Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 30 نوفمبر 2023 10:46 صباحًا - بتوقيت القدس

الطبيب شامخ أبو الرب ارتقى شهيداً وأصيب شقيقه بالرصاص

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

تعالى صوت أزيز الرصاص في بلدة قباطية جنوب جنين صبيحة يوم الخميس، عندما كانت قوات الاحتلال تحاصر عمارة سكنية بدعوى وجود مطلوبين، فأصيب الأسير المحرر طارق زياد أبو الرب، رغم خروجه من العمارة وحيداً ودون سلاح، بعدما أطلقت قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة الرصاص عليه بشكل مباشر ثم اعتقلته. ووسط أصوات الرصاص وصافرات مركبات الاسعاف، هرع القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب، لمغادرة منزله الذي يقع في المنطقة، للمساعدة والاغاثة برفقة ولديه الطبيب شامخ، 25 عاماً، ومحمد الطالب في كلية الطب، لكن سرعان ما استهدفهم الاحتلال وأصابهم برصاصه أمام والدهما الذي عاش صدمة مروعة من هول المنظر.


وسط الحزن والدموع، روى أبو الرب لمراسل "القدس": خرجنا من بوابة المنزل حيث كانت سيارات الاسعاف تطلق صفاراتها، واستعد ابني الطبيب شامخ بسرعة للمساعدة والاغاثة، لكن بعدما قطعنا أمتارا قليلة فقط، كان خلالها محمد سبقنا، فوجئنا بدورية عسكرية كانت تمر بسرعة أمام منزلنا تطلق النار، ويقول "لم نلاحظ حركة الدورية والجنود، ولم أعرف أن الرصاص يستهدفنا ويصيب أبنائي، حتى وقع محمد الطالب في العام الثالث في كلية الطب على الارض وهو ينزف دماً دون سبب، فلم يكن قربنا مواجهات أو مسلحين".


بحزن وتأثر كبير، يقول أبو الرب "ركضت نحو محمد ومعي ابني شامخ لاسعافه، فقد كان اصيب بقدمه واصبح ينزف، بدأت برط قدمه وشامخ يقترب منه، لكنه وقع فوقه، كنت اعتقد انه يعالج شقيقه، لكنه اصبح ممدداً فوقه دون حراك". عندما حركت شامخ، شاهدته ينزف دماً بشكل غزير وغمر ملابسه، فبدأت أردد شامخ شامخ ولكنه لم يكن يجيب، فصرخت مستغيثاً بالاسعاف، ولم أعد أعرف ماذا حل به، في ظل قلقنا لان دورية الاحتلال لم تغادر المنطقة وشعرت ان الجنود لم يكتفوا بجريمتهم ويريدون دهسن. بعدما ربطنا قدم محمد، حملنا الطبيب شامخ، وقد تبين انه اصيب برصاصة في القلب واخرى في البطن، ولفظ أنفاسه الأخيرة وارتقى شهيداً، قبل وصوله لمشفى الرازي في جنين".


عاش المحافظ أبو الرب لحظات صعبة ومروعة، في ظل عدم معرفة مصير ولديه، الطبيب شامخ الذي تخرج قبل عام بشهادة البكالوريوس في الطب، وانضم منذ اسبوع لاسرة مشفى الرازي في جنين، كطبيب باطني. ويقول "فقدت الاحساس بالوقت والزمن، في اصعب محطة بحياتي واقسى واطول رحلة نحو المشفى، وقلبي ينزف دماً وألما، فقد انتظرت طوال عمري لرؤية شامخ كطبيب، لطالما لبى النداءات وأسعف الكثيرين، لكن عندما استغاث لم يتمكن من إسعافه أحد، قتله رصاصهم الحاقد في جريمة تضاف لسجل القتل والارهاب للاحتلال. اعلن مشفى الرازي عن استشهاد بكري وطبيبي الجديد، الذي لم يفرح بعد بوظيفته، ونقل محمد لمشفى جنين الحكومي، وخضع لعملية جراحية، وبحمد الله، كُتب له عمر جديد".
شهود العيان في مسرح الجريمة، أكدوا لمراسل "القدس"، أن قوات الاحتلال اطلقت النار دون سبب، فلم يكن قرب منزلهم والشارع المحيط أي مواجهات أو مسلحين، والدورية الاسرائيلية اطلقت النار خلال الانسحاب بشكل متعمد بهدف القتل.


بعد جريمة اعدام الطبيب شامخ أبو الرب، خيمت أجواء الغضب والحزن في محافظة جنين وبلدة قباطية، وشيع آلاف المواطنين جثمانه في مسيرة حاشدة تقدمها والده، الذي قال "ابني الطبيب شامخ، لم يمت، وأعتبره شهيدا في سبيل وطنه وشعبه وفلسطين، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون". وخلال لحظات الوداع الأخيرة في منزله بقباطية، ظهر الوالد كمال وهو يشد أزر أسرته ويرفع معنوياتها ويخفف حزنها رغم ان آثار الصدمة بدت واضحة عليه، وقال "لا بكاء على شامخ الشهيد، رب العالمين أعطاني اياه وأخذه اليه مكرماً وشهيداً، وأناشد الجميع ضرورة الحفاظ على وحدة الصف وأمانة ورسالة الشهداء ونبذ الفرقة، وعدم التفريق بين الشهداء من أبناء الأجهزة الأمنية والفصائل والقوى الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الذي يغذي الفتنة والانقسام. المطلوب منا التمسك بالوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الوطني وحماية السلم الأهلي، وإفشال مخططات الاحتلال لإحداث فرقة وخلافات بين العائلات وأبناء السلطة والعساكر والقوى والفصائل، شهداء أحبطوا محاولات الاحتلال، وعلينا الالتفاف حول القيادة والرئيس محمود عباس حتى دحر الاحتلال حتى تحقيق حريتنا وأحلام الشهداء بإقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشريف".

دلالات

شارك برأيك

الطبيب شامخ أبو الرب ارتقى شهيداً وأصيب شقيقه بالرصاص

رام الله - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 12 شهر

كلنا مستهدفون من قبل هذا العدو الغاشم طبييب وطفل وكهل وأمرءة ومريض وشجر وحجر أنا لله وانا اليه راجعون

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 125)