Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:33 صباحًا - بتوقيت القدس

قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام

لقد أتيحت لي الفرصة لمقابلة البابا فرنسيس مرتين في غضون أيام قليلة.


إن مقابلته والاستماع إليه هي دائما نعمة وسبب للنمو الروحي.


يوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، كنت عضواً في الوفد الذي رافق الرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى اللقاء مع قداسة البابا فرنسيس.


لقد كان بمثابة لقاء بين رجلين متقدّمين في السنّ، يفهمان ويدعمان بعضهما البعض. رجلان ينظران إلى عيون وقلوب بعضهما البعض ويسعيان إلى السلام ويبنيانه، من خلال الحق والعدالة. البابا فرنسيس لا يصمت، ولا يخشى أن يؤكد بشجاعة قوة الحقيقة والعدالة.


 يحاول الرئيس أبو مازن، مثل الأب الحكيم والمحب، دعم أطفال فلسطين وإبقائهم متحدين، فهو يعاني معهم ومن أجلهم سعياً في طلب الحق في السلام الذي يبدو من الصعب جدا الحصول عليه. لا يحكم الأب الأقدس على البشر وفقا للون بشرتهم أو مكان ولادتهم أو دينهم. يرحب البابا فرنسيس بالجميع: الضحايا والمضطهدين، الأبرياء والخطاة، ويطلب منا أن نغفر مثل يسوع الذي، قبل أن يسلم الروح، غفر وطلب المغفرة لأولئك الذين صلبوه. 


رجلان، يبدو وكأنهما ينتميان إلى عالمين مختلفين، لكنهما يمتلكان نفس القلب ونفس الرؤية.


الأب الأقدس يطلب السلام، لقد فعل ذلك أيضا في اليوم السابق لعيد الحبل بلا دنس أمام مشهد المغارة التيتمّ تقديمها هديةً من مدينة بيت لحم.


قبل نحو ٨٠٠ عام، رغب القديس فرنسيس الأسيزي في تمثيل مشهد المغارة والميلاد في مدينة غريتشيو الإيطالية: فكانت تلك بمثابة أول  تصويرٍ لمشهد مجيء المخلص على الأرض، الإله الحي.


في مشهد الميلاد، الذي صنعته أيدي حرفيين من بيت لحم وتم التبرع به إلى البابا فرنسيس، وبمبادرة من اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس وسفارة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، ويسعى رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الدكتور رمزي خوري للمبادرة دائما في كل ما من شأنه إيصال صوت ورسالة، ومعاناة والام شعب و سفارة فلسطين لدى الكرسي الرسولي أرض المحبة والسلام فلسطين الى العالم من خلال الرؤساء الروحيين والسياسيين، وبتنسيق ومتابعة من سفارة فلسطين لدى الكرسي الرسولي ممثلة بالسفير عيسى قسيسية الذي بدوره واصل الليل بالنهار لإخراج هذه المبادرة بأبهى صورة. 


قام حرفيون من سكان مدينة بيت لحم بتحويل خشب الزيتون إلى تماثيل العائلة المقدسة، والصدف إلى نجمة، والصوف إلى خراف، والنسيج والألوان المميزة للكوفية إلى الدفء الذي يجب أن يغلف جميع أطفال العالم ممثلين بالطفل يسوع. هذه القطعة من القماش تحمي الطفل المقدس من برد الكهف ومن لامبالاة أولئك الذين لم يستقبلوه ولم يرغبوا في فهم رسالته، رسالة المحبة والسلام.


نسيج الكوفية مزدان بزخارف من أوراق الزيتون تعبر عن قيمة الأرض الفلسطينية وقوة شعبها، وزخارف شباك صيد لأن البحر المتوسط كان موردا كبيرا لفلسطين، يعبّر عن ذلك نسيج الأمواج والخطوط التي ترمز إلى الاتصال بالدول الأخرى والتبادلات بين الشعوب المجاورة والمختلفة. 


 ما من هدف أسمى من العمل من أجل السلام، وكلّما حاولنا إنقاذ الأطفال وإنقاذ مستقبلهم ومستقبل البشرية يكون عملنا من أجل السلام والسلام وفقط.


نعمل من أجل السلام حتى لا ننسى أو تمحو الأيام ذكرى ٢٠ ألف طفل، من الذين فقدوا طرفاً أو أكثر، والذين، إذا ما كتبت لهم النجاة والبقاء على قيد الحياة، سيحملون في أجسادهم علامات لا تمحى مدى الحياة. 


إننا نعمل من أجل السلام من خلال أخذ مثال رجلي سلام لا يفقدان الأمل في إمكانية رؤية البشرية متحدة وخالية من الحروب، على الرغم من ثقل السنين وتجربتهما الخاصة. 


وفي هذه الأثناء، في غزة وفي العالم، يستمر الأطفال في الموت والمعاناة، مثل أقران الطفل يسوع، الذين عانوا وماتوا، لأن قوة الملك هيرودس كانت تخشى تواضع طفل يولد في مغارة. 


يطالب رجلا السلام بالحماية للأطفال الذين لا يحميهم أحد وقد تم حرمانهم من الحقوق والاحتياجات الحيوية. أطفال ليس لديهم صوت ولا قدرة على الصراخ وفضح الهزيمة والعار وفضيحة الحرب.


الأب الأقدس يفعل ذلك من أجلهم جميعاً : "كفى حرب! كفى عنف!" كفى متاجرات رخيصة بالأرواح الغالية، والقيم السامية.

دلالات

شارك برأيك

قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام

المزيد في أقلام وأراء

منح ملكية سخية لتذهيب قبة الصخرة وتأسيس جامعة ارثوذكسية

كريستين حنا نصر

تغيير المجتمعات العربية -أدونيس.. مرّةً أُخرى-

المتوكل طه

في مواجهة خطّة اجتثاث الأمل

عوض عبد الفتّاح

من هو البديل لإيران؟

حمادة فراعنة

قضية الأسرى الفلسطينيين إلى أين؟

عقل صلاح

حركة "فتح" وسوريا الجديدة

بكر أبوبكر

إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سورية العسكرية

ماهر الشريف

هدم في كل مكان

حديث القدس

ماذا بعد الاحتفال السوري؟

حمادة فراعنة

التوافق مدخل إجباري لإنقاذ المصير الوطني

جمال زقوت

الفلسطينيون في سوريا.. بين المساواة والقمع

عمر فارس

الفرد الفلسطيني جوهر السلم الأهلي وأساسه

صبا جبر

فرصة أن تحكم النصرة سوريا كإرهاب أصغر

حمدي فراج

الشرق الأوسط يتغير منذ 1977 لكنه سيعود عربيًا

هاني المصري

أهمية دور الاردن المحوري في الأزمة السورية

كريستين حنا نصر

يا نبضَ الضفة …

حديث القدس

هل تحافظ الثورة السورية على مكتسباتها؟

د. ممدوح المنير

ما بعد الاحتفالات.. ما التحديات الكبرى في طريق سوريا الآن؟

فايد أبو شمالة

من يواجه الاستباحة الإسرائيلية؟

د. مصطفى البرغوثي

من الآخر ألف حاجز في الضفة.. لماذا؟

د. أحمد رفيق عوض

أسعار العملات

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

يورو / شيكل

بيع 3.88

شراء 3.78

دينار / شيكل

بيع 5.7

شراء 5.6

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 258)