قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إنه قرر استئناف قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحقه ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، مع طلب تأجيل تنفيذ القرار.

والخميس الماضي، أصدرت المحكمة في لاهاي مذكرات اعتقال بحق كل من نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة، بالإضافة إلى محمد دياب إبراهيم المصري (محمد الضيف)، القائد العام لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، والذي تقول إسرائيل إنها اغتالته في غزة.

وكان أمام إسرائيل مهلة حتى منتصف ليل الأربعاء/الخميس، لتقديم ردها على قرار المحكمة في لاهاي.

وقال نتنياهو في بيان لمكتبه: "لا تعترف دولة إسرائيل بسلطة المحكمة الجنائية الدولية وشرعية مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق".

وأضاف البيان: "التقى رئيس الوزراء نتنياهو اليوم (الأربعاء) بالسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، في مكتبه بالقدس".

وتابع: "أطلع السيناتور رئيس الوزراء على سلسلة التحركات التي يروج لها في الكونغرس الأمريكي ضد المحكمة الجنائية الدولية وضد الدول التي تتعاون معها".

وقال مكتب نتنياهو: "بالتزامن مع التحركات في الكونغرس، قدمت إسرائيل اليوم (الأربعاء) إلى المحكمة الجنائية الدولية إخطارا بنيتها الاستئناف أمام المحكمة مع طلب تأجيل تنفيذ مذكرات الاعتقال".

وزعم أن مذكرة الاستئناف الإسرائيلية "تكشف بالتفصيل إلى أي مدى كان قرار إصدار مذكرات الاعتقال غير صحيح ويفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني".

وقال إنه: "بقدر ما ترفض المحكمة الاستئناف، فإن ذلك سيوضح أكثر لأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة والعالم مدى انحياز المحكمة الجنائية الدولية ضد دولة إسرائيل"، على حد زعمه.

وفي وقت سابق من الأربعاء، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "سيتعين على نتنياهو أن يقرر خلال الساعات المقبلة ما إذا كانت إسرائيل ستبلغ المحكمة الجنائية الدولية بنيتها تقديم استئناف ضد مذكرات الاعتقال، أم أنها ستتجاهل وتنتظر العقوبات التي ستفرضها إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عقوبات على المحكمة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه إن "الأمريكيين يخططون لفرض عقوبات جهنمية على أي دولة تساعد المحكمة، وهكذا سينتهي الأمر".

وبحسب المسؤول ذاته: "ليس علينا أن نأتي ونتوسل إلى جهة لا نثق بها على الإطلاق"، في إشارة للمحكمة الجنائية الدولية.

وبحسب "يديعوت أحرونوت" فقد "نصح المستوى المهني نتنياهو بالاستئناف على أساس أن هناك عيوبا في القرار"، دون مزيد من التوضيح.

وأضافت: "في المقابل، يعارض وزراء ومسؤولون آخرون ذلك، ويعتقدون أن على إسرائيل أن تتجاهل قرار المحكمة، لأن الاستئناف في حد ذاته هو اعتراف بسلطتها".

وأجرى نتنياهو، الثلاثاء، مناقشة سرية حول مسألة مذكرات الاعتقال لكن لم يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن، وفق الصحيفة.

والجمعة، أعرب البيت الأبيض عن رفضه مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت.

جاء ذلك في بيان أصدره أحد متحدثي مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض، رداً على سؤال لمراسل الأناضول بشأن الموضوع.

وقال المتحدث، الذي لم يفصح عن اسمه، إن الولايات المتحدة "ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت".

وأضاف أن "الولايات المتحدة ترفض من الأساس قرار المحكمة بإصدار أوامر اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين كبار".

وادعى المتحدث الأمريكي أن المحكمة الجنائية الدولية "ليست لديها صلاحية مقاضاة إسرائيل".

وبعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ القادم جون ثون، إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن تشريعات مجلس النواب الأمريكي، متعهدا بالسعي إلى إقرار العقوبات باعتبارها "أولوية قصوى في الكونغرس المقبل".

وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، قدمت إسرائيل مذكرة تطعن في اختصاص المحكمة، وطلبت من قضاة المحكمة رفض طلبات مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت، لكن المحكمة رفضت لاحقا الطعن الإسرائيلي.