اقتصاد
الثّلاثاء 09 يوليو 2024 10:01 صباحًا - بتوقيت القدس
البيتكوين.. المهرب الوحيد من قبضة الاحتلال النقدية
تلخيص
د. سيف الدين عموص
في خضم المأساة الإنسانية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، تتفاقم المأساة الاقتصادية يوماً بعد يوم، مع استمرار التهديدات الإسرائيلية بإلحاق المزيد من الدمار، وفرض المزيد من الحصارات وقطع الطرق. الملفت مؤخراً أن قيادات الاحتلال بدأت تهدد بقطع العلاقات المصرفية للمصارف الفلسطينية مع بقية العالم، الأمر الذي سيكون كارثياً على شعبنا الفلسطيني الذي يعتمد على هذه المصارف للتجارة مع العالم الخارجي، ولتحصيل وإرسال الحوالات من وإلى الخارج. كما ازدادت في الآونة الأخيرة عمليات التعدي على ممتلكات المواطن الفلسطيني سواءً كانت من النقود أو المجوهرات وغيرها.
أصبحت أساسيات الحياة الاقتصادية، وهي أمان الممتلكات والقدرة على التبادل، غير متاحة لشعبنا في خضم السيطرة التامة للاحتلال على الأرض وما عليها. لكن التطور التقني الرقمي خلق مجالاً للفلسطيني لكي يستعمل النقد الرقمي الذي لا تستطيع الحكومات حول العالم أن توقفه. فالبيتكوين اليوم يشكل بديلاً شاملاً لكل ما تقوم به المصارف والبنوك المركزية، دون الحاجة للاعتماد على أية مؤسسة حكومية في العالم. كما أن البيتكوين ليس فقط بديلاً مقبولاً للنقد والمصارف الحكومية، بل إنه نقد أفضل وأكثر تطوراً من النقد الحكومي، وهو ما يفسر الصعود المستمر لقيمة البيتكوين، بينما يستمر الدولار وسائر العملات الحكومية بفقدان القيمة الشرائية، جراء ازدياد المعروض منهم نتيجة السياسات النقدية السهلة للمصارف المركزية.
الميزة التقنية الأهم التي يتمتع بها البيتكوين هي أنه شبكة مفتوحة لكل من يريد أن يستعملها. لا توجد أية سلطة مركزية تتحكم بمن يستطيع استعمال البيتكوين، أو تستطيع أن تصادر رصيد أحد المستعملين. لا يوجد هناك أي جهاز يجب استعماله للدخول للشبكة، فبإمكان أي شخص في العالم أن يستخدم أي جهاز هاتف أو حاسوب لفتح حساب على الشبكة دون معرفة أحد بهويته. إن البيتكوين يستخدم أهم تقنيات التشفير الرقمي لضمان أمان الشبكة دون الحاجة للاعتماد على أية مؤسسة مالية أو سياسية..
فالبيتكوين لا يحتاج إذناً من أحد: لا يمكن لأي أحد أن يمنعك من استخدامه، ويمكنك إنشاء حسابك الخاص بك. ولا يمكن مصادرته: لا يمكن لأحد أن يأخذ عملاتك منك. وليس هناك من داعٍ لأي أحد أن يعرف أنه بحوزتك، باستثناء الشخص الذي يبيعك إياه. وله أفضل سياسة نقدية اختُرعَت على الإطلاق: فلن يكون هناك إلا 21 مليون عملة منه، بحيث يتم إنتاجها في وقتنا الحاضر، وفقاً لجدول زمني محدد. ومعدل النمو الحالي له هو الأدنى من بين جميع أموال العالم. وكل من يستخدم البيتكوين يلاحظ ارتفاع سعره على المدى الطويل، إذ إنه لا يمكن زيادة المعروض منه، على عكس جميع العملات الأخرى الآخذة قيمتها في الانخفاض.
أهمية الاحتفاظ بالمفتاح السري
من المهم هنا التنويه إلى أن المنصات التي يمكن شراء البيتكوين منها تحرمك من الاستفادة من ميزة أن البيتكوين لا يمكن مصادرته. فهذه الشركات تمتلك المفتاح السري للبيتكوين الذي تبيعك إياه طالما بقي البيتكوين على منصتها، بمعنى أنه يمكن لها مصادرته. وقد رأينا كيف أن شركة باينانس قامت بمصادرة جميع أموال الغزيين عند اندلاع الحرب في غزة بأمر من السلطات الإسرائيلية. لذا فمن الضروري جداً الاحتفاظ بالمفتاح السري الخاص بمحفظتك، بحيث لا يمكن لأي سلطة على الأرض أن تصادر البيتكوين الذي بحوزتك. إذا استعملت أحد المنصات لشراء البيتكوين، تأكد من أن تسحب البيتكوين من المنصة إلى محفظتك الخاصة التي لا يملك غيرك مفتاحها الخاص.
ومن المهم جداً أيضاً فهم أن البيتكوين هو العملة الرقمية الوحيدة التي ليس لها جهة تتحكم فيها تستطيع تغيير قواعدها، فجميع العملات الرقمية الأخرى عملات مركزية وهناك سلطة مركزية تتحكم فيها، ما يجعلها عرضة للسرقة من أصحاب النفوذ في الشبكة، أو من الهجمات الحكومية، فباستطاعة الاحتلال الضغط على مسؤولي هذه العملات لمصادرة أرصدة عليها، وهو ما يستحيل فعله في البيتكوين. الأغلبية العظمى من هذه العملات البديلة فشلت، وهبطت الى ما يقارب الصفر مقابل البيتكوين، وأما تلك التي لم تفشل بعد، فمن المرجح أنها ستفشل مستقبلاً وإن لم تفشل فهي ليست ملاذاً آمناً في زمن أصبح الاحتلال يطارد فيه المال الفلسطيني في كل مكان. عملة البيتكوين وحدها هي التي يمكن الاعتماد عليها.
لمعرفة المزيد، قم بزيارة saifedean.com/arabic حيث يمكنك العثور على دليل مفصل لاستخدام عملة البيتكوين باللغة العربية، ويمكنك أيضاً تنزيل كتابي معيار البتكوين مجاناً.
....................
الميزة التقنية الأهم التي يتمتع بها البيتكوين هي أنه شبكة مفتوحة لكل من يريد أن يستعملها. لا توجد أية سلطة مركزية تتحكم بمن يستطيع استعمال البيتكوين، أو تستطيع أن تصادر رصيد أحد المستعملين.
* سيف الدين عموص اقتصادي فلسطيني حاصل على شهادة الدكتوراه في التنمية من جامعة كولومبيا في ولاية نيويورك، وهو مؤلف كتاب معيار البيتكوين الذي ترجم إلى 38 لغة وباع أكثر من مليون نسخة عالمياً، وهو مستشار اقتصادي للرئيس السلفادوري نجيب بقيليه.
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
البيتكوين.. المهرب الوحيد من قبضة الاحتلال النقدية