Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 05 يناير 2025 5:30 مساءً - بتوقيت القدس

تجاهل الإعلام الأميركي لجرائم الإبادة الإسرائيلية الممنهجة يهدف التغطية على هذه الجرائم

واشنطن – سعيد عريقات

 








في اليوم الأخير من عام 2024، عندما أصدر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريراً نقدياً حول تدمير إسرائيل للمستشفيات في غزة، كان من المتوقع أن تظهر  عناوين اليوم التالي هذه النتائج المروعة بشكل بارز، لكن ذلك لم يحدث بحسب ما قاله أستاذ العلوم السياسية في جامعة ، هاورد فرينش في تعليق له بمجلة "فورين بوليسي".


وقد أشار التقرير المذكور إلى "تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة، ومدى قتل المرضى والموظفين وغيرهم من المدنيين في هذه الهجمات، هو نتيجة مباشرة لتجاهل القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".


يقول فرينش أنه بدأ يوم رأس السنة الجديدة بالاستماع إلى  ببرنامج "نيوز آوار" على قناة بي بي سي، الذي نقل هذا الخبر بالفعل في الجزء الأول من بثه. ولكن لدى مراجعة الصحف الأميركية الأساسية مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال لم يجد أي ذكر لتقرير الأمم المتحدة. وكان الأمر نفسه ينطبق على نشرات الأخبار التي قام بمسحها، فضلاً عن نشرات الراديو والبث التلفزيوني العام .


وبحسب فرينش، فإن الافتقار إلى التغطية الواسعة النطاق يؤكد على اتجاه أوسع في تقارير المنافذ الإعلامية الأميركية عن حرب إسرائيل على غزة.


يشار إلى أنه خلال الأشهر الخمسة عشر من الحرب، أدان العديد من المحللين إدارة بايدن لفشلها في انتقاد التكتيكات الإسرائيلية التي جلبت الدمار التام على غزة؛ وفقدان صوتها بشأن المأساة الأخلاقية المتمثلة في القتل العسكري لأكثر من 45000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وحتى استخدام سلطتها لكتم الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل، كما حدث عندما دفعت منظمة ممولة من الولايات المتحدة إلى سحب تقرير عن المجاعة الوشيكة في شمال غزة. لكن الإدارة ليست وحدها. فقد قللت وسائل الإعلام الأميركية أيضًا بشكل سيئ من الطبيعة القاتمة لهذه الأزمة.


وقد كان هذا واضحًا في التغطية التي كانت مكتومة أو غائبة تمامًا في أوائل كانون الأول الماضي ، بعد أن اتهمت منظمة العفو الدولية، وهي منظمة لحقوق الإنسان تُعامل باحترام كبير عندما تقدم تقارير عن دول غير غربية، إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة. ولقد خلص تقريرها إلى أن إسرائيل "فرضت عمداً ظروفاً معيشية قاسية على الفلسطينيين في غزة بهدف تدميرهم بمرور الوقت".


يشار إلى أنه في معظم الحالات، وضع رفض إسرائيل لفحوى تقرير منظمة العفو الدولية، الذي اتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة بدلا من التقرير نفسه أو جوهر الانتهاكات المدرجة للقانون الدولي نفسه بحسب المنظمة.


يشار إلى أنه في السادس والعشرين من كانون الأول، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً مطولاً أظهر أن إسرائيل خففت من قواعدها الخاصة بالحرب وسمحت لضباط إسرائيليين من الرتب المتوسطة باتخاذ قرارات قصف عشوائي لتجمعات المواطنين الفلسطينيين إذا كانوا يعتقدون أن عناصر حركة حماس (قد) يكونون متواجدون في هذه التجمعات، لكن هذا النوع من التغطية المدينة لحرب إسرائيل على غزة ، يعتبر نادرا في الإعلام الأميركي.


يقول فرينش : "للعثور على تغطية أكثر جدية لطبيعة هذه الحرب وثمنها، يجب على المرء أن ينظر إلى الخارج؛ إلى منافذ مثل صحيفة هآرتس الإسرائيلية".


يشار إلى أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت في تقرير لها يوم 1 كانون الثاني 2025، أنه في إحدى البرقيات الأخيرة، أخبر ضباط عسكريون إسرائيليون لم يكشف عن أسمائهم صحيفة هآرتس أن هدف فرقتهم كان التهجير القسري لنحو 250 ألف فلسطيني متبقين في شمال غزة. وقال الضباط إن قائدهم، العميد يهودا فاتش، أخبرهم: "إن خسارة الأرض فقط هي التي ستمكن الفلسطينيين من تعلم الدرس الضروري من المذبحة التي ارتكبتها حماس في جنوب إسرائيل في السابع من  تشرين الأول".


كما ذكرت "هآرتس" أن (الضابط الإسرائيلي) فاتش قال إنهم "كانوا في حاجة إلى جعل الأمور صعبة على قوافل [المساعدات الإنسانية] التي دخلت وضايقتهم" وأن "غزة لا يوجد بها أبرياء". وتستذكر تقارير هآرتس حدثاً بارزاً سابقاً في حصيلة الانتقادات الخطيرة لحقوق الإنسان الموجهة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب. ففي حزيران، كتب أرييه نيير، أحد الناجين من "المحرقة" النازية، والذي شارك في تأسيس منظمة هيومن رايتس ووتش الرائدة في مجال حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة في عام 1978، في مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" أنه توصل إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.


وبحسب "هآرتس"، كانت سياسة إسرائيل في عرقلة المساعدات الإنسانية هي التي أقنعت نيير، الذي كتب: " في وقت مبكر من التاسع من تشرين الأول 2023، أعلن كبار المسؤولين الإسرائيليين عن عزمهم على منع تسليم الغذاء والماء والكهرباء، وهو أمر ضروري لتنقية المياه والطهي. وأصبحت كلمات وزير الدفاع يوآف جالانت سيئة السمعة: "لقد أمرت بحصار كامل لقطاع غزة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود، كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك". لقد عبر البيان عن وجهة النظر التي بدت وكأنها توجه كيف سيكون نهج إسرائيل طيلة الحرب القادمة  ، وهي أن سكان غزة كلهم متواطئون  في ما قامت به حماس يوم السابع من تشرين الأول.


وقد أشار تقرير الأمم المتحدة هذا الأسبوع، فإن إسرائيل تبرر مراراً وتكراراً الموت والدمار في غزة بالقول إنها تستهدف أعضاء حماس فقط. ومع ذلك، وكما كتب نيير، "من غير المرجح أن يؤثر عرقلة المساعدات الإنسانية على مقاتلي حماس بشكل مباشر". وأضاف: "إن كل سبل الوصول إلى الأراضي في غزة، تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي، التي رفضت دخول المنظمات الإسرائيلية والفلسطينية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية. إن الحد من قدرة هذه المنظمات على جمع المعلومات وإعداد تقارير مفصلة عن الصراع لا يعزل إسرائيل عن الانتقادات بسبب انتهاكاتها".


وقد أدلت هيومن رايتس ووتش بتقييمها الخاص في الشهر الماضي (18/12/2024)، وخلصت إلى أن إسرائيل ترتكب "أعمال إبادة جماعية". وجاء هذا بعد أن قدمت جنوب أفريقيا مطالبتها القانونية الرئيسية التي تتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي في تشرين الأول. ولقد أعلنت أربع عشرة دولة أخرى أنها تعتزم دعم قضية جنوب أفريقيا، التي رفضتها إسرائيل باعتبارها "افتراءً دموياً".

دلالات

شارك برأيك

تجاهل الإعلام الأميركي لجرائم الإبادة الإسرائيلية الممنهجة يهدف التغطية على هذه الجرائم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 06 يناير 2025 10:17 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.14

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.75

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%60

%40

(مجموع المصوتين 359)