Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأربعاء 08 يناير 2025 9:22 صباحًا - بتوقيت القدس

الوعيد الإسرائيلي للبنان بإرجاء الانسحاب.. قراءة في الهدنة الهشّة

القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم

عبد معروف: الجيش الإسرائيلي سوف يواصل اعتداءاته وخروقاته ولكن لن يشن حرباً واسعة على لبنان 

د. خالد العزي: الإسرائيلي يعمل على خلق ذرائع واهية للاستمرار بعدوانه مدعياً مواصلة حزب الله خروقاته

نيفين أبو رحمون: حزب الله يتبنى حالياً عقلية عسكرية وأمنية تعتمد على تقليل المعلومات والتصريحات العلنية

راسم عبيدات: حزب الله بات أقرب للتحلل من الاتفاق بسبب الخروقات التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء

د. حسن مرهج: الوضع في لبنان خاصة بالجنوب معقد نتيجة تأثره بالعديد من العوامل الإقليمية والدولية

د. عبد الله نعمة: جوزيف عون المرشح الأوفر حظاً لرئاسة لبنان بدعم عربي ودولي وإجماع لبناني كبير

 

الخروقات التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل ما يزيد عن الشهر، والتي يزيد عددها عن 350 خرقاً لغاية الآن، تُظهر بوضوح استهتار دولة الاحتلال بالاتفاقات والأعراف الدولية، وتكشف حقيقة النوايا والمخططات الإسرائيلية لبقاء قواتها في لبنان، لا سيما المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهو ما صدر رسمياً عن مسؤولين في حكومة نتنياهو قالوا بالفم الملآن إنهم غير ملزمين بالانسحاب من الجنوب اللبناني بعد انقضاء الستين يوماً المنصوص عليها في الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا، والذريعة الجاهزة عدم التزام حزب الله ببنوده.


وتأتي تصريحات أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الأخيرة مؤشراً على قرب تفجر الأوضاع وعودة التصعيد، في ظل الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية، حيث قال إن المقاومة "خيار ثقافي وإيماني وسياسي وجهادي"، مشدداً على أن ما يقابل المقاومة هو "‏التسليم للعدو بما يُريد أن يصنع خشية أن يُؤذينا مرحلياً، لكنّه يأخذ كل شيء للمستقبل".


وأوضح قاسم أن "قيادة المقاومة هي التي تُقرّر متى تُقاوم وكيف تُقاوم وأسلوب المقاومة ‏والسلاح الذي تستخدمه"، مؤكداً أنه "لا يوجد ‏جدول زمني يُحدّد أداء المقاومة، لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يوماً في الاتفاق، لقد قلنا إنّنا ‏نُعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق، وإنّنا سنصبر، لا يعني هذا أنّنا سنصبر لمدة 60 ‏يوماً، ولا يعني هذا أنّنا سنصبر أقل أو أكثر من 60 يوماً”.


محللون وكتاب تحدثوا لـ"ے" قالوا إن إسرائيل تعمل على خلق ذرائع واهية للاستمرار في عدوانها على لبنان، زاعمةً أن حزب الله يواصل خروقاته، مؤكدين أن حزب الله بات أقرب إلى التحلل من الاتفاق بسبب الخروقات المتكررة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، لكنه حالياً يتبنى عقلية عسكرية وأمنية جديدة تعتمد على تقليل المعلومات والتصريحات العلنية.

 

جيش الاحتلال خرق الاتفاق مع لبنان أكثر من 350 مرة

 

وقال الكاتب الفلسطيني المقيم في لبنان عبد معروف إنه منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في 28 أكتوبر الماضي، بين لبنان بالنيابة عن حزب الله وإسرائيل، خرق جيش الاحتلال الإسرائيلي بنود الاتفاق أكثر من 350 مرة.


وأوضح معروف أن هذه الخروقات شملت مواصلة احتلال مساحات واسعة من أراضي الجنوب اللبناني، وغارات من الطيران الحربي الاسرائيلي على مناطق في جنوب لبنان وعمق الأراضي اللبنانية، إلى جانب نسف وهدم المنازل في البلدات والقرى اللبنانية المحتلة، وتهديد سكان بلدات وقرى في جنوب لبنان بعدم العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم.


وأشار معروف إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال في حالة حرب مع حزب الله اللبناني، وما زال يمارس أعماله العدوانية رغم التزام حزب الله بقرار وقف إطلاق النار، وعدم الرد على مصادر النيران الحربية الإسرائيلية، واكتفى حزب الله بأنه سيتبع سياسة الصبر والترقب إلى حين.


وذكر معروف أنه أمام هذا المشهد العسكري والسياسي في جنوب لبنان، تطلق القيادة الإسرائيلية تهديدها بأن جيشها لن ينسحب من المناطق التي احتلها خلال الصيف الماضي، وأكدت أن الجيش سيبقى في جنوب لبنان حتى التزام حزب الله بكافة البنود الموقعة، وضمان نشر الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية في مناطق جنوب نهر الليطاني.

 

إٍسرائيل تعتبر اتفاق وقف إطلاق النار انتصاراً لها

 

وأضاف: إن تل أبيب تتهم الطرف اللبناني بعدم سحب قوات النخبة في حزب الله وأسلحته الاستراتيجية من جنوب لبنان ولم يعمل الجيش اللبناني على الانتشار، واستلام مواقع وأنفاق حزب الله حتى الآن.


ويرى معروف أن الجيش الإسرائيلي سيواصل اعتداءاته وخروقاته ولكن لن يعمل على شن حرب واسعة ضد لبنان كما كانت الحرب خلال الصيف الماضي. 


وأشار إلى أن تل أبيب ترى في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان انتصاراً لها، وضمن لها الكثير من أهدافها، وبالتالي تمارس الضغط من خلال اعتداءاتها على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية لسحب قوات حزب الله وأسلحته، وتسليم مواقعه بإشراف قوات الطوارئ الدولية واللجنة الخماسية.


وقال: " أمام الوضع الداخلي اللبناني المهترئ، يبدو أن حزب الله لا يرى أن من مصلحته حرباً واسعة مع الجيش الإسرائيلي، وبالتالي الطرفان اللبناني والإسرائيلي لم تعد من مصلحتهما حرب واسعة في جنوب لبنان".

 

احتمال تمديد الهدنة مع لبنان شهراً أو اثنين

 

وتوقع معروف أن تسهم زيارة الموفد الأمريكي راعي الاتفاق، ومع اقتراب موعد نهاية مدة الهدنة في 27 ديسمبر الحالي أن يعمل المجتمع الدولي بموافقة أطراف الصراع اللبناني والإسرائيلي على تمديد مدة الهدنة لشهر أو شهرين آخرين، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لن يوقف اعتداءاته وعدوانه وخروقاته ضد السيادة اللبنانية خلال هذه الفترة.


ولفت معروف إلى أن الظروف المالية والاقتصادية والعسكرية والسياسية الصعبة التي يعاني منها حزب الله ولبنان عامة، إضافة إلى ضبابية الحديث عن احتمالية انتخاب رئيس جديد للبنان في الموعد المحدد 9 يناير المقبل تجعل الوضع العسكري في جنوب لبنان على حاله خلال القادم من الأيام، ليس فقط بسبب المطالبات الإسرائيلية فحسب، بل أيضاً بسبب أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يرى أنه من خلال الحرب والعدوان يحقق أهدافه في تصفية المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

 

 

الوضع في الجنوب اللبناني ما زال شديد الصعوبة

 

من جهته، أكد المحلل اللبناني الدكتور خالد العزي أن الوضع في الجنوب اللبناني ما زال شديد الصعوبة، حيث يستمر الإسرائيلي في ممارسة اعتداءاته ضمن إطار المصطلحات المتفق عليها. يتمثل ذلك في الرد على ما يراه تهديدًا أمنيًا أو غير طبيعي من خلال الضربات الجوية واستخدام الطائرات المسيّرة، بحجة استهداف مواقع عسكرية لحزب الله.


ويرى أن الجانب الإسرائيلي يدعي أن حزب الله لم ينفذ البنود المتفق عليها حتى الآن، ويسعى عبر رئيس أركانه ووزير دفاعه إلى التأكيد على أنه في حال لم يلتزم حزب الله بتنفيذ الاتفاق رقم 1701، فإن إسرائيل ستكون ملزمة إما بالخروج من هذا الاتفاق أو تمديده لفترة مقبلة.


وأكد العزي أن الإسرائيلي يعمل على خلق ذرائع واهية للاستمرار في عدوانه على لبنان، مدعيًا أن حزب الله يواصل خروقاته، ويمنع تنفيذ القرارات التي تسمح للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بالانتشار جنوب نهر الليطاني.

 

الجيش اللبناني يتسلم بلدتين فقط!

 

وقال: "حتى اللحظة، استلم الجيش اللبناني بلدتين فقط. الأولى هي بلدة الخيام، حيث باشر الجيش العمل على إزالة الألغام والمخلفات الحربية، إلى جانب رفع الأنقاض وانتشال الجثامين التي لا تزال تحت الركام.


 والبارحة، وافق الإسرائيلي على تسليم بلدة الناقورة للجيش اللبناني، لانسحاب قواته إلى منطقة رأس الناقورة".


ورغم ذلك، أكد العزي أن الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته الواضحة، مثل اقتحام المنازل، وحرقها، أو هدمها، بحجة أنها تشكل خطرًا استراتيجيًا. ويصر الإسرائيلي على إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني وتسليم أسلحته للدولة اللبنانية.


واشار إلى ان الإسرائيلي يزعم أن الجيش اللبناني غير مستعد بعد لاستلام هذه المناطق والقيام بالتفتيش عن الأسلحة والمستودعات والأنفاق. ويبرر الإسرائيلي خروقاته بحجج أمنية لضمان بقاء وجوده في المنطقة، مدعيًا وجود تهديد دائم في الجنوب اللبناني، ما يبرر استمرار استعداداته العسكرية واستهدافاته.


وأوضح العزي أن الإسرائيلي يعتزم تعزيز إجراءاته الأمنية، بما في ذلك إقامة حواجز جديدة لحماية المستعمرات الحدودية. ويتساءل البعض عما إذا كانت هذه الحواجز ستكون جدرانًا إسمنتية مشابهة لجدار الفصل العنصري في القدس، أو إجراءات أمنية عنيفة تمنع سكان القرى الجنوبية من العودة إلى منازلهم.

 

حزب الله يحاول الالتفاف على الاتفاقية!

 

بالمقابل، قال العزي إن حزب الله يحاول الالتفاف على الاتفاقية التي وقعها، والتي تشير إلى مسؤولية الدولة اللبنانية في تنفيذها. حتى الآن، لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق بشكل واضح، سواء تعلق الأمر بالانسحاب فقط شمال منطقة جنوب الليطاني، أو تسليم الأسلحة تدريجيًا ورسم الحدود.


وقال إن التصريحات الجديدة للأمين العام لحزب الله، تؤكد أن الحزب استعاد قوته وهو مستعد للرد في حال انتهاء الهدنة، مضيفاً: إن الحزب يقول إن إسرائيل تتحمل مسؤولية خرق الاتفاقية، وأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الجنوبية سيبرر استئناف حزب الله لعمليات المقاومة.


وأكد العزي إن هذا التصعيد يعيد توجيه المشهد نحو دائرة جديدة من الصراع، حيث يستغل الإسرائيلي هذه الظروف لمواصلة خروقاته، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة واستهداف السيادة اللبنانية، دون التوصل إلى تفاهم واضح يضمن حماية الأمن وسيادة لبنان.

 

الواقع الإقليمي الجديد والمخططات الإسرائيلية

 

بدورها، أكدت المحللة السياسية المختصة في الشأن الإسرائيلي، نيفين أبو رحمون، أنها غير مقتنعة بأن إسرائيل ستلتزم بوقف إطلاق النار.


وأشارت إلى وجود سببين رئيسيين وراء ذلك: الأول، فشل إسرائيل في تحقيق أهم أهدافها بالقضاء على المقاومة، والثاني، استغلالها للحالة السورية الجديدة، التي تمثل بوابة للالتفاف على لبنان مجددًا، بهدف تحقيق الهدف الذي لم يتحقق في الحرب وهو سحق المقاومة.


وأوضحت أبو رحمون أن الواقع الإقليمي الجديد أتاح لإسرائيل فرصة لمواصلة حربها بأساليب أخرى، مشيرة إلى وجود مشروع سياسي واسع يطال سوريا والعراق ولبنان، بل ويمتد إلى العديد من الدول العربية. 


وأشارت أبو رحمون إلى أن لإسرائيل مخططات استراتيجية مبنية على عقيدة "إسرائيل الكبرى"، التي تعكس أطماعها التوسعية الرامية إلى تغيير الجغرافيا والسيادة في المنطقة لتحقيق السيطرة على الموارد الطبيعية مثل المياه والغاز ووجهات البحر.


وتطرقت أبو رحمون، إلى خطاب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وقالت "إن الحزب يبدو مختلفًا هذه المرة نتيجة الدروس والعبر المستخلصة من الحرب".

 

حزب الله يتبنى حالياً عقلية عسكرية وأمنية جديدة

 

وأوضحت أن حزب الله يتبنى حالياً عقلية عسكرية وأمنية جديدة تعتمد على تقليل المعلومات والتصريحات العلنية المتعلقة بمقدراته العسكرية وجهوزيته وخططه المستقبلية. 


واضافت: "لم نعد نسمع تهديدات على مستوى الردع كما كان معهودًا في الحزب، ولا توجد مشاركة في التفاصيل العسكرية أو الأمنية، ولا حتى في الكشف العلني عن الاختراقات".


وأكدت أن الاستراتيجية العسكرية والعقيدة القتالية للحزب تشهد تحولًا في هذه المرحلة، وهو تحول نابع من الظروف الداخلية للحزب والتغيرات الإقليمية.


 وأشارت إلى أن هذا التغيير يعكس مرونة المقاومة وقدرتها على التكيف والتعافي، بما يتناسب مع الدروس المستفادة من الحرب، وهو ما يساهم في تغيير مسارات العقلية الأمنية للحزب.


وأوضحت أن هذه الاستراتيجية الجديدة تظهر قوة وتوازنًا في التعاطي مع إسرائيل، التي تُعد حالة أمنية واستعمارية، إلى جانب مراعاة الشأن اللبناني الداخلي والتطورات السورية.


وختمت أبو رحمون حديثها بالقول: "هذه المرحلة تُعد من أصعب المراحل التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، بل الوطن العربي بأكمله، على مستوى الهوية ومعالم المنطقة. والمقبل من الأيام سيكون صعبًا على كافة المستويات".

 

 

نتنياهو يسعى لفرض معادلات ردعية جديدة

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات إن اتفاق الهدنة في الجنوب اللبناني، المستند إلى القرار الأممي 1701، يواجه خطر الانهيار في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية المكثفة والتحولات الجيواستراتيجية في المنطقة.


وأكد عبيدات أن إسرائيل انتهكت الهدنة أكثر من 380 خرقًا منذ توقيع الاتفاق، حيث شنت غارات وقصفت مواقع تابعة لحزب الله، واستهدفت البقاع والمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان. 


وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لفرض معادلات ردعية جديدة تقوم على استراتيجية "المعركة بين حربين"، مستفيدًا من التغيرات الإقليمية، لا سيما في سوريا.


وأشار عبيدات إلى أن لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا، منحازة بالكامل لإسرائيل، ما يعزز شعورها بالحصانة ويشجعها على توسيع اعتداءاتها.


 وأضاف: إن المجتمع الدولي لم يتخذ أية خطوات للضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها.


ويرى عبيدات أن حزب الله أخطأ بقبوله الالتزام بالاتفاق دون الرجوع إلى مجلس الأمن، وهو اليوم يمنح الدولة اللبنانية فرصة للتعامل مع الخروقات الإسرائيلية. 


ومع ذلك، أكد أن الحزب بات أقرب إلى التحلل من الاتفاق بسبب الخروقات المتكررة، والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

 

حادثة تفتيش الطائرة العائدة من إيران

 

وقال: "في تصريحات حديثة، أكد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن صبر المقاومة مرتبط بقرارها بشأن توقيت الرد على الخروقات الإسرائيلية".


وأضاف: إن قيادة المقاومة هي التي تقرر متى وكيف تواجه العدوان"، مشيرًا إلى أن صبر المقاومة قد ينفد قبل انتهاء مهلة الـ60 يومًا للاتفاق.


وأشار عبيدات إلى أن إسرائيل تعمل على استغلال الظروف الحالية لتعزيز سيطرتها، بما في ذلك تدمير الأنفاق والبنى التحتية لحزب الله وبناء نظام دفاعي جديد في الجنوب اللبناني. 


وأضاف: إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بما في ذلك صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار، يعزز مخططات تل أبيب للهيمنة الإقليمية.


وعلى الصعيد الداخلي، شدد عبيدات على أن بعض القوى السياسية اللبنانية المتحالفة مع الغرب، تسعى لإضعاف المقاومة وزعزعة الوحدة الوطنية. 


ونوه إلى حادثة تفتيش الطائرة اللبنانية العائدة من إيران، والتي استهدفت مسافرين من طائفة معينة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على محاولات تأجيج الانقسامات الطائفية.


وأوضح عبيدات أن اتفاق الهدنة في الجنوب يواجه تحديات كبرى، في ظل خروقات إسرائيلية مستمرة، وانحياز دولي واضح، وتحولات إقليمية معقدة. وقال "مع اقتراب انتهاء مهلة الـ60 يومًا، يبدو أن المنطقة مقبلة على تصعيد محتمل، وسط غياب أية بوادر لحل سياسي أو أمني شامل".

 

التصعيد في لبنان غير مستبعد

 

بدوره، أكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور حسن مرهج، أن الوضع في لبنان، ولا سيما في الجنوب، يتسم بالتعقيد نتيجة تأثره بالعديد من العوامل الإقليمية والدولية. 


وأشار إلى أن ملف وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار الاتفاق يحكمه عدد من السيناريوهات التي قد تتباين وفقًا لتطورات المشهد.


وأوضح مرهج أنه في حال استمرار الخروقات الإسرائيلية ورفض الحكومة اللبنانية وحزب الله تنفيذ الاتفاقات، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا. ومن المتوقع أن يقوم حزب الله بالرد على تلك الخروقات، ما يؤدي إلى جولة جديدة من المواجهات وتجدد الحرب.


 وأكد أن مثل هذا السيناريو يتطلب تسوية سياسية تعمل عليها الأطراف المعنية بالملف اللبناني، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول الكبرى، لضمان انسحاب إسرائيل وتثبيت الحدود، مما قد يساهم في تهدئة الأوضاع.


وشدد مرهج على أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى استمرار تبادل الخروقات والتهديدات، ما يفاقم معاناة المدنيين في المنطقة. 


وأضاف: إن هذا السيناريو يستدعي تدخلًا دوليًا عبر بعثات مراقبة أو ضغوط دبلوماسية لفرض اتفاقية تضمن الاستقرار في الجنوب وتمنع التصعيد.


وأكد مرهج أن السيناريوهات المطروحة تعتمد على كيفية تفاعل الأطراف المعنية مع الأحداث على الأرض.

 كما لفت مرهج في ختام حديثه لـ "القدس" إلى الدور المهم للقوى الإقليمية والدولية في إيجاد حلول عملية ومستدامة تضمن الاستقرار في لبنان، وتخفف من حدة التوتر بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.

 

البنى التحتية في لبنان ستكون هدف أي تصعيد محتمل

 

وقال المحلل اللبناني الدكتور عبد الله نعمة إنه في ظل فرضية عودة الحرب على لبنان، ستتعرض البنى التحتية على امتداد الأراضي اللبنانية لاستهداف كبير، وهو ما لم يحدث في العدوان الأخير على لبنان. 


وأوضح أن تكلفة تدمير هذه البنى التحتية ستكون ضخمة جدًا، وقد تتجاوز ملياري دولار أمريكي في غضون 15 يومًا فقط من العدوان.


وأضاف نعمة : "إن قطاع السياحة الذي خسر العام الماضي حوالي 3 مليارات دولار أمريكي، سيشهد خسائر إضافية جسيمة في حال وقوع عدوان جديد.


 كما أشار إلى احتمال تعرض الناتج المحلي الإجمالي لانخفاض كبير قد يتجاوز 10% يوميًا، إذا استُهدف النشاط الاقتصادي نتيجة تصعيد عسكري.


وتطرق نعمة إلى الانتخابات الرئاسية اللبنانية المزمع عقدها في 9 يناير، متوقعًا أن يكون جوزيف عون المرشح الأوفر حظاً بدعم عربي ودولي وإجماع لبناني كبير. 


وأكد أن السعودية ومصر تدعمان هذا التوجه، ما يُبشّر بعودة لبنان إلى مسار الازدهار الاقتصادي وإعادة الإعمار.


كما أشار إلى أن لبنان اليوم يحظى باهتمام دولي لم يشهده منذ استقلاله عام 1943، مع التأكيد على تنفيذ القرار الأممي 1701 بحرفيته دون تعديل. 


وأعرب نعمة عن ثقته بمستقبل لبنان الذي سيشهد علاقات ممتازة مع جميع دول العالم، لافتًا إلى أن البلاد أصبحت تحت الرعاية الدولية بعدما ابتعدت عن المحور الإيراني، الذي لم يعد له تأثير على لبنان، وسيتراجع تأثيره أيضًا في سوريا وغزة قريباً.

دلالات

شارك برأيك

الوعيد الإسرائيلي للبنان بإرجاء الانسحاب.. قراءة في الهدنة الهشّة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%61

%39

(مجموع المصوتين 368)