Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 8:46 صباحًا - بتوقيت القدس

الاستباحة الإسرائيلية للأراضي السورية.. نوازع ثأرية ومحاولة لتكريس دولة الطوائف

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. أحمد شديد: إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى دولة ضعيفة ومنزوعة السلاح وممزقة داخلياً

عصام مخول: مخطط إقليمي ودولي يهدف لتفكيك سوريا وإضعافها وتحويلها ساحة للنفوذ الأجنبي

نيفين أبو رحمون: استهداف سوريا يمثل في جوهره استهدافاً للحاضنة العربية للقضية الفلسطينية والمقاومة

توفيق طعمة: مساعٍ لفرض واقع جديد في سوريا من خلال نظام عميل أو عبر تفكيك الدولة نهائياً

راسم عبيدات: استهداف القدرات العسكرية واغتيال العلماء يهدف لإعادة سوريا 50 عاماً إلى الوراء

وديع أبو نصار: إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على تفوقها الإقليمي عبر إضعاف قدرات دول الجوار

 

 

لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية منذ السابع من كانون الأول عن ضرب المراكز الاستراتيجية العلمية والعسكرية، بالتزامن مع عمليات التقدم والتوغل والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي  السورية، إضافة إلى ما أُعلن عن عمليات اغتيال واختطاف منهجية وجماعية للعلماء السوريين، مستغلة الحدث الزلزال المتمثل بسقوط العاصمة السورية دمشق في قبضة المعارضة المسلحة وانتهاء ثلاثة وخمسين عاماً من حكم نظام بشار الأسد ووالده حافظ الأسد.


وإذا كانت ذريعة دولة الاحتلال الإسرائيلي في شنها هجمات متكررة على سوريا أنها تستهدف مواقع عسكرية سورية أو إيرانية أو خطوط إمداد لصالح حزب الله في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، فما هي ذريعتها في استهداف كامل قدرات الدولة السورية وجيشها، في أوسع عمليات استهداف تشنها في تاريخها، بعد سقوط النظام وتسلم المعارضة مقاليد الحكم، والتي التزمت الصمت على هذه الهجمات خلال الأيام الأولى، لتتقدم بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الانتهاكات الإسرائيلية.


محللون وكتاب تحدثوا لـ"ے" أكدوا أن إسرائيل تستهدف مقدرات الدولية السورية وليس النظام، وأنها تنفذ مخططات تقوم على احتلال المزيد من الأراضي السورية وبسط سيطرتها عليها، وتجريد سوريا من كل عناصر القوة العسكرية والعلمية، هذا من جهة، ومن الجهة الأُخرى تفتيت سوريا إلى كيانات طائفية متناحرة، لتبقى إسرائيل القوة الوحيدة المسيطرة في المنطقة، تمهيداً لترسيخ مخططها المسمى "الشرق الأوسط الجديد".

 

 

إسرائيل قاعدة عسكرية متقدمة للاستعمار الغربي

 

وقال الدكتور أحمد شديد، أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل تسعى منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، بعد مغادرة الرئيس السوري البلاد، إلى استهداف الجيش السوري ومقدراته العسكرية، مشيراً إلى أن هذه الهجمات تشمل القطاعات الثلاثة: البرية، البحرية، والجوية.


وأوضح أن الهجمات استهدفت بشكل خاص الأساطيل البحرية في شمال سوريا، خاصة في منطقة طرطوس، إضافة إلى المدرعات والدبابات والمعدات البرية، بما فيها وحدات الحرس الجمهوري والفرق العسكرية الأخرى. كما شملت الهجمات مطارات سلاح الجو، مثل مطار المزة وغيره في منطقة القامشلي وشمال شرق سوريا.


وأضاف: إن إسرائيل تهدف من خلال هذه العمليات إلى تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح، حيث لا يبقى فيها سوى الأسلحة الفردية مثل الكلاشينكوف والبنادق الآلية.


وأشار إلى أن تدمير الدفاعات الجوية السورية أتاح لإسرائيل حرية الحركة الجوية فوق دمشق والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك استخدام الطيران المروحي الذي نفذ عمليات إنزال في مناطق مثل القلمون، على الحدود السورية اللبنانية.

 

إثارة النزاعات الطائفية والدينية

 

وأكد شديد أن هذا السلوك يعكس دور إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة للاستعمار الغربي، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى إلى: تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح، ومنع قيام دولة مركزية قوية تحافظ على وحدة سوريا، والتمهيد لحرب أهلية من خلال إضعاف الدولة السورية وإثارة النزاعات الطائفية والدينية، كما شهدت بعض المناطق.


وأكد أن هذا النهج أدى إلى استباحة الجغرافيا السورية، حيث توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية لمسافة تصل إلى 25 كيلومتراً في بعض المناطق، مثل قرية حضر ذات الأغلبية الدرزية، التي كانت سابقاً قاعدة عسكرية سورية تخضع لحزب البعث والقوات السورية، لكنها اليوم تحت السيطرة الإسرائيلية.


ولفت شديد إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى تحويل سوريا إلى دولة ضعيفة، منزوعة السلاح، وممزقة داخلياً، تحقيقاً لأهداف استراتيجية طويلة الأمد تخدم مصالحها ومصالح داعميها الدوليين.

 

حرب استهدفت سوريا كوطن ودولة وليس النظام

 

بدوره، قال عصام مخول، مدير مركز إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، إن ما يجري في سوريا منذ أكثر من عقد لا يمكن اختزاله في مطالب شعبية بالإصلاح والديمقراطية، بل هو جزء من مخطط إقليمي ودولي يهدف إلى تفكيك سوريا وإضعافها كدولة، وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للنفوذ الأجنبي.


وأشار مخول إلى أن القوى التي قادت التغيير في سوريا هي نفسها التي قادت عملية تدمير البلاد. ورغم شرعية المطالب الشعبية بالحرية والديمقراطية وتحسين المعيشة، فإن هذه المطالب تحولت إلى أدوات في حرب إرهابية عالمية، لم يكن النظام السوري هدفها الحقيقي، بل سوريا كوطن ودولة مستقلة.


وأضاف: "إن القوى الإقليمية والدولية، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، استخدمت الحراك الشعبي لتمرير أجنداتها، مستهدفة البنية العسكرية للدولة، وعلى رأسها الجيش السوري، الذي يُعتبر رمز الوحدة الوطنية في البلاد".


واوضح مخول أن الجيش السوري، باعتباره جيشاً وطنياً إلزامياً يعكس تنوع المجتمع السوري، كان هدفاً رئيسياً للمخططات الدولية.


وأكد أن هناك جهوداً ممنهجة لتفكيك هذه المؤسسة الوطنية، ما يمهد الطريق لتحويل سوريا إلى دولة ضعيفة غير قادرة على الدفاع عن نفسها.


وأوضح أن إسرائيل، بدعم أمريكي مباشر، استهدفت مواقع عسكرية سورية وأضعفت قدرات الجيش بشكل كبير.


وأشار إلى دور قوى إقليمية أخرى، مثل تركيا، في التوغل داخل الأراضي السورية، ما يعمق من حالة التفكك.

 

إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط

 

ويرى مخول أن المشروع الحقيقي هو القضاء على سوريا كوطن موحد وتحويلها إلى مجموعة من الدويلات أو مناطق نفوذ تخضع لسيطرة القوى الكبرى، معتبرا أن قرار حل الجيش السوري يُعد خطوة خطيرة نحو تحويل البلاد إلى دولة ميليشياتية، تتصارع فيها الفصائل على السلطة، ما يفتح الباب أمام استمرار التدخل الأجنبي.


وأضاف: "إن هذا المخطط ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة".


ولفت إلى أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالشراكة مع أنظمة عربية رجعية تلعب دوراً داعماً لهذه الأجندة.


ولفت مخول إلى التزامن بين الحرب في سوريا وحروب أخرى في المنطقة، مثل الحرب على غزة، كدليل على وجود استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط.


وأكد أن القوى المشاركة في هذه الحروب تستغل كل فرصة لتوسيع نفوذها على حساب الشعوب العربية.


وحذّر من خطورة المرحلة القادمة إذا استمر هذا المخطط في سوريا، معتبراً أن استهداف الجيش السوري، الذي يمثل وحدة البلاد، يهدف إلى إنهاء أي أمل في بناء سوريا قوية ومستقلة.


ودعا مخول إلى التمسك بوحدة سوريا الوطنية والقومية، ورفض جميع المحاولات التي تستهدف تفكيك البلاد وتحويلها إلى ساحة صراع مفتوح لمصالح القوى الكبرى.

 

أطماع إسرائيل في الغاز والموارد الطبيعية في سوريا

 

من جهتها قالت المحللة السياسية، نيفين أبو رحمون: إن استهداف سوريا يمثل في جوهره استهدافاً للحاضنة العربية للقضية الفلسطينية والمقاومة.


وأشارت أبو رحمون إلى إن الأطماع الإسرائيلية في سوريا واضحة تمتد من الغاز والموارد الطبيعية إلى مكانتها الاستراتيجية، كونها بوابة نحو تغيير ملامح المنطقة بأكملها.


واضافت أبو رحمون: "إن إسرائيل تستغل ما تصفه بـ"الفرصة الذهبية" لتنفيذ ضربات متكررة على مخازن الأسلحة النوعية في سوريا، إلى جانب تعزيز تموضعها في الجنوب السوري. وتعتبر هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية تهدف إلى نسف اتفاق "فض الاشتباك 1974" حول الجولان، الذي وُقّع في جنيف.


وقالت: "هذا يعني أن لا خطوط حمراء في استباحة السيادة السورية متى تشاء".


وأشارت أبو رحمون  إلى أن احتلال إسرائيل جبل الشيخ في الجانب السوري، بعد مصادقة رسمية من "الكابينيت"، يعدّ خطوة أولى ضمن مخطط أوسع لإعادة دورها الاحتلالي تحت ذريعة إقامة منطقة عازلة ودرء تهديدات أمنية.

 

الأطماع التركية في سوريا

 

وقالت أبو رحمون: من هنا نبدأ مرحلة جديدة في رسم ملامح المنطقة، مشيرة إلى تركيا، كأحد اللاعبين المركزيين في الساحة السورية، لها أطماعها الخاصة في البلاد.


ورأت أن العدوان الإسرائيلي يتم بمرونة مطلقة وبمباركة ضمنية من الأطراف الإقليمية والدولية، التي تتقاطع مصالحها في تقويض مكانة سوريا ومستقبلها.


وقالت أبو رحمون: "الثّابت الوحيد في المنطقة هي إسرائيل، ففي ظلّ كلّ التّطوّرات المتعاقبة في المنطقة على المستوى الاقليمي وعلى رأسها سوريا تبدو إسرائيل ثابتة وماضية في مشروعها وتنتهز فرصة ذهبيّة تحاول أن تقطف ثمار ما عملت من أجله. وبكل أريحيّة مستمرّة في عدوانها على سوريا".


وأكدت أن إسرائيل فعليًّا تُحدث تغييراً جيوسياسيّاً، موضحة أنّ ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد" لم يعد شعاراً، ولا نوايا إسرائيل مخفيّة، بل بالعكس تماماً نواياها واضحة في طموحاتها وأطماعها نحو "إسرائيل الكبرى".


وأشارت إلى أنه يبقى الثّابت أنّ اسرائيل تهندس على خُطى واثقة ملامح المنطقة وملامح الصّراع في فعلها العدواني والتوسّعي في الضفّة وغزّة وسوريا، وقد تكون لاحقاً أهدافً عربيّة اقليميّة أخرى.


وختمت أبو رحمون بالقول: "إن الثّابت الآخر في الجهود الإسرائيليّة أنها تصبّ في تغيير مزاجيّة الشّرق الأوسط، حيث لا مقاومة ولا حاضنة ولا قضيّة فلسطينيّة".

 

 

الهجمات الإسرائيلية اعتداء صارخ على دولة ذات سيادة

 

من جانبه، قال توفيق طعمة، المختص بالعلاقات الدولية والإقليمية: "إن الهجمات الإسرائيلية على سوريا تمثل اعتداءً صارخًا على دولة ذات سيادة"، مشدداً على أن هذه الانتهاكات تُعد خرقاً للقوانين الدولية.


وقال طعمة: "بغض النظر عما حدث في سوريا من صراع داخلي بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، فإن سوريا ما زالت دولة معترفاً بها عضواً في الأمم المتحدة، ولا يحق لإسرائيل الاعتداء على سيادتها".


وأوضح أن إسرائيل تعتمد سياسة الاعتداء المستمر على الدول التي ترى فيها تهديدًا لأمنها، مشيرًا إلى استهدافها اليومي للبنان وفلسطين واليمن، وصولاً إلى سوريا. 


واعتبر طعمة أن إسرائيل استغلت الظروف السياسية الحالية في سوريا، خاصة بعد تراجع الجيش السوري وانسحابه من الحدود، لفرض أمر واقع جديد عبر السيطرة على أراضٍ سورية. 


وأضاف طعمة: "إسرائيل لن تخرج من هذه الأراضي بسهولة. من المرجح أن تفرض شروطًا للانسحاب مستقبلاً، مقابل تنازلات من القيادة السورية الجديدة أو الحكومة الانتقالية القادمة، في حال تم التوصل إلى اتفاق".


كما لفت إلى أن إسرائيل شنت ضربات جوية متكررة استهدفت خلالها القدرات العسكرية السورية، حيث دمرت قرابة 80% منها.


وطرح تساؤلاً حول سبب عدم الرد السوري على هذه الهجمات، موضحاً أن "الوضع الانتقالي الحالي وصعوبة امتلاك قدرات عسكرية كافية من قبل النظام أو المعارضة يجعلان من المستحيل مواجهة إسرائيل في هذه المرحلة".

 

إسرائيل تستغل الفترة الانتقالية الحرجة

 

وأكد طعمة أن إسرائيل تستغل هذه الفترة الحرجة لتوجيه ضربات مركزة على الثكنات العسكرية ومخازن السلاح السورية، بهدف القضاء على القدرات الدفاعية للجيش السوري وفرض واقع جديد على الأرض.


وقال: "هذه الاعتداءات ليست مستغربة من إسرائيل التي لها تاريخ طويل في انتهاك سيادة الدول وشنّ حروب لتحقيق أهدافها التوسعية".


وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى عدم تحقيق الاستقرار في سوريا، بل تعمل على تفتيتها وتحويلها إلى دويلات صغيرة وضعيفة. ويبرز هذا التوجه من خلال دعمها لإقامة دولة كردية في الشمال السوري، وتشجيع الانفصال الكردي عن سوريا، إضافةً إلى ذلك، تسعى إسرائيل لدعم إقامة دولة درزية في جنوب سوريا، خاصةً بعد احتلالها أراضي في منطقة درعا واقترابها مسافة 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق.


ولفت إلى أن مخططات إسرائيل لتقسيم سوريا تهدف إلى إنشاء كيانات متعددة: دولة للسنة، وأُخرى للأكراد، وثالثة للشيعة، بحيث يتم تمزيق سوريا إلى أجزاء متناحرة. هذه الاستراتيجية الإسرائيلية تستند إلى مبدأ منع أي دولة حدودية مع إسرائيل من تحقيق الاستقرار والوحدة، حيث ترى إسرائيل أن استقرار دولة مثل سوريا لا يخدم مصالحها، لا سيّما أن سوريا دولة مجاورة. وبالتالي، تعمل إسرائيل على إفشال أي تجربة وحدوية سورية، سواء عبر دعم الانقسامات الداخلية أو فرض الضغوط الخارجية.

 

شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة

 

وذكر طعمة أن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع جديد في سوريا، إما من خلال نظام عميل يخضع لإملاءاتها ويقبل بالتطبيع معها، أو عبر تفكيك الدولة السورية نهائياً.


من ناحية أخرى، قال طعمة: إن الحكومة الانتقالية السورية قدّمت شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الانتهاكات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تنديد دولي من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعدد من الدول الغربية والعربية. ومع ذلك، يبدو أن قدرة هذه الحكومة الانتقالية على مواجهة إسرائيل محدودة للغاية، نظراً لتركيزها الأساسي على الشأن الداخلي، وضمان انتقال سلمي للسلطة، وتحقيق الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب والانتهاكات الإسرائيلية.


وخلص طعمة للقول إنه "في المرحلة الحالية، لا تمتلك القيادة السورية الجديدة القدرة على مواجهة إسرائيل عسكريًا، لكنها تحاول الاعتماد على المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، لرفع الصوت السوري وتوثيق الانتهاكات".

 

 

تدمير القدرات العسكرية والتسليحية السورية 

 

من جهته، قال المحلل السياسي راسم عبيدات إن إسرائيل تسعى من خلال  الغارات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا، والاحتلال في جنوب سوريا الذي امتد إلى أكثر من 350 كيلومتراً مربعاً، تسعى من خلاله إسرائيل لتحقيق مجموعة من الأهداف.


وأوضح عبيدات "أن أبرز هذه الأهداف يتمثل في تدمير القدرات العسكرية والتسليحية السورية الثقيلة والمتوسطة، بما يشمل الدبابات، والطائرات الحربية، والدفاعات الجوية، والرادارات، والمطارات، والسفن الحربية، والموانئ، إضافة إلى الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز".


وأضاف: "تهدف إسرائيل أيضا إلى جعل سوريا دولة منزوعة السلاح، بحيث لا يمكن لها أن تشكل ما تعتبره إسرائيل "خطرًا" على أمنها وأمن مستوطني الشمال."


وأشار عبيدات إلى أن من بين الأهداف الإسرائيلية أيضًا قطع وإغلاق الحدود بين سوريا ولبنان، بهدف منع تدفق وتهريب السلاح إلى "حزب الله" عبر المعابر السورية- اللبنانية، إضافة إلى الحفريات في جبل الشيخ وإنشاء خنادق عميقة لقطع التواصل بين الجانبين.


وأكد أن إسرائيل تسعى إلى ضمّ الجولان المحتل بشكل نهائي واعتباره جزءاً من دولة الاحتلال بموافقة أمريكية، مستذكرًا إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضم الجولان في عام 2017، بينما كانت إسرائيل قد أعلنت ضمه منذ العام 1981.

 

زيادة المستوطنات في الجولان المحتل

 

وأوضح عبيدات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث عن زيادة أعداد المستوطنات في الجولان المحتل، مع تخصيص ميزانيات ضخمة لتنمية هذا الاستيطان.


وفي سياق آخر، قال عبيدات "إن إسرائيل تهدف إلى إنشاء حزام أمني في المنطقة الجنوبية عبر السيطرة على المنطقة العازلة لفترة طويلة. كما تسعى إلى أن يكون لها تأثير وحضور في القرار السوري من خلال دعم مشروع إقامة دولة درزية في جنوب سوريا، رغم رفض الدروز السوريين لفكرة الانفصال عن وطنهم".


ولفت عبيدات إلى سعي إسرائيل للتواصل مع مشروع الدولة الكردية، التي تسعى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إقامتها في شمال سوريا، بحيث تمتد إلى الأراضي العراقية والتركية.


وذكر "أن إسرائيل تعمل على إنشاء ما يُعرف بـ "ممر داود" عبر قاعدة التنف الأمريكية، الواقعة عند مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية، لتعزيز الترابط والتنسيق مع الدولة الكردية المستقبلية."


وأكد عبيدات أن استهداف إسرائيل للقدرات العسكرية السورية واغتيال العلماء والباحثين يهدف إلى إعادة سوريا 50 عاماً إلى الوراء، وجعل أجوائها مفتوحة أمام الاعتداءات الإسرائيلية ضد إيران. كما تسعى إسرائيل إلى نقل سوريا من محور المقاومة إلى حلف التطبيع العربي".

 

الطرف الأقوى في الإقليم

 

من جانبه، قال وديع أبو نصار، المختص بالشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل معنية بأن تبقى الطرف الأقوى في الإقليم، ولتحقيق ذلك فهي غير معنية بالسماح لأي طرف آخر، سواء كان من خصومها أو حتى من أصدقائها المحتملين، بأن يصبح قوياً.


وأضاف أبو نصار: "إن هذا الأمر لا ينحصر في سوريا فقط، بل يمتد ليشمل تخوفات إسرائيلية من تعاظم قدرات الجيش المصري، وهو ما عبّر عنه بعض أقطاب اليمين الإسرائيلي الذين يرون أن هذه القدرات قد تُستخدم لاحقًا ضد إسرائيل". 


وأشار إلى وجود بعض الاقتراحات حول كيفية لجم هذا التعاظم العسكري من خلال الضغط على مزوّدي السلاح للجيش المصري.


وأوضح أبو نصار أن إسرائيل غير معنية بأن تكون دول الجوار، أو حتى دول الإقليم، قوية بصورة قد تمكّنها من تحدي إسرائيل. لذلك، استغلت إسرائيل ما حدث في سوريا لضرب مقدرات الجيش السوري، مؤكداً أن اسرائيل ستواصل هذا النهج سواء لإضعاف سوريا تحديداً، أو لضرب خطوط الإمداد لحزب الله، أو لتوجيه رسائل لأطراف الإقليم كافة، خاصة إيران

دلالات

شارك برأيك

الاستباحة الإسرائيلية للأراضي السورية.. نوازع ثأرية ومحاولة لتكريس دولة الطوائف

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي ساعة واحدة

يمكن لتركيا وسوريا بحكمها الجديد أن تقف سدا مانعا وجبهة قوية ضد اسراىيل وامريكا بتجييڜ الشعوب العربية ضد الاحتلال وأعوانه مع الاعتماد على الله اولا واخيرا

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

يورو / شيكل

بيع 3.88

شراء 3.78

دينار / شيكل

بيع 5.7

شراء 5.6

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 255)