Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 17 ديسمبر 2024 9:48 صباحًا - بتوقيت القدس

الفلسطينيون في سوريا.. بين المساواة والقمع

على مدى عقود، تميزت العلاقة بين النظام السوري واللاجئين الفلسطينيين بطابع فريد. فعلى الرغم من أن الفلسطينيين لم يحصلوا على الجنسية السورية، فإنهم نالوا حقوقاً اقتصادية واجتماعية مشابهة لتلك التي يتمتع بها المواطن السوري. كانت سوريا، منذ لجوء الفلسطينيين إليها عام 1948، من أكثر الدول العربية دعماً للقضية الفلسطينية، حيث اعتبر النظام الفلسطينيين جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري، لكن هذا الدعم لم يكن خالياً من التعقيدات.


المساواة في التعليم والعمل


منذ وصولهم إلى سوريا، تمتّع الفلسطينيون بحقوق متساوية تقريباً مع السوريين في مجالات التعليم والعمل. أُعفي الطلاب الفلسطينيون من الرسوم الدراسية، وتمكنوا من الالتحاق بالمدارس والجامعات السورية دون قيود إضافية. كما مُنحوا حق العمل في القطاعين العام والخاص، ما أتاح لهم الفرصة للاندماج في الحياة الاقتصادية السورية.


تميز الفلسطينيون في سوريا عن نظرائهم في دول عربية أخرى بامتلاكهم لهذه الحقوق الواسعة، حيث كان وضع اللاجئ الفلسطيني في بلدان أخرى غالبًا محصورًا في مخيمات مكتظة مع فرص محدودة للتعليم والعمل.


لكن هذه المساواة لم تحم الفلسطينيين من القمع السياسي الذي اشتهر به النظام السوري. تعاملت الأجهزة الأمنية مع الفلسطينيين بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها مع السوريين، خاصة أولئك الذين عبّروا عن آراء سياسية مخالفة أو كانوا نشطين في أحزاب فلسطينية لا تتماشى مع سياسة النظام.


آلاف الفلسطينيين مروا بأقبية المخابرات السورية، حيث تعرضوا للتعذيب والاعتقال التعسفي، خاصة خلال فترة حكم حافظ الأسد وبعدها في عهد بشار الأسد. كان النظام ينظر إلى الفلسطينيين بوصفهم شريحة يمكن أن تكون مصدر تهديد إذا ما انحرفت عن الخطوط السياسية التي رسمها. هذه التجربة جعلت الفلسطينيين يشعرون بأنهم مواطنون في سوريا من حيث الحقوق، لكنهم كذلك تحت سطوة القمع كما هو حال السوريين.


الفلسطينيون في خضم الأزمة السورية


مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وجد الفلسطينيون أنفسهم في موقف حرج. انقسمت مواقفهم بين مؤيد ومعارض للنظام، وتعرضت مخيماتهم، مثل مخيم اليرموك، لحصار وتجويع وقصف مدمر، ما أضاف مأساة جديدة إلى مأساتهم المستمرة منذ عقود.


رغم كل ما مر به الفلسطينيون في سوريا من تجارب قاسية، يبقى الأمل قائماً بأن يعاملهم أي نظام جديد في سوريا بإنسانية وكرامة. الفلسطينيون كانوا ولا يزالون جزءًا من الشعب السوري، يتشاركون معه الحياة اليومية والتحديات والطموحات. إن معاملة الفلسطينيين بإنصاف واحترام ستعكس الوجه الحقيقي لسوريا الجديدة التي يتطلع السوريون والفلسطينيون معًا إلى بنائها، حيث تسود العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.


إن تجربة الفلسطينيين في سوريا تعكس مزيجاً معقداً من الدعم الرسمي والحقوق من جهة، والقمع السياسي من جهة أخرى. هذه المعاملة المزدوجة تُظهر التناقض في سياسات النظام السوري تجاه اللاجئين الفلسطينيين، حيث كان يُنظر إليهم كجزء من القضية الوطنية من جهة، وكجزء من أي تهديد محتمل للاستقرار من جهة أخرى. يبقى الفلسطينيون في سوريا شاهدين على قدرة النظام على تقديم الدعم والانفتاح في سياق معين، وممارسة القمع والتهميش في سياقات أخرى. ومع ذلك، فإن التطلع إلى مستقبل أكثر عدلاً وإنسانية يجمع السوريين والفلسطينيين في إطار واحد من الاحترام المتبادل هو الطريق نحو طي صفحة المعاناة الطويلة.


دلالات

شارك برأيك

الفلسطينيون في سوريا.. بين المساواة والقمع

المزيد في أقلام وأراء

منح ملكية سخية لتذهيب قبة الصخرة وتأسيس جامعة ارثوذكسية

كريستين حنا نصر

تغيير المجتمعات العربية -أدونيس.. مرّةً أُخرى-

المتوكل طه

في مواجهة خطّة اجتثاث الأمل

عوض عبد الفتّاح

من هو البديل لإيران؟

حمادة فراعنة

قضية الأسرى الفلسطينيين إلى أين؟

عقل صلاح

قداسة البابا فرنسيس والرئيس عباس: رجلا سلام

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

حركة "فتح" وسوريا الجديدة

بكر أبوبكر

إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سورية العسكرية

ماهر الشريف

هدم في كل مكان

حديث القدس

ماذا بعد الاحتفال السوري؟

حمادة فراعنة

التوافق مدخل إجباري لإنقاذ المصير الوطني

جمال زقوت

الفرد الفلسطيني جوهر السلم الأهلي وأساسه

صبا جبر

فرصة أن تحكم النصرة سوريا كإرهاب أصغر

حمدي فراج

الشرق الأوسط يتغير منذ 1977 لكنه سيعود عربيًا

هاني المصري

أهمية دور الاردن المحوري في الأزمة السورية

كريستين حنا نصر

يا نبضَ الضفة …

حديث القدس

هل تحافظ الثورة السورية على مكتسباتها؟

د. ممدوح المنير

ما بعد الاحتفالات.. ما التحديات الكبرى في طريق سوريا الآن؟

فايد أبو شمالة

من يواجه الاستباحة الإسرائيلية؟

د. مصطفى البرغوثي

من الآخر ألف حاجز في الضفة.. لماذا؟

د. أحمد رفيق عوض

أسعار العملات

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

يورو / شيكل

بيع 3.88

شراء 3.78

دينار / شيكل

بيع 5.7

شراء 5.6

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 258)