مقترح تأسيس هيئة إعادة إعمار التراث الثقافي والمعماري في غزة
الأحد 13 أكتوبر 2024 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس
مقترح تأسيس
هيئة إعادة إعمار التراث الثقافي والمعماري في غزة
رؤية واعداد
م. مجدي الشوملي
مجموعة حضارات فلسطين القديمة
مقدمة:
تزدحم غزة بالمواقع التراثية والثقافية، بمعدل موقع واحد لكل 1 كم مربع. والاكتشافات لا زالت مستمرة. وكان آخر هذه المكتشفات في 22 أيلول 2023 وتم فيها العثور على أربعة قبور تعود للعهد الروماني قبل ألفي عام.
وفي قطاع غزة عدد من مواقع التراث العالمي والمحميات الطبيعية. وأهم المواقع التراثية والثقافية في غزة: وادي غزة، تلة أم عامر، كنيسة برفيريوس، قلعة برقوق، قصر الباشا، المسجد العمري الكبير.
ويعود تاريخ هذه المواقع إلى العصور والفترات المصرية القديمة والاغريقية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية والفاطمية والمملوكية والعثمانية.
وقد تضرر أكثر من 200 موقع أثري وثقافي من أصل 325 موقعاً في قطاع غزة خلال الحرب التي لا تزال رحاها دائرة.
وعلى ضوء تعدد المبادرات التي تسعى إلى إعادة ترميم وبناء هذه المواقع فإنه بات من الضروري أن تتوحد المبادرات في مشروع واحد ووضع جميع المبادرات في بوتقة واحدة من أجل العمل بتكامل.
ومنذ العام 2006 يشرف على المواقع في غزة موظفون تابعون لسلطة القطاع بينما تشرف وزارة السياحة على الجوانب القانونية والعلاقات الدولية.
لقد تعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف المواقع التراثية والثقافية في قطاع غزة في محاولة لقطع الصلة بين المواطن وجذوره. وسوف يؤدي تدمير التراث المادي إلى ضرب التراث غير المادي الروحي والانساني، وهنا يكمن الخطر، حيث قد يؤدي ذلك إلى تخلخل الهوية الفلسطينية في القطاع وروح الانتماء، فالمكان هو امتداد للنفس، وتدمير أو تشويه المكان الثقافي سوف تكون له نتائج نفسية واجتماعية وثقافية كبيرة وتتحول غزة إلى مجرد صناديق للعمل والاقامة. والعكس صحيح، فإن المواطن سوف يشعر بالاطمئنان والتعافي عندما يشاهد المواقع المدمرة تعود إلى سابق عهدها. لذلك فإن إعادة اعمار المواقع التراثية والثقافية يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع مشاريع الإغاثة والاعمار وإصلاح البنية التحتية وتكون الأولوية للمواقع التي لها ارتباط روحيّ بالمواطنين.
مبادئ عامة
تنطلق هذه المبادرة من أن:
1. حجم الدمار الهائل في القطاع أكبر من جميع الإمكانيات المتاحة في فلسطين
2. هناك مؤشرات على التقارب بين غزة والضفة ظهر في لقاءات الصين
3. مخططات إسرائيل تستهدف جميع الفلسطينيين
4. ترميم غزة وخاصة آثاراها تشكل فرصة للوحدة الوطنية
كما تستند المبادرة على الأسس التالية:
1. ان تكون الهيئة هي الجهة الوحيدة المعتمدة في عملية ترميم المواقع التاريخية وفي توفير الدعم المالي
2. تضم الهيئة جميع الأطراف التي لها علاقة بالموضوع وخاصة وزارة السياحة والآثار وبلديات القطاع.
3. تطبيق القوانين والأنظمة المتّبعة في وزارة السياحة والآثار والبلديات
4. الالتزام بالمواصفات والمتطلبات الهندسية بما ينعكس على العطاءات والتنفيذ
5. ترتيب الأولويات بما يعزز من صلة المواطن بالمكان
6. الحِرفية في العمل الفني والشفافية في التنفيذ
7. الحفاظ على الروح التراثية في إعادة الترميم
8. الاستناد على خبرات وأنظمة وتعليمات الإدارات المختلفة في البلديات ووزارة السياحة والآثار
9. التكامل بين جميع البرامج والأقسام والمؤسسات الحكومية والأهلية والبلديات
10. التعاون مع المنظمات العربية والدولية
11. الاستناد إلى اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح للعام 1954 والبروتوكول الثاني في اتفاقية لاهاي لنفس العام ومواثيق أخرى
12. التعاطف والتأييد الدولي سوف يسهل عملية الدعم المالي
وقد تشكّلت مؤخرا وزارة جديدة في السلطة الفلسطينية تعني بشؤون الإغاثة، ومن المتوقع كما هو واضح من اسم هذه الوزارة أن تركز على القضايا الإغاثية والتصدي للكوارث الإنسانية مثل الغذاء والمياه والمساكن والوقود والمستشفيات والبنى التحتية، وعليه فإننا نخشى ألا يحظى ترميم المواقع التراثية والثقافية في القطاع إلى أولوية. لذلك تأتي هذه المبادرة للبدء بالعمل فوراً من أجل تهيئة الأوضاع الإدارية والقانونية والفنية والمالية اللازمة لبدء عملية الترميم فور انتهاء العدوان.
وقد قامت وزارة السياحة والآثار مؤخراً بتشكيل لجنة مهمتها حصر الأضرار التي حدثت للمواقع الأثرية والتراثية وهو عمل ضروري لعمل الهيئة المقترحة، ويسرِّع من عملها. كما عُقدت ورشة عمل بتنظيم من جامعة أكسفورد وصدرت، عدة تقارير عن وزارة الثقافة ونُظمت عدة محاضرات في الأردن وفلسطين تناولت الموضوع، كما ونُشر كتاب عن الأضرار التي لحقت بالمواقع التاريخية أثناء العدوان.
الهيكلية:
تتشكل الهيئة من اللجان والأقسام التالية:
لجنة التوجيه والاشراف:
مهمتها
• وضع استراتيجية إعادة الاعمار
• ضمان التنسيق بين جميع الأطراف
• الاشراف العام على الجهاز التنفيذي
تتكون اللجنة من ممثلين عن كل من وزارة السياحة والآثار، وزارة الثقافة، وزارة الأشغال العامة، وزارة الأوقاف، لجنة الشؤون الكنائس، وزارة شؤون الإغاثة، بلدية غزة، ممثلون عن البلديات الرئيسية في القطاع، إضافة إلى المدير التنفيذي.
الأقسام المقترحة:
1. التوعية: ويشمل التوعية والاعلام والعلاقات العامة واشراك المجتمع المحلي والتوثيق
2. المعلومات: ويتم الاستناد على المعلومات التي يتم جمعها حاليا، كما يقوم بتوثيق المقتنيات في كل موقع.
3. قسم المفقودات والمسروقات: ويقوم بدراسة سبل تعويض المفقودات واستعادة المسروقات
4. الخدمات الهندسية وإدارة المشاريع: ويكون مسؤولا عن متابعة التصميم والاشراف مع المكاتب الهندسية وشركات المقاولات، وإدارة المشاريع وضمان جودة تنفيذ المشروع ومطابقته للمواصفات والمدة الزمنية والكلفة المالية ويكون على صلة وثيقة بدائرة الترميم في الوزارة. كما يكون هذا القسم مسؤولاً عن وضع وتنفيذ خطة إجراءات الطوارئ لبعض المواقع.
5. العطاءات: ويكون مسؤولاً عن طرح العطاءات وتقييم العروض، وتجهيز العقود
6. المالية: ومهمته متابعة القضايا المالية وخاصة الدفعات للمقاولين والمكاتب الهندسية والرواتب.
7. العلاقات الخارجية: العلاقة مع المانحين، وتوفير الأموال، وجلب المتطوعين الفلسطينيين والعرب والأجانب وتشكيل لجان مناصرة ودعم.
8. الإدارة: ويشمل الإدارة والدعم الفني وتكنولوجيا المعلومات والتواصل مع المصادر الخارجية من مكاتب هندسية ومقاولين ورفع القدرات وتنظيم الدورات وخاصة في مجال الترميم
9. مستشار قانوني
الجهاز التنفيذي:
• المدير التنفيذي بتعيين من لجنة التوجيه والاشراف
• رئيس لكل قسم من الأقسام المقترحة مع عدد مناسب من الموظفين
التعيينات:
سوف يتم اجراء بعض التعيينات في بعض الوظائف ولكن معظم الوظائف سوف يتم انتدابها كالتالي:
• بعض أو جميع موظفي وزارة السياحة والآثار الموجودون في قطاع غزة سواء التابعين لسلطة القطاع أو للسلطة الفلسطينية
• بعض أو جميع الموظفين المتفرغين سابقا في المواقع الأثرية والتراثية في القطاع
• بعض موظفي وزارة الثقافة الموجودين في قطاع غزة
• بعض موظفي البلديات المتخصصين بالترميم
• منتدبون من الوزارات الذين لا يتاح لهم الظرف للعمل في وزاراتهم بسبب نتائج الحرب
• متطوعون فلسطينيون وعرب وأجانب
آلية انشاء وتشغيل الهيئة:
بعض النشاطات المذكورة تتم بغض النظر عن توقف الحرب، والبعض الآخر يتم تنفيذه بعد انتهاء الحرب.
نشاطات يتوجب القيام بها فورا بِغض النظر عن موعد توقف الحرب:
• يحتاج تأسيس الهيئة إلى قرار واتفاق بين غزة والضفة يعلو على الخلافات السابقة
• تشكيل لجنة التوجيه والاشراف واستكمال الإجراءات
• تعيين المدير التنفيذي من قبل لجنة التوجيه والاشراف ويمارس عمله من مكاتب وزارة السياحة في بيت لحم
• الاستفادة من تجارب سابقة في سوريا واليابان وألمانيا وايطاليا
• بدء الاتصالات من أجل جمع الأموال
• وضع استراتيجية إعادة الإعمار
• التواصل مع المبادرات المحلية والعربية
• البدء بجمع المعلومات عن حجم الاضرار في جميع المواقع في القطاع والكلفة التقديرية لترميم كل موقع (الاستناد على تقارير لجنة وزارة السياحة ووزارة الثقافة وبلديات القطاع وغيرها).
• مسح الموارد البشرية الفنية المتخصصة بالترميم والمتوفرة في القطاع
• مسح الموارد البشرية التابعة لوزارة السياحة والآثار المتواجدة في القطاع
• استقطاب المتطوعين المحليين والعرب والدوليين، وتخصيص نشاطهم
• تحديد الأولويات من المشاريع
• تصميم الهيكلية التنظيمية للهيئة
• وضع الوصف الوظيفي لكل شخص
نشاطات تبدأ فور انتهاء الحرب:
• تشكيل خلية عمل لمدة محدودة تكون مهمتها تعيين أو تكليف الطاقم الأساسي للهيئة واختيار مقر لعمل الهيئة في بيت لحم إضافة لمكتب في غزة، وتزويده بالأثاث والتقنيات اللازمة
• عقد مؤتمر للمانحين المتخصصين بالتراث
• البدء بوضع خطة تنظيم الموارد البشرية بالاستناد إلى البنود السابقة وتاريخ التحاق كل موظف بعمله
• وضع وتنفيذ خطة إجراءات الطوارئ لبعض المواقع
• التعاقد مع عدد من المكاتب الهندسية
• البدء بتجهيز وثائق العطاءات بحسب الأولويات
• طرح العطاءات وبدء التنفيذ
• وضع الحلول للتغلّب على النقص في الموارد وخاصة المكاتب الهندسية والفنيين المختصين بالترميم
• مواجهة مشكلة الحصار على القطاع وإدخال مواد البناء
تحليل أولي لعناصر القوة والضعف
(بحاجة إلى ورشة عمل لتطوير هذا التحليل)
نقاط القوة:
• وجود وعي ومصلحة لترميم المواقع لدى جميع الأطراف
• وجود توافق داخلي فلسطيني على عمليات الترميم
• وجود معلومات تتعلق بالمواقع المتضررة
• وجود خبرات داخل البلديات والوزارة والمجتمع الفلسطيني
نقاط الضعف:
• كثرة المواقع المتضررة في مساحة ضيقة
• حجم الضرر في المواقع وتدمير الكثير من المحتويات التي يصعب تعويضها
الفرص:
• نتائج لقاءات الصين بين القوى الفلسطينية
• تعاطف دولي رسمي وشعبي ومنظمات دولية مع القضية الفلسطينية وإعادة البناء مما يسهل توفير الأموال اللازمة للترميم وإعادة البناء.
• ارتباط السكان روحيا وثقافيا بالمواقع التراثية
• تواجد عدد كبير من الموظفين التابعين لوزارة السياحة والآثار في القطاع
• وجود عدد من المبادرات العربية والدولية لدعم عمليات الترميم
• عملية الترميم سوف تكون فرصة للتعريف بالمواقع الأثرية
• فرصة للتوعية المحلية وتعزيز العمل المجتمعي
التهديدات:
• غياب جسم متخصص بإعادة البناء
• استمرار الحرب وتضرر المزيد من المواقع
• استمرار الاغلاق والحصار مما يعيق تنقل الأفراد والبضائع
• هجرة أو استشهاد عدد كبير من الخبرات
• النقص في التمويل أو تأخر وصول التمويل
• خلافات حول من المسؤول عن عملية الترميم
الموازنة المتوقعة:
100 مليون دولار
مدة المشروع:
10 سنوات
إقرأ المزيد لـ مجدي الشوملي ...
الأكثر تعليقاً
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مصطفى: يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف العدوان وتأمين المساعدات
هل أتاك حديث الجنود؟
يرجى الانتباه.. "الإعصار" يقترب!
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)