فلسطين
الخميس 23 يناير 2025 7:51 صباحًا - بتوقيت القدس
في فقه الانتصار وامتداح السلام والسيادة على الركام!
إبراهيم ملحم
في العدوة القصوى، يعترف أصحاب الغطرسة والقوة الباطشة بالفشل في منع وقوع السابع من أكتوبر، ويعلن قائد جيش الإبادة استقالته، ويشكل لجنةً للتحقيق في أسباب القصور والفشل الخطير.
وفي العدوة الدنيا، تخفق رايات الانتصار، ويتنافس المنتصرون على من تكون له السيادة على الركام، وهو نصرٌ يُخفف من جريمة الإبادة، التي عُقدت لها محكمةٌ أصدرت مذكرات توقيف بحق المجرمين القتلة، مثلما يكتم أنفاسَ مَن تُسوّل له نفسه انتقاد المقامرة.
درجت العرب على قلب الحقائق، إذ تصف الأعمى بـ"أبو بصير"، والأعور بـ"كريم العين"، والمريض بـ"المعافى"، وسمّينا هزيمة حزيران "نكسة"، وهي توصيفاتٌ مخادعةٌ تُخاصم الحقائق الموجعة.
تُزيّن العرب القبح، وتمتدح التأخير بالقول: "كلّ تأخيرةٍ فيها خيرة"، وهي محاولةٌ لإنقاذ المتأخرين، وتشريع مثلبة التأخير، وتحويلها إلى محمدة، فليس على المتأخر حرجٌ حتى لو تسبّب تأخّره في تخريب البلد، تماماً كما أبدع الكُتاب المصريون في نقد الأخطاء؛ إذ يقول الموظف الصغير في محاولةٍ للتملق إلى رئيسه إذا وقع في خطأ كبير: "أخطاء سيادتك بتزُؤ البلد للأمام يا فندم!".
لا ينتقص النقد من فرادة المشهدية الأكتوبرية وجسارتها، وهي ما قال عنها رئيس الأركان المستقيل هرتسي هليفي إنها "ستصاحبه طيلة حياته"، لكنّ فرادة المشهدية لا تمنحها الحصانة ولا القدسية، ولا الحق في ممارسة الدكتاتورية على طريقة "لا أُريكم إلا ما أرى".
العبرة بالخواتيم والمآلات. فقد مُسحت الحياة من غزة، وتبددت أحلام الغزيين، وتعمّقت أحزانهم بفداحة الفقد لأحبتهم، وعادت حياتهم إلى عصر القبيلة والخيمة، بينما يرتفع خطاب النصر في وجوههم على أسنة الرماح، ليعطّل فضيلة النقد والمراجعة والتقييم لتجنب المغامرات وتكرار الذهاب إلى عدمية الخيارات.
ما ينسحب على أصحاب "الطوفان" ينسحب على أصحاب "سلام الشجعان"، فكلٌّ مغرَمٌ بمنجزه، ويُعلي من شأنه، فقد حسبه الظمآن ماءً قبل أن يراه استيطاناً متوحّشاً في الضفة، وأرضاً يباباً بلقعاً في غزة، فيما لم يقدّم أصحاب "الطوفان" البديل عن السلام، وإلا فما الحاجة إلى الانقلاب عليه، إن لم يتم تقديم ما هو أفضل منه.
لا يُسمى الانتصار انتصاراً إلا إذا تمّ تجيير التضحيات الجسام إلى مكاسب سياسية، تجعل ما بعد الطوفان أفضل مما كان قبله، وإلا فإننا نسأل الله العليّ القدير أن يكون الطوفان آخر أحزاننا، وخاتمة انتصاراتنا!
دلالات
ليعطّل فضيلة النقد والمراجعة والتقييم قبل 27 أيام
من يستطيع أن يعطل ذلك الآن؟ هل يستطيع من يغلق القنوات ويحجب المواقع ويحظر الحسابات ويقمع المعارضين أن يمنع تسرب النقد وانتشاره؟ الواقع أنه يمكن لمن يرى أن موتة معزة أحسن الخواتيم ولمن
الأكثر تعليقاً
نتنياهو: لا مكان لحماس أو السلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي للحرب

القمة العربية المنتظرة هل تستجيب الأمة للمخاطر الوجودية؟
تركيا تحذر من نكوص نتنياهو على اتفاق غزة
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى والدماغ وصحة الإنسان
الاقتراح المصري خطة وطنية وخطوة ضرورية

الاحتلال يستولي على أرض لشق طريق استعماري شمال غرب نابلس

نتنياهو يرفض إدخال الكرافانات لقطاع غزة وترامب يريد تغيير الاتفاق
الأكثر قراءة
مصادر طبية: مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصا حادا في الأكسجين
القمة العربية المنتظرة هل تستجيب الأمة للمخاطر الوجودية؟
"هيئة الأسرى" ونادي الأسير يحمّلان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير آلاف المعتقلين في سجن "عوفر"

اجتماع للكابينت الإسرائيلي الاثنين لبحث ثاني مراحل اتفاق غزة
إعلام عبري يكشف هوية المحتجزين الذين ستفرج عنهم المقاومة السبت المقبل
الاحتلال يحكم على الأسير المقدسي الطفل محمد زلباني بالسجن لمدة 18 عاما
بيان صادر عن حركة حماس بشأن القصف الأخير على جنوب قطاع غزة


أسعار العملات
الأربعاء 19 فبراير 2025 10:18 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.54
شراء 3.53
دينار / شيكل
بيع 5.0
شراء 4.99
يورو / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 663)
شارك برأيك
في فقه الانتصار وامتداح السلام والسيادة على الركام!