Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 19 يناير 2025 6:42 صباحًا - بتوقيت القدس

470 يوماً في الجحيم!

إبراهيم ملحم

.. وفي اليوم السبعين بعد الأربعمئة، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح الأحد، 19 كانون الثاني 2025، الموافق 19 رجب 1446 هجرية، وضعت الحرب أوزارها، وقال الناس: مالها؟ بعد أن كابدوا أهوالها، وتجرّعوا مرارتها، واكتووا بجحيمها، وعاشوا أوجاعها، حتى لم يبقّ بيتٌ من بيوتهم، ولا خيمةٌ من خيامهم، أو روضة، أو مدرسة، أو جامعة، أو مستشفى، إلا وبها ضربةٌ بسيف، أو طعنةٌ برمح، أو رميةٌ بسهم، مثلما هُدمت مساجد وكنائس، اعتقد الفارون من الجحيم أنها بمأمنٍ من التدمير، قبل أن يقضوا تحت ركامها وهم يبتهلون ويناجون العليّ القدير بأن يرأف بأحوالهم.


ضاقت الأرض، وغِيض الماء، وقلّ الطعام، وبلغت القلوب الحناجر، ولم يبقَ في القطاع مكانٌ آمن، وتوقفت المساعدات، وشُلّت حركة الشاحنات، وحتى الطائرات التي كانت تُسقط المساعدات لم تعد تظهر في السماء، التي احتشدت بأسراب الـمُسيّرات كالحشرات، تُوزع الموت الزؤام في الشوارع والطرقات، وتُلقي القنابل على الشرفات.


في الجحيم، كتب أطفال غزة أسماءهم على أجسادهم، ليتسنى التعرف عليهم بعد تناثر أشلائهم، وجاع الناس حتى أكلوا حشاش الأرض وأوراق الشجر وأعلاف الحيوانات، ومات الصغار برداً وجوعاً ومرضاً، وشربوا ماء البحر، ودُمرت المولدات، وغرقت خيام النازحين بالسيول الجارفة، وأمواج البحر العاتية. وبلغ عدد ضحايا آلة الحرب الإسرائيلية 46,899 شهيداً و110,725 جريحاً، حسب آخر إحصائيةٍ لوزارة الصحة (حتى تاريخ ذهاب الصحيفة إلى المطبعة).


انتهت الحرب، لكنّ معاناة المعذّبين في الجحيم لـمّا تنتهِ، وستبدأ فصولها مع ذهاب الناس للتنقيب عن أحبّتهم الذين قضوا في لجة الإبادة، ويقفون على أطلال بيوتهم التي كُتمت تحت ركامها أصواتُ من نجوا بأعجوبةٍ من الحياة، حسب ما قال ذات يومٍ شاعر فلسطين محمود درويش.

دلالات

شارك برأيك

470 يوماً في الجحيم!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 19 يناير 2025 8:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 448)