رصد تقرير لصحيفة واشنطن بوست، الأحد، اختفاء معظم اللافتات التي كانت تسخر من الرئيس بايدن خلال تجمع لأنصار الرئيس السابق دونالد ترمب في ولاية مينيسوتا الأميركية.

وأكدت الصحيفة خلال تقريرها أن سباق الرئاسة شهد عدة تحولات منذ إعلان الرئيس بايدن انسحابه من السباق الرئاسي مؤيدًا ترشيح نائبته كامالا هاريس بدلاً منه.

وأشارت إلى تغيرات واضحة في استطلاعات الرأي التي كانت ترجح كفة ترمب كثيرًا مقارنة ببايدن الذي كان ترمب يتفوق عليه بـ6 نقاط كاملة، بينما أوضح آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أن 49% من الناخبين المسجلين قالوا إنهم يؤيدون ترمب و47% أيدوا هاريس، وهو ما يشير إلى تحول كبير رغم استمرار تفوق ترمب بنقطتين.

ووجدت استطلاعات رأي جديدة أجرتها قناة فوكس نيوز في الولايات المتأرجحة أن المرشحين متعادلان إحصائيًا في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وتقدمت هاريس بست نقاط في مينيسوتا.

هجوم متبادل

وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب لم يجهز بعد هجومًا مثاليًا ضد هاريس عكس استعداداته السابقة لبايدن، فقد استخدم نفس العبارات التي استخدمها ضد بايدن، فوصف هاريس بأنها منخفضة الذكاء وهو نفس المصطلح الذي استخدمه ضد بايدن من قبل في هجومه، وفي وقت لاحق، أمس السبت خلال تجمع في سانت كلاود، وصف ترمب هاريس بأنها «ضحيته الجديدة» وسخر من ضحكتها.

وفي السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن هاريس خلال فعالية لجمع التبرعات في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس وجهت سهام النقد تجاه منافسها مشيرة إلى أنه مجرم مدان قائلة: «سأضع سجلي بكل فخر ضده في أي يوم».

ورد حلفاء هاريس بإعلان جديد يروج لعملها كمدعية عامة ومدعية عامة للولاية ونائبة للرئيس. وقالت لجنة العمل السياسي المستقلة Future Forward إنها ستنفق 50 مليون دولار لدعم هاريس قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس.

بينما تستأنف مجموعة أخرى، American Bridge 21st Century، إعلاناتها الهجومية على ترمب في الولايات المتأرجحة.

ويميل حلفاء هاريس إلى مهاجمة المرشح الجديد لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس (جمهوري من ولاية أوهايو)، باعتباره غير متوافق مع قيم معظم الأميركيين، وخاصة من خلال تسليط الضوء على تعليقاته التي أدلى بها قبل ثلاث سنوات ووصف فيها الديمقراطيين – بما في ذلك هاريس – بأنهم: «حفنة من سيدات القطط البائسات بلا أطفال».

دعم هاريس المالي في تزايد

كان من المتوقع أن يجمع حفل جمع التبرعات لهاريس في غرب ماساتشوستس يوم السبت 1.4 مليون دولار للحملة، وفقًا لأحد المشاركين في تنظيم الحفل. وقالت الحملة إنها جمعت 126 مليون دولار من 1.4 مليون متبرع في الأيام الثلاثة التي أعقبت تأييد بايدن لهاريس.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الزيادة الكبيرة في التبرعات تمثل انقلابًا في حظوظ الديمقراطيين. مشيرة إلى أنه منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، كان ترمب والحزب الجمهوري قد استحوذا على تبرعات كثيفة للغاية مقارنة ببايدن والديمقراطيين.

صراع الولايات المتأرجحة

وفي مختلف الولايات المتأرجحة، قالت حملة هاريس إنها تستضيف 2300 حدث شعبي هذا الأسبوع لحشد المؤيدين. وقد تضاعفت العديد من الأحداث كاختبارات لاختيار المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس، بما في ذلك والز، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر.

يذكر أن حملة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب، أعلنت الخميس الماضي أن الملياردير يرفض في الوقت الراهن تحديد أيّ جدول زمني لمناظرة منافسته الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس لأنّها لم تحصل رسمياً بعد على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وكانت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية المحتملة عن الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، قد أعربت عن استعدادها لعقد مناظرة مع المرشح الجمهوري الرئيس السابق، دونالد ترمب، في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وأعلن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، اليوم الجمعة، تأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة، بعد أيام من إطلاق حملتها إثر انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.

وقال أوباما في مقطع فيديو يظهر هاريس وهي تتلقى مكالمة من عائلة أوباما: «ميشيل وأنا نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتك في اجتياز هذه الانتخابات والوصول إلى المكتب البيضاوي».

تراشق بين الطرفين

ووصفت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية ووصفت خصمها الجمهوري دونالد ترمب بأنه «غريب تمامًا»، في حين وصف ترمب هاريس بأنها «ليبرالية مجنونة» بينما بدأ المتنافسان سلسلة من الفعاليات في إطار حملتهما الانتخابية.

يأتي هذا التراشق بعد أسبوع عاصف شهد صعود هاريس إلى قمة بطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن «81 عامًا» عن مسعاه للفوز بولاية ثانية تحت ضغط متزايد من رفاقه الديمقراطيين.

وتشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أن دخول هاريس السباق محا التقدم الذي كان يتمتع به ترمب على بايدن في غضون أيام.

وقالت هاريس في كلمة لها في فعالية خاصة لجمع التبرعات شارك فيها المغني وكاتب الأغاني جيمس تايلور في بيتسفيلد بولاية ماساتشوستس، إن الكثير مما يقوله ترمب والسناتور الأميركي جيه دي فانس المرشح نائبا على بطاقته الانتخابية «غريب تمامًا».

ويعد استخدامها لكلمة «غريب» لوصف خصومها جزءًا من استراتيجية جديدة من الديمقراطيين. ووصفت حملة هاريس ترمب بأنه «عجوز وغريب للغاية» بعد ظهوره على قناة فوكس نيوز يوم الخميس، وظهر مؤيد واحد على الأقل خلال فعالية يوم السبت حاملاً لافتة مكتوبًا عليها «ترمب غير طبيعي».

ومثلما فعلت خلال سلسلة من فعاليات الحملة الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية، قارنت هاريس مرة أخرى بين سجلها كمدعية عامة وسجل ترمب كمجرم مدان، وقالت إن مسعاها يتعلق بالمستقبل بينما يريد ترمب إعادة البلاد إلى «الماضي المظلم».

وبعد ساعات، أطلق ترمب وابلاً من الهجمات في تجمع حاشد في سانت كلاود بولاية مينيسوتا، حول قضايا تتراوح من السلامة العامة إلى الهجرة.

وقال ترمب: «إذا تمكنت ليبرالية مجنونة مثل كامالا هاريس من الوصول إلى السلطة، فإن الحلم الأميركي سيموت»، مضيفًا أن هاريس «أسوأ» من بايدن.