Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 10 يناير 2025 8:42 صباحًا - بتوقيت القدس

سموتريتش يبقّ البحصة.. الخرائط لفرض الأساطير والعقائد

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. سعيد شاهين: الأطماع الاستيطانية الإسرائيلية بالدول العربية أصبحت علنية في ظل حالة الرضوخ والاستسلام للهيمنة الأمريكية

محمد جودة: تصريحات سموتريتش ليست مجرد أحلام فردية بل تعكس سياسات استراتيجية يعمل اليمين المتطرف على تنفيذها تدريجياً

د. سهيل دياب: إسرائيل لا تريد أن تقبل بإقليم متعدد الأقطاب والمحاور بعد زلزال سوريا بل تقديم نفسها كقوة إقليمية لرسم ملامح المنطقة

عريب الرنتاوي: ضعف الموقف العربي الرسمي بما في ذلك استمرار التطبيع يعزز شهية إسرائيل الاستيطانية ويزيد من هيمنتها على الأراضي المحتلة

د. عبد المجيد سويلم: مرحلة "الخرائط الإسرائيلية" تعكس انتقال المشروع الصهيوني لحسم الصراع والتوسع بمشروع يقتطع الأراضي العربية

 

تشهد المنطقة العربية مرحلة جديدة من تصاعد الأطماع الإسرائيلية، حيث برزت ما بات يعرف بـ"خرائط سموتريتش" والتي ترجمتها ما نشرته حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تتبع لوزارة الخارجية الإسرائيلية كأحدث تجسيدٍ للأحلام الصهيونية التوسعية التي تمتد من فلسطين إلى أجزاء من مصر والأردن وسوريا ولبنان. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه الخرائط، التي تصاحبها تصريحات ودعوات من شخصيات متطرفة في الحكومة الإسرائيلية ليست مجرد أضغاث أحلام، بل تعكس سياسات ممنهجة تسعى لفرض واقع جديد على الأرض. 


ويرون أن غياب الردود العربية الفاعلة، إلى جانب الاستسلام للهيمنة الأمريكية، يعزز من قدرة إسرائيل على تنفيذ مخططاتها.


ويشيرون إلى أن هذه الأطماع الإسرائيلية تستند إلى أيديولوجيات توراتية وصهيونية مسيحية، تجد دعماً قوياً من قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، خاصة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، ومع تصاعد التطبيع العربي مع إسرائيل، تزداد شهية الاحتلال لتوسيع نفوذه، مستفيداً من ضعف الردود العربية والدولية.


وبالرغم من أن هذه الخرائط وجدت إدانة لها من بعض الدول العربية، يرى الكتاب والمحللون أن الفلسطينيين والعرب مطالبون بمراجعة شاملة لبرامجهم السياسية وأدوات مقاومتهم، سواء عبر توحيد الصفوف الفلسطينية أو استغلال الأوراق الاقتصادية والدبلوماسية للعرب، فالمرحلة تتطلب مواجهات أكثر تأثيراً، ليس فقط لردع التوسع الإسرائيلي، ولكن أيضاً للحفاظ على الحقوق الفلسطينية والعربية المهددة.

 

امتداد للمشروع الصهيوني الذي تأسس على أساس التوسع والضم

 

يؤكد أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل د.سعيد شاهين أن الأطماع الاستيطانية الإسرائيلية، التي تشمل أراضي فلسطينية وأجزاء من دول عربية مثل الأردن وسوريا ولبنان، ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد للمشروع الصهيوني الذي تأسس على أساس التوسع والضم. 


ويوضح شاهين أن هذه الأطماع الاستيطانية تأتي في سياق التوجهات التوراتية التي تتلاقى مع الصهيونية المسيحية، والتي بدأت تتبلور بشكل عملي مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، خاصة في ظل وعوده بتوسيع رقعة إسرائيل، وهو ما منح اليمين الإسرائيلي المتطرف جرأة أكبر لتنفيذ مخططاته الاستيطانية.


ويشير إلى أن الأطماع الاستيطانية الإسرائيلية ليست جديدة، إذ شكل المشروع الصهيوني منذ نشأته هدفًا للتوسع خارج حدود فلسطين التاريخية، ومع ذلك، تعرضت هذه الأطماع لإخفاقات نتيجة عوامل فلسطينية وعربية ودولية متشابكة، إلا أن الفكرة التوراتية، التي تعكس طموحات توسيع إسرائيل، بقيت قائمة وتنتظر الفرصة المناسبة للظهور. 


ويؤكد شاهين أن إدارة ترمب ساهمت في تحويل هذه الأفكار إلى خطوات عملية، حيث شكل ذلك جرأة غير مسبوقة من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف والصهيونية الدينية للمطالبة بالتوسع وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وأجزاء من الأراضي العربية.


بحسب شاهين، فإن هذه الأطماع الاستيطانية الإسرائيلية في الدول العربية أصبحت علنية في ظل حالة الرضوخ والاستسلام العربي والدولي للهيمنة الأمريكية، التي باتت تخضع بشكل كبير لنفوذ الصهيونية. 


ويشير شاهين إلى أن قيادة إسرائيل الحالية، بوجود شخصيات متطرفة مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، تتبنى أجندة فاشية تدفع نحو توسيع الاستيطان وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية. 


هذه المخططات، كما يقول شاهين، تهدد بقتل الحلم الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على أراضي 1967.


ويشدد شاهين على ضرورة اتخاذ خطوات فلسطينية وعربية ودولية لمواجهة هذه المخططات، داعياً في هذا السياق  إلى توحيد الصف الفلسطيني وترتيب البيت الداخلي لمواجهة التحديات، مع استمرار استخدام كافة الأوراق الفلسطينية السياسية والدبلوماسية والمقاومة المشروعة لضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم، حيث يحث شاهين على توظيف الأدوات الدبلوماسية لإبقاء القضية الفلسطينية حية على الساحة الدولية.


ويشير شاهين إلى أن التحرك العربي يجب أن يكون أكثر تأثيراً، من خلال استغلال النفوذ الاقتصادي للدول العربية، خاصة في مجال الطاقة، واستخدام العلاقات التجارية مع الغرب كوسيلة ضغط، داعياً إلى تحريك المجتمع الدولي لعزل إسرائيل سياسياً، من خلال السعي لنفي عضويتها في الأمم المتحدة بسبب انتهاكها المتواصل للقوانين الدولية.


ويشير شاهين إلى أهمية مقاطعة إسرائيل ووقف التطبيع معها كوسيلة للضغط عليها. كما أكد أن التلويح باستخدام القوة العسكرية يجب أن يكون خياراً مطروحاً، في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ هذه المخططات التوسعية على أرض الواقع. 


ويشدد شاهين على أن أي تراخٍ في مواجهة هذه الأطماع سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل الفلسطينيين والمنطقة بأكملها.

 

تحدٍّ كبير يتجاوز الحدود الفلسطينية إلى تهديد استقرار المنطقة

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد جودة أن الحديث عن خريطة "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل أراضي فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، يعكس تحدياً كبيراً يتجاوز الحدود الفلسطينية إلى تهديد استقرار المنطقة بأسرها. 


ويوضح جودة أن هذا المشروع التوسعي، الذي يتبناه اليمين الإسرائيلي المتطرف، يشكل استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة وفرض واقع جديد لا يمكن التراجع عنه.


ويشير إلى أن المخططات الإسرائيلية تستهدف بشكل مباشر تصفية القضية الفلسطينية عبر تصعيد الاستيطان وضم الضفة الغربية، حيث تهدف هذه السياسات إلى إنهاء أي أمل في حل الدولتين، من خلال تهجير الفلسطينيين وفرض وقائع جديدة تجعل من مقاومة الضم أمراً بالغ الصعوبة. 


ويرى جودة أن الاحتلال يسعى لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، في محاولة لتغيير ديموغرافية المنطقة وتقويض البنية المجتمعية الفلسطينية.


ويعتبر جودة أن الانقسام الفلسطيني الداخلي يمثل نقطة ضعف رئيسية تستغلها إسرائيل لتنفيذ سياساتها التوسعية، مؤكدا أن تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام ضرورة ملحة لتشكيل جبهة فلسطينية موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات. 


ويؤكد جودة أهمية تعزيز المقاومة الشعبية والمدنية، إلى جانب تصعيد الدبلوماسية الدولية لفضح الممارسات الإسرائيلية في المحافل العالمية.


من جهة ثانية، يرى جودة أن الأطماع الإسرائيلية تمتد إلى الأردن، مشيراً إلى أن هذه المخططات تمثل تهديداً مباشراً للسيادة الأردنية. 


ويوضح جودة أن "إسرائيل تسعى لإلغاء الهوية الأردنية واعتبار الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، ما يهدد استقرار الأردن عبر الضغط السياسي والاقتصادي الناتج عن التوترات الإقليمية". 


ويشدد جودة على ضرورة التنسيق الأردني-الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات، خاصة فيما يتعلق بالوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، داعياً إلى استغلال العلاقات الدولية لتعزيز المواقف الأردنية في مواجهة المخططات الإسرائيلية.


وفيما يتعلق بلبنان وسوريا، يرى جودة أن إسرائيل تستغل الأزمات الداخلية في البلدين لتوسيع نفوذها.

ويشير جودة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية ويضعف أي فرصة لتسوية إقليمية. 


ويؤكد جودة أن الأطماع الإسرائيلية في الجنوب اللبناني تهدد استقرار لبنان، خاصة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد. 


ويقول جودة: "إسرائيل تسعى لاستغلال هذه الظروف لتوسيع سيطرتها وزعزعة استقرار المنطقة".


ويعتبر أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل قد يُستخدم لتبرير سياسات الضم والاحتلال، خاصة في ظل غياب ضغوط عربية حقيقية لوقف هذه السياسات. 


ويشير جودة إلى أن الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل يوفر غطاء لهذه الأطماع لتتحول إلى واقع، مؤكداً أن هذا الدعم يجعل إسرائيل أكثر جرأة في تنفيذ مخططاتها التوسعية.


ويرى جودة أن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست منفصلة عن المخططات التوسعية الكبرى، ويقول: "إسرائيل تستخدم الحرب كذريعة لتبرير سياسات الضم وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، كما تحاول خلق واقع جديد عبر فصل غزة عن الضفة الغربية لتجزئة القضية الفلسطينية وإضعافها". 


ويعتقد أن إسرائيل تسعى لتغيير موازين القوى الإقليمية من خلال تهديد الدول المجاورة وزعزعة استقرارها، مشدداً في الوقت ذاته على أن المخططات الإسرائيلية تمثل تهديداً للنظام الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن استمرار الاحتلال وانتهاك القانون الدولي يضعف مصداقية النظام العالمي. 


ويرى جودة أن إسرائيل تستغل الأزمات العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، لتحويل الانتباه الدولي عن القضية الفلسطينية وتمرير مخططاتها التوسعية.


ويلفت جودة إلى أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين مثل سموتريتش ليست مجرد أحلام فردية، بل تعكس سياسات استراتيجية يعمل اليمين الإسرائيلي المتطرف على تنفيذها تدريجياً. 


ويعتبر جودة أن سياسة الضم الفعلي للضفة الغربية وزيادة الاستيطان تظهر أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد يجعل العودة إلى حدود 1967 مستحيلاً.


ويدعو جودة إلى تصعيد الجهود السياسية والدبلوماسية لمواجهة المخططات الإسرائيلية، مؤكداً أهمية تفعيل قرارات الجامعة العربية لدعم القضية الفلسطينية وتوحيد الجهود الإعلامية لإبراز المخاطر التي تهدد المنطقة بأسرها. 


ويشدد جودة على ضرورة ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل، بما في ذلك التلويح بفرض عقوبات، لدفعها إلى وقف انتهاكاتها.


ويقول جودة: "التصدي لهذه الأطماع يتطلب تحركاً إقليمياً ودولياً حازماً، لأن الاستسلام لهذا الواقع سيؤدي إلى تقسيم جديد للمنطقة واستمرار الاحتلال والاضطرابات لعقود مقبلة".

 

تحركات استراتيجية تهدف لتحقيق أهداف كبرى في المنطقة

 

يرى أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشأن الإسرائيلي د.سهيل دياب أن تصاعد التصريحات الإسرائيلية حول ما يسمى بأحلام "إسرائيل الكبرى"، التي تتضمن توسيع النفوذ الإسرائيلي إقليمياً وتصعيد العمليات الأمنية والعسكرية، يعكس تحركات استراتيجية تهدف لتحقيق أهداف كبرى في المنطقة.


ويشير دياب إلى أن هذه التصريحات، التي تتزامن مع تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية، مثل ما حدث في بلدة طمون من استشهاد ثلاثة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم طفلان، تعبر عن سياسة إسرائيلية موجهة نحو إعادة تعريف دورها في المنطقة.


ويؤكد دياب أن إسرائيل تسعى إلى فرض نفسها كلاعب إقليمي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمكن اعتباره التحدي الأول الذي تواجهه إسرائيل. 


ويوضح دياب أن "إسرائيل لا تريد أن تقبل بإقليم متعدد الأقطاب والمحاور بعد زلزال سوريا، وتسعى لتقديم نفسها كقوة إقليمية تمتلك النفوذ الأكبر في رسم ملامح المنطقة".


أما التحدي الثاني، وفق دياب، فهو مرتبط بالأول ويتمثل في محاولات تصفية القضية الفلسطينية، التي تعتبر العقبة الأساسية أمام تحقيق الحلم الإسرائيلي بالهيمنة الإقليمية. 


ويوضح دياب أن هذه التصفية تأخذ طابعاً ديموغرافياً من خلال تهجير الفلسطينيين وربط السيطرة الجغرافية بالتغيير الديموغرافي، كما يحدث حالياً في قطاع غزة والضفة الغربية.


على الرغم من التصعيد الإسرائيلي، يرى دياب أن تحقيق هذه الأهداف يبدو شبه مستحيل في الظروف الراهنة. 

ويشير دياب إلى أن المحاور الإقليمية، رغم اختلاف توجهاتها، تشترط جميعها حل القضية الفلسطينية كمدخل لأي دور إسرائيلي في المنطقة.


ويؤكد دياب أن التناقض بين التحديين الإسرائيليين الرئيسيين –الهيمنة الإقليمية وتصفية القضية الفلسطينية– يجعل تحقيق هذه الأهداف أكثر تعقيداً، مشيراً إلى أن إسرائيل إما أن تضطر للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية أو أن تواجه معارضة من المحاور الإقليمية التي ترى في هذا الدور الإسرائيلي تهديداً لمصالحها.


ويشير دياب إلى أن الإصرار الإسرائيلي على تحقيق أهدافها التوسعية قد يؤدي إلى عدد من التداعيات الخطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.


ويرى دياب أن التصعيد الإسرائيلي يمكن أن يعزز الإيمان بخيار المقاومة لدى المحور الإيراني وحلفائه في المنطقة. 


ويوضح دياب أن إسرائيل تتعامل مع هذه القوى كعقبة أمام مشروعها التوسعي، ما قد يؤدي إلى تنامي الوعي الجماهيري في المنطقة بأن المقاومة هي الخيار الأنجع لمواجهة السياسات الإسرائيلية.


ويشير دياب إلى أن الحديث عن تصفية القضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري قد يخلق حالة من عدم الثقة بمصداقية القيادة السورية الجديدة، خاصة في ظل محاولات إسرائيل استغلال الأزمات الداخلية السورية لتحقيق مكاسب جغرافية وسياسية، وهذا الأمر قد يؤدي إلى انقلاب في الرأي العام السوري لصالح تصعيد المواجهة مع إسرائيل.


ويرى دياب أن المحور السعودي-المصري، الذي يُعتبر معتدلاً، قد يجد نفسه في وضع حرج أمام الولايات المتحدة بسبب السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى فرض هيمنة أمنية وعسكرية واقتصادية شاملة. 


ويشير دياب إلى أن هذا التوتر قد يمتد ليؤثر على التجارة العالمية، خصوصاً في البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى.


ويشير دياب إلى تقارير إسرائيلية حديثة تتحدث عن اعتبار تركيا تحدياً أمنياً كبيراً في الحقبة المقبلة، ما يضيف بعداً جديداً لتعقيد العلاقات الإقليمية. 


ويعتقد دياب أن إسرائيل تدرك أن التحولات الكبرى في المنطقة، مثل تداعيات زلزال سوريا، قد تقلل من قدرتها على تنفيذ مخططاتها.


ويرى دياب أن "هذه الأحلام التوسعية الإسرائيلية تُنشر الآن في محاولة للتقليل من الأضرار المحتملة نتيجة التغيرات الكبرى في المنطقة". 


ويشير دياب إلى أن الحديث الإسرائيلي عن تهديد الحركات الأصولية بعد زلزال سوريا يعكس قلقاً عميقاً من التحولات الإقليمية.


ويؤكد دياب أن هذه الأحلام تواجه عقبات كبرى في ظل العلاقات الإقليمية والدولية الراهنة. 


ويقول دياب: "إسرائيل قد تكون قادرة على إثارة التوترات، لكنها ستجد صعوبة بالغة في تحقيق أهدافها التوسعية دون حلول جذرية للقضية الفلسطينية، وهو ما يجعل تحقيق هذه الأحلام أمراً مستبعداً في المستقبل القريب".

 

إسرائيل تعيش "موسم تطاير الخرائط التوسعية"

 

يؤكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن إسرائيل تعيش "موسم تطاير الخرائط التوسعية"، حيث تعمل بشكل يومي على طرح خرائط جديدة تهدف إلى ضم المزيد من الأراضي العربية وفرض سيادتها عليها، ونشر خرائط تشمل عدة دول عربية يعكس أهدافها التي تعمل عليها بشكل مخطط وليس بشكل عشوائي..


ويوضح الرنتاوي أن هذه التحركات لا تقتصر على فلسطين وحدها، بل تمتد إلى الأراضي العربية الأخرى، ما يعكس خططاً مفضوحة تسعى إسرائيل لتحويلها إلى وقائع على الأرض.


ويشير إلى أن إسرائيل تجاوزت مرحلة التصريحات في الضفة الغربية، حيث تمهد الجرافات للبؤر الاستيطانية والطرق الالتفافية في عمق الضفة، وهي قاعدة وعقيدة للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي.


ويلفت الرنتاوي إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تنكر وجود الاحتلال بالضفة، باعتبار أن الضفة الغربية جزء من "يهودا والسامرة".


ويعتبر الرنتاوي أن هذه التصريحات، المصحوبة بالممارسات الفعلية، تكشف عن خطط إسرائيلية واضحة لضم الضفة الغربية بالكامل، في محاولة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي لصالح المشروع الصهيوني.


ويوضح الرنتاوي أن الأطماع الإسرائيلية ليست جديدة، لكنها تأخذ الآن طابعاً أكثر جرأة، فعلى سبيل المثال، تستمر إسرائيل في تمديد وجودها بجنوب لبنان، مع رفضها التفاوض حول مزارع شبعا، وفي سوريا، تحتل أراضي جديدة تعادل مساحتها قطاع غزة، في مؤشر واضح على رغبتها في تثبيت وقائع جديدة على الأرض، تُظهر أنها ماضية في تحقيق أحلامها التوسعية.


ويرى الرنتاوي أن الرد العربي الرسمي على هذه المخططات التوسعية الاستيطانية لا يزال محصوراً في تصريحات غاضبة أو بيانات إدانة، خالية من أي خطوات عملية. 


ويؤكد أن غياب العمل العربي المشترك، سواء عبر ترتيب البيت الداخلي أو تعزيز الحراك بين الدول العربية، يساهم في تمكين إسرائيل من المضي قدماً في مشاريعها. 


ويشير الرنتاوي إلى أن ضعف الموقف العربي الرسمي، بما في ذلك استمرار التطبيع مع إسرائيل، يعزز شهيتها الاستيطانية ويزيد من هيمنتها على الأراضي المحتلة.


وينتقد الرنتاوي استمرار الدول العربية في التمسك بخيار السلام كاستراتيجية وحيدة للتعامل مع إسرائيل، رغم أن الأخيرة لم تقدم أي بادرة تشير إلى رغبتها في التوصل إلى سلام شامل. 


ويشير الرنتاوي إلى أن إسرائيل تتعامل مع السلام من منظور مادي بحت، من خلال "السلام مقابل الاقتصاد" أو "السلام مقابل الأمن"، وهو ما يعكس غياب الالتزام الإسرائيلي بأي مشروع سلام حقيقي.


ويشدد الرنتاوي على أن ما يوقف إسرائيل عن التوسع هو المقاومة، موضحاً أن تكلفة الاحتلال يجب أن تكون أعلى من المكاسب التي تحققها إسرائيل من سياساتها التوسعية. 


وبحسب الرنتاوي، فإن الشهيّة الصهيونية، التي وصفها بأنها "كجهنم لا تشبع"، تستغل حالة الضعف العربي لتوسيع رقعة السيطرة على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية.


ويؤكد الرنتاوي الحاجة إلى إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، ومقاومة التطبيع، وبناء استراتيجية عربية شاملة للتصدي للمخططات الإسرائيلية. 


ويشير إلى أن غياب العمل الجماعي الجاد يترك المجال مفتوحاً أمام إسرائيل لفرض وقائع جديدة على الأرض، ما يؤدي إلى مزيد من الهيمنة على المنطقة وتبديد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدول العربية المحيطة.

 

الصهيونية انتقلت من مرحلة الفكر والأيديولوجيا إلى جدول الأعمال العملي

 

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د.عبد المجيد سويلم أن الفكر السياسي الفلسطيني يعاني من إخفاق واضح في قراءة التحولات الكبرى التي وصل إليها المشروع الصهيوني الإسرائيلي. 


ويوضح سويلم أن الحركة الصهيونية انتقلت من مرحلة الفكر والأيديولوجيا إلى جدول الأعمال العملي، حيث بات المشروع الإسرائيلي يركز على حسم الصراع مع الفلسطينيين وتوسيع المجال الحيوي لدولة الاحتلال، بما يتجاوز حدود فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر.


ويشير سويلم إلى أن ما سماه "مرحلة الخرائط الإسرائيلية" تعكس انتقال المشروع الصهيوني من إدارة الصراع إلى حسمه، ومن دولة بحدود الانتداب إلى مشروع توسعي يستهدف اقتطاع المزيد من الأراضي العربية تحت ذرائع أمنية وسياسية وجيوسياسية. 


ويعتقد سويلم أن هذا التحول يتطلب من الفلسطينيين والعرب مراجعة جادة وشاملة لبرامجهم السياسية وأدواتهم الفكرية، مشيراً إلى أن المؤسسات السياسية الفلسطينية لا تزال متسمّرة عند نقاط خارجة عن السياق الأساسي للمواجهة.


ويرى أن غياب المراجعة الفكرية والسياسية لدى الفلسطينيين يشكل نقطة ضعف كبيرة، موضحاً أن الأحزاب والمؤسسات السياسية تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة للتصدي الجاد لهذه التحديات. 


ويشير سويلم إلى أن البعض يتهرب عمداً من مواجهة هذا الاستحقاق من خلال خطاب معمم لا يقدم حلولاً عملية، مشدداً على أن هذه البرامج ستظل عاجزة عن تحقيق أي تقدم، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.


ويقول سويلم: "لا توجد إرادة سياسية فلسطينية لمجابهة المشروع الإسرائيلي الجديد، سواء بسبب اختلاف البرامج أو لعدم القدرة على تحمل تكلفة المواجهة. الوضع الفلسطيني لن يستقر ما لم يكن هناك مشروع وطني حقيقي قادر على التعامل مع استحقاقات المرحلة".


ويصف سويلم مشاريع اليمين الإسرائيلي التوسعية بأنها "أوهام"، مشيراً إلى أن إسرائيل عاجزة عن تحقيق هذه المخططات رغم الدعم الغربي الكبير. 


ويشير سويلم إلى أن إسرائيل، منذ أكثر من 400 يوم، غير قادرة على السيطرة على قطاع غزة، وأن أي محاولة لاستعادة السيطرة ستكلفها ثمناً باهظاً يفوق إمكانياتها، كما أن محاولات إسرائيل للتوسع في لبنان وسوريا تواجه عقبات كبيرة، حيث لن تتمكن من التقدم سوى لمسافات محدودة.


ويقول سويلم: "إن هذه الأوهام التوسعية هي التي ستدمر الدولة الإسرائيلية، كما أن العزلة الدولية القاتلة التي تعيشها إسرائيل ستتفاقم مع استمرار هذا المشروع، ما يجعل أحلام اليمين الصهيوني عبئاً على الدولة ذاتها".


ويشدد سويلم على أن الرد الفلسطيني والعربي على هذه المرحلة يجب أن يتسم بالجدية والفعالية. 


ويرى سويلم أن حالة العجز الفلسطيني والعربي الحالية تسهل على إسرائيل تنفيذ مخططاتها، داعياً إلى إعادة صياغة البرامج الوطنية الفلسطينية والعربية بما يتناسب مع متطلبات المواجهة، سواء من خلال أدوات سياسية أو وسائل نضالية جديدة.


ويؤكد أن أزمة اليمين الإسرائيلي تكمن في فهمه الخاطئ للواقع واعتماده على تصورات متخيلة. 


ويرى سويلم أن مستقبل المشروع الصهيوني مرهون بقدرة الفلسطينيين والعرب على تقديم بدائل عملية واستراتيجيات مواجهة شاملة، مشيراً إلى أن التردد الفلسطيني والعربي يمنح إسرائيل مساحة لتنفيذ مشاريعها رغم أزماتها المتفاقمة.

دلالات

شارك برأيك

سموتريتش يبقّ البحصة.. الخرائط لفرض الأساطير والعقائد

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%61

%39

(مجموع المصوتين 379)