Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

الأحد 25 أغسطس 2024 10:01 صباحًا - بتوقيت القدس

فاروق القدومي.. المحارب الوطني والممثل الدبلوماسي في المحافل الدولية

رام الله -"القدس" دوت كوم- غسان شربل- الشرق الأوسط

نجاح الثورة الجزائرية ترك صداه وساهم في قيام العمل الفدائي في المشرق العربي
عند الانطلاقة اتهمنا "القوميون العرب" بـ"الثلاث تاءات": توريط لمصر وتوقيت خاطئ والتنسيق
اصطحب عبد الناصر "أبو عمار" معه إلى الاتحاد السوفييتي فبدأت العلاقات بين موسكو والمنظمة
السادات أخبرنا بقرار حرب أكتوبر ونية الجيش المصري عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف
القضية الفلسطينية هي الأولى بالنسبة إلى سوريا وإلا فلماذا قدمت ما قدمت
صدام كان كريماً معنا خصوصاً بعدما أصبح رئيساً وكل مطالبنا تستجاب وبسرعة
السعودية تأتي في طليعة الداعمين للمنظمة ودول الخليج ساعدت الشعب الفلسطيني كثيراً


لا يمكن كتابة قصة العقود السبعة الماضية في العالم العربي من دون التوقف طويلاً عند قصة حركة "فتح". ولا يمكن كتابة قصة "فتح" من دون التوقف عند دور فاروق القدومي (أبو اللطف) الذي كان واحداً من أبرز حلقة المؤسسين، التي لم يبق منها سوى الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي شاءت الأقدار أن يشهد من موقعه الحالي النكبة الجديدة التي ألحقتها حكومة بنيامين نتنياهو بقطاع غزة.


غاب القدومي (الخميس 22 آب /أغسطس 2024). غلبته التسعينات. وكان اسمه غاب في العقود الثلاثة الماضية بعد معارضته خيار "اتفاق أوسلو"، وتخوّفه من أن تحوّله إسرائيل فخاً للقيادة الفلسطينية وشعبها. قبل هذا الافتراق كان القدومي نجماً فلسطينياً حين كان يحمل القضية بوصفه وزير خارجية منظمة التحرير إلى المحافل الدولية. كان واضحاً وصارماً في مداخلاته في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز والقمم العربية والإسلامية، ومثلها في علاقات منظمة التحرير الدولية.


عارض القدومي الوافد أصلاً من حزب "البعث". سألته ذات يوم عن الاتهامات التي كانت توجّه إلى الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) بالتفرد، فردّ مبتسماً: "أبو عمار شيخ قبيلة فتح، وبحسب أعرافنا يجوز لشيخ القبيلة ما لا يجوز لغيره". ملاحظاته على أسلوب عرفات لم تدفعه يوماً إلى التشكيك بأنه قائد الشعب الفلسطيني و"أول من دخل إلى الأراضي المحتلة وأعدّ الخلايا للانطلاقة".


في التسعينات كنتُ مهتماً بجمع الروايات الفلسطينية. في 1998 التقيت القدومي في حوار ذكريات في تونس تحدث فيه عن أبرز المحطات. لمناسبة وفاته رأيت أن أشرك قرّاء "الشرق الأوسط" في جانب من روايته.

الثورة الجزائرية ألهمت العمل الفدائي.. وولادة "فتح"

* كيف وُلدتْ حركة "فتح"؟
- إثر احتلال غزة في العام 1956، حصلت أعمال مقاومة. وقبل ذلك كانت هناك عمليات فدائية انطلقت من قطاع غزة حيث كانت فكرة المقاومة حاضرة باستمرار. الأحداث التي وقعت في المنطقة: الثورة العراقية، وإنهاء دور غلوب باشا، واندلاع الثورة الجزائرية وغيرها (من الأحداث)، كل ذلك ترك آثاراً في المنطقة. الواقع أن نجاح الثورة الجزائرية ترك صداه وساهم في قيام العمل الفدائي في المشرق العربي.


كان مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، أثناء وجوده في مصر وبعدها في لبنان، متمسكاً بضرورة الكفاح الفلسطيني. 


وفي تلك الأثناء كانت هناك مكاتب لـ"الهيئة العربية العليا". هذه الأجواء ساعدت على نشوء الحركة الفدائية، خصوصاً أن الإنجاز على المستوى السياسي كان قليلاً، فبعد الوحدة بين مصر وسوريا جاءت نكسة الانفصال في 1961. في العام نفسه بدأت مفاوضات "إيفيان" التي انتهت باستقلال الجزائر. 


بدأ الكثيرون من المنتمين إلى الأحزاب السياسية، وبفعل أجواء الإحباط، يتجهون إلى تشكيل منظمات فدائية، فكانت "فتح". بدأ الاتجاه الجبهوي يتشكل وقامت منظمات متعددة. وعندما أقر العرب ضرورة وجود منظمة فلسطينية، وعقد أول مجلس وطني في 1964 في القدس، وازداد الدعم لهذا الاتجاه الجبهوي، وتشكل جيش التحرير الفلسطيني.


بدأ إخوة يفكرون في ضرورة وجود منظمة. قبل ذلك كانت هناك مجلة اسمها "فلسطيننا" باسم توفيق حوري (لبناني) وهي ذات ميول إسلامية. وكانت هناك مجلة باسم "فلسطين" تصدرها الهيئة العربية العليا. هذه المجلات كانت تدعو إلى إنشاء جبهة فلسطينية، فبدأت حركة "فتح" تتشكل في الكويت ثم في قطر في أواخر الخمسينات، وبداية الستينات ووُضع هيكل البناء الثوري لحركة "فتح" في 1959.


شارك في المداولات كثيرون بينهم الأخوة "أبو جهاد" و"أبو عمار" وعادل عبد الكريم وعبد الله الدنان ومنير السويدي وتوفيق حوري. انتشرت الفكرة في الكويت وقطر فكان هناك المرحوم أبو يوسف النجار ومحمود عباس وعدد من الأخوة. هذه بداية الفكرة لكن نشوء التنظيم كان في بداية الستينات.

اللقاء الأول مع "أبو عمار"

* متى التقيت "أبو عمار" للمرة الأولى؟
- في 1954 في القاهرة، كنا في رابطة الطلاب الفلسطينيين، "أبو عمار" و"أبو إياد" وأنا. عملنا معاً في الرابطة وكان "أبو عمار" رئيساً لها. أنا كنت في الجامعة الأميركية، و"أبو عمار" كان في جامعة القاهرة، و"أبو إياد" في كلية الآداب جامعة الأزهر. أنا كنت منتمياً إلى حزب "البعث"، و"أبو إياد" كان من "الإخوان المسلمين" المتنورين، و"أبو عمار" كان مستقلاً متديناً. أمضينا قرابة ثلاث سنوات في القاهرة. تخرّج "أبو عمار" وتوجه إلى الكويت ليعمل مهندساً في دائرة الأشغال، وتبعه "أبو إياد" للعمل في التدريس، ثم ذهبت أنا وعملت في وزارة الصحة مسؤولاً عن العلاقات الصحية الدولية. ذهبت أولاً إلى ليبيا ومنها إلى المملكة العربية السعودية، حيث عملت في مديرية شؤون الزيت والمعادن ثم إلى الكويت في 1960.


لم تكن هناك في البداية اجتماعات، واقتصر الأمر على اتصالات ثنائية للمحافظة على السرية. أنا كنت أتصل بـ"أبو عمار" وهو يتصل بـ"أبو إياد". وكان المنسّق الأخ عادل عبد الكريم. ومن الأوائل أيضاً الأخ "أبو الأديب" (سليم الزعنون)، والأخ خالد الحسن، وكل هذا قبل أن تتشكل لجنة مركزية تجتمع كمجموعة. تشكلت اللجنة المركزية وبدأت اجتماعاتها كفريق مع الانطلاقة في 1965. على مدى سنوات، أجرينا اتصالات بالأخوة في كل المناطق، خصوصاً بالشخصيات والرموز الوطنية العربية والفلسطينية. وبين هذه الشخصيات من ينتمي إلى الجزائر والسعودية ودول أخرى.

* من سمّاها "فتح"؟
- منذ البداية كان واضحاً أنها حركة تحرر (وطني) فلسطيني. أُخذت الحروف الأولى وقُلبت.

* كيف كان توزيع المسؤوليات؟
- في البداية كان الأمر فكرة في الأذهان، والعمل سري والاتصال يتم بشكل فردي.

قرار انطلاقة "فتح"

* من اتخذ قرار الانطلاقة في 1-1-1965؟
- عندما بدأنا بالفعل الاجتماع مع الرموز، خصوصاً في دمشق، تشاورنا: هل ننطلق قبل قيام منظمة التحرير الفلسطينية (1964) أم بعد ذلك. هنا بدأت الاجتماعات تأخذ طابعاً جماعياً. وفي النهاية تقرر أن ننطلق لنعمّق التيار الجبهوي وكي تكون هناك موافقة عربية على وجود هوية وطنية فلسطينية هي منظمة التحرير، وهذا يسهّل علينا رسم طريق الكفاح المسلح والعمل الفدائي. استغرقت المناقشات فترة من الزمن. واشترك عدد من الأخوة في المجلس الوطني الذي عقد في القدس في 1964 بينهم "أبو عمار" و"أبو السعيد" (خالد الحسن) وآخرون.


نصت عملية الانطلاق على ضرب أنابيب المياه في شمال فلسطين، وانطلق المنفذون من الحدود السورية. أول أسير لنا اسمه محمود حجازي، وأول شهيد أحمد موسى. لم يسقط شهداء في العملية الأولى. بدأنا إنشاء دوائر معينة. كان لدينا "مجلس ثوري"، ولجان مناطق، ثم لاحقاً لجنة مركزية وجبهة مساندة.

* ماذا كان موقع "أبو عمار" في تلك الفترة؟
- عُيّن أبو عمار لفترة نائباً للقائد العام (أبو يوسف النجار)، ثم بدأ يمارس مهامه كقائد عام بعد 1966. وعُيّن أبو عمار ناطقاً رسمياً. وبعدها بدأنا في التفرغ. أول لجنة مركزية ترأستها أنا إذ عيّنت أميناً لسر اللجنة المركزية.

* متى تعرّفت على "أبو جهاد"؟
- ذهب "أبو جهاد" إلى الجزائر مندوباً للثورة الفلسطينية وكان ذلك في عهد الرئيس أحمد بن بلة. وعندما ذهبنا إلى دمشق في 1966 تعرّفنا إليه هناك. قبل الجزائر عمل "أبو جهاد" مدرّساً في الكويت.

* هل حصلت صدامات في الاجتماعات الأولى للجنة المركزية بسبب اختلاف الانتماءات؟
- فكرة "فتح" هي العمل - الفكر - التنظيم. أي من خلال الممارسة العملية والتجارب نُغني فكرنا وتنظيمنا ونحسّن عملنا. وكنا نقول إن حمل السلاح هو الأساس، ونعتبر أن أهداف حامل السلاح ليست مادية بل وطنية ومعنوية ولذلك يكون في حالة طهارة ونقاء.

تسلم قيادة منظمة التحرير

* في أي ظروف أمسكت "فتح" بمنظمة التحرير؟
- كانت هناك اتصالات متعددة. في البداية اتهمنا بعضهم بـ"الثلاث تاءات"، أي توريط لمصر وعبد الناصر، وتوقيت خاطئ، والثالثة التنسيق. 


وجّهت إلينا هذه التهمة "حركة القوميين العرب" ورددنا عليها. بعد وقت بدأ العمل المسلح يقدّم إنجازاً ورفع معنويات الجماهير. وعندما حصلت معركة الكرامة في 1968 اتسع الإنجاز الفتحاوي. فبعد هزيمة الجيوش العربية في 1967 كانت الجماهير تنتظر انبثاق حركة ثورية. 


وهكذا هلل الناس لـ"فتح". بنينا قواعد الارتكاز على حدود نهر الأردن وبدأت حركة داخل المجموعة العربية قالت إن لا بد لهؤلاء الشباب من تسلّم مسؤوليات العمل الفلسطيني، ولعبت مصر بقيادة جمال عبد الناصر دوراً مهماً. كما لعب الصندوق القومي الفلسطيني دوراً لأنه حجب الأموال عن السيد أحمد الشقيري، وطالبه بالتغيير وضرورة إدخال المنظمات الفدائية في منظمة التحرير. سلّم الشقيري، رحمه الله، مقاليد الأمور لـ"فتح".


 وفي 1969 تسلّمنا منظمة التحرير الفلسطينية ودخلتها ست منظمات، وتشكلت منظمة التحرير كجبهة وطنية وأصبح الأخ "أبو عمار" رئيساً لمنظمة التحرير بعد فترة قصيرة تولى خلالها الرئاسة السيد يحيى حمودة.

* "فتح" أطلقت الرصاصة الأولى؟
- نعم "فتح" أطلقت أول رصاصة واتهمت آنذاك بالعمالة والتخريب.

* في 1969 تولى "أبو عمار" رئاسة المنظمة، متى دخلت اللجنة التنفيذية؟
- في ذلك التاريخ، وكنا رفعنا شعار تجويف المنظمة من الداخل، أي لا بد من تجويفها وأن تدخلها المنظمات الفدائية.

* أي الاستيلاء على المنظمة.
- لم يكن في نظرنا استيلاء بل نقلة من الشيوخ إلى الشباب.

"فتح" والرئيس عبد الناصر

* كيف بدأت العلاقة مع عبد الناصر؟
- كنا نهدف باستمرار إلى إقامة علاقات مع الرئيس عبد الناصر. ذهبنا في نهاية 1965 أو بداية 1966 لنقابله، وكنت مع الأخ "أبو عمار" والأخ محمود سودة، لكننا لم نتمكن من مقابلته بل قابلنا صلاح نصر (مدير المخابرات)، وحدد لنا علاقة مع أحد المسؤولين في الأجهزة. أي أننا فشلنا في لقاء عبد الناصر. في تلك الفترة لم تكن الثورة الفلسطينية برزت بشكل واضح لتجذب الأنظار وتحظى بالاهتمام اللازم من مصر ورئيسها. الاهتمام حصل بعد نكسة 1967. في 1966 كانت لنا علاقة باللواء محمد صادق، وهو رجل (رحمه الله) تولى قيادة الجيش لاحقاً. نسّقنا مع المخابرات العسكرية وكانوا ينظرون إلينا كجناح عسكري.


في 1965 صدرت عن القيادة العربية الموحدة التي كان يتولاها علي عامر تعليمات بملاحقة رجال "فتح" أينما وجدوا. حاولنا، من الكويت، الاتصال بعبد الناصر وقيل لنا تفضلوا، لكننا لم نوفق في مقابلته. مكثت في مصر لفترة وأصبحت ممثلاً لـ"فتح" هناك وكان الأخ أبو عمار ممنوعاً من دخولها في 1966 بحجة أن له علاقة بـ"الإخوان المسلمين". الحقيقة أننا حين ذهبنا أشعنا أننا التقينا الرئيس عبد الناصر، وسارع "أبو عمار" إلى المغادرة. فهو دخل من خلال المخابرات العامة وغادر كي لا تعرف المباحث العامة بوجوده، وهو ممنوع أصلاً من الدخول. حصلت مشكلة، وراحت المباحث العامة تدقق في كيفية دخول "أبو عمار". بعد 1967 جئنا وقابلنا الأستاذ محمد حسنين هيكل. وحصل اللقاء مع الرئيس عبد الناصر وقد لعب هيكل دوراً في ذلك.

* هل كان عبد الناصر يحبّ "أبو عمار"؟
- كان يحبه حباً جماً ويرى فيه الشباب العربي الذي يحمل الأمل في المستقبل. وفي 1969 اصطحب عبد الناصر "أبو عمار" معه إلى الاتحاد السوفياتي فبدأت العلاقات بين موسكو والمنظمة.

دلالات

شارك برأيك

فاروق القدومي.. المحارب الوطني والممثل الدبلوماسي في المحافل الدولية

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)