Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 8:49 صباحًا - بتوقيت القدس

"تفكيك الكولونيالية في فلسطين.. الأرض، الشعب، والكتاب المقدس".. متري الراهب يحاول ترميم الرواية الفلسطينية

رام الله -"القدس" دوت كوم- مهند ياسين

استعرض القس البروفيسور متري الراهب، مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، أول من أمس، أحدث كتبه: "تفكيك الكولونيالية في فلسطين.. الأرض، الشعب، والكتاب المقدس"، وذلك في حوارية فكرية بدار بلدية رام الله، حول التاريخ، والرواية، والخطاب الديني، وما يتقاطع بينها من مفاصل تشكّل صورة الحاضر والمستقبل الفلسطيني.


وفي مستهل الحوار، أشار الشاعر إيهاب بسيسو، وزير الثقافة السابق، إلى السياق الملتبس الذي تعيشه فلسطين، حيث تتواصل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتحديداً في غزة، بينما يصدر كتاب يُفكك الأسس الفكرية للاستعمار الكولونيالي في هذه الأرض، مشيراً إلى مفارقة أن الكتاب يعالج منظومة فكرية تولّد مشاريع إبادة وتطهير عرقي بحق أهل البلاد الأصليين.

 

من الفلافل إلى هوية المكان

 

ويرى الراهب أن المعركة اليوم ليست على الأرض فحسب، بل هي أيضاً معركة على الرواية، مستشهداً بحالته الراهنة: "منذ عام 1948، لم نخسر الأرض فقط، بل فقدنا أيضاً جزءاً من الرواية. لقد أنفقت إسرائيل سبعة عقود تسوّق روايتها للعالم، بينما نحن عالقون بين فصول مختلفة من الحرب: في غزة، فصل إبادة واضح؛ في الضفة، استيطان استعماري إحلالي وسرقة الموارد؛ وفي السياق الأوسع، هناك سرقة للرواية، بل ومحاولة الاستحواذ حتى على الرموز الثقافية والدينية، من الفلافل وصولاً إلى هوية المكان".


وأتى كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين.. الأرض، الشعب، الكتاب المقدس" استجابةً لحاجة ملحّة، إذ أوضح الراهب: "ليس ثمة أعياد ميلاد في فلسطين اليوم، لا أفق للاحتفال أو التنفس. سعت إسرائيل لتقديم مسيح متخيل يتوافق مع مشروعها الاستعماري، وأنا أقول في الكتاب: المسيحية نبتة فلسطينية، وليست نتاج الفاتيكان. لا يمكن لأستاذ دين في باريس أن يفهم الكتاب المقدس أكثر من ابن هذه الأرض، ابن السياق الذي خرج منه العهد الجديد".

 

فلسطين الحقيقية وفلسطين المتخيلة

 

هذه الرؤية جذرية وبالغة الأهمية: "علينا أن نقرأ الكتاب المقدس بأعين فلسطينية، وليس من منظور استعمار صهيوني. هو نص خرج من أرضنا، وأهل هذه الأرض أقدر على فهمه." والهدف من ذلك، وفق الراهب، إعادة فك الارتباط بين النصوص المقدسة والمشروع الاستعماري، وتحريرها من التفسيرات الاستيطانية الإحلالية".


يخوض الكاتب في مفهوم "فلسطين الحقيقة" مقابل "فلسطين المتخيلة"، وكيف أن الغرب -وخلفه المسيحية الصهيونية- أنتج سرديات متخيلة لدعم المشروع الاستعماري، ويذكّر الراهب: "هذا ليس صراعاً دينياً، بل استعمار إحلالي استغل الدين. علينا تفكيك المصطلحات والمفاهيم، فمفهوم (شعب الله المختار)، مثلاً، لم يكن يوماً دعامة لاحتلال، بل نشأ من رحم شعب مضطَهد، استخدم الإيمان درعاً أمام جبروت الإمبراطوريات".

 

اللاهوت السياقي

 

ويستلهم الراهب في تحليله تجربة "اللاهوت السياقي"، ويعتبر أن إعادة قراءة الكتاب المقدس في ضوء الخبرة الفلسطينية تحت الاحتلال أمر حاسم، فالمسيح نفسه عاش تحت احتلال روماني، وفهم كلماته يتطلب إدراك هذا السياق. هذا النهج يُشبه ما فعله إدوارد سعيد مع كتابه "الاستشراق"، إذ كشف الفجوة بين الشرق الحقيقي والشرق المتخيل في المخيال الغربي.


ويطرح الراهب دور المسيحية الصهيونية بوصفها لوبي سياسي يدعم الاستيطان، ويرى ذلك جزءاً من هيمنة الرؤية الإمبريالية على النصوص المقدسة. ويمتد نقده إلى أشكال أخرى من "الدين الصهيوني"، بما فيها مساعٍ عربية خجولة لتبرير التطبيع، مستشهداً بأن أخطر ما في الأمر هو التوافق الضمني بين دول وأطراف عديدة على "شرعنة" الاستعمار باسم الكتاب المقدس.

 

معرفة تفكّك الاستعمار

 

هذا الكتاب ليس فقط مراجعة فكرية، بل مشروع يعيد النظر في أسس المعرفة، وفي أسطورة "الشرق الأوسط المتخيل". يكمن الحل، برأي الراهب، في إنتاج معرفة بديلة، تعكس صوت الشعوب الأصليّة، وتستنطق النصوص بسياقها الحقيقي. ويطمح الراهب إلى أن يكون هذا الكتاب منطلقاً لإرساء لاهوت فلسطيني تحرري، في مواجهة سرديات استعمارية مضى عليها الزمن.


كتاب "تفكيك الكولونيالية في فلسطين" دعوة جريئة لإعادة النظر في الأسس الفكرية للاستعمار، وفي كيفية قراءة النصوص المقدسة، وكشف توظيفها لخدمة أجندات إحلالية. إنه محاولة لترميم الرواية الفلسطينية، وإطلاق حوار معرفي، لاهوتي، وسياسي يعيد إحياء هوية الأرض ويحررها من سطوة المتخيل الإمبراطوري.

دلالات

شارك برأيك

"تفكيك الكولونيالية في فلسطين.. الأرض، الشعب، والكتاب المقدس".. متري الراهب يحاول ترميم الرواية الفلسطينية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 9:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

يورو / شيكل

بيع 3.88

شراء 3.78

دينار / شيكل

بيع 5.7

شراء 5.6

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 255)