة دائمة، فيما يحتاج نتنياهو إلى تغيير الصورة السلبية التي تشكلت حول إسرائيل في أعقاب الحرب الأخيرة في غزة، وبالتالي فإن هذه الزيارة قد تكون عكس ما يتوقعه الكثيرون، حيث تعبر عن لقاء بين طرفين مختلفين في الأهداف، وإن كانا متحالفين تاريخياً.


ويشير إلى أن نتنياهو قد يحاول استخدام هذه الزيارة لابتزاز الإدارة الأمريكية للحصول على تنازلات في قضايا أخرى، ومن أبرز هذه القضايا الملف الإيراني، حيث قد يطالب نتنياهو بضربات عسكرية ضد إيران أو دعم أمريكي للتطبيع مع السعودية والدول العربية، كما قد يسعى نتنياهو إلى الحصول على موافقة أمريكية لمواصلة الاستيطان والضم في الضفة الغربية، وهي قضية تثير جدلاً كبيراً على الساحة الدولية.


ويلفت المشني إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع نتنياهو، حيث لا يمكنها تجاهل الموقف الإسرائيلي، ولكنها في الوقت نفسه لا تستطيع السماح له بتعطيل جهودها لتحقيق الاستقرار في المنطقة. 


ووفقاً للمشني، فإن ترمب سيحاول فرض موقفه على نتنياهو بطريقة أو بأخرى، خاصة في ظل الرغبة الأمريكية القوية في إنهاء الحروب في الشرق الأوسط.


ويوضح أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا تحكمها هذه الزيارة فقط، بل هناك متغيرات أخرى تلعب دوراً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، فالإدارة الأمريكية أبدت رغبة في الانسحاب من سوريا، وهو ما يؤثر على الموقف الإسرائيلي، الذي يعتمد على الدعم الأمريكي في مواجهة التهديدات الإقليمية.


ويرى المشني أن زيارة نتنياهو لواشنطن ستؤدي إلى ترسيخ وقف إطلاق النار في كل من الجبهة اللبنانية وغزة، ولكنها ستكون أيضاً فرصة لنتنياهو لمحاولة تحقيق مكاسب سياسية على حساب الموقف الأمريكي، ومع ذلك، فإن التسوية النهائية ستكون معبرة عن الموقف الأمريكي، الذي لا تستطيع إسرائيل رفضه في النهاية.

 

ملامح المستقبل السياسي والأمني في قطاع غزة والمنطقة

 

يتوقع الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن يتناول اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة قضايا جوهرية، ستحدد ملامح المستقبل السياسي والأمني في قطاع غزة والمنطقة ككل. 


وبحسب مناع، فإن ومن أبرز هذه القضايا مسألة وقف الحرب على غزة، وما يُعرف بـ"اليوم التالي" للقطاع، حيث سيناقش الطرفان السيناريوهات المحتملة لمستقبل غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.


ووفقاً لمناع، ستكون إحدى النقاط الرئيسية في اللقاء هي البحث في سبل إقصاء حركة حماس عن الحكم في غزة، سواء من خلال فرض سلطة جديدة بديلة أو عبر ترتيبات أمنية وسياسية تضمن تغيير الوضع القائم، كما قد يتم بحث إمكانية استئناف العمليات العسكرية ضد غزة في حال تعثرت جهود التهدئة أو في حال عدم تحقيق الأهداف الإسرائيلية بشكل كامل. 


وفي هذا السياق، يرى مناع أن نتنياهو قد يسعى إلى انتزاع موقف أمريكي أكثر مرونة يسمح لإسرائيل بـ"حرية العمل العسكري" داخل غزة حتى بعد وقف الحرب، وذلك لضمان عدم استعادة حماس لقدراتها العسكرية أو الإدارية.


أما في ما يتعلق بملف التطبيع، فيرى مناع أنه سيحتل مكانة مركزية في المباحثات، خاصة أن الإدارة الأمريكية تعتبر نجاح مسار التطبيع مع الدول العربية أولوية استراتيجية لها، فتحقيق تهدئة مستدامة في غزة يعد شرطاً رئيسياً لإنجاح مشروع التطبيع، حيث ترى واشنطن أن استمرار الحرب يعوق التقدم في هذا الملف، ويؤثر سلباً على فرص توسيع دائرة الدول العربية المنخرطة في عملية التطبيع مع إسرائيل، لذلك قد تسعى الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للالتزام بالتهدئة، بالرغم من معارضة بعض الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية لهذا التوجه.


إضافة إلى ذلك، يتوقع مناع أن يتطرق اللقاء إلى القضية الشائكة المتمثلة في تهجير الفلسطينيين، سواء من قطاع غزة أو من الضفة الغربية، وقد يتم طرح أفكار تتعلق بإيجاد حلول ديموغرافية جديدة، مثل توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، وهي فكرة سبق أن أثارت جدلاً واسعاً ورفضاً قاطعاً من العديد من الدول العربية والدولية، وقد يتم التباحث حول "الخطة البديلة" المتعلقة بإدارة غزة في حال تم استبعاد خيار التهجير.


ويشير مناع إلى أن ملف الاستيطان والأوضاع في الضفة الغربية سيكون حاضراً بقوة في اللقاء، حيث تسعى إسرائيل إلى تكريس وقائع جديدة على الأرض، مستفيدة من انشغال العالم بما يجرى في غزة.


ويلفت إلى أن استمرار عمليات توسيع المستوطنات، وتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، إضافة إلى السياسات الإسرائيلية في القدس، كلها ملفات قد تُطرح في سياق اللقاء، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو من الأحزاب اليمينية المتطرفة لدفع هذه الأجندة قدماً.


ويعتقد مناع أن اللقاء سيكون بالغ الأهمية، حيث سيحدد إلى حد كبير اتجاه الأوضاع في غزة والمنطقة، سواء من خلال تعزيز مسار التهدئة وتثبيت اتفاقاتها، أو الدفع نحو خيارات أكثر تصعيداً وفقاً للحسابات السياسية والعسكرية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.

دلالات

شارك برأيك

لقاء الثلاثاء بين ترمب ونتنياهو.. هل تذهب المنطقة للتبريد أم للتأجيج؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 3 ساعة

الله يستر من لقاء اثنين في وجوههما الشر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 547)