أكد المدافعون عن حقوق الإنسان، يوم الاثنين، على الروابط بين نضالات الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) والفلسطينيين من أجل إنهاء الاستعمار - والنفاق المتمثل في الاحتفال بيوم الشعوب الأصلية (الذي صادف يوم الاثنين، 14/10/2024) بينما تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية هائلة ودعمًا دبلوماسيًا لإسرائيل في حربها على غزة والتي تخضع للمحاكمة بسببها بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.

وقالت الباحثة اليهودية الأميركية، بيناي بليند في تصريح إعلامي : "قبل عدة سنوات نجح الناشطون الأصليون في حشد مجالس مدنهم لاستبدال ما يعرف بيوم كولومبوس، اليوم الذي يكرم المستكشف الإيطالي الذي كان مدمرًا لعوالم السكان الأصليين، بيوم الشعوب الأصلية، وهو عطلة تحتفل بالسكان الأصليين الذين قاوموا القمع الاستعماري لأكثر من 500 عام، منذ وصول كريستوفر كولومبوس". وأضافت : "إنها أيضًا فرصة جيدة لتسليط الضوء على التضامن الأصلي بين الأميركيين وكذلك مع الشعوب الأصلية الأخرى، بما في ذلك الفلسطينيين".

وقالت بليند، "في الواقع، يشترك كلا الشعبين (الهنود الحمر والفلسطينيون ) في قصة مماثلة عن مقاومة الاستعمار، في حين يشترك المستعمرون الاستيطانيون - الولايات المتحدة وإسرائيل - في قصص أصلية مماثلة والتكتيكات المستخدمة لفصل السكان الأصليين عن أرضهم".

واستشهد بليند بستيفن سالايتا - الأستاذ الفلسطيني الأميركي للدراسات الهندية الأميركية الذي تم إلغاء عرضه لشغل منصب دائم في جامعة إلينوي شامبين-أوربانا في عام 2014 بسبب انتقاده للقصف الإسرائيلي لغزة في تموز 2014 - وأشار إلى أن "إسرائيل وأميركا الشمالية تشتركان في خطاب مماثل يبرر أصولهما".

وأضافت أن "المستوطنين في كلا البلدين، الذين كانوا يستمدون إلهامهم من الإشارات التوراتية إلى "الخلاص والفداء والمصير"، اعتقدوا أنهم وصلوا إلى الأرض الموعودة، حيث أمرهم الله بالقضاء على السكان الأصليين لإفساح المجال أمام أرض أكثر خصوبة كانت في السابق "غير مستغلة وغير مقدرة من قبل السكان الأصليين".

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي تضمن لقطات فيديو لقصف إسرائيل يوم الاثنين لمخيم للنازحين على أراضي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في وسط غزة، قالت أوهيكيا مايلي - أستاذة هاواي الأصلية للعرق والشتات والإثنية في جامعة شيكاغو - على وسائل التواصل الاجتماعي إن "يوم الشعوب الأصلية يدور حول إحياء ذكرى بقائنا وتحملنا على الرغم من الاستعمار الاستيطاني - ومقاومة الإبادة كشعب مميز".

وأضافت "إذا لم يدين احتفالكم التدمير العشوائي الذي تشنه إسرائيل على حياة الفلسطينيين، فإنه يعزز الاستعمار الاستيطاني بلا هوادة".

وأكدت الشاعرة والمعلمة الساموية تيريزا سياجاتونو )جزيرة سوموا ) أن "الفلسطينيين شعب أصلي" و"فلسطين الحرة هي كفاح أصلي".

وأضافت "أكرر هذا مرارا وتكرارا بكل وضوح لأنني لا أعتقد أن الناس يكافحون من أجل هذا الأمر بما فيه الكفاية، وأنتم بحاجة إلى ذلك".

وأكد نيك إستس، وهو منظم مجتمع "قبيلة لاكوتا" ومؤرخ بجامعة مينيسوتا، أن "الاحتفال الساخر بيوم الشعوب الأصلية من قبل دولة استيطانية تدعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة استيطانية أخرى ضد الفلسطينيين واللبنانيين لا يظهر لنا أي شيء مقدس، حتى بقاءنا، حتى ندفن الاستعمار مرة واحدة وإلى الأبد".

ردًا على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن يوم الشعوب الأصلية "احترامًا للسيادة القبلية وتقرير المصير"، انتقد المؤرخ العمالي والمؤلف وأستاذ جامعة إمباير ستيت جيف شوركي أولئك "الذين يحتفلون بيوم الشعوب الأصلية بينما يسهلون في الوقت نفسه الإبادة الاستعمارية في الوقت الفعلي لشعب فلسطين الأصلي".

اختارت مجموعة العمل المباشر الأميركية "الصوت اليهودي من أجل السلام" يوم الشعوب الأصلية لتنظيم احتجاج تم فيه اعتقال أكثر من 200 ناشط أثناء المطالبة بإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. قالت سمية عوض، المتحدثة الأميركية الفلسطينية للحدث وعضو مشروع العدالة "عدالة" إن "حقيقة أن الولايات المتحدة تدعي الوقوف مع الشعوب الأصلية وتكريمها ... بينما تمول وتدعم ماليًا التطهير العرقي للسكان الأصليين في فلسطين تتناقض مع تصريحاتهم".

وقال ريك تابينوناكا، أحد أعضاء (القبيلة الهندية الحمراء) "أمة الكومانشي" والمنظم اليساري الذي يستضيف بودكاست "Decolonized Buffalo"، على وسائل التواصل الاجتماعي: "أجد أنه من السخرية أن يزعم المستوطنون أن الشعوب الأصلية في القارة الأميركية الشمالية لا يبذلون جهدًا كافيًا لمحاربة الاستعمار الاستيطاني".

وأضاف أنه "مع ذلك فإن هؤلاء المستوطنون أنفسهم أمضوا عاماً كاملاً وهم يشاهدون حكومتهم الاستعمارية تدعم الإبادة الجماعية في فلسطين ولم يفعلوا شيئاً".