Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 26 يناير 2025 9:00 صباحًا - بتوقيت القدس

ليس بوسع نتنياهو التنصل منها... الصفقة تحاصر القتلة

رام الله - خاص بـ "القدس" دوت كوم

عوني المشني: أي حكومة إسرائيلية بغض النظر عن توجهاتها لا تستطيع أن تتعارض مع الرغبة الأمريكية في وقف الحرب

د. عقل صلاح: الضغوط العسكرية والاقتصادية والسياسية الإسرائيلية تجعل من الصعب على نتنياهو التوقف عن تنفيذ الصفقة

د. تمارا حداد: نجاح المرحلة الأولى لا يضمن بالضرورة استكمال المرحلتين اللاحقتين من صفقة التبادل في ظل الشروط الإسرائيلية الصارمة

نعمان عابد: تنفيذ المرحلة الأولى يتطلب ضغوطاً أمريكية ومن الوسطاء بشكل مستمر لضمان الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة

د. سعد نمر: نتنياهو يعيش في "وقت ضائع" ويحاول إبقاء سموتريتش بالحكومة لكن المعارضة لن تمنحه شبكة أمان بعد انتهاء الصفقة

د. عبد المجيد سويلم:  نتنياهو فقد الغطاءين الشعبي والسياسي وائتلافه الحاكم لن يتمكن من الصمود طويلاً وقد ينهار بحلول آذار المقبل


بالرغم من سير المرحلة الأولى للصفقة الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس"، بشأن الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن التحديات بشأن الوصول إلى المراحل النهائية من الصفقة تبقى قائمة، خاصة في ظل الخلافات الداخلية داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والضغوط الدولية المتزايدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.  

ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن الضغوط الأمريكية تلعب دوراً محورياً في دفع الصفقة نحو الأمام والوصول إلى المرحلة الثانية من الصفقة، التي ستتناول قضايا أكثر حساسية مثل نزع السلاح وإدارة قطاع غزة، وقد تواجه عقبات كبيرة بسبب الشروط الإسرائيلية الصارمة والخلافات داخل الائتلاف الحكومي.  

ويشير إلى أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية جسيمة، حيث انسحب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من الحكومة بسبب رفضه للصفقة، بينما يهدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب إذا لم تُلبَّ مطالبه المتعلقة بالضفة الغربية، وهذه الخلافات قد تؤدي إلى تفكك الائتلاف الحكومي، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو، الذي يحاول جاهداً الإبقاء على حكومته عبر مراوغات سياسية ووعود جديدة.


الحرب على غزة وصلت لنهايتها والصفقة ستستمر


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عوني المشني أن الحرب في غزة وصلت إلى نهايتها، وأن الصفقة التي تم التوصل إليها، ستستمر بالرغم من الصعوبات التي قد تواجهها في المرحلة الثانية من المفاوضات. 

ويشير المشني إلى أن الضغط الأمريكي، خاصة بعد مجيء الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة، كان عاملاً رئيسياً في دفع الأطراف نحو الهدوء وإنهاء الحرب، وذلك بسبب اهتمامات الإدارة الأمريكية الخاصة بالأجندة الإقليمية والدولية.

ويوضح المشني أن الإدارة الأمريكية، التي تسلح وتدعم إسرائيل وتغطي على المجازر الجماعية التي ترتكب في غزة، هي التي تمارس الآن ضغوطاً كبيرة على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب. 

ويؤكد المشني أن أي حكومة إسرائيلية، بغض النظر عن توجهاتها، لا تستطيع أن تتعارض مع الرغبة الأمريكية لوقف الحرب، ما يجعل استمرار الحرب أمراً صعباً في ظل هذه المطالبات والضغوط الأمريكية.

ويشير المشني إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستستمر، لكن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيداً وصعوبة، حيث ستتناول قضايا أكثر حساسية مثل مستقبل غزة وحكم حماس والقضايا الأمنية.

ويتوقع المشني أن تستمر المفاوضات في هذه المرحلة لفترة أطول مما هو متوقع، لكنه يؤكد في النهاية أن الحرب في غزة قد وصلت إلى نهايتها، وأن الصفقة ستجد طريقها إلى النور بالرغم من الصعوبات.

من جهة أُخرى، يشير المشني إلى أن الحرب الإسرائيلية في غزة لم تحقق الأهداف المنشودة لليمين الإسرائيلي، حيث لم يتم تهجير سكان غزة، ولم يتم إنهاء حكم حماس أو القضاء على وجودها، ما يجعل من غير الممكن استمرارية الحرب في تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية.

ويؤكد المشني أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة كان لافتاً، حيث قاتل في ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، ما جعل الحرب تنتهي دون أن تحقق إسرائيل انتصاراً حاسماً لأي من الطرفين، لكنها تركت إسرائيل في وضع لا تستطيع فيه المضي قدماً في تحقيق أهدافها العسكرية.

وفي ما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي، يشير المشني إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بشكل أساسي إلى الإبقاء على ائتلافه الحكومي، وهو الهدف الأهم بالنسبة له في هذه المرحلة، حيث إن بقاء نتنياهو في السلطة هو الهدف الأسمى بالنسبة له، وهو أكثر أهمية من تحرير الأسرى أو وقف الحرب أو أي هدف آخر.

ويوضح المشني أن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة داخل ائتلافه الحكومي، خاصة من اليمين الإسرائيلي الذي يطالب بتحقيق أهداف أكثر صرامة في الحرب. 

ومع ذلك، يعتقد المشني أن نتنياهو سيتمكن من خلق فرص جديدة للإبقاء على ائتلافه، من خلال تحويل الصراع من غزة إلى الضفة الغربية، حيث يمكنه تسويق الحرب على أنها لم تنتهِ بعد، بل انتقلت إلى مرحلة جديدة.

ويشير المشني إلى أن نقل الحرب إلى الضفة الغربية هو محاولة ذكية من نتنياهو لتسويق الحرب للبقاء في السلطة، خاصة أن الضفة الغربية تعتبر أكثر أهمية بالنسبة للأيديولوجيا الصهيونية المتطرفة من غزة.

ويلفت المشني إلى أن نتنياهو يستطيع أن يمرر الحرب على الضفة الغربية كبديل عن الحرب في غزة، ما يسمح له بالحفاظ على ائتلافه الحكومي.

ويعتقد المشني أن نتنياهو يلعب لعبة سياسية محترفة للإبقاء على ائتلافه، وأنه حتى مع نهاية الحرب في غزة، سيتمكن من الحفاظ على توازنات حكومته. 

ويشير المشني إلى أن أي أسباب لانهيار الائتلاف الحكومي ستكون مرتبطة بقضايا داخلية مثل التجنيد والميزانية، وليس بالحرب على غزة أو لبنان.

ويعتقد المشني أن نتنياهو لديه إجابات واضحة بشأن الحرب في غزة ولبنان، لكنه يواجه تحديات كبيرة في قضايا مثل قانون التجنيد والميزانية، والتي قد تكون سبباً في إضعاف ائتلافه الحكومي. 

ومع ذلك، يعتقد المشني أن نتنياهو سيتمكن من الإبقاء على ائتلافه قدر الإمكان، مستخدماً كل الأدوات السياسية المتاحة له.


المجتمع الإسرائيلي أظهر تأييداً واسعاً للصفقة


يرى الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح، أن الصفقة الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ستستمر حتى نهايتها، وذلك في ظل الضغوط المتزايدة من المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية على الحكومة الإسرائيلية، خاصة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 

ويشير صلاح إلى أن المجتمع الإسرائيلي أظهر تأييداً واسعاً للصفقة، وهو ما سيلعب دوراً محورياً في دفع نتنياهو نحو الاستمرار في تنفيذها.

ويوضح صلاح أن نتنياهو يواجه موقفاً صعباً أمام أهالي الأسرى الإسرائيليين، خاصة في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تشمل إطلاق سراح جنود وضباط وقادة إسرائيليين. 

ويؤكد صلاح أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تنظر إلى هؤلاء الأسرى بنظرة مختلفة عن نظرتها للاسرى المدنيين في المرحلة الأولى، مما يزيد من الضغوط على نتنياهو لإتمام الصفقة.

ويشير صلاح إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت منذ بداية الحرب تدفع نحو إتمام الصفقة ووقف الحرب، وذلك بسبب الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي. 

ويلفت صلاح إلى أن الضغوط الدولية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والمجتمع الإسرائيلي، تجعل من الصعب على نتنياهو التوقف عن تنفيذ الصفقة.

ويتوقع صلاح أن تستمر عملية التبادل كما هو متفق عليه، دون وضع معيقات أمام استمرارها. 

ومع ذلك، يشير صلاح إلى أن نتنياهو، المعروف بنقض العهود ومحاولة تعطيل الصفقة طيلة 15 شهراً، قد يحاول إبطاء التنفيذ لفترة زمنية محدودة للحصول على تنازلات من المقاومة الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بملف الأسرى من ذوي الاحكام االمؤبدة وبعض القيادات التي تعتبرها إسرائيل "خطاً أحمر".

ويؤكد صلاح أن الضغوط الدولية، خاصة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي يعتبر نفسه المنجز الرئيسي لهذه الصفقة، ستلعب دوراً كبيراً في إجبار نتنياهو على الاستمرار في تنفيذ الاتفاق. 

ويشير صلاح إلى أن ترمب قد أكد في أكثر من مناسبة أن هذه الصفقة هي من إنجازاته، ما يجعل من الصعب على نتنياهو التراجع عنها.


المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيداً وأهمية


ويعتقد صلاح أن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيداً وأهمية من المرحلة الأولى، حيث ستشمل إطلاق سراح قيادات فلسطينية ذات وزن كبير لدى الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أسرى إسرائيليين من ذوي الرتب العالية. 

ويتوقع صلاح أن يتم التوصل إلى حلول وسط في هذه المرحلة، رغم محاولات نتنياهو للضغط لتقليل سقف مطالب المقاومة.

وفي ما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، يشير صلاح إلى أن بقاء ائتلاف نتنياهو الحكومي متناسقاً يعتمد بشكل كبير على استمرار الصفقة. 

ومع ذلك، يشير صلاح إلى أن انسحاب سموتريتش من الحكومة، أو تهديده بالانسحاب، قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف الحكومي. 

ويؤكد صلاح أن سموتريتش سيحاول ابتزاز نتنياهو للحصول على مكاسب إضافية، خاصة في ما يتعلق بالضفة الغربية، بالرغم من أن نتنياهو ليس بيده اوراق اخرى يعطيها لسموتريتش.

ويعتقد صلاح أن لجنة التحقيق التي ستشكل لبحث إخفاقات الحرب ما بعد السابع من أكتوبر 2023، في إسرائيل ستلعب دوراً كبيراً في تحديد مستقبل نتنياهو السياسي. 

ويتوقع صلاح أن تؤدي هذه اللجنة إلى تفكك الائتلاف الحكومي ودفع إسرائيل نحو انتخابات مبكرة، ما قد يعني نهاية عهد نتنياهو السياسي وبداية مرحلة جديدة في السياسة الإسرائيلية وظهور احزاب وائتلافات جديدة.


تحديات كبيرة تواجه المرحلتين الثانية والثالثة 


تعتقد الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حداد أن نجاح المرحلة الأولى لا يضمن بالضرورة استكمال المراحل اللاحقة من صفقة التبادل، خاصة في ظل الشروط الإسرائيلية الصارمة والمتطلبات الأمنية التي تفرضها على حماس.

وتوضح حداد أن المرحلة الأولى من الصفقة، التي تستمر 42 يوماً، تركز على إخراج الأسرى الإسرائيليين الأحياء، والبالغ عددهم 33 أسيراً حتى الآن، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. 

وتشير حداد إلى أن هذه المرحلة تسير في المسار الصحيح، حيث تمكنت حماس من تقديم قائمة أولية بالرهائن الأحياء للوسطاء، مما يعكس توافقاً أولياً بين الطرفين على إتمام هذه المرحلة.

غير أن حداد تلفت إلى أن المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة تواجهان تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالمتطلبات الإسرائيلية التي تركز على نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة. 

وتؤكد حداد أن إسرائيل تضع نزع السلاح كشرط أساسي للانتقال إلى المرحلة الثانية، وهو ما يعتبر معضلة كبيرة لحركة حماس، التي ترى في السلاح أداة رئيسية لمواجهة الاحتلال وإبقائها قوية.

و تعتقد حداد أن المرحلة الثالثة التي تتعلق بإعادة الإعمار وإدارة قطاع غزة، تريد فيها إسرائيل إدارة فلسطينية قريبة من المجتمع الدولي، تكون قادرة على إدارة الجوانب الإغاثية والإدارية والمعيشية. 

وتشير حداد إلى أن وجود حماس في السلطة يعد عائقاً أمام إعادة الإعمار، حيث أن العديد من الدول الأوروبية ترفض تقديم الدعم المالي لإعادة الإعمار طالما أن حماس تمسك بزمام الأمور في القطاع.

وتؤكد حداد أن التوافق الفلسطيني الداخلي يعد عاملاً حاسماً في نجاح أي عملية إعمار، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية هي الخيار الأفضل لإدارة قطاع غزة، خاصة في ظل عدم وجود إدارة فلسطينية متوافق عليها دولياً. 

وتشير حداد إلى أن وجود السلطة الفلسطينية في غزة سيسحب الذريعة من إسرائيل لاستمرار القتال، وسيسمح بإدخال المساعدات وإعادة الإعمار بشكل طبيعي.

من جهة أخرى، تشير حداد إلى أن وجود حماس في قطاع غزة يعتبر مبرراً لإسرائيل لاستمرار القتال، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي تواجهها حكومة بنيامين نتنياهو. 

وتوضح حداد أن نتنياهو يعتبر استمرار القتال مع حماس وسيلة لإنقاذ حكومته من الانهيار، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية والتحقيقات القضائية التي تواجهها حكومته.

وتؤكد حداد أن استمرار وجود حماس في السلطة سيعني استمرار الحروب والانقسامات، ما يعيق أي جهود حقيقية لإعادة الإعمار وتحسين حياة المواطنين في قطاع غزة. 

وتدعو حداد إلى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، واختيار إدارة فلسطينية متوافق عليها فلسطينيا ودولياً، كخطوة أساسية لقطع الذرائع عن إسرائيل وضمان استكمال مراحل الصفقة بنجاح.

وتؤكد حداد أن نجاح المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة يتطلب ضغوطاً أمريكية ومصرية وقطرية لدفع الطرفين نحو التوافق، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تعيق أي تقدم حقيقي في عملية السلام.


نتنياهو قد يعود للحرب والإبادة بعد انتهاء المرحلة الأولى 


يرى الكاتب والمحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية نعمان عابد أن الضغوط الأمريكية المتزايدة هي التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول الصفقة بعد فشل حكومته في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في قطاع غزة.

ويوضح عابد أن إسرائيل، بعد أكثر من 15 شهراً من العمليات العسكرية وحرب "الإبادة الجماعية"، لم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة، لكنها ما جرى هو لمعاقبة الشعب الفلسطيني والانتقام منه بشكل ممنهج بعد هجمات السابع من أكتوبر. 

ويشير عابد إلى أن الحكومة الإسرائيلية استخدمت المفاوضات كأداة للمراوغة، بينما كانت تنفذ سياسة التطهير العرقي والضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على النزوح أو الهجرة خارج وطنهم، إضافة إلى محاولات تقطيع أوصال قطاع غزة والاستيلاء على أجزاء من أراضيه، خاصة في الشمال.

ويعتقد عابد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منحت إسرائيل الوقت الكافي لتحقيق أهدافها، ورغم ذلك فشلت حكومة الاحتلال في إجبار الفلسطينيين على الاستسلام أو تهجيرهم بشكل كامل. 

ويؤكد عابد أن هذا الفشل، إلى جانب القضايا المرفوعة ضد نتنياهو ووزير جيشه السابق في المحاكم الدولية، أدى إلى زيادة العزلة الدولية لإسرائيل ووضعها تحت ضغوط كبيرة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى التدخل بشكل مباشر للضغط على نتنياهو لقبول صفقة التبادل.

ويشير عابد إلى أن الصفقة الحالية، رغم أهميتها، لا تلبي حجم الدماء التي أريقت في قطاع غزة، ولا تعالج الانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. 

ويؤكد عابد أن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة يتطلب ضغوطاً أمريكية مستمرة لضمان الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين تعتبران أكثر حساسية وتتطلبان تدخلاً فاعلاً من الوسطاء الدوليين.

ويحذر عابد من أن نتنياهو وحكومته قد يعودون إلى سياسة الحرب والإبادة مرة أخرى بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، خاصة حال عدم إجبارها لمواصلة إتمام الصفقة، مؤكداً أن نجاح الصفقة بشكل كامل يتطلب وقفاً حقيقياً للعدوان وإعطاء الفرصة لإعادة الإعمار ووقف الاستيطان والاغتيالات.

ويوقع عابد أن يؤدي فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه إلى انهيار حكومته ودخول إسرائيل في انتخابات مبكرة، خاصة في ظل المحاكمات التي تنتظره على خلفية فشله في هجمات السابع من أكتوبر وقضايا الفساد المختلفة، لكن الضغوط الدولية والمحلية قد تكون العامل الحاسم في إنهاء حقبة نتنياهو السياسية.


نتنياهو لا يملك خيار إيقاف الصفقة بهذه المرحلة


يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.سعد نمر أن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس ستستمر حتى نهايتها، رغم التحديات والخلافات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بشأنها.

ويوضح نمر أن المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً وإطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل مجموعة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، تسير وفق والمتفق عليه، وذلك بسبب الضغوط الداخلية والخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويشير نمر إلى أن نتنياهو لا يملك خيار إيقاف الصفقة في هذه المرحلة، لأن ذلك سيعني العودة إلى الحرب، وهو ما سيواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل. 

ويعتقد نمر أن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيداً بسبب الإشكالات المتعلقة بنزع السلاح وإدارة قطاع غزة، لكن الضغوط الدولية ستجبر إسرائيل على المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق.

من جهة أُخرى، يتطرق نمر إلى الخلافات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حيث أعلن بن غفير عن رفضه الصفقة ووقف إطلاق النار، وانسحب من الحكومة. 

ويشير نمر إلى أن بن غفير اعترف علناً بأنه وسموتريتش عطلا صفقات تبادل سابقة، ما أدى إلى استمرار المجازر في قطاع غزة، حيث إن هذا الاعتراف أثار جدلاً كبيراً في إسرائيل، وتم اتهامهما بالتسبب في مزيد من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.

ويلفت نمر إلى أن سموتريتش صوّت ضد الصفقة، لكنه قرر البقاء في الحكومة بعد أن حصل على ضمانات ببدء عمليات عسكرية مكثفة في الضفة الغربية. 

ويعتقد نمر أن سموتريتش سيبقى في الحكومة حتى نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، لكنه قد ينسحب إذا لم تستمر الحرب في غزة، وربما يستمر لأنه قد يعتبر الهجوم على المقاومة في الضفة الغربية بديلاً له.

ويشير نمر إلى أن نتنياهو يحاول تأجيل انهيار حكومته عبر التلاعب بالوقت وإثارة أزمات جديدة، سواء في غزة أو الضفة الغربية. 

ويؤكد نمر أن نتنياهو يعيش في "وقت ضائع"، حيث يحاول إبقاء سموتريتش في الحكومة عبر وعود جديدة، لكنه يدرك أن المعارضة الإسرائيلية لن تمنحه شبكة أمان دائمة بعد انتهاء الصفقة، بل منحته تلك الشبكة إل» حين إتمام الصفقة فقط.

ويوضح نمر أن المرحلة الحالية حاسمة، وأن انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، سيكشف عن مصير الحكومة الإسرائيلية ومسار الأحداث المقبلة. 


 نتنياهو فقد القدرة على المراوغة السياسية


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش حالة من التدهور السياسي الحاد، محاولاً عبر مراوغاته وتصعيداته العسكرية في غزة ولبنان تحويل انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن أزماته الداخلية المتزايدة. 

ويؤكد سويلم أن نتنياهو فقد الغطاءين الشعبي والسياسي اللذين كان يعتمد عليه، ولم يعد يمتلك سوى "حركات رعناء"، في محاولة يائسة لوقف انهياره السياسي.

ويوضح سويلم أن نتنياهو، الذي يُصنف الآن كـ"الكاذب الأول" في إسرائيل حسب استطلاعات الرأي المحلية، يعاني من تراجع حاد في شعبيته وفقدان الثقة حتى من أقرب المقربين إليه. 

ويشير سويلم إلى أن نتنياهو يحاول افتعال أزمات صغيرة هنا وهناك، سواء في قطاع غزة أو على الحدود اللبنانية، لصرف الانتباه عن الأوضاع المزرية التي وصلت إليها حكومته، والتي باتت محاصرة داخلياً وخارجياً.

ويعتقد سويلم أن نتنياهو يفقد السيطرة على الوضع الداخلي في إسرائيل، حيث بدأت القوى السياسية وحتى الشارع الإسرائيلي يدركون أن حكومته لم تعد قادرة على إدارة الأزمات بشكل فعال، وهو يحاول بشكل يائس إنقاذ ما تبقى من شعبيته، لكنه لن يتمكن من تغيير مسار الأحداث أو تحقيق أي نتائج حقيقية.

وحول صفقة التبادل الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، يشير سويلم إلى أن نتنياهو يحاول تعقيد العملية عبر مراوغات وإثارة عقبات، لكنه في النهاية لا يملك الغطاء الداخلي أو الخارجي للعودة إلى الحرب. 

ويؤكد سويلم أن المجتمع الإسرائيلي لم يعد يؤمن بقدرة حكومة نتنياهو على تحقيق أي انتصارات عسكرية، خاصة بعد فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه خلال الحرب على غزة.

ويرى سويلم أن نتنياهو فقد أيضاً الدعم الدولي الذي كان يعتمد عليه، حيث بدأت الدول العربية تبني مواقف أكثر حزماً في مواجهة سياساته التصعيدية. 

ويشير سويلم إلى أن الإدارة الأمريكية، رغم دعمها التقليدي لإسرائيل، بدأت تضغط على نتنياهو لتبريد الأجواء وإتمام صفقة التبادل، ما يعني أن نتنياهو لم يعد يملك الغطاء السياسي الذي كان يتمتع به سابقاً.

ويتوقع سويلم أن حكومة نتنياهو لن تتمكن من الصمود طويلاً، مشيراً إلى أن الائتلاف الحاكم قد ينهار بحلول آذار/مارس المقبل. 

ويؤكد أن نتنياهو فقد القدرة على المراوغة السياسية التي كانت تميزه، ولم يعد قادراً على إقناع الشارع الإسرائيلي أو القوى السياسية بخطابه. 

ويشير سويلم إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن الكتلة المؤيدة لنتنياهو تتراوح بين 25 إلى 30% فقط، مما يعكس تراجعاً كبيراً في شعبيته.

ويعتقد سويلم أن التخلص من حكومة نتنياهو ليس في صالح الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضاً في صالح إسرائيل والمجتمع الدولي، وهي خطرة وانهيارها سيُسهم في تعزيز السلم الدولي والتعايش السلمي في المنطقة والعالم.

دلالات

شارك برأيك

ليس بوسع نتنياهو التنصل منها... الصفقة تحاصر القتلة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل يوم واحد

الكذب حبله قصير وبأسهم بينهم شديد لا بد أن يتفجر والظلم عاقبته وخيمة وليس هناك ظلم أشد من الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 22 يناير 2025 9:11 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.55

شراء 3.54

دينار / شيكل

بيع 5.01

شراء 5.0

يورو / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 504)