أقلام وأراء
الإثنين 16 ديسمبر 2024 9:49 صباحًا - بتوقيت القدس
ما بعد الاحتفالات.. ما التحديات الكبرى في طريق سوريا الآن؟
مضت سبعة أيام كاملة على انتهاء نظام الأسد وهروبه، وما تبع ذلك من أفراح وقصص وحكايات عما مرّ به كثير من أهل سوريا من معاناة سواء التشريد والنزوح أو السجون والتعذيب، وهي قصص يندى لها جبين الإنسانية.
لكن الأفراح وحدها لن تغير واقع هذا البلد العربي الكبير، ولن تقدم حلولًا عاجلة لما يرزح تحته من مشكلات، ولن يزيح من الطريق كثيرًا من التحديات التي يلزم التصدي لها والتعامل معها دون إبطاء.
هوية وسمات قادة النظام الجديد
يحمل العالم الغربي وكذلك المحيط العربي نظرة غير جيدة لهذا الشكل من القادة بالنظر لخلفياتهم الفكرية والأيديولوجية السابقة، وما يبدو عليهم من سمات توحي بأنهم سيكررون بعض نماذج الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي، سواء لارتباطهم بتنظيم القاعدة، أو هيئة تحرير الشام، وغير ذلك من الحركات والفصائل التي لا تخفَى هويتها، مما يدخلهم في تصنيفات جاهزة، مثل: الإرهاب، أو التطرف، أو التشدد، أو أسلمة الدولة والمجتمع، أو اضطهاد الناس على خلفية معتقداتهم وغير ذلك.
وهناك لدى الغرب وغيرهم من أعداء الأمة الإسلامية مخزون رهيب من الحملات الدعائية الناجحة جدًا، والصور النمطية الجاهزة لتشويه الصورة من خلال عناصر الهوية والسمات فقط.
القوى الإقليمية المتضررة
هناك جهات ودول تضررت من سقوط الأسد ونظامه وهي قوى قادرة وذات إمكانات وتستطيع التأثير سلبًا في المرحلة القادمة، ولديها أسبابها ومبرراتها، وتلزم خطط للتعامل مع هذا التحدي، وستكون سوريا بحاجة إلى عزل كل مصادر التشويش من خلال بناء علاقات مستقرة مع كل هذه القوى، بدلًا من الصدام معها، أو تركها لتعمل ما يناسبها.
تبدل الإدارات الأميركية
تعيش أميركا مرحلة انتقال السلطة بين إدارة بايدن وإدارة ترامب، وهذا الأخير غير معروف الاتجاه ولا مضمون المواقف، وغالبًا سيكون موقفه معاكسًا للقيادة السورية الجديدة، خلافًا لما تحمله إدارة بايدن التي تغادر البيت الأبيض، ولا يهمها كثيرًا ما سيجري بعد ذلك.
جمع الفصائل المسلحة
وهي عملية قد تبدو سهلة في الظروف الراهنة، لكنها تصبح أكثر صعوبة مع تقدم الأيام وبدء مرحلة التمكين والتحكم بمفاصل الدولة وإمكاناتها وجغرافيتها، والمنطق السليم أن يدخل الجميع في إطار جيش وطني يجمع الكل، ويمنع أي تصادم أو صراع، خصوصًا عندما تتضح مواقف كل القوى المحيطة بسوريا، وطبيعة العلاقات التي ستبنيها مع سوريا الجديدة.
الاحتياجات المادية الهائلة
لا أدعي المعرفة، ولكن أتوقع أن النظام السابق لم يترك في خزائن سوريا شيئًا وربما أغرقها في الديون، وهذا سيجعل الإدارة الجديدة صعبة للغاية، وستزداد الحاجة لمساعدة الآخرين سواء إقليميًا أو دوليًا، ولا شيء يُعطى بدون ثمن.
العدالة الانتقالية
وهو ملف شائك فكم من المظالم، وكم من المطالبين بالتعويض، وكم من الراغبين بالانتقام وغير ذلك، والمطلوب التعامل بحساسية وشفافية وحزم مع هذا الموضوع، وعدم ترك الناس دون خارطة طريق واضحة تمكنهم من الحصول على أي حقوق أُهدرت، وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار.
الاحتلال الإسرائيلي
غالبًا سيكون هذا هو أكبر التحديات وأهم العقبات، وقد بدا ذلك منذ اليوم الأول لسقوط الأسد، فالإسرائيلي لن يرتاح له بال إلا إذا دمر كل إمكانات سوريا، وأضعف قوتها وشل قدرتها على التفكير في الاحتكاك به أو الصدام الخشن معه، ليس فقط من أجل الحقوق السورية كجبل الشيخ والجولان والمنطقة العازلة والتصدي للغارات الدائمة، ولكن أيضًا من أجل فلسطين وغزة والقدس التي تنتظر من سوريا الجديدة موقفًا قويًا مساندًا، كما ينتظر المواطن السوري شعورًا بالأمان من عدوان الاحتلال، ولن يقبل تكرار أفكار مثل حقّ الرد في الزمان والمكان المناسبين.
ومن المؤكد أن القيادة السورية الجديدة وداعميها يدركون كل هذه التحديات، لكنهم بحاجة لإشراك جميع السوريين في خططهم لمواجهة كل ذلك؛ لأن تجارب الشعوب تؤكد أن طريق النجاح يتطلب جمع الصفوف، والنظر للأمام فقط، والاستفادة من الماضي، بدلًا من البكاء على اللبن المسكوب.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
منح ملكية سخية لتذهيب قبة الصخرة وتأسيس جامعة ارثوذكسية
كريستين حنا نصر
تغيير المجتمعات العربية -أدونيس.. مرّةً أُخرى-
المتوكل طه
في مواجهة خطّة اجتثاث الأمل
عوض عبد الفتّاح
من هو البديل لإيران؟
حمادة فراعنة
قضية الأسرى الفلسطينيين إلى أين؟
عقل صلاح
قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
حركة "فتح" وسوريا الجديدة
بكر أبوبكر
إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سورية العسكرية
ماهر الشريف
هدم في كل مكان
حديث القدس
ماذا بعد الاحتفال السوري؟
حمادة فراعنة
التوافق مدخل إجباري لإنقاذ المصير الوطني
جمال زقوت
الفلسطينيون في سوريا.. بين المساواة والقمع
عمر فارس
الفرد الفلسطيني جوهر السلم الأهلي وأساسه
صبا جبر
فرصة أن تحكم النصرة سوريا كإرهاب أصغر
حمدي فراج
الشرق الأوسط يتغير منذ 1977 لكنه سيعود عربيًا
هاني المصري
أهمية دور الاردن المحوري في الأزمة السورية
كريستين حنا نصر
يا نبضَ الضفة …
حديث القدس
هل تحافظ الثورة السورية على مكتسباتها؟
د. ممدوح المنير
من يواجه الاستباحة الإسرائيلية؟
د. مصطفى البرغوثي
من الآخر ألف حاجز في الضفة.. لماذا؟
د. أحمد رفيق عوض
الأكثر تعليقاً
5 خروقات إسرائيلية لوقف النار السبت ترفع الإجمالي إلى 225 في لبنان
اليونيسيف تدعو لتحرك عالمي لوقف سفك دماء أطفال غزة
الاستباحة الإسرائيلية للأراضي السورية.. نوازع ثأرية ومحاولة لتكريس دولة الطوائف
استشهاد مصور قناة الجزيرة أحمد اللوح في قصف إسرائيلي على غزة
مقبرة جماعية في سوريا تحوي 100 ألف جثة على الأقل
مجلس أمناء جامعة القدس يجتمع في عمان ويؤكد جهوزيتها لمواجهة التحديات والمنافسة عالميًأ
فرصة أن تحكم النصرة سوريا كإرهاب أصغر
الأكثر قراءة
القناة 12 العبرية: نتنياهو أكثر تصميما من أي وقت مضى على التوصل لاتفاق
الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس ويصيب طفلا بالرصاص
البيان الختامي لاجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا
هل تندرج في إطار الضغوط المرتقبة؟.. ما الحلول الأُخرى التي يُفضلها ترمب غير "حل الدولتين"؟
إسرائيل تبحث عن رفات الجاسوس إيلي كوهين في سوريا
رغم "النبرة المعتدلة".. الجولاني يقلق إسرائيل
تفاصيل جديدة بشأن صفقة إسرائيل وحماس.. 5 نقاط رئيسية
أسعار العملات
الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.59
شراء 3.58
يورو / شيكل
بيع 3.88
شراء 3.78
دينار / شيكل
بيع 5.7
شراء 5.6
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 258)
شارك برأيك
ما بعد الاحتفالات.. ما التحديات الكبرى في طريق سوريا الآن؟