فلسطين
السّبت 04 يناير 2025 12:18 مساءً - بتوقيت القدس
2025 .. الإبادة مستمرة...حرب معلنة لتحقيق أهداف مضمرة
رام الله - خاص بالـ "القدس" دوت كوم - مهند ياسين
د. عقل صلاح: السياسة الإجرامية الإسرائيلية تعتمد على استخدام دماء الفلسطينيين ورقة للتفاوض في أي هدنة مستقبلية
رائد الدبعي: تصاعد المجازر بغزة يكشف سعي نتنياهو للضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية في أي صفقة محتملة
نعمان عابد: ما تقوم به فرقة فاخ من تدمير وإبادة يأتي في سياق تعزيز التنافسية بجيش الاحتلال على الوحشية بحق الفلسطينيين
سليمان بشارات: سياسة القتل الإسرائيلية منهجية راسخة تستهدف الإنسان الفلسطيني ووجوده ولا علاقة لها بمناسبة محددة
داود كُتّاب: ما تم كشفه حول جرائم "فاخ" يؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتقديم شكاوى مباشرة إلى محكمة العدل الدولية
عدنان الصباح: ما يجري من حرب تدمير وإبادة ليس تصرفات فردية أو أخطاء عشوائية بل سلوك ممنهج لدولة الاحتلال بأكملها
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي جرائمها الممنهجة في قطاع غزة مع دخول العام الجديد 2025، من أجل تحقيق أهدافها التي فاقت الأهداف المعلنة إلى هدف إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره.
ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه حرب الإبادة في قطاع غزة تهدف إلى تنفيذ مخططات استراتيجية للاحتلال الإسرائيلي تتجاوز الأهداف المعلنة، حيث إن عمليات القتل والتدمير اليومية، التي تحصد عشرات الأرواح وتدمر البنية التحتية بشكل شامل، تعكس رغبة إسرائيل في إنهاء الوجود الفلسطيني عبر القتل المباشر أو خلق ظروف معيشية مستحيلة تجبر السكان على الهجرة القسرية.
ويلفتون إلى أن المشهد في غزة يظهر استراتيجية متكاملة تشمل تدمير مقومات الحياة، مثل المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، ضمن خطة لإبادة السكان أو دفعهم إلى الرحيل تحت ما يُسمى بـ"الهجرة الطوعية"، وأن هذه الجرائم تأتي في سياق حملة إسرائيلية تستهدف المدنيين والمقاومة الفلسطينية على حد سواء، متذرعة بمبررات واهية، مثل القضاء على المقاومة أو استعادة الجنود الأسرى، لكن الهدف الحقيقي هو ضرب ركائز الوجود الفلسطيني برمته.
ويعتقد الكتاب والمحللون أن ما كشف عنه حول ما تقوم به فرقة "يهودا فاخ"، المعروفة بوحشيتها، وتدمير 60 مبنى يوميًا في قطاع غزة، تأتي في سياق ممنهج لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في إطار سياسة تهدف إلى تهجير أهالي غزة وتفريغ القطاع.
الجرائم المستمرة بغزة تستند لدعم أمريكي مباشر
يؤكد الكاتب والباحث السياسي د.عقل صلاح أن الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة تستند إلى دعم أمريكي مباشر وصمت دولي وعربي، ما يشكل غطاءً لإسرائيل للاستمرار في ارتكاب المجازر اليومية ضد الفلسطينيين.
ويشير صلاح إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت على إسرائيل لتقليل عدد الضحايا اليومي من مئات الشهداء إلى عشرات، لكنها لم تُظهر اعتراضًا حقيقيًا على هذه الجرائم.
ويوضح صلاح أن إسرائيل تعتمد في سياساتها الإجرامية على استراتيجيات عدة، ابرزها: الانتقام من غزة بعد تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، والتي وجهت ضربة قوية لإسرائيل، وكذلك السعي للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بشروط الاحتلال في أي هدنة مستقبلية، وفق رؤية بنيامين نتنياهو الذي يستخدم دماء الفلسطينيين ورقة للتفاوض.
ومن بين أسس تلك الاستراتيجية الإجرامية لإسرائيل، وفق صلاح، محاولة ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة بهدف خلق حالة من التمرد الشعبي ضدها، خاصة حركة حماس، لكن هذا الهدف فشل بشكل كبير رغم مرور أكثر من 450 يومًا من الحرب، حيث استمر الفلسطينيون في غزة بالصمود رغم الأوضاع القاسية والجرائم المتكررة.
ويشير صلاح إلى الركيزة الأخطر وهي إبادة الشعب الفلسطيني وتطبيق استراتيجية تهدف إلى إجبارهم على الخضوع، وإرسال رسالة بأن القتال ضد إسرائيل لن يكون خيارًا مجديًا، وتسعى إسرائيل من خلال ذلك إلى إعادة فرض هيبتها العسكرية والسياسية في المنطقة.
وفي سياق متصل، يعتقد صلاح أن الجرائم التي كشفت عنها تقارير إسرائيلية مؤخراً، والتي شملت عمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية وقتل المدنيين، من خلال فرقة يقودها يهودا فاخ، المسؤولة عن تدمير 60 مبنى وإبادة مربعات سكنية بأكملها، تعمل وفق توجيهات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
ويؤكد صلاح أن تصريحات قادة الاحتلال، مثل وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الذي وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات"، تعكس العقلية الدموية التي تُسيّر سياسة إسرائيل.
ويشدد صلاح على أن هذه الجرائم من قبل فاخ ليست تصرفات فردية، بل تأتي ضمن استراتيجية حكومية ممنهجة تسعى للضغط على غزة من خلال القتل والتدمير والتجويع، وتستهدف إسرائيل تدمير مقومات الحياة الأساسية في غزة، بما في ذلك البنية التحتية، وشبكات المياه والصرف الصحي، والاتصالات، والإنترنت، لجعل الحياة مستحيلة في القطاع، ودفع أهله إلى الهجرة.
ويشير صلاح إلى أن استمرار إسرائيل في هذه الجرائم يعود لغياب المحاسبة الدولية، وهو ما يمنحها حرية أكبر في تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. ويؤكد صلاح أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم القتل والتدمير كأداة تفاوضية، فيما يعكس الجيش الإسرائيلي انتقامًا واضحًا من صمود أهالي غزة واستمرارهم في القتال، وتكبيد الاحتلال خسائر يومية.
نتنياهو لا يسعى إلى أي تهدئة أو وقف لإطلاق النار
يؤكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية رائد الدبعي أن تصاعد المجازر في قطاع غزة مع بداية العام الجديد يكشف بوضوح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعى إلى أي تهدئة أو وقف لإطلاق النار، بل للضغط على حركة حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية في أي صفقة محتملة.
ويشير الدبعي إلى أن نتنياهو يجد نفسه أمام ضغوط داخلية كبيرة نتيجة شراكته مع وزراء يمينيين متشددين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يعارضان التوجهات الدولية، سواء الأمريكية أو القطرية، الداعية إلى وقف إطلاق النار.
ويرى نتنياهو أن أي صراع مع هؤلاء الشركاء قد يهدد استقرار حكومته، وهو ما يدفعه إلى تبني سياسة متشددة في غزة، رغم الضغوط الدولية.
وفي قراءة أعمق، يوضح الدبعي أن نتنياهو يعتقد أن الظروف الحالية مواتية لتوجيه ضربة استراتيجية كبيرة لإيران. فبعد "إفراغ الأجواء السورية" وتحجيم دور القوات العراقية، يرى نتنياهو أن إسرائيل أمام "فرصة ذهبية" قد لا تتكرر لتوجيه ضربة نوعية للمفاعلات النووية الإيرانية.
ويشير الدبعي إلى أن أي تهدئة في غزة قد تعرقل هذه الخطط، سواء خلال الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أو مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وفيما يتعلق بغزة، يوضح الدبعي أن سياسة نتنياهو الحالية تهدف إلى ممارسة ضغط مكثف على حركة حماس لإجبارها على القبول بشروط إسرائيلية في أي اتفاق تهدئة، رغم إظهار حماس مرونة متزايدة أكثر.
ويلفت الدبعي إلى أن إسرائيل تتبع سياسة الضغط العسكري المفرط، بهدف تدمير البنية التحتية وإحداث صدمة نفسية عميقة لدى الفلسطينيين، تدفعهم للقبول بأي حلول تُفرض عليهم.
وبشأن التقارير التي كشفتها صحيفة "هآرتس" بشأن دور يهودا فاخ في ارتكاب جرائم في غزة، يوضح الدبعي أن فاخ، الذي يعمل ضمن منظومة الجيش الإسرائيلي، يمثل جزءاً من سياسة مزدوجة تستخدم فيها إسرائيل المستوطنين كأداة لتنفيذ الجرائم من جهة، والتهرب من المسؤولية عنها من جهة أخرى، عبر إلصاقها بالمستوطنين أنفسهم.
ويشير الدبعي إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس نهجاً متعمداً في دمج المستوطنين بالجيش الإسرائيلي لتحويلهم إلى أداة مباشرة للإرهاب والعنف.
ويؤكد الدبعي أن ما يجري في غزة منذ السابع من أكتوبر هو امتداد لسياسة إسرائيلية طويلة الأمد تقوم على الإفراط في استخدام القوة.
نوايا المبيتة لتفريغ قطاع غزة من سكانه
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالعلاقات الدولية، نعمان عابد، أن تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ451، واشتداد القتل في اليوم الأول من العام 2025، حيث استشهد العشرات، يأتي في سياق استهداف ممنهج للسكان والبنية التحتية الفلسطينية، ويكشف نوايا الاحتلال المبيتة لتفريغ القطاع من سكانه، من خلال اتباع أساليب قمعية ووحشية تجمع بين القتل المباشر والتدمير الشامل والتهجير القسري.
ويوضح عابد أنه منذ اليوم الأول، اعتمدت قوات الاحتلال سياسة القتل الممنهج التي تستهدف الفلسطينيين المدنيين بشكل مباشر، فقد شملت الغارات الجوية تدمير المنازل، وقصف المدارس التي تؤوي النازحين، وحتى استهداف المستشفيات وأماكن النزوح الجماعي.
ويشير عابد إلى أن الاعترافات التي أدلى بها جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف المدنيين والتفاخر بعمليات القتل تعكس حجم الوحشية والانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.
ويتحدث عابد أن قوات الاحتلال تتعمد استخدام وسائل أخرى للإبادة، من بينها فرض حصار خانق أدى إلى تجويع السكان وحرمانهم من الإمدادات الأساسية، ويزيد من حدة الكارثة انتشار الأمراض والأوبئة، وسط شح الموارد الطبية، ما يجعل الموت نتيجة حتمية للكثيرين، سواء بالقصف أو البرد القارس أو الحرمان من العلاج.
وبحسب عابد، تشير الوقائع إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إحداث تغيير جذري في الجغرافيا والديموغرافيا داخل قطاع غزة، وفق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والزيارات الاستفزازية التي قام بها مسؤولون متطرفون مثل إيتمار بن غفير، لذا فإن المخطط الإسرائيلي يتضمن إنشاء مناطق عازلة على الحدود مع مصر وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى تدمير المناطق السكنية في شمال القطاع.
ويؤكد عابد أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى تهجير السكان قسرًا وحرمانهم من العودة إلى منازلهم بعد انتهاء العدوان، ما يجعل هذه المناطق غير صالحة للسكن مستقبلًا، كما يسعى الاحتلال إلى إقامة قواعد عسكرية وشبكة طرق استراتيجية تخدم أغراضه التوسعية.
ويؤكد عابد أن سياسات الاحتلال بالتدمير لضمان عدم عودة السكان في سياقات أخرى، مثل جنوب لبنان والجولان السوري المحتل، حيث عمد الاحتلال إلى تنفيذ سياسات مماثلة من التدمير والتغيير الديموغرافي.
في حين، يؤكد عابد أن الفرق العسكرية الإسرائيلية تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ هذه المخططات، ومن أبرز هذه الفرق "الفرقة 252"، التي يقودها المستوطن يهودا فاخ، والتي تضطلع بمهمة الإبادة السكانية من خلال استهداف المدنيين وتدمير منازلهم، حيث تعتمد هذه الفرق على سياسة تبادل الأدوار بين وحداتها لتحقيق أقصى درجات الدمار، ضمن خطة عسكرية ممنهجة تحظى بدعم الحكومة الإسرائيلية وأركان الجيش، بما يعزز التنافسية على الوحشية بحق الفلسطينيين.
ويلفت عابد إلى أن العدوان الإسرائيلي يحظى بتغطية أمريكية واسعة النطاق، ما يعزز من قدرة الاحتلال على مواصلة انتهاكاته دون خوف من المحاسبة، إذ توفر الإدارة الأمريكية الدعم العسكري واللوجستي، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية، التي تستخدم في مراقبة القطاع وتنفيذ عمليات تدمير دقيقة.
من جانب آخر، يؤكد عابد أنه على الرغم من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق بعض قادة الاحتلال، إلا أن غياب الإرادة الدولية لتفعيل هذه المذكرات يشكل عائقًا أمام تحقيق العدالة، وهو ما يتطلب تذكير العالم بمسؤوليته، حيث يُظهر أن الضغط الدولي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمحاسبة قادة الاحتلال.
في هذه الأثناء، يتوقع عابد أنه في حال توقف العدوان، فإن غزة ستواجه واقعًا جديدًا يفرضه الاحتلال، إذ ستصبح المناطق الحدودية ومناطق شمال القطاع غير صالحة للسكن، ما يعزز من مخططات الاحتلال الهادفة إلى تقليص عدد السكان وفرض سيطرة كاملة على القطاع، وهذا التغيير الديموغرافي والجغرافي يهدف إلى تحقيق الرؤية الإسرائيلية بتوسيع حدودها والسيطرة الكاملة على الموارد.
سياسة القتل والإبادة الإسرائيلية متأصلة وليست عابرة
يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن سياسة القتل والإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ليست عابرة أو وليدة الظروف، بل هي جزء متأصل من الهوية الإسرائيلية الاستيطانية منذ بداية المشروع الاحتلالي وحتى اليوم.
ويؤكد بشارات أن هذه السياسة تشكل إحدى الركائز الأساسية للصراع من المنظور الإسرائيلي، حيث تهدف إلى خلق حالة دائمة من الخوف والرعب في الوعي الجمعي الفلسطيني.
ويوضح بشارات أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتصوير نفسه كآلة بطش وقتل ودمار، جاعلاً من هذه الأدوات العلاقة الجوهرية التي تربطه بالشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.
ويشير بشارات إلى أن هذه السياسة ليست مرتبطة بزمن أو مرحلة محددة، سواء في العام الماضي أو الحالي، أو حتى في الأيام الأولى أو الأخيرة من كل عام، فهي تمثل منهجية متجذرة في الفكر الاستيطاني والإجرامي الذي تقوم عليه إسرائيل.
وحول السلوك الإسرائيلي في قطاع غزة، يوضح بشارات أن ما يُطرح من احتمالات وقف الحرب أو امتناع إسرائيل عن استهداف الفلسطينيين هو مجرد أوهام، فالاحتلال ماضٍ في مشروعه التدميري الذي يهدف إلى تحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، ودفع السكان إما إلى الموت المباشر بآلة القتل أو إلى الهجرة القسرية عندما تُفتح لهم مسارات الخروج.
ويرى بشارات أن إسرائيل تسعى إلى إضعاف الوجود البشري الفلسطيني في غزة إلى أدنى حد ممكن، كجزء من مشروعها طويل الأمد لتفريغ القطاع من سكانه أو تحويلهم إلى مجتمع هش وغير مستقر.
ويعتقد بشارات أن استمرار إسرائيل في استخدام القوة المفرطة، بما في ذلك تدمير المستشفيات والمنشآت الصحية في شمال غزة، يتم تحت ذريعة مواجهة المقاومة الفلسطينية، لتبرير كل تلك الجرائم أمام العالم بما يسمى "حق الدفاع عن النفس".
ويشير بشارات إلى أن الاحتلال يُروّج بشكل متكرر لادعاءات تفيد بأن المقاومة تعيد ترتيب صفوفها، لتبرير استمرارية القتل والإبادة واستهداف المدنيين، وهو أمر يجد للأسف قبولاً لدى العديد من الأطراف الدولية كجزء من شرعنة الاحتلال وسياساته العدوانية.
ويتناول بشارات كيف تحاول إسرائيل تقديم نفسها أمام العالم كمجتمع ديمقراطي يُحاسب على الأخطاء من خلال فتح تحقيقات حول بعض الجرائم، مثل التدمير الممنهج الذي قامت به فرق عسكرية مثل الفرقة التي يقودها يهودا فاخ.
لكن بشارات يرى أن هذه التحقيقات ليست سوى محاولات لتجميل صورة الاحتلال والتغطية على جرائم الإبادة والقتل الجماعي، إذ يُصوّر الاحتلال هذه الجرائم وكأنها تصرفات فردية لضباط أو جنود، بينما هي في الحقيقة سياسات مؤسسية ممنهجة.
ويؤكد بشارات أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات حقيقية لمواصلة القتل، فهي ترى في الترويج لمصطلحات مثل "حق الدفاع عن النفس" و"الأمن القومي" أدوات كافية لتبرير سلوكها أمام المجتمع الدولي.
ويشير بشارات إلى أن الاحتلال يحاول تطويع هذه الحجج لتسويقها على أنها مقبولة دولياً، معتمداً على ضعف الردود الدولية التي تقتصر غالباً على الإدانة دون اتخاذ خطوات عملية لوقف جرائمه.
وفيما يتعلق بالتحول المطلوب لوقف هذه السياسات، يرى بشارات أن العالم مطالب باتخاذ موقف حاسم يرفض بشكل قاطع أدوات الاحتلال وسلوكه العدواني.
ويؤكد بشارات أن استمرار تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري لإسرائيل يعزز قدرتها على اختلاق الذرائع والروايات لاستمرار القتل في غزة.
ويشدد بشارات على أن الفلسطينيين هم الضحية الحقيقية لهذه السياسات، حيث يدفعون ثمن الصمت الدولي والغطاء الذي يُمنح لإسرائيل.
ويخلص بشارات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، في ظل هذا الدعم الدولي، سيظل ماضياً في مشروعه التدميري في غزة، ما لم يكن هناك تحول جذري في المواقف الدولية يجرّد إسرائيل من أدوات القتل ويضع حداً لسياساتها الإجرامية.
الحرب الدائرة لم تفقد زخمها الدموي وكأنها بدأت للتو
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي داود كُتّاب أن استمرار القتل في قطاع غزة مع بداية العام 2025، واستشهاد العشرات في أول أيامه، يشير إلى أن الحرب الدائرة لم تفقد زخمها الدموي، وكأنها بدأت للتو، وهو نهج إسرائيلي يعكس "سادية واضحة" في التعامل مع السكان المدنيين، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي، وخاصة الأمريكي، منح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
ويلفت كُتّاب إلى أن التبريرات الإسرائيلية بشأن تصعيد العمليات العسكرية بدعوى "تقليص شروط حماس" لا تتعدى كونها محاولات لتبرير جرائم الحرب.
ويوضح كُتّاب أن الاحتلال الإسرائيلي، حتى مع تنازل حركة حماس في بعض الملفات، يواصل تصعيد مطالبه بشكل غير معقول، ما يكشف استغلال دماء المدنيين لتحقيق أهداف سياسية.
وفي سياق الجرائم اليومية، يلفت كُتّاب إلى ما تم الكشف عنه بشأن الفرقة 252 التي يقودها يهودا فاخ، حيث تقوم بهدم 60 مبنى يوميًا في غزة، تؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتقديم شكاوى مباشرة إلى محكمة العدل الدولية.
ويؤكد كُتّاب أن الجرائم التي يتفاخر بتنفيذها بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل فاخ، تعكس استهتارًا واضحًا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
ويشدد كُتّاب على أن المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم تقع على عاتق إسرائيل، بفرعيها السياسي والعسكري.
ويعتقد كُتّاب أن استمرار هذه الجرائم يوميًا وعلى مرأى ومسمع العالم يفرض ضرورة تسريع عملية المحاسبة الدولية، مؤكداً أن الصمت العالمي يشجع إسرائيل على مواصلة انتهاكاتها، حيث أن غياب الردع هو العامل الأساسي الذي يسمح باستمرار هذا النهج المدمر بحق الفلسطينيين.
ويدعو كُتّاب المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها، مشددًا على أهمية مواجهة هذه الانتهاكات السافرة قبل أن تتفاقم تداعياتها.
الاحتلال يواصل جرائمه بغزة لتحقيق أهداف تتجاوز تلك المعلنة
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في قطاع غزة لتحقيق أهداف تتجاوز تلك المعلنة، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي يتمثل في التخلص من الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.
ويشير الصباح إلى أن هذا السلوك الإجرامي يسعى إلى إبادة الفلسطينيين، سواء عبر القتل المباشر أو تحويل حياتهم إلى جحيم لا يُطاق يدفعهم إلى الهجرة القسرية تحت ستار "الهجرة الطوعية"، وهو المفهوم الذي لطالما روج له حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويشدد الصباح على أن إسرائيل لا تكتفي بقتل البشر، بل تمارس الإبادة بحق كل مظاهر الحياة في غزة، من تدمير الحجر والشجر والبنى التحتية، بما يشمل المستشفيات، وخطوط المياه، والكهرباء، وكل ما يشكل أساسًا للحياة الطبيعية.
ويؤكد الصباح أن الاحتلال يسعى لجعل الحياة في غزة مستحيلة تمامًا، وليس مجرد صعبة، لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، بما يخدم تطلعات الاحتلال في إنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع، بأي وسيلة ممكنة.
ويشير الصباح إلى أن الحديث الإسرائيلي حول أهداف مثل إنهاء سلطة حماس، واستعادة الأسرى الإسرائيليين، أو القضاء على المقاومة، ليس إلا ذرائع لتبرير الهدف الأساسي، وهو استهداف الشعب الفلسطيني برمته وضرب جذور القضية الوطنية الفلسطينية.
ويوضح الصباح أن الاحتلال منذ السابع من أكتوبر يعمل وفق خطة واضحة وممنهجة، حيث تُوزع الأدوار بين مختلف مؤسسات الدولة والجيش لتحقيق هذه الأهداف.
وفيما يتعلق بالمعارضة الإسرائيلية، يؤكد الصباح أنها ليست معارضة حقيقية، وإنما محاولة لصرف الأنظار عن الجرائم المرتكبة في غزة وتحميل نتنياهو المسؤولية كشخص واحد.
ويشير الصباح إلى أن هذه المعارضة تصدر تصريحات بلا قيمة حقيقية، حيث لم تقدم أي خطوات ملموسة لوقف الحرب، بل تسعى فقط لتغيير القيادة السياسية، دون المساس بالبنية المؤسسية التي تُنفذ الجرائم.
ويؤكد الصباح أن ما يجري من حرب تدمير وإبادة في غزة ليس مجرد تصرفات فردية أو أخطاء عشوائية، كما يتم الترويج من خلال الإعلام الإسرائيلي لها كما حدث بالتحقيق الذي كشفت عنه صحيفة "هآرتس" من ممارسات للفرقة التي يقودها يهودا فاخ، بل هو سلوك ممنهج لدولة الاحتلال بأكملها.
ويشير الصباح إلى أن المعركة الدائرة تستهدف كل شيء في القطاع، من البشر إلى المنازل والبنية التحتية، دون استثناء، ما يجعل الحديث عن أرقام دقيقة للشهداء أو حجم الدمار بلا جدوى، لأن الحرب لم تنتهِ، والهدف الأساسي هو إبادة غزة بالكامل.
ويؤكد الصباح أن الفلسطينيين في غزة تُركوا وسط كوم من الركام، تحيط بهم رائحة الموت من كل مكان، في ظل صمت دولي مخزٍ.
ويشدد الصباح على أن هذه الجرائم المستمرة هي جزء من سياسة الاحتلال طويلة الأمد، التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر استهداف رأس المقاومة والشعب، وبالتالي تصفية القضية الوطنية برمتها.
دلالات
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
حجب قناة الجزيرة في فلسطين.. محللون يعتبرونها خطوة متسرعة ويطالبون السلطة بالتراجع عنها
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
نادي الأسير: المخاطر على مصير د.حسام ابو صفية تتضاعف
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية بحادث عرضي في مخيم جنين
شهيد و9 إصابات خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة
الأكثر قراءة
"سرايا القدس": إنقاذ أسير إسرائيلي حاول الانتحار
إعلان "حماس" تسليم القاهرة تشكيلة لجنة الإسناد.. كُتّاب ومحللون يُحذرون من غياب التوافق بين الفصائل
القبض على "عزرائيل" سجن صيدنايا في سوريا
نواب في الكنيست يطالبون "كاتس" بتدمير كافة مصادر الماء والغذاء والطاقة في قطاع غزة
شهادات جديدة لعدد من معتقلي غزة في سجن "النقب"
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
أسعار العملات
الإثنين 06 يناير 2025 10:17 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.14
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.75
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 355)
شارك برأيك
2025 .. الإبادة مستمرة...حرب معلنة لتحقيق أهداف مضمرة