عربي ودولي

الأحد 08 أكتوبر 2023 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس

لبنان لا يرغب بدفع ثمن حرب جديدة امام اسرائيل

رام الله - "القدس" دوت كوم

 الثمن الذي لا يرغب لبنان في دفعه وفي ظل التوازن الدقيق الذي يشهده الشرق الأوسط، حيث تظهر البلدان غالباً على شفا الصراع، فإن احتمال نشوب حرب أخرى يلوح في الأفق بشكل ينذر بالسوء. 


وهذه المرة، ستكون ساحة المعركة المحتملة هي لبنان، البلد الذي دفع بالفعل ثمناً باهظاً لصراعاته الماضية. 


ومع اشتعال التوترات، هناك أمر واحد واضح وضوح الشمس: وهو أن لبنان لا يستطيع، ولا ينبغي له، أن يدفع ثمن حرب أخرى مع إسرائيل.


مع تدهور اقتصاده، وبنيته التحتية التي تكاد تكون معدومة، وشعبه الذي سئم الصراع المستمر، يقف لبنان على مفترق طرق. يؤدي أحد المسارين إلى مزيد من الدمار، والآخر نحو التعافي والازدهار المحتملين. ولم تكن المخاطر أعلى من أي وقت مضى.


بداية، شهد الاقتصاد اللبناني أياماً أفضل. كان لبنان اليوم، الذي أُطلق عليه لقب "سويسرا الشرق" بسبب قطاعه المصرفي النابض بالحياة وذوقه العالمي، يتصارع مع التضخم المفرط والبطالة المتزايدة وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي. 


إن الحرب مع إسرائيل، القوة العسكرية الساحقة، ستكون أشبه بدق المسمار الأخير في نعش النظام المالي للبلاد. وسوف تنخفض قيمة الليرة اللبنانية المتوترة بالفعل، مما يؤدي إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية للمواطنين العاديين.


لقد تم بالفعل تدمير البنية التحتية، وهي العمود الفقري للأمة، في لبنان. ومن الطرق المتداعية إلى المرافق الصحية غير الكافية، تكافح البلاد من أجل توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها. 


كان انفجار بيروت عام 2020، الذي هز العاصمة، بمثابة شهادة مأساوية على ضعف البنية التحتية للبلاد. ولن تؤدي المواجهة العسكرية مع إسرائيل إلا إلى تفاقم هذه الهشاشة، مما يدفع لبنان إلى نقطة انهيار لا يمكن إصلاحها.

ومع ذلك، فإن التكلفة الأكبر على الإطلاق هي التكلفة البشرية. لقد عانى اللبنانيون من الحروب الأهلية والغزوات الأجنبية والصراعات الداخلية. 


إن صمود الشعب أمر جدير بالثناء، ولكن هناك عتبة لكل صبر. ولن يؤدي صراع آخر إلى خسائر لا يمكن تصورها في الأرواح فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى نزوح عدد لا يحصى من الأسر، مما يزيد من تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد. 

بالنسبة للكثيرين، فإن مجرد التفكير في العودة إلى عصر يذكرنا بالعصر الحجري أمر لا يمكن تصوره. لكن من دون التدخل الدولي والقرارات الدبلوماسية، فإن هذه الرؤية القاتمة يمكن أن تتحول إلى واقع.


ومن الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من اللبنانيين سئمت الحروب وتدعو إلى السلام. وبينما يجد حزب الله، الحركة السياسية والعسكرية الشيعية، نفسه في كثير من الأحيان في قلب المناوشات الإقليمية، فإنه لا يتحدث باسم جميع اللبنانيين. 


من المفاهيم الخاطئة الشائعة الخلط بين تطلعات مجموعة ما وتطلعات الأمة بأكملها. إن الشعب اللبناني، الذي يتوق إلى الاستقرار والسلام، يقف إلى حد كبير ضد أي شكل من أشكال العدوان.


وهكذا، فبينما تقرع طبول الحرب من بعيد، من الأهمية بمكان بالنسبة لأصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين أن يدركوا العواقب الوخيمة التي قد تترتب على صراع آخر في لبنان. 


إلى صانعي السياسات وأصحاب النفوذ والقادة: لا يستطيع لبنان أن يدفع ثمن حرب أخرى. ويحتاج المجتمع الدولي، أكثر من أي وقت مضى، إلى أن يكون صوت العقل، وأن يحث على الحوار والدبلوماسية والانفراج.

 

يعتبر لبنان في قلبه فسيفساء من الثقافات والأديان والأعراق، وهو معروف بتاريخه الغني ومطبخه ومناظره الطبيعية.


 ولكن أبعد من ذلك، فهي موطن للملايين الذين لا يطمحون إلا إلى السلام والاستقرار والمستقبل الواعد لأطفالهم. إن حرباً أخرى مع إسرائيل ليست مجرد مسألة جيوسياسية؛ إنها مسألة إنسانية. وهذا هو الثمن الذي لا يرغب لبنان، وفوق كل شيء، في دفعه.

دلالات

شارك برأيك

لبنان لا يرغب بدفع ثمن حرب جديدة امام اسرائيل

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 220)

القدس حالة الطقس