Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 30 سبتمبر 2023 9:00 صباحًا - بتوقيت القدس

عندما تكون السعودية رأس حربة في الشرق الأوسط

لا شك أن التغييرات المختلفة التي شهدتها السعودية داخليا والخليجية والعربية والاقليمية والدولية على الصعد كافة ألقت بظلالها على دور المملكة العربية السعودية مؤخرا، إذ تغير هذا الدور الوظيفي الذي لازم المملكة على مدى عشرات السنين الماضية وتحول لدور ريادي؛ أي بمعنى أصبح بميدان اللعب السياسي من خط الدفاع والوسط الى خط الهجوم كرأس حربة ليس في المنطقة العربية فحسب وإنما في الشرق الأوسط والعالم أيضاً.


إن السعودية بما تملك من ثروة نفطية هائلة أي "المال" ، ومكانة دينية عالية أي زعامة العالم السني لوجود بيت الله الحرام فيها أي "الدين"، والسطوة السياسية والاقتصادية على الخليج والوطن العربي أي "النفوذ" ، وموقعها الجغرافي المميز أي "الموقع الاستراتيجي" ، كل ذلك يخولها ويؤهلها لأن تقود المنطقة في حال توافرت النية لدى قيادتها الشابة الجديدة والمتحمسة في زيادة نزعة القومية العربية وحجم المغامرة السياسية مع المحافظة على منسوب الحكمة ورفع نسبة التمرد عندها على الأعراف السياسية التقليدية الدولية التي تريد من السعودية دولة تابعة لا قائدة تطيع وتنفذ الأوامر والارادات الدولية التي تخدم سياسات ومصالح منظومة القطب الواحد لا دولة حره تتحكم في سيرها ومصيرها، وبالتالي فإن هناك فرصة تاريخية ربما لن تتكرر في المستقبل، وعلى المملكة العربية السعودية التقاطها وهي استغلال واستخدام مكامن قوتها آنفة الذكر من ناحية والظرف العربي والاقليمي والدولي المتغير، والذي باعتقادي هو في صالحها لتسديد أهدافها ورفعتها من الناحية الأخرى.


ولربما يُشكل تطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل المزمع توقيعه خلال الايام أو الأشهر المقبلة بغض النظر عن الجدل الدائر حوله ،عنصر قوة بالنسبة للملكة العربية السعودية في حال كان تفكيرها بهذا الاتجاه أي قيادة الإقليم، فالسعودية تهدف و تسعى برأيي من هذه الاتفاقية مع إسرائيل لأن يكون لديها برنامج ومفاعل نووي مدني وطائرات حربية من نوع "اف 35" وتحالف دفاعي استراتيجي وعسكري مع الولايات المتحدة الاميركية ومع جيرانها وحلفائها بالمنطقة وتطور تكنولوجي عسكري " الهايتك" الاسرائيلي ، وذلك لمواجهة تغول ايران بالمنطقة من جهة ولتقوية ترسانتها العسكرية وجيشها ومنظومتها الدفاعية من الجهة الأخرى كدولة قوية لا يستطيع أحد الاستهانة بها، ولعل تطبيع العلاقة مع اسرائيل سيكون ممرا اجباريا نحو ذلك بالنسبة اليها .


ولعل السعودية دأبت في السنوات والأشهر والأيام القليلة الماضية على اعادة تموضعها وكذلك ترتيب أوراقها سواء أكان ذلك على المستوى الداخلي أو على مستوى المنطقة والاقليم والعالم أجمع ، وكان ذلك واضحا وجليا في تغير سياساتها الخارجية التي انتقلت من سياسة النأي بالنفس والتوازن السياسي والدبلوماسي وعدم الاكتراث، إلى سياسة المتابعة والتدخل المباشر والمبادرة في بعض الأحايين، وهذا جاء، ربما، نتيجة تغير الدور الوظيفي الذي كان مناطا بها سابقاً، ومن الأمثلة على ذلك إنهاء الأزمة الخليجية مع قطر أوائل عام 2021، وكذلك التقارب الكبير والمفاجئ مع إيران أوائل آذار الماضي وتسريع وتيرة إعادة العلاقات مع طهران، مروراً بالتهدئة ووقف الحرب في اليمن، إلى التحرك الأخير بتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد وإعادة دمجه في المنظومة العربية، فضلاً عن تحولات العلاقة مع القوى الكبرى كأميركا والصين وروسيا وموضوع التطبيع مع اسرائيل وتعيين سفير لها في فلسطين واستئناف الدعم المالي لها ، ورفع يدها عن لبنان، والعلاقة الباهتة مع مصر وانهاء التوتر مع تركيا بعد حادثة مقتل خاشقجي وغيرها من الامثلة .


ومن هنا، فإن الاعتقاد السائد أن التحولات الراهنة في السياسة الخارجية السعودية هي تحولات جوهرية واستراتيجية يمكن أن تكون طويلة الأمد في حال استمرارها، وهي أشبه بما يبدو أنها صحوة سعودية في السياسة الخارجية تسعى لاستدراك ما فات من العقود التي لم تستفد فيها المملكة العربية السعودية من إمكاناتها الاقتصادية والمالية والجيوإستراتيجية والدينية من أجل تحقيق مصالحها، وهو ما يعكسه الحضور السعودي الملحوظ على الساحات المختلفة العربية والإقليمية والدولية.

دلالات

شارك برأيك

عندما تكون السعودية رأس حربة في الشرق الأوسط

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 97)